TG Telegram Group Link
Channel: "شفَق"
Back to Bottom
ثمّة أحكامٌ تصدر بقياس القريب على البعيد، والغائب على الحاضر، فكيف بمن يصدر حكمه عن هوًى في نفسه؟! فإنه إن فعل، وكان هواه موافق الحق، أدخله في معرض الباطل، لأنه ادعى دون سبب، واتهم دون حجة، وآثر القريب الظاهر على باطنٍ يظهر بالاستنباط، لذلك أهل الأحكام - أيًّا كان تخصصهم- هم أهل حكمة ورويّة، يفصلون الحق فصل الخطاب، فصلًا ينجيه من الالتباس والشبّهة.
إييه! كنت سأكمل نظمها فخشيت من إيغال العاطفة، وأن يبعث الشجى بكلّ الشجى، وكما قلت: قد اتسع الرقع على الراقع:

مِن أَين أبدأُ والْأَقلامُ تُنْتَزَعُ
منِّي، وحرفٌ بقلبي شاردٌ فزِعُ؟!

واحرّ قلباه إن لم تدركوا رِئمًا
شقَّت عليها المُنَى واصطادها الجزعُ
رفح التي يقصفها الجيش الجبان بأطنان المتفجرات، ممدوداً بالمعونات العسكرية العالمية ومحفوفاً بخيانات الخونة..رفح هي هذه هي البقعة الحمراء الصغيرة على الخارطة!!
مساحتها حوالي 60كم٢ فقط!!
هذا يعني أنها جزء واحد من 450 جزء من أرض فلسطين التي تبلغ مساحتها 27000كم٢.
هل رأيت جبناً ونذالة واستقواءً على الضعفاء أكثر من هذا؟!
لقائله.
معيّة الله وألطافه ورحماته وتدبيره تفوق التصوّر، حتى لو كان في هيئة حلم، لعلّي اليوم كنت مبعدة، فجأةً انفصلت عن كل الحاضرين، وعن المُحاضِر الذي يلقي درسه، وبتّ أرى كل ما حولي أشتاتًا، ضاقت بي ظلمة الغرفة، مع أنها أكثر مكانٍ نورانيٍّ للروح، وأوسع نافذة تطل بها على الكون كله، لكن ليس اليوم، أوّل مرةٍ أشعر أني أمشي بغير هدًى، لا أرى من حولي، ولم أتنبه غير فتاة تلمس كتفي، فتقول (أنا معك وأعرفك..قلقت عليك، هل أحضر لك شيء؟) استغربت، كنت أظنني أجلس بهدوءٍ أتأمل، شكرتها، وهربت، دخلت غابةً شجرها ملتفٌّ، غابةً من رموز، ذهبت إلى ركنٍ ما أهدئ الغزال الشارد مني، انتظرت الحافلة وعدت، ثم حلمت بوالدتي، كانت فرحة مسرورة، وتقول لأخوتي لا تجعلوا أختكم تحمل حقائب ثقيلة، رأيتني في غرفتها ويدي في كفها، ثم مسحت على كتفي، وهي تسأل: هل يؤلمك؟ تلك لمستها شعرت بها حقيقة، وكأن لا ألم بي، نعم، استقيظت كأنّ شيئا لم يكن.
"شفَق"
فقالت: أطعنا الشوق بعد تجلّدٍ وشر قلوبِ العاشقين جليدها علي بن الجهم، شعره يؤكد معنى:(وإن أحسن ما في الشاعر قلبُه الفصيح.)
حسن التعليل عند علي بن الجهم ملحوظ في ديوانه.

قال في سجنه:

قالَت حُبِستَ فَقُلتُ لَيسَ بِضائِرٍ
حَـبسـي وَأَيُّ مُـهَنَّـدٍ لا يُـغمَـدُ
"شفَق"
أدرك بالشوق ما لا يُدرك باللقاء، وأتحسس الألفة كما يميز الأعمى وجود أخلائه. أفئدةٌ أبيت الليل أرعاها بعين المحبة، وأحفظ عنها روايات الوجود. وإذا همّ امرؤٌ بفكِّ رموز الروح وتعالقِها، تكشفت له ظنونُه فيها، فلن يجد ما يثبت أن روحًا تداخلت في روحٍ حدّ أن ينعكسا…
لما رأيت مع صديقتَيّ أن الجمعية الثقافية التي نتدرب عندها أضافت ديوانيّ البردّوني ومحمد إقبال، جلسنا نحتسي الشعر ساعة، وأول شيء جرى على لساني، تلك القصيدة الروحيّة، معدنها ترابي وجرت في لفظها لغة السماء:

حديث الروح للأرواح يسري
وتدركهُ القلوبُ بِلا عناءِ

هَتفْتُ بهِ فطارَ بِلا جناحٍ  
وشقَّ أنينهُ صدرَ الفضاءِ

ومعدِنهُ تُرابيٌ ولكنْ  
جرتْ في لفْظِهِ لغةُ السماءِ


لقدْ فاضتْ دموعُ العشقِ منِّي  
حديثاً كانَ عُلويَ النداءِ

فحلّقَ في رُبى الأفلاكِ حتى  
اهاجَ العالمَ الأعلىَ بُكائي


وجاوبتِ المجرّةُ علَّ طيفاً  
سَرى بينَ الكواكبِ في خفاءِ

وقال البدرُ هذا قلبُ شاكٍ  
يواصلُ شدوهُ عندَ المساءِ

ولمْ يعرفْ سِوىَ رضوانَ صوتي  
وما أحْرَاهُ عندي بالوفاءِ
"شفَق"
إن أعز ما أقدره في مراحل الفن العلية عند الشاعر هي (صحوة الشعور)، فإذا فكرنا في الشعر الذي حرك قلبه تمثل عندي في قول امرئ القيس "ريع قلبه" ثم شبه ذلك (الروع) بنشوة المخمور إذا شربها صباحا، لأن هذه الصحوة، وذلك الاستنفار، هو معنى الروع، ولأن في قول الشعر نشوة،…
«إذا راعك منظر من المناظر.... فصورت ما تجد في نفسك من الروعة، وما يملؤها من الإعجاب، وما يكون فيها من التأثير والانفعال تصويرًا يلائمه روعة وقوة، وينقله إلى نفس قارئك أو سامعك كما تجده، أو قريبًا مما تجده، في لفظ جميل ممتاز بالرقة إن كان الموضوع يحتاج إلى الرقة، وبالفخامة والضخامة إن كان الموضوع يحتاج إلى الفخامة والضخامة، فقد أنشات أدبا، أي أحدثت أثرًا فنيًّا جديدًا لم يكن قبل أن تُحدثه»
"شفَق"
والصّبرُ إياةُ المحبة.
لقد أصبحت هذه العبارة وقود روحي، وذكاء محبتي، وعلائق أرتبط بها مع أهل الشوق..
"شفَق"
(عن الحنين والتفرق) في بيت ابن زيدون: وأرَّق العينَ والظلماءُ عاكفةٌ ورقاءُ قد شفَّها إذْ شفَّني حزَنُ فبتُّ أشكو وتشكو فوق أيكتِها و باتَ يهفُو ارتياحًا بيننَا الغُصنُ قال سائلًا: ما الحالة التي عليها الغصن حتى يكون…
لو لم يُظهِر ابن زيدون ارتياح غصنٍ مازال ملتحمًا مع صلبه، لما ظهرت شكوى الفراق المشتركة بينه وبين الحمامة، أما البارودي فكان في الصورة غريبًا مفترقا لوحده، فالحمامة مع إلفها، والغصن مياد متنعم لم يُقطع:

أَلا يَا حَمَامَ الأَيْكِ إِلْفُكَ حَاضِرٌ
وَغُصْنُكَ مَيَّادٌ فَفِيمَ تَنُوحُ؟!

غَدَوْتَ سَلِيماً فِي نَعِيمٍ وَغِبْطَةٍ
وَلكِنَّ قَلْبِي بِالْغَرَامِ جَرِيحُ
Forwarded from نغم (ريم دوغان 🌸)
أيها الراكبُ الميممُ   أرضي
أقرِ من بعضي السلام لبعضي

إن جسمي كما علمتٙ بأرضٍ
وفؤادي  ومالكيه   بأرض 

قُدر البينُ بيننا فافترقنا
وطوى البينُ عن جفوني غمضي

قد قضى الله بالفراق علينا
فعسى باجتماعنا سوف يقضي


-عبد الرحمن الداخل-
سؤال كل زمان، يكون رجاله نائمين على وسائد الخذلان، ملتهين بشخير القمر:

وما أدري ولستُ إخال أدري
أقوم آل [عُربٍ] أم نساءُ؟!

-زهير، بتصرف.
من الأشياء التي أذكرها الآن، بعد أن جال عقلي تفكّرًا في محاضرة (الأدب والأسطورة) والأسئلة التي تفور عن فكرة المجاز، وقلبي الذي يصبح جياشًا أمام الفلسفة الفكرية، تذكرت لما كنا نجلس على العشب في صباحات الجامعة، فتأتي مُحاضِرة قريبة جدًا منا، فتسعد بمجلسنا، فتنضمّ إلينا، ونتبادل الحديث، فقلت لها بعد كلام متبادل أني قد لا أنام إن جاش في صدري سؤال، أو لم أفهم شطرًا في بيت، وأبقى أفكر فيه، ثمّ قالت:"انتبهي يا ريم ألا يتعبك هذا" ضحكت فعلا، ربما عشقي لعلم المعاني هو مبنيٌّ من تلك المحبة العميقة لفهم الأشياء، مع أني أراها حالة لذيذة، ليست تعبًا، هي حالة "عشق صُراح" .
البارحة وجدت ديوان عمر بن أبي ربيعة قريبًا من يدي، فأخذته، وجيد أني استحسنت عنده قصيدة (شتان بين القرب والبعد)، وأثارني بيتان عجيبان قد فصّل الجاحظ بنفس معناه قولًا يفسر طبيعة النفس البشرية:

ولقد منحتُ الود مني، لم يكن
منكم إلي، بما فعلتُ، أيادي

إني لأترك من يجود بنفسه
وموكَّلٌ بوصال كل جماد
"شفَق"
البارحة وجدت ديوان عمر بن أبي ربيعة قريبًا من يدي، فأخذته، وجيد أني استحسنت عنده قصيدة (شتان بين القرب والبعد)، وأثارني بيتان عجيبان قد فصّل الجاحظ بنفس معناه قولًا يفسر طبيعة النفس البشرية: ولقد منحتُ الود مني، لم يكن منكم إلي، بما فعلتُ، أيادي إني…
هذا قول الجاحظ، وله روابط أعمق، لكن أستقطع منه الشاهد فقط:

والناس موكلون بتعظيم الغريب واستطراف البعيد، وليس لهم في الموجود الراهن، وفيما تحت قدرتهم من الرأي والهوى، مثلُ الذي لهم في الغريب القليل، وفي النادر الشاذ، وكل ما كان في ملك غيرهم، وعلى ذلك زهد الجيران في عالمهم، والأصحاب في الفائدة من صاحبهم. وعلى هذا السبيل يستطرفون القادم عليهم، ويرحلون إلى النازح عنهم، ويتركون من هو أعمُّ نفعًا وأكثر في وجوه العلم تصرُّفًا، وأخف مئونة وأكثر فائدة، لذلك قدم بعض الناس الخارجي على العريق، والطارف على التليد.
Media is too big
VIEW IN TELEGRAM
رِقِّي سعاد وودّعينا
"شفَق"
رِقِّي سعاد وودّعينا
هذا النشيد الصافي الحقيقي.. من الروح وحسب.
"شفَق"
من الأشياء التي أذكرها الآن، بعد أن جال عقلي تفكّرًا في محاضرة (الأدب والأسطورة) والأسئلة التي تفور عن فكرة المجاز، وقلبي الذي يصبح جياشًا أمام الفلسفة الفكرية، تذكرت لما كنا نجلس على العشب في صباحات الجامعة، فتأتي مُحاضِرة قريبة جدًا منا، فتسعد بمجلسنا، فتنضمّ…
أعدّ الأحلام من الطرائف والعجائب، نمت وأنا أفكر بمسألة عجيبة محاولةً المقارنة بين المجازات، فغلبني النوم، وحلمت أني في مطبخ الجدة، وبه من الحلوى غرائب لم أرها من قبل، فإذا بناقد أعرفه يطبخ هذه الحلوى، يلفّ عجائن ملونة ويفصلها، فقلت له عن المسألة، فقال هذا ما أسميه (الضغط اللغوي)!! وأنا أصنع الحلوى وأضغط أحشاءها وأفصلها لأريك الفكرة تطبيقا، ثم قال لي إذا قرأت آية في سورة القلم ستفهمين. ثم صنعت حلوى كالذي يصنع، وقلت هل حقا تسميه (الضغط اللغوي) لفّ رأسه وقدم الحلوى وأكلنا.

كلما تذكرت هذا ضحكت من قلبي. مصطلح نقدي مضحك.
HTML Embed Code:
2024/05/21 06:47:35
Back to Top