TG Telegram Group Link
Channel: #المعرفة_بالنورانية
Back to Bottom
[[ علي بن أبي طالب المعنى الذي لا يقع عليه اسم و لا شبه ]]

اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدْ وَ آلِ مُحَمَّدْ وَ عَجِّلْ فَرَجَهُمْ وَ أهْلِكْ عَدُوَهُمْ

قال أمير المؤمنين صلوات الله عليه : أنا المعنى الذي لا يقع عليه اسم و لا شبه .(1)

هذا الكلمة من الخطبة المقدسة لأمير المؤمنين صلوات الله عليه يستعظمها البعض ممن يدعي العلم و التحقيق ، و يرفضها بحجة أنها غير مسندة بأسانيد صحيحة ، أو أنها فيها الغلو ، أو أنها توحي إلى الشرك بالله لأن صفة ( لا اسم و لا شبه ) تنطبق على الله وحده .

الاعتماد على السند للحديث الواحد و قبوله و رفضه على أساسه من الجهل و السذاجة في التعاطي مع علوم آل محمد .
و كذلك رفض أو قبول الحديث بناءاً على أن ظاهره يوحي للشرك ، و ذلك بسبب عدم فهم مراد الإمام من الحديث في الباطن .

إن معرفة الباطن من الحديث أصل و أساس في فهمه و قبوله ، و الإعتماد على الظاهر فقط باطل ، بل يؤدي إلى الرد على الإمام ، و الراد عليه راد على الله ، و هو الكفر .

كذلك الإعتماد على الباطن فقط دون الظاهر باطل ، و يؤدي إلى الغلو في فهم الحديث ، و عدم فهم المقامات و المراتب و عدم التمييز بينها و الخلط .

و ذلك ما ورد عن أبي عبد الله صلوات الله عليه أنه قال للهيثم التميمي : يا هيثم ، إن قوماً آمنوا بالظاهر و كفروا بالباطن فلم ينفعهم شيء .
و جاء قوم بعدهم فآمنوا بالباطن و كفروا بالظاهر فلم ينفعهم ذلك شيئاً .
فلا إيمان بظاهر إلَّا بباطن .
و لا بباطن إلَّا بظاهر
.(2)

فحديثهم صلوات الله عليهم منظومة معرفية متكاملة ، فما لم تفهمه من حديث تجده في حديث آخر ، و ما نقص في حديث كماله في حديث آخر .
فمن أخذ بحديث في الباطن و أنكر حديث آخر في الظاهر فهو من الفئة الغلاة المنحرفة .
و من أخذ بحديث في الظاهر و أنكر حديث آخر في الباطن فهو من الفئة المقصرة الملعونة .

و مثاله في هذا الكلام المعرفي النوراني الباطني العميق الذي نطق به أمير المؤمنين صلوات الله عليه : أنا المعنى الذي لا يقع عليه اسم و لا شبه .
قالت الفئة المقصرة الملعونة أنه من الأحاديث المرسلة الضعيفة التي ليس لها سند .

و الحقيقة أن له سند معتبر و موثق بمصادر معتبرة جداً ، لكن في حديث آخر يكون شرحاً و تفصيلاً لهذا الحديث ، و هو ما ورد عن أبي عبد الله صلوات الله عليه : أول من سبق من الرسل إلى { بَلَى } رسول الله صلى الله عليه و آله .
و ذلك أنه كان أقرب الخلق إلى الله تبارك و تعالى .
و كان بالمكان الذي قال له جبرئيل لما أسري به إلى السماء : تقدم يا محمد ، فقد وطئت موطئاً لم يطأه أحد قبلك ، لا ملك مقرب ، و لا نبي مرسل .
و لولا أن روحه و نفسه كانت من ذلك المكان لما قدر أن يبلغه .
فكان من الله عز و جل كما قال الله { قابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنى } أي بل أدنى .
فلما خرج الأمر من الله وقع إلى أوليائه
.(3)

تفكر في معاني الحديث الشريف فإن باطنه عميق ، قال الصادق صلوات الله عليه : حديث تدريه خير من ألف ترويه ، و لا يكون الرجل منكم فقيهاً حتى يعرف معاريض كلامنا .(4)

عندما أوقف الله عز و جل الخلق في الذر للسؤال أول من أجاب نبينا صلوات الله عليه و آله ، لأنه كما في الحديث ( كان أقرب الخلق إلى الله ) أي أنه صلوات الله عليه و آله كان من الله بقرب ليس معه خلق مطلقاً ، و لا شك أن الاسم مخلوق ، و الصفة مخلوقة ، و الشبه مخلوق ، و الرسم مخلوق ، و الشكل مخلوق ، و كان صلوات الله عليه و آله بنفسه المجردة المنزهة في ذلك المكان ليس معه شيء من الخلق ، و إلا لكان الذي معه مثله في المقام و القرب من الله !

و قال صلوات الله عليه ( و لولا أن روحه و نفسه كانت من ذلك المكان لما قدر أن يبلغه )
و هنا تفصيل المقامات ، فحقيقة نبينا صلوات الله عليه و آله بـ ( روحه و نفسه ) من ذلك المكان ، أي من { قابَ قَوْسَيْنِ } بل أدنى .
و هل وصل إلى ذلك المقام و القرب من الله غير نفس و روح نبينا محمد صلوات الله عليه و آله ؟!!
بمعنى أنه في ذلك المقام هل كان له إسم ، رسم ، شكل ، شبه ، صفة ...!!

لم يصل ذلك المقام و القرب من الله سوى النبي و أمير المؤمنين علي بن أبي طالب صلوات الله عليهما و آلهما ، لأن علي نفس محمد ، و محمد نفس علي .

و دليله ما ورد عن رسول الله صلوات الله عليه و آله قال : لما عرج بي في السماء دنوت من ربي عز و جل حتى كان بيني و بينه قاب قوسين أو أدنى ، فقال لي : يا محمد من تحب من الخلق ؟
قلت : يا رب عليّا .
قال : التفت يا محمد .
فالتفت عن يساري ، فإذا علي بن أبي طالب
.(5)

لاحظ قول الإمام صلوات الله عليه أن هذا مقام ( قاب قوسين بل أدنى ) هو مقام روح و نفس النبي صلوات الله عليه و آله .
و يوجد مقام أعلى و أعلى من هذا و هو مقام ذاته صلوات الله عليه و آله .
و مع هذه المعرفة كذلك يوجد معرفة الإمام بالظاهر الذي هو الناسوت ، و هو التراب و الطين ، و هو قوله عز و جل { قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ يُوحَىٰ إِلَيَّ }

ففي كلام أمير المؤمنين صلوات الله عليه المعروف بحديث المعرفة بالنورانية بعد أن يذكر صلوات الله عليه بعض صفاته الإلهية و أفعاله الربانية كقوله : قد أعطانا ربّنا عزّ و جلّ علمنا للاسم الأعظم ، الذي لو شئنا خرقنا السماوات و الأرض ، و الجنة و النار ، و نعرج به إلى السماء ، و نهبط به الأرض ، و نغرب و نشرق ، و ننتهي به إلى العرش ، فنجلس عليه بين يدي الله عزّ و جلّ ، و يطيعنا كلّ شيء حتى السّماوات و الأرض و الشّمس و القمر و النجوم و الجبال و الشجر و الدواب و البحار و الجنة و النار .
أعطانا الله ذلك كلّه بالاسم الأعظم الذي علّمنا و خصّنا به
.

فهذا هو مقام أنهم صلوات الله عليهم أسماء الله الحسنى و اسمه الأعظم .

و هذا لا ينفي مقامهم الناسوتي الدنيوي الترابي حيث أكمل صلوات الله عليه قائلاً : و مع هذا كلّه نأكل و نشرب ، و نمشي في الأسواق ، و نعمل هذه الأشياء بأمر ربّنا ، و نحن عباد الله المكرمون الذين لا يسبقونه بالقول و هم بأمره يعملون .(6)

فمن أنكر الأولى فهو المقصر .
و من أنكر الثانية فهو المغالي .

#عبدهم_مصطفى

📚 المصادر و المراجع

(1) 📗اللوامع النورانية|54 📗مشارق أنوار اليقين|269 📗كلمات مكنونة، الفيض الكاشاني|211 📗تفسير المحيط الأعظم|1|266

(2) 📗إثبات الهداة|5|391 📗بصائر الدرجات|557 📗تفسير الصراط المستقيم|3|702 📗مختصر بصائر الدرجات|82 📗ميزان الحكمة|3|919 📗بحار الأنوار|24|304

(3) 📗مختصر بصائر الدرجات|171 📗تفسير نور الثقلين|3|131 📗تفسير كنز الدقائق|5|240 📗البرهان في تفسير القرآن|2|608 📗مستدرك سفينة البحار|10|240 📗بحار الأنوار|5|238

(4) 📗معاني الأخبار|2 📗ميزان الحكمة|1|547 📗مستطرفات السرائر|266

(5) 📗الأمالي، الطوسي|382 📗الجواهر السنية|260 📗التفسير الصافي|5|86 📗تفسير نور الثقلين|5|149 📗بحار الأنوار|18|408 📗تفسير كنز الدقائق|12|478 📗البرهان في تفسير القرآن|5|194

(6) 📗تفسير الصراط المستقيم|4|146 📗شرح توحيد الصدوق|1|637 📗مشارق أنوار اليقين|255 📗ينابيع الحكمة|1|98 📗الكلمات المكنونة|234 📗المناقب، السيد محمد العلوي|68 📗بحار الأنوار|26|3 📗إلزام الناصب|1|32

#المعرفة_بالنورانية
تلغرام
http://hottg.com/almarefablnoraneya
واتسأب
https://chat.whatsapp.com/EA7i1AL2Nb94xSZ85BOk9b
[[ و من أنكر ذلك فهو شقي ملعون ]]

قال أمير المؤمنين صلوات الله عليه في وصف الإمام :

مهيمن الله على الخلائق ، و أمينه على الحقائق .
فهو يفعل ما يشاء و إذا شاء الله شاء .
و يرى ما بين المشرق و المغرب فلا يخفى عليه شيء من عالم الملك و الملكوت ..

ظاهره أمرٌ لا يملك ، و باطنه غيبٌ لا يدرك ، كيف و هم الكلمة العلياء ، و التسمية البيضاء ، و الوحدانية الكبرى التي أعرض عنها من أدبر و تولى .
و حجاب الله الأعظم الأعلى ..

و مبدء الوجود و غايته ، و قدرة الرب و مشيَّته .
سرّ الواحد و الأحد ، فلا يقاس بهم من الخلق أحد .

و من أنكر ذلك فهو شقي ملعون يلعنه الله و يلعنه اللاعنون ..

📚 المصادر و المراجع


📗مشارق أنوار اليقين|174 📗بحار الأنوار|25|171 📗إلزام الناصب|1|27 📗مصباح البلاغة|1|194 📗الموسوعة الكبرى عن فاطمة الزهراء|21|139

#المعرفة_بالنورانية
تلغرام
http://hottg.com/almarefablnoraneya
واتسأب
https://chat.whatsapp.com/EA7i1AL2Nb94xSZ85BOk9b
[[ من معاجز و فضائل الحسين سيد الشهداء ]]

لا أحد من الناس يطيق تحمل فضائل الحسين

روى عبد العزيز بن كثير : أن قوماً أتوا إلى الحسين و قالوا : حدثنا بفضائلكم .
قال : لا تطيقون ، و انحازوا عني لأشير إلى بعضكم فإن أطاق سأحدثكم .
فتباعدوا عنه ، فكان يتكلم مع أحدهم حتى دهش و وله و جعل يهيم و لا يجيب أحداً و انصرفوا عنه
.(1)

الحسين يري الناس أمير المؤمنين بعد شهادته

عن الباقر ، عن أبيه صلوات الله عليهما أنه قال : صار جماعة من الناس بعد الحسن إلى الحسين صلوات الله عليهما فقالوا : يا ابن رسول الله ما عندك من عجائب أبيك التي كان يريناها ؟
فقال : هل تعرفون أبي ؟
قالوا : كلنا نعرفه .
فرفع له ستراً كان على باب بيت ثم قال : انظروا في البيت .
فنظروا ، فقالوا : هذا أمير المؤمنين ، و نشهد أنك خليفة الله حقاً حقاً
.(2)

الحمى تهرب من الحسين و تطيعه

عن زرارة بن أعين قال : سمعت أبا عبد الله صلوات الله عليه يحدث عن آبائه صلوات الله عليهم : أن مريضاً شديد الحمى عاده الحسين صلوات الله عليه ، فلما دخل من باب الدار طارت الحمى عن الرجل ، فقال له : رضيت بما أوتيتم به حقاً حقاً و الحمى تهرب عنكم .
فقال له الحسين صلوات الله عليه : و الله ما خلق الله شيئاً إلا و قد أمره بالطاعة لنا .
قال : فإذا نحن نسمع الصوت و لا نرى الشخص ، يقول : لبيك .
قال صلوات الله عليه : أليس أمير المؤمنين أمرك أن لا تقربي إلا عدواً ، أو مذنباً لكي تكوني كفارة لذنوبه ، فما بال هذا ؟
فكان المريض عبد الله بن شداد بن الهاد الليثي
.(3)

الحسين ينطق الطفل الرضيع

صفوان بن مهران قال : سمعت الصادق صلوات الله عليه يقول : رجلان اختصما في زمن الحسين صلوات الله عليه في امرأة و ولدها ، فقال هذا : لي ، و قال هذا : لي .
فمر بهما الحسين صلوات الله عليه فقال لهما : فيما ذا تمرجان ؟
قال أحدهما : إن الامرأة لي .
فقال للمدعي الأول : اقعد فقعد ، و كان الغلام رضيعاً ، فقال الحسين : يا هذه اصدقي من قبل أن يهتك الله سترك .
فقالت : هذا زوجي و الولد له و لا أعرف هذا .
فقال صلوات الله عليه : يا غلام ما تقول هذه ؟ انطق بإذن الله تعالى .
فقال له : ما أنا لهذا و لا لهذا ، و ما أبي إلا راع لآل فلان .
فأمر صلوات الله عليه برجمها .
قال جعفر صلوات الله عليه : فلم يسمع أحد نطق ذلك الغلام بعدها
.(4)

📚 المصادر و المراجع

(1) 📗مناقب آل أبي طالب|3|210 📗إثبات الهداة|4|53 📗رياض الأبرار|1|155 📗العوالم ، الإمام الحسين|56 📗مدينة المعاجز|3|500

(2) 📗الخرائج والجرائح|2|327 📗مختصر بصائر الدرجات|114 📗إثبات الهداة|4|46 📗مدينة المعاجز|3|76

(3) 📗مناقب آل أبي طالب|3|210 📗العوالم ، الإمام الحسين|1|50 📗شجرة طوبى|2|200 📗بحار الأنوار|44|185

(4) 📗مناقب آل أبي طالب|3|210 📗العوالم ، الإمام الحسين|51 📗شجرة طوبى|2|200 📗رياض الأبرار|1|155 📗بحار الأنوار|44|186

#المعرفة_بالنورانية
تلغرام
http://hottg.com/almarefablnoraneya
واتسأب
https://chat.whatsapp.com/EA7i1AL2Nb94xSZ85BOk9b
[[ من معاجز و فضائل إمامنا علي بن الحسين السجاد ]]

السجاد يركب السحاب و يخيف قائد الجند

عن إبراهيم بن سعد قال : لما كانت وقعة الحرة و أغير على المدينة ثلاثاً ، وجه صاحب يزيد بن معاوية في طلب علي بن الحسين عليه السلام ليقتله ، فوجدوه في منزله ، فلما دخلوا ركب السحاب ، و جاء حتى وقف فوق رأسه ، و قال : أيما أحب إليك : تكف . أو آمر الأرض أن تبلعك ؟
قال : ما أردت إلا إكرامك و الاحسان إليك .
ثم نزل عن السحاب ، فجلس بين يديه ، فقرب إليه أقداحاً فيها ماء و لبن و عسل ، فاختار علي بن الحسين لبناً و عسلاً ، ثم غاب من بين يديه حيث لا يعلم
.(1)

ببركة السجاد يأكل أربعين سنة من رغيف

عن سليمان بن عيسى قال : لقيت علي بن الحسين صلوات الله عليهما فقلت له : يا بن رسول الله ، إني معدم .
فأعطاني درهماً و رغيفاً ، فأكلت أنا و عيالي من الرغيف و الدرهم أربعين سنة
.(2)

السجاد يري أبو خالد الجنة

عن يونس بن ظبيان قال : قال أبو عبد الله عليه السلام : إن أول ما استدل به أبو خالد الكابلي عليه من علامات علي بن الحسين عليه السلام ، أنه دق عليه بابه ، فخرج الغلام إليه ، فقال له : من أنت ؟
قال : أنا أبو خالد الكابلي .
فقال علي عليه السلام ، أدخل يا كنكر !
قال : أبو خالد ، فارتعدت فرائصي ، و دخلت فسلمت ، و قال لي : يا أبا خالد أريد أن أريك الجنة ، و هي مسكني الذي إذا شئت دخلت فيه .
فقلت : نعم ، أرينه .
فمسح يده على عيني فصرت في الجنة ، فنظرت إلى قصورها و أنهارها ، و ما شاء الله أن أنظر ، فمكثت ما شاء الله ، ثم نظرت بعد فإذا أنا بين يديه
.(3)

السجاد يري أحد شيعته فضله على أعدائه

عن أبي عبد الله الصادق عليه السلام ، عن أبيه محمد بن علي ، عن جده علي بن الحسين صلوات الله عليهم : أن رجلاً من شيعته دخل عليه ، فقال : يا بن رسول الله بما فضلنا على أعدائنا و نحن و هم سواء ، بل منهم من هو أجمل منا ، و أحسن رياً ، و أطيب رائحة ، فما لنا عليهم من الفضل ؟
قال عليه السلام : تريد أريك فضلك عليهم ؟
قال : نعم .
قال : ادن مني ، فدنا منه ، فأخذ يده و مسح عينيه ، و روح بكفه عن وجهه ، و قال : انظر ما ترى ؟
فنظر إلى مسجد رسول الله صلى الله عليه و آله و ما رأى فيها إلا قرداً أو خنزيراً ، أو دباً و ضباً .
فقال : جعلت فداك ردني كما كنت ، فإن هذا منظر صعب .
قال : فسمح عينيه فرده كما كان
.(4)

السجاد يري الطاغية حرمته عند الله

عن الباقر عليه السلام أنه قال : كان عبد الملك بن مروان يطوف بالبيت ، و علي ابن الحسين يطوف بين يديه ، لا يلتفت إليه ، و لم يكن عبد الملك يعرفه بوجهه .
فقال : من هذا الذي يطوف بين أيدينا و لا يلتفت إلينا ؟
فقيل : هذا علي بن الحسين .
فجلس مكانه و قال : ردوه إلي .
فردوه . فقال له : يا علي بن الحسين ، إني لست قاتل أبيك ، فما يمنعك من المصير إلي !
فقال علي بن الحسين عليه السلام : إن قاتل أبي أفسد بما فعله دنياه عليه ، و أفسد أبي عليه بذلك آخرته ، فإن أحببت أن تكون كهو ، فكن .
فقال : كلا ، و لكن صر إلينا لتنال من دنيانا .
فجلس زين العابدين و بسط رداءه ، فقال : اللهم أره حرمة أوليائك عندك .
فإذا رداءه مملوء درراً ، يكاد شعاعها يخطف الأبصار .
فقال له : من تكون هذه حرمته عند الله يحتاج إلى دنياك ؟!
.(5)

📚 المصادر و المراجع

(1) 📗دلائل الامامة|199 📗إثبات الهداة|4|80

(2) 📗دلائل الامامة|200 📗إثبات الهداة|4|81 📗مدينة المعاجز|4|259 📗مستدركات علم رجال الحديث|1|342

(3) 📗دلائل الامامة|208 📗مدينة المعاجز|4|294

(4) 📗مدينة المعاجز|4|405 📗الهداية الكبرى|224

(5) 📗الخرائج والجرائح|1|259 📗العوالم ، الإمام علي بن الحسين|2|175 📗مدينة المعاجز|4|384 📗بحار الأنوار|46|122

#المعرفة_بالنورانية
تلغرام
http://hottg.com/almarefablnoraneya
واتسأب
https://chat.whatsapp.com/EA7i1AL2Nb94xSZ85BOk9b
[[ قال الله عز و جل : هنيئاً مريئاً لك يا علي ]]

عن ابن عباس عن رسول الله صلوات الله عليه و آله : أنه استدعى يوماً ماءً و عنده أمير المؤمنين و فاطمة و الحسن و الحسين ، فشرب النبي ، ثم ناوله الحسن فشرب ، فقال له النبي : هنيئاً مريئاً يا أبا محمد .

ثم ناوله الحسين فشرب ، ثم قال له النبي : هنيئاً مريئاً .

ثم ناوله الزهراء فشربت ، فقال لها النبي : هنيئاً مريئاً يا اُم الأبرار الطاهرين .

ثم ناوله عليّاً : فلما شرب سجد النبي ، فلما رفع رأسه قال له بعض أزواجه :
يا رسول الله ، شربت ، ثم ناولت الماء الحسن ، فلما شرب قلت له : هنيئاً مريئاً .
ثم ناولته الحسين ، فشرب ، فقلت له كذلك .
ثم ناولته فاطمة ، فلما شربت قلت لها ما قلت للحسن و الحسين .

ثم ناولته عليّاً ، فلما شرب سجدت ، فما ذاك ؟
فقال لها : إني لما شربت الماء قال لي جبرئيل و الملائكة معه : هنيئاً مريئاً .
و لما شرب الحسن قالوا له كذلك .
و لما شرب الحسين و فاطمة قال جبرئيل و الملائكة : هنيئاً مريئاً ، فقلت كما قالوا .

و لما شرب أمير المؤمنين قال الله له : هنيئاً مريئاً يا وليّي و حجّتي على خلقي .

فسجدت لله شكراً على ما أنعم الله عليّ في أهل بيتي .

📚 المصادر و المراجع


📗بحار الأنوار|73|59 📗العوالم ، السيدة الزهراء|1|217 📗مشارق أنوار اليقين|273 📗مدينة المعاجز|2|445

#المعرفة_بالنورانية
تلغرام
http://hottg.com/almarefablnoraneya
واتسأب
https://chat.whatsapp.com/EA7i1AL2Nb94xSZ85BOk9b
[[ الشيعي يحاسب و يطهر في الدنيا و في الآخرة من الفائزين و لا حساب عليه ]]

مرفوع القلم عن الشيعي و لا تكتب له السيئات ، لأنه لا حساب عليه في الآخرة ، بل حسابه في الدنيا ، ففي نفس اليوم الذي يرتكب فيه الذنب يأتيه الحساب مباشرة مصحوباً بالرحمة اللطف الإلهي ، فيكون حسابه ما يأتي في الأحاديث الشريفة عن آل محمد صلوات الله عليهم :

عن زكريا ابن آدم قال : دخلت على أبي الحسن الرضا صلوات الله عليه فقال : يا زكريا ابن آدم ، شيعة علي رفع عنهم القلم .
قلت : جعلت فداك فما العلة في ذلك ؟
قال : لأنهم أخروا في دولة الباطل يخافون على أنفسهم ، و يحذرون على إمامهم .
يا زكريا ابن آدم ، ما أحد من شيعة علي أصبح صبيحة أتى بسيئة أو ارتكب ذنباً إلا أمسى و قد ناله غم حط عنه سيئته ، فكيف يجري عليه القلم ؟!
.(1)

عن الكناني قال : كنت أنا و زرارة عند أبي عبد الله صلوات الله عليه فقال : لا تطعم النار أحداً وصف هذا الأمر .
فقال زرارة : إن ممن يصف هذا الأمر يعمل بالكبائر ؟
فقال : أو ما تدري ما كان أبي يقول في ذلك ؟ إنه كان يقول : إذا أصاب المؤمن من تلك الموبقات شيئاً ابتلاه الله ببلية في جسده ، أو بخوف يدخله الله عليه حتى يخرج من الدنيا و قد خرج من ذنوبه
.(2)

عن عمر السابري قال : قلت لأبي عبد الله صلوات الله عليه : إني لأرى من أصحابنا من يرتكب الذنوب الموبقة .
فقال : يا عمر ، لا تشنع على أولياء الله ، إن ولينا ليرتكب ذنوباً يستحق بها من الله العذاب ، فيبتليه الله في بدنه بالسقم حتى تمحص عنه الذنوب ، فإن عافاه في بدنه ابتلاه في ماله ، فإن عافاه في ماله ابتلاه في ولده ، فإن عافاه من بوائق الدهر شدد عليه خروج نفسه ، حتى يلقى الله حين يلقاه و هو عنه راض ، قد أوجب له الجنة
.(3)

عن أمير المؤمنين صلوات الله عليه قال : ما أحد من شيعتنا يقارف أمراً نهينا عنه فيموت حتى يبتلى ببلية تمحّص بها ذنوبه ، إما في مال ، أو ولد ، و إما في نفسه حتى يلقى اللَّه مخبتاً و ماله ذنب ، و لو بقي عليه شيء من ذنوبه فيشدد عليه عند موته فتمحص ذنوبه .(4)

قال الصادق صلوات الله عليه : أخبرني أبي عن علي بن الحسين أبيه عن أبيه عن علي بن أبي طالب عن رسول الله صلَّى الله عليه و آله عن جبرئيل عن الله عزّ و جلّ أنه قال : يا محمد ، إني حرّمت الفردوس على جميع النبيين حتى تدخلها أنت و علي و شيعتكما ، إلَّا من اقترف منهم كبيرة ، فإني أبلوه في ماله ، أو خوف من سلطانه ، حتى ألقاه بالرّوح و الريحان و أنا عليه غير غضبان ، فيكون ذلك جزاء لما كان منه ، فهل عند أصحابك شيء من هذا .(5)

عن أبي جعفر الباقر صلوات الله عليه قال : إن الله سبحانه يبعث شيعتنا يوم القيامة من قبورهم على ما كان منهم من الذنوب و العيوب ، و وجوههم كالقمر ليلة البدر ، مسكنة روعاتهم ، مستورة عوراتهم ، قد أعطوا الأمن و الأمان ، يخاف الناس و لا يخافون ، و يحزن الناس و لا يحزنون ، يحشرون على نوق لها أجنحة من ذهب تتلألأ ، قد ذللت من غير رياضة أعناقها من ياقوت أحمر ، ألين من الحوير ، لكرامتهم على الله .(6)

🔴👈حتى من يقصّر في الواجبات الدينية و الشرعية فإن الشيعة يدفع بعضهم عن بعض

عن يونس بن ظبيان ، عن أبي عبد اللَّه صلوات الله عليه قال : إن اللَّه تعالى يدفع بمن يصلي من شيعتنا عمّن لا يصلي من شيعتنا ، فلو اجتمعوا على ترك الصلاة لهلكوا .
و إن اللَّه ليدفع بمن يحج من شيعتنا عمّن لا يحج ، و لو اجتمعوا على ترك الحج لهلكوا .
و إن اللَّه ليدفع بمن يزكى من شيعتنا عمّن لا يزكى ، و لو اجتمعوا على ترك الزكاة لهلكوا ، و هو قول الله تعالى { وَ لَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُم بِبَعْضٍ لَّفَسَدَتِ الْأَرْضُ وَ لَٰكِنَّ اللَّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعَالَمِينَ } فو اللَّه ما نزلت إلا فيكم و لا عني بها غيركم
.(7)

#عبدهم_مصطفى

📚 المصادر و المراجع

(1) 📗التمحيص|41 📗ميزان الحكمة|2|143 📗مستدرك سفينة البحار|4|174 📗بحار الأنوار|65|148

(2) 📗المحاسن|1|232 📗بحار الأنوار|65|148 📗علم اليقين في أصول الدين|2|564

(3) 📗الدرر النجفية|1|399 📗التمحيص|39 📗لئالي الأخبار|1|334 📗علم اليقين في أصول الدين|2|563 📗بحار الأنوار|65|202

(4) 📗التمحيص|38 📗الكلمات المكنونة|199 📗نور البراهين|1|64 📗الدرر النجفية من الملتقطات اليوسفية|1|398

(5) 📗الدرر النجفية من الملتقطات اليوسفية|1|399

(6) 📗شرح الأخبار|3|570 📗بشارة المصطفى|85 📗بحار الأنوار|65|129

(7) 📗الكافي|2|541 📗تفسير القمي|1|109 📗وسائل الشيعة|1|140 📗جامع أحاديث الشيعة|10|222 📗بحار الأنوار|70|385

#المعرفة_بالنورانية
تلغرام
http://hottg.com/almarefablnoraneya
واتسأب
https://chat.whatsapp.com/EA7i1AL2Nb94xSZ85BOk9b
[[ علي بن أبي طالب بيت الله و كعبة الله و قبلة الله ]]

اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدْ وَ آلِ مُحَمَّدْ وَ عَجِّلْ فَرَجَهُمْ وَ أهْلِكْ عَدُوَهُمْ

قال رسول الله في حق أمير المؤمنين علي بن أبي طالب صلوات الله عليهما و آلهما : يا علي ، إنما أنت بمنزلة الكعبة تؤتى و لا تأتي .(1)

ما معنى أن النبي يصف أمير المؤمنين صلوات الله عليهما و آلهما أنه بمنزلة الكعبة !
ما هي منزلة الكعبة المشرفة ؟

☑️الكعبة هو البيت الذي اختصه الله و نسبه لنفسه فقال عز و جل { طَهِّرَا بَيْتِيَ } .

☑️الكعبة حرم الله الآمن ، قال الله عز و جل { وَ مَنْ دَخَلَهُ كَانَ آمِنًا } .

☑️الكعبة قبلة الله ، و الصلاة التي هي عامود الدين لا تقبل إلا بالتوجه إلى الكعبة المشرفة { فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَ حَيْثُ مَا كُنتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ }

☑️الكعبة المشرفة هي مثال البيت المعمور في السماء ، و البيت المعمور مثال العرش ، و كلهم وضعوا بحذاء بعض ، بمعنى أن لهم نقطة إتصال واحدة بدءاً بالكعبة انتهاءاً بالعرش .

فالكعبة قبلة أهل الأرض ، و البيت المعمور قبلة أهل السماء ، و هما نقطة صعود الأعمال إلى العرش .

روي عن الصادق صلوات الله عليه أنه سُئل لم سميت الكعبة ؟
قال : لأنها مربعة .
فقيل له : و لم صارت مربعة ؟
قال : لأنها بحذاء البيت المعمور ، و هو مربع .
فقيل له : و لم صار بيت المعمور مربعاً ؟
قال : لأنه بحذاء العرش ، و هو مربع .
فقيل له : و لم صار العرش مربعاً ؟
قال : لأن الكلمات التي بني عليها الاسلام أربع : سبحان الله ، و الحمد الله ، و لا إله إلا الله ، و الله أكبر
.(2)

و هذه كلها مقامات في الظاهر لعلي بن أبي طالب صلوات الله عليه ، فما الكعبة سوى مثال ، أو ظهور ، أو تجلي ، في التشريع لعلي بن أبي طالب .

فالكعبة اختصها الله لنفسه كمقصد مادي لتوجه العباد إليها و سماها ( بيتي ) مثال على اجتبائه لعلي بن أبي طالب من بين جميع الخلائق كمقصد لهم جميعاً تكويناً و تشريعاً و ظاهراً و باطناً ، و هو قول الكاظم من آل محمد صلوات الله عليه : و إن الله تعالى اختص لنفسه بعد نبيه صلى الله عليه و آله من بريته خاصة ، علاهم بتعليته ، و سما بهم إلى رتبته ، و جعلهم الدعاة بالحق إليه و الأدلاء بالإرشاد عليه .(3)

و قد ورد في زيارته صلوات الله عليه : السلام على من اصطفاه الله و اختصه و اختاره من بريته .(4)

و قد ورد في الأحاديث الكثيرة أنه : يد الله ، عين الله ، لسان الله ، أذن الله ، قلب الله ، وجه الله ، روح الله ، جنب الله ، نفس الله ..

و سماه الله عز و جل في القرآن ( نفسه ) فقال تعالى { وَ يُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ }
و عن الرضا صلوات الله عليه في تفسير الآية قال : علي خوَفهم به .(5)

و نسبه الله عز و جل في آية أخرى إلى نفسه فقال { فَلَمَّا آسَفُونا انْتَقَمْنا مِنْهُمْ } .
و عن أبي عبد الله صلوات الله عليه في تفسيرها قال : إن الله عز و جل لا يأسف كأسفنا ، و لكنه خلق أولياء لنفسه ، يأسفون و يرضون ، و هم مخلوقون مربوبون ، فجعل رضاهم رضا نفسه ، و سخطهم سخط نفسه ، لأنه جعلهم الدعاة إليه ، و الأدلاء عليه ، فلذلك صاروا كذلك .(6)

و ما جعل الله الكعبة قبلة الصلاة و العبادة إلا مثالاً ظاهراً على القبلة الحقيقة و الباطنة علي بن أبي طالب .
فكما الصلاة باطلة بدون التوجه الظاهري للكعبة ، كذلك جميع العبادات بالمطلق لا تقبل إلا بالتوجه القلبي إلى وجه الله علي بن أبي طالب و باعتقاد ولايته .
قال الهادي من آل محمد في الجامعة الكبيرة : من أراد الله بدأ بكم ، و من قصده توجه إليكم .

و ما جعل الله الكعبة حرماً آمناً ظاهراً إلا مثالاً على ولاية علي بن ابي طالب التي هي الآمان و الكهف و الحصن الذي من دخل بها آمنه الله عز و جل من عذابه .
قال الله عز و جل : ولاية علي بن أبي طالب حصني ، فمن دخل حصني أمن من عذابي .(7)

الكعبة و البيت المعمور سميا ( بيت الله ) لأنهما مقصد الخلق إلى الله من جهة التشريع ، و ما هما إلا مثال لولاية علي بن أبي طالب التي هي من جهة التشريع بيت الله في الحقيقة و الباطن ، أي مقصد الخلق إلى الله .

عن الأصبغ بن نباتة قال : كنت جالساً عند أمير المؤمنين صلوات الله عليه فجاءه ابن الكواء ، فقال : يا أمير المؤمنين ، من البيوت في قول الله عز و جل { و لَيْسَ الْبِرُّ بِأَنْ تَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ ظُهُورِها و لكِنَّ الْبِرَّ مَنِ اتَّقى و أْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ أَبْوابِها } ؟
فقال صلوات الله عليه : نحن البيوت التي أمر الله بها أن تؤتى من أبوابها .
نحن باب الله و بيوته التي يؤتى منها .
فمن بايعنا و أقر بولايتنا فقد أتى البيوت من أبوابها .
و من خالفنا و فضل علينا غيرنا فقد أتى البيوت من ظهورها
.(8)
فتأويل ( البيت ) على الحقيقة و الباطن هو علي بن أبي طالب صلوات الله عليه ، و هو تأويل قوله عز و جل { إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَ هُدًى لِّلْعَالَمِينَ } .
و هو ولادة أمير المؤمنين صلوات الله عليه في الكعبة .

فمعنى أنهم البيوت على الظاهر هو أنهم المكان الذي يأوي إليه الخلق للتقرب بهم إلى الله عز و جل ، أي باطن القبلة ، و بيت الله الآمن ، و حصن الله ، و كهف الله .

قال أمير المؤمنين صلوات الله عليه : أنا الكعبة و البيت الحرام ، أنا البيت العتيق ، كما قال الله عز و جل { فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هذَا الْبَيْتِ الَّذِي أَطْعَمَهُمْ مِنْ جُوعٍ وَ آمَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ } .(9)

و قال صلوات الله عليه : أنا البيت المعمور ، أنا السقف المرفوع ، أنا البحر المسجور ، أنا باطن الحرم ، أنا عماد الأمم ، أنا صاحب الأمر الأعظم .(10)

و من جهة التكوين الولاية ( بيت الله ) أي أنهم حووا آثار الربوبية ، و جمعوا صفات الألوهية ، و كانوا حقيقة الأسماء الربانية ، و فيهم اجتمعت الخيرات كلها ، و خزنت الأنوار بأسرها ، و حفظوا أسرار العلوم الإلهية ، و وَسِعوا ظهورات رب البرية ، و هو قوله عز و جل : لم يسعني سمائي و لا أرضي و وسعني قلب عبدي المؤمن .(11)

و العبد و المؤمن لا تطلق بالتمام و الكمال إلا على محمد و آل محمد صلوات الله عليهم ، لذلك كانوا بيت و محل لنزول الفيض من الله عز و جل ، و منهم ظهرت آثاره على الخلق ، و هو قول صادق آل محمد في زيارة أبي عبد الله الحسين صلوات الله عليهما : إرادة الرب في مقادير أموره تهبط إليكم ، و تصدر من بيوتكم ، و الصادر عما فصل من أحكام العباد .(12)

فظهر أن معنى قول النبي صلوات الله عليه و آله ( إنما أنت بمنزلة الكعبة تؤتى و لا تأتي ) أي أن جميع الخلائق محتاجة إلى علي بن أبي طالب و هو غني عن العالمين .

#عبدهم_مصطفى

📚 المصادر و المراجع

(1) 📗الصراط المستقيم|3|111 📗طرف من الأنباء والمناقب|360 📗بشارة المصطفى|428 📗مناقب آل أبي طالب|3|38 📗بحار الأنوار|40|80

(2) 📗علل الشرائع|2|412 📗جامع أحاديث الشيعة|10|412 📗بحار الأنوار|96|59

(3) 📗مصباح المتهجد|753 📗إقبال الأعمال|2|255

(4) 📗المزار، المشهدي|214 📗مصباح الزائر|149 📗بحار الأنوار|97|307

(5) 📗المناقب، ابن شهر آشوب|272 📗مستدرك سفينة البحار|10|118 📗مناقب آل أبي طالب|3|63 📗بحار الأنوار|39|90

(6) 📗التوحيد، الصدوق|168 📗الكافي|1|192 📗التفسير الصافي|4|39

(7) 📗الجواهر السنية|267 📗عيون أخبار الرضا|2|146 📗ارشاد القلوب|2|2

(8) 📗الاحتجاج الطبرسي|1|338 📗مناقب آل أبي طالب|1|314 📗بحار الأنوار|24|248 📗التفسير الصافي|1|228 📗البرهان في تفسير القرآن|1|408 📗تفسير نور الثقلين|1|177 📗تفسير كنز الدقائق|2|260

(9) 📗تفسير المحيط الأعظم|1|266

(10) 📗مشارق أنوار اليقين|261 📗الكلمات المكنونة|228 📗اللوامع النورانية|55

(11) 📗الوافي|11|536 📗الأنوار النعمانية|1|122 📗بحار الأنوار|55|41

(12) 📗الكافي|4|577 📗كامل الزيارات|366 📗من لا يحضره الفقيه|2|596 📗تهذيب الأحكام|6|55 📗وسائل الشيعة|14|492

#المعرفة_بالنورانية
تلغرام
http://hottg.com/almarefablnoraneya
واتسأب
https://chat.whatsapp.com/EA7i1AL2Nb94xSZ85BOk9b
[[ اللهم زدني معرفةً و حباً بعلي بن أبي طالب و زدهم حسداً لي و أذية ]]

و أقبل الحساد و اللوام ، كل يغض عليّ عين البغضاء ، و يغض عن طرق اللأواء و الأحناء ..
و ليس عليَّ في مجمع الفرقان عيوب ، و لا في صحيفة اللواء ذنوب ، غير حبي لعلي ، و نشري لصحائف أسراره ..
فإذا كان هذا هو الذنب ، و عليه و فيه العتب ، فحبذا ذنب هو أعظم الحسنات ، و سبيل النجاة ..
و عتب هو أحلى من نسمات الحياة عند ذكر الملمات ..
و ذكر ذنبٍ منه لا أتوب ، و عيبٌ منه لا أؤوب .

و حسبك نعمة لا يقدرونها ، إلا لمن سبقت له من الله الحسنى ، لمعرفة المقصد الأسنى ..
فعليَّ في تحقيق الحقائق ، و عليَّ في تدقيق الدقائق ، بمعرفة إمام الخلائق ، و اقتدى بالإله الخالق ، و النبي الصادق ، و الكتاب الناطق ، لأن الرب العلي ، و النبي الأمي ، أشدُ حباً لعلي ، كأعظم معرفة بالولي .

فقل لمن أغراه هواه و أهواه : هذه سبيلي أدعو إلى الله ..
و قل لمن أذعن في حربي : إني على بينةٍ من ربي ..

فقمت أهزأ في حبها اللوام ، و لا أخشى ملام من لام ، و أقول بلسان أهل المعرفة و الغرام :

يلومونني في حبه من حسدٍ * و لست أخشى من عدو كمدِ
و أشرب في الأرواح راح الولا * من قبل أن يُخلق كرم الجسدِ


فشهرتُ ذيل العزلة ، و أخرتُ يدي من حب الوحدة ، و آنستُ بالحق و ذاك أحق ، إذ لا خير في معرفة الخلق .
أقتدي بقول سيد النبيين و شفيع يوم الدين : الخير كله في العزلة ، و الخير و السلامة في الوحدة ، و البركة في ترك الناس .
خصوصاً أهل هذا الزمان جواسيس العيوب ، اللابس أثواب الحسد منهم على كل حسن .
يسرون الحسنات و يظهرون السيئات ، و يحبون أن تشيع الفاحشة ، فثق بالله و ذرهم و اتخذ إليه سبيلاً ..
{ وَ اصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَ اهْجُرْهُمْ هَجْرًا جَمِيلًا }
و تأسيتُ بقول الرسول: إن الله أخذ ميثاق المؤمن أن لا يصدق في قوله ، و لا ينتصف من عدوه ، و لا يشفى من غلبة ، و من آذى مؤمناً لم يدخل حضرة القدس .
و المؤمن هو العارف بعلي .
و إليه الإشارة بقوله : أعرفكم بالله سلمان .
و كان سلمان أعرف الناس بعلي ، فمن كانت معرفته بعلي أكثر كان لله أعرف و إليه أقرب .
فليس الإيمان إلا معرفة علي و حبه ، لأن من عرف علياً عرف الله .
و إليه الإشارة بقوله ( يعرفك بها من عرفك )

فمن آذى مؤمناً حسداً على ما آتاه الله فحسبه قول مولاه { أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آَتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ }
و دخلت بركة دعائهم في جملة المرحومين ، و صرت من شيعتهم الموحدين ، بقولهم : رحم الله شيعتنا إنهم أوذوا فينا و لم نؤذ فيهم .

أوذيت حسداً على ما في فضلهم أوتيت طرباً بما أوليت :

أما و الذي لدمي حلا * و خص أهيل الولا بالبلا
لئن ذقت فيه كؤوس الحمام * لما قال قلبي لساقيه : لا
فموتي حياتي و في حبه * يلذ افتضاحي بين الملا
مضت سنة الله في خلقه * بأن المحب هو المبتلى


العارف رجب البرسي

#المعرفة_بالنورانية
تلغرام
http://hottg.com/almarefablnoraneya
واتسأب
https://chat.whatsapp.com/EA7i1AL2Nb94xSZ85BOk9b
[[ الأئمة الإثنى عشر عند عرش الله و أسماءهم و وصفهم كما في التوراة ]]

عن جابر قال : سمعت سالم بن عبد الله بن عمر بن الخطاب يحدث أبا جعفر محمد بن علي صلوات الله عليه بمكة قال : سمعت أبي عبد الله بن عمر يقول : سمعت رسول الله صلى الله عليه و آله يقول : إن الله عز و جل أوحى إليّ ليلة أسري بي : يا محمد من خلفت في الأرض على أمتك ؟ "و هو أعلم بذلك"
قلت : يا رب أخي .
قال : يا محمد علي بن أبي طالب ؟
قلت : نعم يا رب .

قال : يا محمد إني اطلعت إلى الأرض إطلاعة فاخترتك منها ، فلا أُذكر حتى تُذكر معي ، أنا المحمود و أنت محمد .

ثم اطلعت إلى الأرض اطلاعة أخرى فاخترت منها علي بن أبي طالب فجعلته وصيك ، فأنت سيد الأنبياء و علي سيد الأوصياء ، ثم اشتققت له اسماً من أسمائي ، فأنا الأعلى و هو علي .

يا محمد ، إني خلقت علياً و فاطمة و الحسن و الحسين و الأئمة من نور واحد ، ثم عرضت ولايتهم على الملائكة فمن قبلها كان من المقربين ، و من جحدها كان من الكافرين .

يا محمد ، لو أن عبداً من عبادي عبدني حتى ينقطع ثم لقيني جاحداً لولايتهم أدخلته ناري .

ثم قال : يا محمد ، أتحب أن تراهم ؟
قلت : نعم .
قال : تقدم أمامك ، فتقدمت أمامي و إذا علي بن أبي طالب ، و الحسن ، و الحسين ، و علي بن الحسين ، و محمد بن علي ، و جعفر بن محمد ، و موسى بن جعفر ، و علي بن موسى ، و محمد بن علي ، و علي بن محمد ، و الحسن بن علي ، و الحجة القائم كأنه كوكب دري في وسطهم .
فقلت : يا رب من هؤلاء ؟
فقال : هؤلاء الأئمة ، و هذا القائم ، يحل حلالي و يحرم حرامي و ينتقم من أعدائي .
يا محمد أحببه ، فإني أحبه و أحب من يحبه .

قال جابر : فلما انصرف سالم من الكعبة تبعته فقلت : يا أبا عمر ، أنشدك الله هل أخبرك أحد غير أبيك بهذه الأسماء ؟
قال : اللهم أما الحديث عن رسول الله صلى الله عليه و آله فلا ، و لكني كنت مع أبي عند كعب الأحبار فسمعته يقول : إن الأئمة بعد نبيها على عدد نقباء بني إسرائيل .
و أقبل علي بن أبي طالب فقال كعب : هذا المقفي أولهم و أحد عشر من ولده ، و سماه كعب بأسمائهم في التوراة : تقوبيت ، قيذوا ، دبيرا ، مفسورا ، مسموعا ، دوموه ، مثبو ، هذار ، يثمو ، بطور ، نوقس ، قيدموا .

قال أبو عامر هشام الدستواني : لقيت يهودياً بالحيرة يقال له " عثوا ابن اوسوا " و كان حبر اليهود و عالمهم ، و سألته عن هذه الأسماء و تلوتها عليه ، فقال لي ، من أين عرفت هذه النعوت ؟
قلت : هي أسماء .
قال : ليست أسماء و لكنها نعوت لأقوام ، و أوصاف بالعبرانية صحيحة ، نجدها عندنا في التوراة ، و لو سألت عنها غيري لعمي عن معرفتها أو تعامى .
قلت : و لم ذلك ؟
قال : أما العمى فللجهل بها ، و أما التعامي لئلا تكون على دينه ظهيراً و به خبيراً ، و إنما أقررت لك بهذه النعوت لأني رجل من ولد هارون ابن عمران مؤمن بمحمد صلى الله عليه و آله ، أسر ذلك عن بطانتي من اليهود الذين لم أظهر لهم الاسلام ، و لن أظهر بعدك لأحد حتى أموت .
قلت : و لم ذاك ؟
قال : لأني أجد في كتب آبائي الماضين من ولد هارون ألا نؤمن بهذا النبي الذي اسمه محمد ظاهراً و نؤمن به باطناً حتى يظهر المهدي القائم من ولده ، فمن أدركه منا فليؤمن به ، و به نعت الأخير من الأسماء .
قلت : و بما نعت ؟
قال : نعت بأنه يظهر على الدين كله ، و يخرج إليه المسيح فيدين به و يكون له صاحباً .
قلت : فانعت لي هذه النعوت لأعلم علمها .

قال : نعم ، فعه عني وصنه إلا عن أهله و موضعه إن شاء الله .
أما " تقوبيت " فهو أول الأوصياء و وصي آخر الأنبياء .
و أما " قيذوا " فهو ثاني الأوصياء و أول العترة الأصفياء .
و أما " دبيرا " فهو ثاني العترة و سيد الشهداء .
و أما " مفسورا " فهو سيد من عبد الله من عباده .
و أما " مسموعا " فهو وارث علم الأولين و الآخرين .
و أما " دوموه " فهو المدرة الناطق عن الله الصادق .
و أما " مثبو " فهو خير المسجونين في سجن الظالمين .
و أما " هذار " فهو المنخوع بحقه النازح الأوطان الممنوع .
و أما " يثمو " فهو القصير العمر الطويل الأثر .
و أما " بطور " فهو رابع اسمه .
و أما " نوقس " فهو سمي عمه .
و أما " قيدموا " فهو المفقود من أبيه و أمه الغائب بأمر الله و علمه و القائم بحكمه .

📚 المصادر و المراجع


📗العوالم ، الإمام علي بن أبي طالب|1|83 📗النجم الثاقب|1|209 📗بحار الأنوار|36|226 📗إلزام الناصب|1|128

#المعرفة_بالنورانية
تلغرام
http://hottg.com/almarefablnoraneya
واتسأب
https://chat.whatsapp.com/EA7i1AL2Nb94xSZ85BOk9b
[[ إما أن تبايع الإمام القائم على هذه المعرفة و إما إلى معسكر الدجال ]]

اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدْ وَ آلِ مُحَمَّدْ وَ عَجِّلْ فَرَجَهُمْ وَ اهْلِكْ عَدُوَهُمْ

قال أبو عبد الله صلوات الله عليه : خرج الحسين بن علي عليهما السلام على أصحابه فقال : أيها الناس ! إن الله جل ذكره ما خلق العباد إلا ليعرفوه ، فإذا عرفوه عبدوه ، فإذا عبدوه استغنوا بعبادته عن عبادة ما سواه .
فقال له رجل : يا بن رسول الله بأبي أنت و أمي فما معرفة الله ؟
قال : معرفة أهل كل زمان إمامهم الذي يجب عليهم طاعته
.(1)

الإمام في هذا الزمان هو القائم محمد بن الحسن من آل محمد الذي من عرفه عرف الله و عبد الله و من لم يعرفه عبد إله من صنع خياله و هواه فلم يعبد شيء .

لكن كما أن معرفة الله تعالى ممتنعة و منزهة عن عقول الخلق لاستحالة إحاطة العقول المحدودة الناقصة بكنه عظمة الله تعالى فكذلك معرفة الإمام بحقيقة المعرفة منزهة ممتنعة عن إدراك العقول المحدودة لها و هو ما جاء عن أمير المؤمنين صلوات الله عليه في حديثه مع طارق بن شهاب منه أنه قال : و هل يعرف أو يوصف أو يعلم أو يفهم أو يدرك أو يملك من هو شعاع جلال الكبرياء و شرف الأرض و السماء ؟
جل مقام آل محمد صلى الله عليه و آله عن وصف الواصفين و نعت الناعتين و أن يقاس بهم أحد من العالمين ، كيف و هم الكلمة العلياء ، و التسمية البيضاء ، و الوحدانية الكبرى التي أعرض عنها من أدبر و تولى ، و حجاب الله الأعظم الأعلى .
فأين الاختيار من هذا ؟! و أين العقول من هذا ؟! و من ذا عرف أو وصف من وصفت ؟!
.(2)

فكيف يمكن معرفة الإمام و هو مثال الله الأعلى في كل عالم من عوالم الوجود !!
فالإمام في عالم اللاهوت أو عالم الخلق الأول هو مشيئته عز و جل .
و في عالم الجبروت أو العقل الكلّي هو إرادته و قدرته عز و جل .
و في عالم الملكوت أو النفوس أسمائه و صفاته عز و جل .
و في عالم الملك أو المادة و الأجسام يده و لسانه و عينه و أذنه و جنبه عز و جل .

و يؤيد ذلك ما رواه جابر بن عبد الله في تفسير قوله تعالى {‏ كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ‏ }
قال : قال رسول الله صلوات الله عليه و آله : أول ما خلق الله نوري ، ابتدعه من نوره و اشتقه من جلال عظمته ، فأقبل يطوف بالقدرة حتى وصل إلى جلال العظمة في ثمانين ألف سنة ، ثم سجد لله تعظيما ، ففتق منه نور عليّ ، فكان نوري محيطا بالعظمة و نور علي محيطا بالقدرة ، ثم خلق العرش و اللوح و الشمس و ضوء النهار و نور الأبصار و العقل و المعرفة و أبصار العباد و أسماعهم و قلوبهم من نوري و نوري مشتق من نوره ، فنحن الأولون ، و نحن الآخرون ، و نحن السابقون ، و نحن المسبحون ، و نحن الشافعون ، و نحن كلمة الله ، و نحن خاصة الله ، و نحن أحباء الله ، و نحن وجه الله ، و نحن جنب الله ، و نحن يمين الله ، و نحن أمناء الله ، و نحن خزنة وحي الله ، و سدنة غيب الله ، و نحن معدن التنزيل و معنى التأويل ، و في أبياتنا هبط جبرئيل ، و نحن محال قدس الله ، و نحن مصابيح الحكمة ، و نحن مفاتيح الرحمة ، و نحن ينابيع النعمة ، و نحن شرف الأمة ، و نحن سادة الأئمة ، و نحن نواميس العصر ، و أحبار الدهر ، و نحن سادة العباد ، و نحن ساسة البلاد ، و نحن الكفاة و الولاة و الحماة و السقاة و الرعاة و طريق النجاة ، و نحن السبيل و السلسبيل ، و نحن النهج القويم و الطريق المستقيم .
من آمن بنا آمن بالله ، و من رد علينا رد على الله ، و من شك فينا شك في الله ، و من عرفنا عرف الله ، و من تولى عنا تولى عن الله ، و من أطاعنا أطاع الله ، و نحن الوسيلة إلى الله و الوصلة إلى رضوان الله ، و لنا العصمة و الخلافة و الهداية ، و فينا النبوة و الولاية و الإمامة ، و نحن معدن الحكمة و باب الرحمة و شجرة العصمة ، و نحن كلمة التقوى و المثل الأعلى و الحجة العظمى و العروة الوثقى التي من تمسك بها نجا .
(3)

فمعرفة الإمام ممتنعة عن الخلق إلا من خلال المثال الذي ضربه الله لنا في النفس الإنسانية فقال تعالى { سَنُرِيهِمْ آَيَاتِنَا فِي الْآَفَاق وَ فِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ }

و من تلك الآيات التي جعلها الله في النفس الإنسانية لمعرفة الإمام و بالتالي معرفته تعالى من خلاله هو مقام ( يد الله )

قال الصادق من آل محمد صلوات الله عليه : يسند القائم ظهره إلى الحرم و يمد يده فترى بيضاء من غير سوء و يقول : هذه يد الله و عن الله و بأمر الله ، ثم يتلو هذه الآية { إِنَّ الَّذِينَ يُبايِعُونَكَ إِنَّما يُبايِعُونَ اللَّهَ يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ فَمَنْ نَكَثَ فَإِنَّما يَنْكُثُ عَلى‏ نَفْسِهِ‏ } ‏.(4)
فالإمام صلوات الله عليه هو الفاعل و الصانع لفعل و صنع الله تعالى ، لأن الله تعالى أحد فرد صمد في القدم حيث لا يباشر خلقه لتنزه الذات عن مجانسة المخلوقات كما جاء في دعاء الصباح عن أمير المؤمنين من جهة .
و لأن الخلق ضعيف لا يطيق الأخذ عن الذات الإلهية بالمباشرة من جهة أخرى .

و لأنه جلَّ و علا في القدم لا ينزل إلى الإمكان و لا الإمكان يصعد إليه في قدمه فيأخذ عنه ، فخلق تعالى خلقاً نورانياً من نور عظمته و جلاله ليكونوا واسطة فيض بينه و بين خلقه الضعيف ، كما في مثال الإنسان فإنك بعد النية و الإرادة و القدرة على فعل شيء فإنك لا تفعله بذاتك المجردة أو بنفسك اللطيفة بل من الضروري وجود واسطة من عالم الأجسام لصنع ذلك الشيء ، لأن الأجسام من سنخية المادة و الكثافة و ليس لها القابلية من الأخذ من الخلق اللطيف ، فلا بد من توسط الآلة التي من سنخية ذلك الخلق المادي للأخذ عنها و القبول منها .

و مثاله كما أنك إذا نويت صنع كرسي و لديك الإرادة و القدرة فإنك لا تستطيع أن تصنع الكرسي و أنت العالم بطريقة صنعها و القادر عليها إلا من خلال يدك التي تناسب سنخيتها ، مع أن يدك محتاجة إلى عقلك و إرادتك و قوتك حتى تستطيع القيام بصنع الكرسي ، فكان الإمام هو هذه اليد الإلهية الفاعلة و هو قول أمير المؤمنين صلوات الله و سلامه عليه : أنا يد الله .(5)

و قوله صلوات الله عليه : أنا علم الله ، و أنا قلب الله الواعي ، و لسان الله الناطق ، و عين الله ، و جنب الله ، و أنا يد الله ‏.(6)

و أيضاً قوله صلوات الله و سلامه عليه في احدى خطبه : أنا حبل الله المتين ، و أنا عروة الله الوثقى و كلمة التقوى ، و أنا عين الله و لسانه الصادق و يده .
و أنا جنب الله الذي يقول { أَنْ تَقُولَ نَفْسٌ يا حَسْرَتى‏ عَلى‏ ما فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللَّهِ‏ }
و أنا يد الله المبسوطة على عباده بالرحمة و المغفرة .
و أنا باب حطة ، من عرفني و عرف حقي فقد عرف ربه لأني وصي نبيه في أرضه ، و حجته على خلقه ، لا ينكر هذا إلا راد على الله و رسوله
..(7)

فمقام الفاعلية و الصنع لهم صلوات الله عليهم من حيث هم يده جلّ و علا كما بيّنّا و ليسوا شركاء له تعالى في الخلق و الصنع و العياذ بالله ، بل هم الخالقون و الصانعون به تعالى بفيض و مدد منه لهم آناً فآن لا ينقطع أبداً .

كما أنك إن صنعت يداك الكرسي فإن الصانع الحقيقي هو أنت ذاتك بيدك و ليست يدك صانعة بتفويض منك أو بإستقلال عنك أو بشراكة ، بل هي واسطة و وسيلة و هو قوله تعالى { فَلَمْ تَقْتُلُوهُمْ وَ لَكِنَّ اللَّهَ قَتَلَهُمْ وَ مَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَ لَكِنَّ اللَّهَ رَمَى }
و قوله تعالى { أَفَرَأَيْتُمْ مَا تَحْرُثُونَ * أَأَنْتُمْ تَزْرَعُونَهُ أَمْ نَحْنُ الزَّارِعُونَ }

وهو قول الإمام صاحب العصر و الزمان صلوات الله و سلامه عليه و عجل فرجه و قد ورد من الناحية المقدسة : نحن صنائع ربّنا و الخلق بعد صنائعنا .(8)

و كما أن إيجاد و خلق الخلق بالإمام صلوات الله عليه ، فكذلك الفيض المتنزل من الله إلى الخلق في كل آن لبقاءه و إستمراريته أيضاً بالإمام من حيث هو حجة لله تعالى على الخلائق ، و الكل يستمِد من الإمام وجوده و بقاءه في كل آن دون توقف و لا انقطاع ، و لو توقف المدد طرفة عين لفني الوجود ، و هو ما جاء في الحديث الشريف : لولا الحجّة لساخت الأرض بأهلها .(9)

فالإمام القائم صلوات الله عليه حين يقول بايعوني هذه ( يد الله ) لا يقصد التعبير المجازي أو مجرد كلام حماسي لتجييش الأنصار و هو لسان الله و قرآنه الناطق ، و هو الذي لا ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى ، فإنَّه صلوات الله عليه يقصد الكلمة بتمام معناها الظاهر و الباطن ، و يقول للناس بايعوني على أنّي أنا يد الله ، فمن وافق هذه المعرفة و سلّم للإمام تسليماً فهو على البيعة ، و من في نفسه شيء من الشك و الانكار و التكذيب فإلى معسكر الدجال .

#عبدهم_مصطفى

📚 المصادر و المراجع

(1) 📗علل الشرائع|1|9 📗ميزان الحكمة|1|119

(2) 📗الفضائل، إبن شاذان|160 📗نوادر المعجزات|42 📗بحار الأنوار|39|187

(3) 📗الخصال، الصدوق|432 📗ميزان الحكمة|1|519 📗تفسير فرات الكوفي|179

(4) 📗مختصر بصائر الدرجات|138 📗مستدرك سفينة البحار|1|460

(5) 📗الكافي|1|145 📗التوحيد، الصدوق|164

(6) 📗الكافي|1|145 📗التوحيد، الصدوق|164 📗بصائر الدرجات|81 📗معاني الأخبار|17 📗الاختصاص، المفيد|248

(7) 📗التوحيد، الصدوق|165 📗الاختصاص، المفيد|248 📗تفسير نور الثقلين|4|494 📗تفسير كنز الدقائق|11|321

(8) 📗الاحتجاج، الطبرسي|2|278 📗الغيبة، الطوسي|285 📗مكيال المكارم|1|56

(9) 📗مستدرك سفينة البحار|5|278

#المعرفة_بالنورانية
للاشتراك واتسآب
+96181266504
تلغرام
http://hottg.com/almarefablnoraneya
[[ و الله متم ولاية علي بن أبي طالب و لو كره المشركون ]]

عن أبي الجارود ، عن أبي جعفر صلوات الله عليه قال { يُرِيدُونَ لِيُطْفِؤُا نُورَ الله بِأَفْواهِهِمْ و الله مُتِمُّ نُورِه }
و الله لو تركتم هذا الأمر ، ما تركه الله
.(1)

عن محمد بن الفضيل ، عن أبي الحسن الماضي صلوات الله عليه قال : سألته عن قول الله تعالى { يُرِيدُونَ لِيُطْفِؤُا نُورَ الله بِأَفْواهِهِمْ }
قال : يريدون ليطفئوا ولاية أمير المؤمنين عليه السلام بأفواههم .
قلت : { و الله مُتِمُّ نُورِه } ؟
قال : و الله متم الإمامة لقوله عز و جل { فَآمِنُوا بِاللَّه و رَسُولِه و النُّورِ الَّذِي أَنْزَلْنا } فالنور هو الإمام
.(2)

📚 المصادر و المراجع

(1) 📗تفسير كنز الدقائق|13|232 📗تأويل الآيات الظاهرة|2|250 📗البرهان في تفسير القرآن|5|365 📗بحار الأنوار|23|322

(2) 📗الكافي|1|480 📗الوافي|3|40 📗تفسير كنز الدقائق|13|230 📗تفسير نور الثقلين|5|317 📗إثبات الهداة|2|6 📗التفسير الصافي|5|170 📗البرهان في تفسير القرآن|5|365

#المعرفة_بالنورانية
للاشتراك واتسآب
+96181266504
تلغرام
http://hottg.com/almarefablnoraneya
Audio
ذكر علي | قحطان البديري
HTML Embed Code:
2024/05/11 23:07:23
Back to Top