TG Telegram Group Link
Channel: قناة د. سليمان العبودي
Back to Bottom
مضت على وفاة الفقيه المعلِّم العامل محمد بن صالح العثيمين رحمه الله عشرون سنة، وما زالت معارفه وكتبه وفتاواه وتقريراته وتحريراته محلَّ احتفاء وتداول في الأوساط العلمية وغيرها، وأما كتاب الممتع في شرح زاد المستقنع فأظنه من الكتب التي ستعمَّر وستبقى طويلا ما بقي الفقه يُدرَس ويدرَّس، وفضل الله واسع.
وهذان مقالان سابقان عن الشيخ:
المعارف المتداخلة
https://www.saaid.net/Doat/solaiman/25.htm

الصمود في زمن الركود العلمي
http://saaid.net/Doat/solaiman/20.htm
مقالة جديدة بعنوان:
التواصل إكسير السعادة.

https://atharah.com/communication-is-the-elixir-of-happiness/
مقالة جديدة بعنوان:


الشعور وقود المسير
https://atharah.com/move-your-feeling-to-continue-on-the-path/
مقال جديد بعنوان:

(سَــراب الشُّـــهرة)
https://atharah.com/the-mirage-of-fame/
مقال جديد بعنوان: نفوس متضخمة!

(الأسلوب على طريقة بعض الأدباء).
https://atharah.com/puffy-souls-learn-literature/
‏في رحلة التعلم الطويلة يشتري الإنسان كتبًا كثيرة، ثم يقرأ بعض ما اشتراه، ثم يتذكر بعض ما قرأه، ثم ينتفع ببعضِ ما تذكره، وهكذا لا يكاد يصفو له في آخر المطاف إلا نزر يسير مُقَلَّص ومخفَّف مرارًا، هذه الحقيقة تدعونا للتواضع المعرفي، وتحثنا على كثرة سؤال الله الهداية في طلب العلم.
الإشراق في جلسة الإشراق 🌿🌿
إذا أردتَّ أن تحافظ على مودّة أحدٍ من الناس زمنًا طويلا فلا تعنه على باطل، ولا تجامله في تقصيره بحق مولاه ما استطعتَ، فإنك إن أعنتَه على عصيانه ربما عوقبتَ لاحِقا بانطماس محبتك من قلبه. قال ابن تيمية: "الناس إذا تعاونوا على الإثم والعدوان أبغض بعضهم بعضًا، وإن كانوا فعلوه بتراضيهم".
Forwarded from منصت
مقالات صوتية 🎧📜
المقال الثاني :
بناء السّدود أولىٰ من مدافعة السيُول | بقلم: د.سليمان العبودي.
📺 يوتيوب
📻 ساوند كلاود
🎧بودكاست:
آيفون | اندرويد
.
جلود سميكة!

إني لتأخذني الدهشة حين أرى الفاجر اليائس من الآخرة جلدًا كالصخرة متدفقًا كالسيل منطلقًا كالسهم، لا يبالي بآلاف الشتائم، ولا يكترث لألوان الهمز واللمز، وإنما من دأبه أن يصرف عنها بصره، ويشيح عنها بقلبه، ثم يواصل طريقه المظلم الذي تجلله العتمة، وذلك في مدد زمنية متطاولة حتى إنك لتتوهمه لم يسمع ولم ير!

بينما لا أجد عشر معشار ذلك الجلد المدهش ممن وعى أن الإصلاح المجتمعي لا يكون إلا بأذى متيقن، وأن التأثير الإيجابي لا يتخلق إلا في مرابع الاحتمال، وأن الشريعة رتبت على العفو والهجر الجميل أجورًا جمة ومراتب علية.

ولو كانت المسألة تقف عند تبرم الشاكين من الأذى لهان الأمر، ولكنها تطورت عندنا حتى اتصلت بحبلٍ غليظ من الشرعنة لتلك المسالك، وأمسى لدينا رحمًا مستعارة لولادة النفوس الحساسة، وغدا الوسط الثقافي ينتج مقولات تبرر الهشاشة النفسية وتدفع باتجاهها، فلا تخطئ عينك بين الحين والآخر من يكتب تعليقًا: لذلك غادر العبقري الفلاني، وإن لم تعلموا سائر الحسابات المجهولة أدب الخلاف الجم، وتقرؤوا عليهم رسالة رفع الملام، ثم تجروا لهم اختبارًا تحريريًّا، فسنصدر على الفور منشورًا بأن يغادر البقية حتى تغدو أرضكم الجرداء خاليةً منا معشر العباقرة المميزين!

إن دلالة ذوي الهيئات على التحلي بخلق الصبر وحسن التعامل مع ردود الأفعال التي لا يمكن ضبطها أيسر من دلالة غيرهم من العامة على الأدب التام والتهذيب الكامل!

يستدل بعضهم بظواهر بعض النصوص التي تفيد أن التأثر بأقاويل الناس هو شأن طبيعي ورد على الكملة من البشر، فنقول: نعم. ورد نحو ذلك بلا ريب ولسنا في غفلة عنه، والنصوص قريبة معلومة، ولكن اقرأ السياقات كاملةً لتعلم أي أذًى بلغ أولئك وما مداه في نفوسهم؟ وما ترك على دعوتهم؟! ثم قارنه بأحوال أخرى توهمت مشابهتها ومماثلتها!

إنها ليست دعوة لتقليل الأدب مع ذوي السابقة والهيئات، حاشا وكلا والله! ولكنها تذكير هؤلاء الذين يتغيون التأثير وينشدون الإصلاح أن الصبر راحلة هذا الطريق، وأن التأثير يفتقر لجلود سميكة وأخفاف ثقيلة ونفوس صابرة!


سليمان العبودي.
مصادرة "الفقه"

من الاصطلاحات الشرعية التي صودرت وحرِّفت عن مواضعها وأعيد إنتاجها عبر القرون اصطلاح (الفقه، والفقهاء)، فكثير من الناس – لاسيما البعداء عن الاشتغال الفقهي وإن كان لهم نوعُ اشتغالٍ في غيره من العلوم- يُكثِر من إطلاق عبارة الفقه في سياقات كثيرة، وهو يريد بها معنى خاصًّا، فربما وجدته مثلا يتحسّر على قلَّة الفقهاء، وندرة أصحاب الأفق الفقهي الواسع، ويكثر من قول: فلان فقيه، وفلان غير فقيه.
وإذا أمعنتَ النظر كرَّتين وبحثتَ عن مرادِه الدقيق بالفقه في كل هذه السياقات المختلفة، وجدتَّ أن معنى الفقه عنده اختيارُ القولِ الأخفّ في كل مسألة تتنازعها الأنظار وتتجاذبها الأفكار.

فالفقيه عنده هو ذلك البارع المقتدر على تمشية عامَّة النوازل وعلى حملِها على دليلٍ أو قاعدةٍ عامة أو خاصةٍ أو قياسٍ، أو استحسانٍ، أو أثرٍ عن صاحب، أو تابعٍ، أو إمامٍ متبوعٍ، أو إمامٍ اندثر مذهبه، أو شرع من قبلنا، أو حتى مجرَّد عباراتٍ عامَّة لا حقيقة تحتها ولا تمت بالفقه بصِلَة .. لا تهمُّ هذه التفاصيل كثيرًا، المهم القدرة على الوصول إلى النتيجة التي تفضي إلى التخفيف والإباحة، وبعد تلك التمشية يَخلع بعض الناس على ذلك الإنسان عباءةَ الفقه الفضفاضة.

ومن المعلوم بالضرورة أن هذا الاصطلاح خروج بيِّن عن الفقه بالمعنى الشرعي، فالفقه هو مقاربة مراد الله تعالى ومراد رسوله ‘ بحسب الإمكان، سواء كان ذلك تخفيفًا أو تشديدًا عزيمةً أو رخصةً.

وليست هذه المصادَرة للمصطلح الفقهي وتحريفه عن مواضعه حادثةً في عصرنا، وإنما بزغت شمسها في مرحلة مبكرة تاريخيًّا، فلمَّا ظهرت في القرون الأولى طائفة من المشتغلين بالفقه أمعنتْ في الحيل، وتوسعت في تسويغ المحارم مما يعلم بالاضطرار أنه لا يسوغ في الدين؛ خلعَ عليهم بعض الناس اسم الفقهِ ولقَّبوهم بالفقهاء، وخصوهم بذلك من بين سائر الناس، وذلك لما اختصوا به من الإمكانيات الذهنية الباعثة على توليد الرأي المخالف للآثار، ولذلك فسَّر شيخ الإسلام ابن تيمية اختصاص هؤلاء باسم الفقه والفقهاء، فقال: (إنما سبب نسبة بعض الناس لهم إلى الفقه والقياس ما انفردوا به من الفقه وليس له أصل في كتاب ولا سنة، وإنما هو رأي محض صدر عن فطنة وذكاء كفطنة أهل الدنيا في تحصيل أغراضهم، فتسموا بأشرف صفاتهم، وهو الفهم الذي هو مشترك في الأصل بين فهم طرق الخير وفهم طرق الشر، إذ أحسن ما فيهم من هذا الوجه فهمهم لطرق تلك الأغراض والتوصل إليها بالرأي).

ولم يكن هؤلاء المتفقهة على براعتهم وشفوف نظرهم وكثرة قياسهم وطولِ تفتيشهم عن العلل التي يقصدونها ذوي بصرٍ نافذ في معرفة العلل الشرعية الصحيحة التي تدرك بمراعاة مقاصد الشارع وحكمته، ولذلك يقول الشيخ مستغربًا: (مما يقضي منه العجب أن الذين ينتسبون إلى القياس واستنباط معاني الأحكام والفقه من أهل الحيل هم أبعد الناس عن رعاية مقصود الشارع وعن معرفة العلل والمعاني وعن الفقه في الدين فإنك تجدهم يقطعون عن الإلحاق بالأصل ما يعلم بالقطع أن معنى الأصل موجود فيه، ويهدرون اعتبار تلك المعاني، ثم يربطون الأحكام بمعاني لم يومئ إليها شرع ولم يستحسنها عقل).

وفي أثناء نقد شيخ الإسلام لهذه المصادرة التاريخية الجائرة لاسم الفقه والفقهاء عبر القرون نَبَّهَ على معنى الفقه الشرعي الصحيح، وبيَّن أنه لا يرتبط بالتحلل والإباحة ولزوم الأخفّ مطلقًا، بل ذكر الشيخ أن الفقه مرتبط بالنذارة ومقرون بها، فقال شارحًا معنى الفقه الشرعي: (إنما الفقه في الدين فهمُ معاني الأمر والنهي، ليستبصر الإنسانُ في دينه، ألا ترى قوله تعالى : {ليتفقهوا في الدين ولينذروا قومهم إذا رجعوا إليهم لعلهم يحذرون} فقرن الإنذار بالفقه، فدل على أن الفقه ما وزع عن محرم، أو دعا إلى واجب، وخوف النفوس مواقعة المحظور لا ما هون عليها استحلال المحارم).
فأين هذا المعنى العظيم مما يتداوله بعض الناس بأقلامهم وألسنتهم، حتى صار مع كثرة تردادِه وتكراره يسبق إلى الأذهان سبقًا فلا يكاد يتصور بعضُ الناسِ غيرَه عند إطلاق لفظ الفقه والفقهاء؟!


سليمان العبودي
العيش في عصر الرداءة

عامة الأشياء التي يصنعها البشر في هذا العالم تسوء تدريجيًّا، تتلون بثوب حالك الأديم، تفتقد شيئا فشيئًا لعناصر الإتقان والبراعة، تتجه بسرعة مع مرور الزمن نحو منحدر الرداءة، لعلك أدمنتَ هذه النبرة الجنائزية الحزينة منذ وعيت نفسك.

في كل مكان هناك شعور جمعي عميق باستفحال الضعف وشيوع الهزال، ولا يقتصر هذا الضعف على عالم الأخيار وهمومهم في هذا الكوكب، بل حتى لو أرخيت سمعك في الأحياء القديمة المهجورة لسمعتَ من يرثي أولئك التجار الأمناء الذين كانوا يوردون للزبائن حبوب مخدِّرة غير مغشوشة!

اختفى من عالمنا أولئك اللصوص الأوائل الذين يسرقون دراهمك بحيل عبقرية أو بخفَّة يدٍ وجمالِ أسلوبٍ يسعدك قبل أن يسلب ما في جيبك، وبقي هؤلاء الذين يراسلونك من غامبيا أو النيجر ليخبروك أنك مسهورٌ بسهرٍ أسود ولا يمكن أن تحلَّ تلك العقد إلا بتسليمهم أرقام الحساب.

حتى لو حدث لك ارتطام يسير بسيارتك فتفاجأت أن شطر السيارة الأمامي انعدم وأنك بحاجة إلى تكلفة عالية لاستصلاحه لسمعت من يقول لك وأنت تفتش في آثار الصدمة متألِّمًا: هذه السيارات الجديدة كرتونية، فقد ذهبت تلك السيارات الشاصية القديمة المتينة، فالتقدم الصناعي التقني إنما كان يمنح تلك المصانع قدرةً هائلة على إخفاء الرداءة والضعف في قالبٍ خارجيٍ جميل!

حتى لو أردت أن تشتري مكيفات تبريد لجاءك أهل الخبرة وهمسوا في أذنك أن الأجهزة الجديدة ليس فيها دينمو كالقديمة، فحاول أن تجد في بعض المحلات بعض القطع القديمة المخزنة! وهكذا يستحوذ على الجميع مشاعر عميقة باندثار الجيد واضمحلال المتقن.

إذا أردت الزواج وجدت من يهمس لك بتقليص عامة الشروط والتمسك بشرط كونها امرأة، وذلك لأن أولئك النساء اللاتي تبحث عنهن قد توارين خلف تراب المقابر، فاقنع بالموجود لئلا تظل فردًا كالبعير الأجرب.

وهكذا الرجل الذي كان في حقبةٍ ماضية حري إن خطب أن لا يزوج وإن شفع أن لا يشفع أمسى اليوم مؤهل الوظيفة أو الوضع المادي وحده بعيدا عن الخلق والدين كافيًا لفتح كافة الأبواب له!

إذا قرأت الأطروحات الفكرية السطحية المنحرفة فأردت أن تتمتم بدعوة عمر -رضي الله عنه- حينما استعاذ من جَلَد الفاجر، فتجدك تقول -دون أن تقصد-: اللهم إني أعوذ بك من جلَد الفاغِر! وتفهم حينها جيدًا عبارة الشيخ المعلمي حينما قال عن خصمه: (كنا نودّ لو أعرض عن الشبهات التي قد سُبِقَ إليها فحُلَّت وانحلَّت واضمحلَّت، واقتصر على الشبهات الأبكار التي يجد لذّةً في اختراعها، ويجد أهلُ العلم لذةً في افتراعها!).

إذا رأيت منسوبًا إلى العلم يتجاوز مناقشة الأدلة العلمية ويقفز نحو التهم الصحفية الرديئة الخالية من البرهنة كلمز الخصوم بالتأدلج والتحيز فتشد طرف ثوبك وتلتزم الصمت لأنك توقن أن الرداءة مدت رواقَها الطويل ودقت أطنابها في عالمنا، فتعيد قلمك إلى موضعه لأنك لا تجد كلامًا علميًّا قابلا للمناقشة، وإنما غاية ما تفعله أن تقول في سِرِّك: إذا ضعفت القدرة على سبك البراهين حضرت الإنشائيات بكثافة، فاللهم اضرب الإنشائيين بالإنشائيين وأخرجنا من بينهم برهانيين!

رداءة مستحكمة تبسط أذرعتها الطويلة في كل اتجاه، وذلك في كل المجالات تقريبًا، حتى في مجال الشخصيات العلمية، فمنذ سنوات بعيدة كلما رحل عن دنيانا علمٌ من الأعلام في أي مجال علمي أو أدبي أو غيره فلا تخطئ عينك من يكتب تحت إعلان موته: رحيل آخر الكبار! فلم يبق لنا عمليًّا عند الجميع إلا عالم صغيرٍ يموجُ بالصغار!

لست أنفي أن شيئًا من هذه التعليقات نابعة من نفوسٍ تعاني من قراءة مثاليَّة للماضي عمومًا، قراءةٍ ساذجةٍ تفخِّم الماضي وتخلع عليه أوصاف متعالية على الطبيعة البشرية، هناك نفوس تشتكي على الدوام من وصَبِ الحنين إلى الماضي، فحتى لو كانوا تعساء عندما كان ذلك السالف حاضرًا، فإنه بمجرد كونه زمنًا ماضيًا تنقلب رؤيتهم إليه إلى عالم ورديٍّ سعيد، فهم يعيدون إنتاج التاريخ طبقًا لهوى النفوس، بل إن الكلام عن فساد الزمان غريزة إنسانية وعادة بشرية مستحكمة، فتجد معنى الشعر اليسير المنسوب لآدم عليه السلام إنما هو في ذم التغيرات الطارئة على البلاد.
تغيرت البلاد ومن عليها ** فوجه الأرض مغبر قبيح

كلُّ هذا لا ننفي وجوده، ولكننا بالمقابل نلحظ بالفعل أن الجودة والرصانة والإتقان في عصرنا في تناقص واضمحلال تصاعدي، وأن السؤال عن مستوى الكيف ومدى العمق في خفوت تدريجي مستمر، فلذلك يغتر الناس بالظواهر ويخلعون على أمثالنا ثيابًا سابغة من إحسان الظن، فإذا رأيتم في أيامنا صاحب صبر على تدقيق المعارف وتحقيق العلوم فأكرموا وفادته، واغتفروا عثراته، فإنه يمشي فوق أرضٍ مَلْساء زلقة منحدرة .. كل ما فيها يدفعه إلى السقوط في وحل السطحية والرداءة!


سليمان بن ناصر العبودي
٢٦/ ٦/ ١٤٤٣ هـ
مقال (العيش في عصر الرداءة) بصوت الدكتور أسامة الخميس وفقه الله.
قناة د. سليمان العبودي
الحلم يتحقق .pdf
صباح الأحلام المتحققة!
‏هذه تجربة ملهمة لأحد الإخوة الذين أعرفهم بعنوان (الحلم يتحقق)، يحكي فيها قصة توفيق الله له في حفظ القرآن بإتقانٍ تامٍّ قلّ نظيره بعد أن كان هذا الحلم بعيد المنال!
HTML Embed Code:
2024/05/03 22:51:24
Back to Top