TG Telegram Group Link
Channel: قناة مجاهد مأمون ديرانيّة
Back to Bottom
يوم المرأة العالمي

-1-

عندما وقفتُ في عرفات (في حجّتي الأخيرة قبل بضع سنين) ألحَّت على خاطري -وأنا أرى جموع الحجاج هناك- صورةُ الموقف الأكبر الذي وقفه رسول الله عليه صلاة الله وسلامُه في هذا الموقف نفسه قبل وقت طويل.

في ذلك اليوم البعيد أدرك النبي الكريم العظيم أنه يعيش أيامه الأخيرة في هذه الدنيا الفانية، فافتتح خطبته الوداعية بتلك الكلمات المؤثرة: "أيها الناس، اسمعوا قولي، فإني لا أدري لعلي لا ألقاكم بعد عامي هذا بهذا الموقف أبداً".

لم تكن خطبة طويلة من النوع الذي يملّ منه الناس، بل أسطراً معدودات فحسب، ومع ذلك فقد أفرد ربعها للتوصية بالنساء وأطلق فيها نداءه الخالد الذي سرى في المكان والزمان : "استوصوا بالنساء خيراً". فما أعظمَه من مُوصٍ وما أكرمَها من وصية، ويا له من أمر مُلزم لكل الرجال لو كانوا يفقهون!

-2-

ذلك كان "يومَ المرأة العالمي"، اليوم الذي منح فيه رسولُ البشرية النساءَ ربعَ وصيته الختامية قبل الانتقال من دار الفناء إلى دار البقاء، فكانت واحدة من خواتيم الوصايا النبوية ومن أعظمها في حياة البشر.

من منكم -يا رجال الإسلام- يحفظ هذه الوصية ويرعاها في عمله وسلوكه كل يوم؟ من منكم يُكرم زوجته وأخواته وبناته كما أمره رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ من منكم يحب أن يسجَّل في سجل الأخيار؟

أخرج الترمذي عن عائشة وابنُ ماجه عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "خيركم خيركم لأهله، وأنا خيركم لأهلي"، وصحّحه الألباني في السلسلة الصحيحة وفي صحيح الجامع وصحيح الترغيب. وفي لفظ صحيح: "خياركم خياركم لنسائهم".

هذا الحديث عمدة في العلاقات الأسرية، ومنه استخرجتُ قاعدة أحكم بها على الناس، فأحد أهم مقاييس خيريّة الرجل عندي هو حسن تعامله مع زوجته، وما سمعت برجل يكرم امرأته إلا كبر في عيني وأحببته في الله، ولا سمعت برجل يسيء إليها إلا فقدَ عندي من خيريّته بمقدار إساءته إليها، فإذا عرفت أنه يمدّ يده عليها بالضرب سقط من عيني سقطة لا نهضة بعدها، مهما بدا عليه من مظاهر العبادة والصلاح.

-3-

"ما أكرمهنّ إلا كريم". ربما لم يثبت هذا النص قولاً عن النبي الأكرم عليه الصلاة والسلام كما قال أهل الصنعة، ولكنه ثبت عملاً، فهو سنّة عملية وإن لم يكن سنة قولية، فلو تأملنا سيرته عليه الصلاة والسلام وعلاقته بزوجاته وبناته طَوال حياته لوجدنا أن الإكرام والاحترام هما العنوان لهذه العلاقة وهما الشعار، حتى بصواحب زوجاته وبعامّة نساء الأمة.

فلتكن هذه هي قاعدة العلاقة بينكم وبين زوجاتكم يا أيها المسلمون: "الإكرام والاحترام"، ولتكن هذه هي الثقافة المعتمَدة في حياتكم وعلاقاتكم مع الزوجات والبنات والأخوات.

وإن هذه لَهي ثقافتي التي نشأت عليها وعشت بها في الحياة، ولعلّي أدين بالفضل فيها لجدي علي الطنطاوي رحمه الله الذي كان أكثرَ من عرفت إكراماً واحتراماً للمرأة، زوجةً وأخوات وبنات وحفيدات، حتى حماته كان من أكثر الرجال لها وداً وإعزازاً، وكذلك كان مع خالات زوجته وأخواتها وزوجات إخوته وسائر من عرف من النساء. كان متميزاً في احترام المرأة وإكرامها فنشر هذه الثقافة في أسرته الكبيرة، فنشأ عليها أصهاره وأصهارهم وحَفَدته وأولاد الأحفاد وإخوته وأبناء إخوته وأصحابه الأقربون. رحمه الله وجزاه عنا خير الجزاء.
في يوم المرأة العالمي

حرائرنا المَنسيّات: مَن المَلوم؟*

أسيراتنا في سجون النظام هُنّ الأسى الذي لا يُنسى وهُنّ جرح الثورة النازف.

ولكنْ مَن نلوم على مرور السنين بعد السنين وهُنّ منسيات ضائعات؟ أنلوم النظام وهو الإمام في الإجرام؟ لا يُسأَل عن ذنوبهم المجرمون**. أم نلوم المجتمع الدولي؟ إنما نحن في نظر القوم ذباب، ولو كانت لنا قيمة لصنعوا شيئاً يَقفون به نهرَ الدم المتدفق في أرضنا منذ تسع سنين.

إنما يُلام من يستطيع من أهل الثورة أن يصنع شيئاً ثم لم يصنع. إنما يُلام السياسيون والعسكريون الذين كان في يدهم شيء من قوة ثم لم يستغلوا القوة التي في يدهم لإطلاق أسيراتنا وتحرير أسرانا من السجون والمعتقلات.

السياسيون الذين ذهبوا يهرولون من مؤتمر إلى مؤتمر خاضعين خانعين وفي يدهم سلاح لم يستخدموه: الضغط والمقاطعة والاستعصاء حتى يحقق النظام شرطاً مسبقاً من الشروط الأممية، هو إطلاق الأسرى وإغلاق ملف المعتقلين.

والعسكريون الذين امتلكوا بعض القوة في بعض الأوقات وكانت في يد بعضهم ذات يوم أوراق، فلم يبالوا بأسيراتنا وأسرانا وبعثروا أوراق القوة أو تركوها حتى أبْلَتها الأيام وأكلتها الحادثات الجسام. وعلى رأسهم الجولاني وجبهته المخذولة، الذين باعوا رهائن كثيرين وقبضوا أثمانهم بالملايين ولم يفكروا في حرائرنا قط، سوى مرة واحدة أطلقوا فيها زوجة البغدادي لا أكثر، عليهم وعلى البغدادي غضب الله!

* * *

على أنها تبقى شهادة لا بد من تسجيلها للتاريخ: لم يحمل هذا الهَمّ إلا قائدٌ واحد لم تعرف الثورة أنبلَ منه ولا أكرم، والباقون يتنافسون في الجحود وانعدام الوفاء واللامبالاة بحرائرنا اللائي يعانينَ في السجون ما لا طاقة به لصخور الجبال. القائد النبيل عمار داديخي قائد عاصفة الشمال، الذي أسر ذات يوم ثلّة من قادة حزب الله اللبناني فعُرض عليه مقابل إطلاق سراحهم من المال ما لا يحلم مثلُه بمثله، عشرات الملايين من الدولارات، وتوافدت عليه الوفود وتوسطت بين يديه الوساطات من دول كبيرة، فأبى وأصر على إطلاق سراح أسيراتنا من باستيلات الأسد، وقدّم للوسطاء قوائم بألف من حرائرنا، فلا يُطلَق أسرى حزب اللات حتى يطلقهنّ النظام من المعتقَلات.

ثم استُشهد الرجل بعد إصابته في معركة مطار منّغ فحافظ إخوانُه على عهده، واستلم ملفَّ الأسرى نائبه الشيخ منير حسّون، الذي خشي أن يفتن المالُ الكثيرُ مقاتليه فراح يطوف بهم مستفزاً نخوتهم وشرفهم، يسأل كل واحد: الناموس أم الفلوس؟ فكان جواب الفصيل كله: الناموس ولا الفلوس!

عندئذ لم يجد أعداء الثورة إلا أن يطلقوا عليهم كلاب البشر وكلاب النار، داعش. فقاتلوهم وخذلتهم الفصائل، واشترطت داعش تسليم اللبنانيين التسعة حتى توقف الهجوم على الفصيل، فاضطروا إلى تسريع التفاوض وإنهائه تحت النار وسلموا الأسرى للمفاوضين الأتراك، ثم نجحت عملية التبادل في إطلاق سراح خمس وستين حرة من حرائرنا وطيارَين تركيين كانا في الأسر عند الحزب اللبناني.

ولم يلبث الشيخ منير أن دفع حياته ثمناً لهذا الإنجاز العظيم، فاستُشهد مع ثلة من رفاقه في معسكر جبل برصايا فجر يوم عيد الأضحى بعدما تفردت بهم داعش وتخلت عنهم الفصائل وخذلهم الأقربون والأبعدون. ولسوف يقفون جميعاً في يوم آتٍ بين يدي الديّان في محكمة السماء، فيومئذ يقتص الحكم العادل للقتيل المظلوم من الذين قتلوه ومن الذين أسلموه ظلماً لقاتليه.

* * *

مضى عمار ومنير ورفاقهما وبقيت القصة في سجلات التاريخ، قصة قادة نبلاء تربعوا على قمة هرم النبل والوفاء، كانت حرائرنا هَمّهم حتى الممات وقدموا الناموس والشرف على الملايين وعشرات الملايين، وقصة آخرين اختاروا العيش في قعر النذالة والجحود، كانت في أيديهم أوراق يملكون بها فكَّ أسر أسيراتنا وأسرانا من السجون ثم لم يفعلوا، وعند الله الحساب.

* * *

* نشرت هذه المقالة في مثل هذا اليوم قبل ثلاث سنين، وأعيد نشرها اليوم للمناسبة.
** لكثرتها وبشاعتها، فيُلقَون في النار بغير سؤال (على قولٍ في الآية)
بنان علي الطنطاوي: خالتي التي فقدتُها

فقدتها في مثل هذا اليوم (السابع عشر من آذار) قبل اثنتين وأربعين سنة، قتلوها قتلهم الله. اغتالها المجرمون الجبناء كما اغتالوا الوطنَ كله بما فيه ومَن فيه طَوال نصف قرن من الزمان، رحمها الله، لا رحمهم الله.

كان رحيلها المفاجئ الجرحَ الأول في حياتي، لم أكن قد ألفت بعدُ جراحَ الحياة، وأولُ جراحات النفس هو أقساها وأبقاها، إنه الأسى الذي لا يُنسى على مَرّ الأيام. لقد فارقَت دنيانا وهي بعمر أوسط أولادي اليوم، ولكني ما أزال أراها بعين الخيال الخالةَ الكبيرة العَطوفة التي أشتاق إليها وإلى بسمتها الحلوة وقلبها الحنون.

* * *

أحببتها في طفولتي حباً عظيماً، أحببت رقّتها السابغة وكرمها العظيم وعطفها اللامحدود. كانت زياراتها لنا أعياداً ننتظرها كما ننتظر العيد السعيد، ولكنها كانت دائماً زياراتٍ قصيرةً معدودة بالأيام، بل بالساعات، فلا نكاد نفرح باللقاء حتى نشقى بالفراق، وما فارقَتنا يوماً إلا وأغرقَتني في بحر الدموع والأحزان.

ولقد بلغ من حبي لها وتعلّقي بها وأنا صغير أني غضبت منها يوماً في سرّي لأنها تضنّ علينا بأيام قليلة تمدد بها زياراتها القصيرة الخاطفة، ثم أدركت -لمّا كبرت بعد حين- أنها كانت أشدَّ ألماً لفراقنا منّا لفراقها، وأعظمَ حرصاً على لقائنا منّا على لقائها، ولقد رأيتها من بعدُ في بعض لحظات الضعف التي قَلّ أن تسمح للناس، حتى لأقرب الناس، أن يشاهدوها فيها، حينما كانت تودعنا فتبكي لفراق الأهل والأحبة بكاء يشقّق الحجر ويفتّت القلوب.

لعنة الله على مَن فرّقَ الشملَ الجميع وشتّتَ الأحبة بين القارات المتباعدات، لعنة الله على نظام الاحتلال البعثي الأسدي الذي أشقى الملايين.

* * *

كانت أبداً راكضة في درب الحياة، قد وهبت وقتها كله للدعوة والعمل الإسلامي مع زوجها الداعية المجاهد عصام العطار، عافاه الله، فلا تكاد تجد وقتاً لتفكر بنفسها أو لتهتم بما يهتم به عامة الناس من متاع الدنيا الزائل.

شغلَتها عظائمُ الأمور عن الصغائر، وتنقّلت مع زوجها وولدَيها بين البلاد، وعاشت أزمنةً في غرفة أو غرفتين، فلم تَشْكُ من ضيقِ منزلٍ ولا من قلّةِ أثاثٍ ولا شدّة حال، ولم تهتمّ بتسلية أو راحة ولا حرصت على طعام أو منام، وما أكثرَ ما صَرّمَت النهارات الطويلةَ في عمل لا ينتهي، فتنسى الجوعَ وتدافع النعاسَ وتصبر على المشاقّ صبرَ أجلاد الرجال.

* * *

كانت أمثولةً في نكران الذات لم أرَ لها مثيلاً في الناس من بعدها قط، على كثرة من عرفت من الناس. اغتربَت فمنحت الغرباء العطفَ والحنان وهي الغريبةُ المحتاجة إلى العطف والحنان، ومرضت فمَرَّضَت المرضى وهي المريضة المحتاجة إلى الرعاية والتمريض. أطعمت الجائعين وهي جَوْعَى، وقبل أن تكسو ولدَيها كست أولاد الناس. لا أظن أنها عرفت السعادة الحقيقية يوماً إلا من خلال إسعاد الآخرين.

وكانت تصنع كل شيء وتتعلم كل شيء؛ تعلمت الفرنسية لمّا أقامت مع زوجها وأولادها في بروكسل وجنيف، ثم تعلمت الألمانية حين انتقلت العائلة إلى آخن. وكانت طبّاخة من أمهر وأسرع الطباخات، حتى لتعدّ المائدة الطويلة العريضة في ساعة أو نحوها. وكانت سائقة محترفة، فهي التي تنقل الأولاد وتقضي حاجات البيت وتنقل زوجها بين البلدان لحضور المناسبات والمؤتمرات. وكانت خير سكرتيرة له، تنظم المواعيد وترتب اللقاءات، كما كانت قارئة نهمة متدبرة وكاتبة ذات خط جميل وأسلوب رشيق، وكانت في الكتابة سريعةً كما كانت سريعة في كل شيء، حتى لتكتب في الأسبوع عشرات الرسائل للأهل والأخوات.

* * *

كنت وأنا طفل صغير أظن أن البسمة جزء من تقاسيم وجهها، لأنها لا تُرى أبداً إلا باسمة، لكني كبرت من بعدُ وعلمت أنها كانت تنتزع البسمةَ من وسط الدموع، وتجتهد لترسم الفرحة على صفحات القلوب وقلبُها ضحيةٌ للهموم والأحزان.

حملَت هَمّ زوجها وولدَيها وهَمّ أسرتها الكبيرة وهَمّ الأمة كلها، وأنكرت حق نفسها في نفسها فمنحت كل طاقتها ووقتها ومحبتها وعنايتها للآخرين، فكانت لزوجها زوجةً فريدة في الزوجات، ولولدَيها أمّاً فريدة في الأمهات، ولوالديها بنتاً فريدة في البنات، ولأخواتها أختاً فريدة في الأخوات، ولبني أخواتها خالة فريدة في الخالات. وكانت في الغربة أمّاً لكل البنات وأختاً لكل الأخوات، مع كرم وعطاء وعطف بلا حدود، حتى أحسّ كلُّ مَن شملته بعطفها ورعايتها أنها كانت تخصّه بما لا تخص به سواه وأنه كان هو محبوبَها الأثير.

كانت أمنية عمرها أن ترجع إلى الشام فتعيش فيها وفيها تموت، كما كانت أمنيةُ أبيها رحمه ورحمها الله. أسأل الله أن يعوّضها ويعوّض أباها عن هذه الدار خيراً من هذه الدار، وأن يَحْرم مِن رحمته مَن حرمها وحرم أباها من تحقيق هذه الأمنيات.

* * *
رمضان: تذكرة في رحلة الحياة

عندما يَهِلّ هلال رمضان أتذكر أن عاماً كاملاً تصرّمَ من عمري، وأنني ارتقيت درجة جديدة على السلّم المُفضي إلى باب الخروج.

لقد شغلتنا الحياة وباتت السنوات تُطوى كأنها الأيام القصِار، فما عدنا نحسّ بانقضاء العام بعد العام لولا رمضان. إنه تذكرة للناسين، وهو جرسٌ يُقرَع مرة كل عام فينبّه الغافلين إلى أنهم باتوا أقربَ إلى لقاء الله من أي يوم مضى.

ليس مهماً كم هو عمرك عندما تسمع قرع الجرس. سواء أكنت مثلي في السادسة والستين أم كنت شاباً في العشرين فإن الحال واحد: لقد فقدتَ من عمرك المقدَّر سنة كاملة منذ استقبلت رمضان الماضي، فماذا صنعت في تلك السنة؟ لقد اقتربت من مَلَك الموت وقطعت مرحلة من المراحل التي تفصلك عنه، فهل صرت أكثر استعداداً للقائه، أم ما زلت متشاغلاً عنه مستبعِداً لقاءه كما كنت قبل عام؟

* * *

لقد شغلتنا الحياة حتى بات شهر رمضان كتلك العلامات التي يضعونها على الطرق السريعة؛ إنها تخبر المسافر -كلما لقي واحدة منها- أنه صار أقربَ إلى المحطة التي يقصدها بعشرة أكيال، وكذلك رمضان يخبرنا أننا اقتربنا سنة من لقاء الله.

سوف تقرؤون في هذه الأيام الفضيلة ألف منشور يخبركم ماذا تصنعون في رمضان. وكل عمل صالح في رمضان بِرٌّ وخير يحرص العاقل عليه ويسعى إليه، ولكنّ الله لن يسألنا عن عملنا في رمضان فحسب، بل عن عمل العام بأيامه جميعاً، بل عن عملنا في العمر كله. فلنسأل أنفسنا إذا جاء رمضان الجديد عن العام السابق: ماذا فعلنا فيه؟ هل تجهزنا حقيقةً للقاءٍ ما يزال يقترب ويقترب أكثرَ وأكثرَ مع كل رمضان جديد؟

سنسأل أنفسنا اليوم هذا السؤال ونحن نستقبل رمضان، وسوف نسأله مرة أخرى بعد اثني عشر شهراً إنْ أحيانا الله، فطوبى لمن أعدّ الجواب، طوبى لمن عمل الصالحات في رمضان وبعد رمضان، طوبى لمن جدّد الاستعداد كل يوم للقاء الله.

* * *

كل عام وأنتم جميعاً بخير، كل عام وأنتم أقرب وأحبّ إلى الله
مع الثورة السورية في 10 سنوات

سلسلة من 22 كتاباً للتحميل المجاني

شهدنا هذا الشهر الذكرى الثانية عشرة لانطلاق الثورة السورية العظيمة التي عشتُ معها عشرَ سنوات منحتها فيها أكثرَ الوقت وكلَّ الاهتمام، متابعاً حوادثَها وتفاصيلها يوماً بعد يوم وأسبوعاً بعد أسبوع وصارفاً معظم الوقت في القراءة والكتابة عنها وفي المتابعات والاتصالات، فكانت ثمرة ذلك كله أكثر من ألف مقالة نشرتها منجَّمة في تلك السنوات.

كانت تلك المقالات "يوميات ثورية" فصارت اليوم تاريخاً للثورة، فبدا لي أن أجمعها في كتب مستقلة وأنشرها نشراً عاماً لعلها تصل إلى من لم تصله المقالاتُ في وقتها. وقد أنفقت في جمعها وترتيبها ومراجعتها عدة أشهر فجاءت في اثنين وعشرين كتاباً يبلغ عدد صفحاتها نحواً من ستة آلاف صفحة.

وها أنذا أنشرها اليوم نشراً عاماً عسى أن يستفيد منها أهلُ هذا الوقت أو أبناءُ زمان آت، ولعل قارئاً لا أعرفه ولا يعرفني يطّلع عليها فيدعو لي بظهر الغيب دعوة ألقاها في صحيفتي يوم الحساب.
HTML Embed Code:
2024/04/29 08:22:52
Back to Top