TG Telegram Group & Channel
تِشرين. | United States America (US)
Create: Update:

تمر الأشهر فيتحسن يومًا بعد يوم، وتتسلل إلى عمقه الحياة قليلًا، الحديث عن حزنه فالأدوية المضادة للاكتئاب والرياضة، أشياء لم تكن تفارقة، بدا وكان الربيع سيزهر في أيامه مجددًا أنه سيغادر هذا البياض المحيط بغرفته أنه سيعود للعالم الذي أخذ منه شغفه، وكأنه سيعيش السلام الداخلي، كأن السلام سيتسلل لروحه أخيرًا، وسيتعايش مع أوجاعه والآخرين.

مر الكثير منذ الحادثة، أصبح يبدو هادئًا، كأن روحه أصبحت أكثر وقارًا، يتحدث بوعي، كلما حاول مهاجمته الحزن يتذكر ذكرياته السعيدة، فرحته بأول ابناءه، أول ذكرى لمولوده الأول، أول مرة قيل له "بابا"، النزهات القليلة التي عاشها معهم، منزله الدافي ورائحة الحب المُنبعثه منه، يتذكر الكثير من اللحظات الدافئة فيعود له السلام، ويتنهد بحب.

مرت سنوات
كان مازال السلام يتغلل إلى قلبه، وكانت حرب بلده كأنها تتضامن معه، تختفي رويدًا رويدًا، تشرق من بين الركام، وتُنير الأماكن المُعتمة، يزهو الجمال منها كأنها لم تشهد حربًا، أصبح يهرب من أفكاره إلى أخبار أرضه، يمتلئ أملًا كلما سمع خبرًا سارًا، ويبتسم بمعمقٍ كلما اقتربت نهاية الحرب.

انتهت الحرب وعمَّا السلام ورائحة السكينة كل الأرجاء حتى قلبه، غادر المكان الذي استوطنه لسنوات كثيرة، غادره مودعًا حُزنه وألمه وكل الذكريات، غادره بأملٍ أن يحيا بهدوء بعيدًا عما يؤلمه، كي ينسى مُر ما عاناه لم يعد لذاك المنزل مجددًا تركه بكل الحب والدفء الذي كان به، تركه مع الأسى الذي سرق منه سنوات طويلة ليتعافى منه، ليشعر أخيرًا بالسلام الروحي متزامنًا مع سلام أرضه.

في قريةٍ ما مُحاطة بالخُضرة وقطرات الندى مستلقية على أوراق الشجر، السحاب لا زالت تحتضن الجبال بعمقٍ رافضةً للشمس أن تنير، كان يقف هناك بثباتهِ المعهود، ينظر نحو اللاشيء ويتنهد "سنلتقي يومًا" يقطع صوت أفكاره طفلًا صغير يناديه لجوارهِ كي يتأملوا منظر السحاب وهي تتنحى جانبًا للشمس كي تشرق، يمسك بيد الطفل بحب وينظر إلى عينيه بدفء كان آخر أمل له كي يعود للحياة مُجددًا، طفل صغير دون مأوى سرقت الحرب منه كل شيء عدا روحه يلتقي به ليصبح له المأوى ويصبح الطفل روحًا لروحهِ المتعبة.

تِشرين.
سَنلتقي يومًا | أمَاني البُريهي. في غرفةٍ جدرانها زُينت بالأبيض، راقدٌ كجثة هامدة رجلٌ تضرم الشيب في رأسه، شاحبٌ وجهه كأنه شبح عيناه سوداوتين غارقتين في الكمد، يغزو الليل جفنيه المنهكين من ضربات الأرق، كلما أغمض عينيه وحاول فتحها يظن نفسه لوهلات أنه غادر…
تمر الأشهر فيتحسن يومًا بعد يوم، وتتسلل إلى عمقه الحياة قليلًا، الحديث عن حزنه فالأدوية المضادة للاكتئاب والرياضة، أشياء لم تكن تفارقة، بدا وكان الربيع سيزهر في أيامه مجددًا أنه سيغادر هذا البياض المحيط بغرفته أنه سيعود للعالم الذي أخذ منه شغفه، وكأنه سيعيش السلام الداخلي، كأن السلام سيتسلل لروحه أخيرًا، وسيتعايش مع أوجاعه والآخرين.

مر الكثير منذ الحادثة، أصبح يبدو هادئًا، كأن روحه أصبحت أكثر وقارًا، يتحدث بوعي، كلما حاول مهاجمته الحزن يتذكر ذكرياته السعيدة، فرحته بأول ابناءه، أول ذكرى لمولوده الأول، أول مرة قيل له "بابا"، النزهات القليلة التي عاشها معهم، منزله الدافي ورائحة الحب المُنبعثه منه، يتذكر الكثير من اللحظات الدافئة فيعود له السلام، ويتنهد بحب.

مرت سنوات
كان مازال السلام يتغلل إلى قلبه، وكانت حرب بلده كأنها تتضامن معه، تختفي رويدًا رويدًا، تشرق من بين الركام، وتُنير الأماكن المُعتمة، يزهو الجمال منها كأنها لم تشهد حربًا، أصبح يهرب من أفكاره إلى أخبار أرضه، يمتلئ أملًا كلما سمع خبرًا سارًا، ويبتسم بمعمقٍ كلما اقتربت نهاية الحرب.

انتهت الحرب وعمَّا السلام ورائحة السكينة كل الأرجاء حتى قلبه، غادر المكان الذي استوطنه لسنوات كثيرة، غادره مودعًا حُزنه وألمه وكل الذكريات، غادره بأملٍ أن يحيا بهدوء بعيدًا عما يؤلمه، كي ينسى مُر ما عاناه لم يعد لذاك المنزل مجددًا تركه بكل الحب والدفء الذي كان به، تركه مع الأسى الذي سرق منه سنوات طويلة ليتعافى منه، ليشعر أخيرًا بالسلام الروحي متزامنًا مع سلام أرضه.

في قريةٍ ما مُحاطة بالخُضرة وقطرات الندى مستلقية على أوراق الشجر، السحاب لا زالت تحتضن الجبال بعمقٍ رافضةً للشمس أن تنير، كان يقف هناك بثباتهِ المعهود، ينظر نحو اللاشيء ويتنهد "سنلتقي يومًا" يقطع صوت أفكاره طفلًا صغير يناديه لجوارهِ كي يتأملوا منظر السحاب وهي تتنحى جانبًا للشمس كي تشرق، يمسك بيد الطفل بحب وينظر إلى عينيه بدفء كان آخر أمل له كي يعود للحياة مُجددًا، طفل صغير دون مأوى سرقت الحرب منه كل شيء عدا روحه يلتقي به ليصبح له المأوى ويصبح الطفل روحًا لروحهِ المتعبة.


>>Click here to continue<<

تِشرين.




Share with your best friend
VIEW MORE

United States America Popular Telegram Group (US)