TG Telegram Group & Channel
زينبية الهوى💜 | United States America (US)
Create: Update:

وسائل "التواصل" الاجتماعي.
يحتاج الأمر لنوع من التدقيق في مصطلح "التواصل" هذا.
صحيحٌ أنّ الموجودين في صفحات الفيسبوك، هم "بشر" بما يمثّله ذلك من دافع فطري نحو التواصل مع الآخر.. وأن التواصل مع الآخر، يحقق كثيراً من نواحي وجود الإنسان وماهيته.. إن من حيث تراكم المعرفة، والثقافة، وتناقل التجارب، أومن حيث الاستفادة المادية والمعنوية.
إلا أن التواصل هنا، يبدو أنّه يختلف حقيقةً عن التواصل في العالم الواقعي.. سلباً وإيجاباً.
أريد أن أركّز هنا على مسألة واحدة.. وهي مورد ابتلاء حقيقي في مجتمعنا،
في الحياة الواقعية، يشكّل الدخول على بيئة الإنسان الاجتماعية مسألة تتكون من مقدمات، ومعرفة مباشرة، واختبار، وتقع تحت قيد الملاحظة والعناية من قبل ذات الشخص والبيئة المحيطة به. ولذلك، يصعبُ بمقدار كبير، أن ينفُذ أحدٌ إلى أخيك، أو ابنك، أو نفسك، أو زوجتك، من دون المرور بمجموعة من الفلاتر.
منها فلتر المعرفة الشخصية، ومعرفة بيئة الآخر الاجتماعية، الفكرية، والأخلاقية..
ومنا فلتر المصالح والمفاسد.
ومنها فلتر القضايا التي تهم الفرد والمجتمع، والتي تشكل قاسماً مشتركاً.
ومنها فلتر الضوابط الأخلاقية.
.
نعم، شيء من هذه الفلاتر موجود.. لكن، وللأسف، يضعف الفلتر الأخلاقي هنا بشكل كبير.
هنا يأتي إنسان كالضّبع، لا تعرف بيئته، ولا أخلاقه الواقعية، ولا تجربة مشتركة بينك وبينه، لكنه يحسن لبس أثواب الصلاح خصوصاً لو امتلك عدّة لغوية أو ثقافية، أو شيئا من الجمال الظاهري.
يأتي، كي يتسرب كالماء في شقوق هذا المجتمع، ومسارب البيوت، وعقول وقلوب الفتيات.. وربما الشباب.
في الماضي، كان الأب يقول لابنته مثلاً، عودي إلى المنزل قبل الغروب.. ولابنه عند العاشرة مساءً.. وإذا أرادت زوجته الخروج كان ذلك في باله. وإذا خرج من منزله أخبر الجميع متى سيذهب ومتى سيعود وماذا سيفعل.
وفي الحاضر، يكفي أن يدخل الأب إلى غرفته ليرتاح، حتى يأتي الضبع، قبل الغروب، وبعد العاشرة، وأمام عينه، وخلف ظهره.. يلعب بعقل هذا، وقلب تلك.. ويأكل من كل قطعة حلوىً تمّ طبخها بحب، يأكل قطعة ويسمم مكانها.. ثم ينسحبُ كالثعبان، لا أحد حسّ ولا أحد درى.
.
وقد يأتي إنسانٌ كالملاك، يلتجئ إليه الملسوع من ذاك البيت، فيعالجه.. ويضع على قلبه سكّرة، وفي عقله نوراً.. عبر هذا التواصل ذاته.
.
وقد تدخل في حوارٍ، فيهجمُ عليك أحدهم، أمام الجميع، دون أن يراعي لا سنّك ولا بيئتك الاجتماعية، ولا تاريخك وتاريخ أهلك.. لأنّه كالضبع كذلك.. يقتات على فتات الحوارات المشحونة، وينمو عليها كالفطريات.. وربما يتضخم فيصبح كالجبل.. ويكون ذكيا كذلك، فيلوّن نفسه بألوان الثقافة والشعر.. ليخدع الجميع.
.
التواصل هنا مهمٌ جدا، لكنه خطر.. خطرٌ بشكل لا يصدّقه عقل...

زينبية الهوى💜
Photo
وسائل "التواصل" الاجتماعي.
يحتاج الأمر لنوع من التدقيق في مصطلح "التواصل" هذا.
صحيحٌ أنّ الموجودين في صفحات الفيسبوك، هم "بشر" بما يمثّله ذلك من دافع فطري نحو التواصل مع الآخر.. وأن التواصل مع الآخر، يحقق كثيراً من نواحي وجود الإنسان وماهيته.. إن من حيث تراكم المعرفة، والثقافة، وتناقل التجارب، أومن حيث الاستفادة المادية والمعنوية.
إلا أن التواصل هنا، يبدو أنّه يختلف حقيقةً عن التواصل في العالم الواقعي.. سلباً وإيجاباً.
أريد أن أركّز هنا على مسألة واحدة.. وهي مورد ابتلاء حقيقي في مجتمعنا،
في الحياة الواقعية، يشكّل الدخول على بيئة الإنسان الاجتماعية مسألة تتكون من مقدمات، ومعرفة مباشرة، واختبار، وتقع تحت قيد الملاحظة والعناية من قبل ذات الشخص والبيئة المحيطة به. ولذلك، يصعبُ بمقدار كبير، أن ينفُذ أحدٌ إلى أخيك، أو ابنك، أو نفسك، أو زوجتك، من دون المرور بمجموعة من الفلاتر.
منها فلتر المعرفة الشخصية، ومعرفة بيئة الآخر الاجتماعية، الفكرية، والأخلاقية..
ومنا فلتر المصالح والمفاسد.
ومنها فلتر القضايا التي تهم الفرد والمجتمع، والتي تشكل قاسماً مشتركاً.
ومنها فلتر الضوابط الأخلاقية.
.
نعم، شيء من هذه الفلاتر موجود.. لكن، وللأسف، يضعف الفلتر الأخلاقي هنا بشكل كبير.
هنا يأتي إنسان كالضّبع، لا تعرف بيئته، ولا أخلاقه الواقعية، ولا تجربة مشتركة بينك وبينه، لكنه يحسن لبس أثواب الصلاح خصوصاً لو امتلك عدّة لغوية أو ثقافية، أو شيئا من الجمال الظاهري.
يأتي، كي يتسرب كالماء في شقوق هذا المجتمع، ومسارب البيوت، وعقول وقلوب الفتيات.. وربما الشباب.
في الماضي، كان الأب يقول لابنته مثلاً، عودي إلى المنزل قبل الغروب.. ولابنه عند العاشرة مساءً.. وإذا أرادت زوجته الخروج كان ذلك في باله. وإذا خرج من منزله أخبر الجميع متى سيذهب ومتى سيعود وماذا سيفعل.
وفي الحاضر، يكفي أن يدخل الأب إلى غرفته ليرتاح، حتى يأتي الضبع، قبل الغروب، وبعد العاشرة، وأمام عينه، وخلف ظهره.. يلعب بعقل هذا، وقلب تلك.. ويأكل من كل قطعة حلوىً تمّ طبخها بحب، يأكل قطعة ويسمم مكانها.. ثم ينسحبُ كالثعبان، لا أحد حسّ ولا أحد درى.
.
وقد يأتي إنسانٌ كالملاك، يلتجئ إليه الملسوع من ذاك البيت، فيعالجه.. ويضع على قلبه سكّرة، وفي عقله نوراً.. عبر هذا التواصل ذاته.
.
وقد تدخل في حوارٍ، فيهجمُ عليك أحدهم، أمام الجميع، دون أن يراعي لا سنّك ولا بيئتك الاجتماعية، ولا تاريخك وتاريخ أهلك.. لأنّه كالضبع كذلك.. يقتات على فتات الحوارات المشحونة، وينمو عليها كالفطريات.. وربما يتضخم فيصبح كالجبل.. ويكون ذكيا كذلك، فيلوّن نفسه بألوان الثقافة والشعر.. ليخدع الجميع.
.
التواصل هنا مهمٌ جدا، لكنه خطر.. خطرٌ بشكل لا يصدّقه عقل...


>>Click here to continue<<

زينبية الهوى💜






Share with your best friend
VIEW MORE

United States America Popular Telegram Group (US)