TG Telegram Group Link
Channel: المكتبة الشاملة للأدعية الزيدية
Back to Bottom
♦️ورد يَوْمَ الثلاثاء من أدعية النبي صلى الله عليه وآله وسلم
(١)

📍(حرف الباء)

اللهم إني أتوسل بدعاء رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.
بِسْمِ اللهِ الَّذِي لَا يضرُّ مَعَ اسمه شيءٌ فِي الأَرْضِ وَلَا فِي السَّمَاءِ، وَهْوَ السَّمِيعُ العَلِيمُ، بِاسْمِكَ اللَّهُمَّ أَمُوتُ وَأَحْيَا وَأُبْعَثُ إِنْ شَاءَ اللهُ آمِنَاً .

بَدِّلْ اللَّهُمَّ سَيِّئَاتِي حَسَنَاتٍ، وَاجْعَلْ حَسَنَاتِي دَرَجَاتٍ، يَا بَارِيءُ يَا بَاقِي، يَا بَارِئُ يَا بَادِي، يَا بُرْهَانُ يَا بَدِيعُ .

بِاسْمِكَ اللَّهُمَّ وَضَعْتُ جَنْبِي فاغْفِرْ لِي ذَنْبِي يَا بَصِيرُ، بِرَحْمَتكَ أَسْتَغِيثُ يَا حَيُّ يَا قَيُّومُ .

بِكَ أَصْبَحْنَا، وَبِكَ أَمْسَيْنَا، وَإِلَيْكَ النُّشُورُ، بِكَ أَحُولُ، وَبِكَ أَسِيرُ، وَبِكَ أَصُولُ، وَبِكَ أُحَاوِلُ.

بِكَ نُصْبِحُ، بِكَ نُمْسِي، بِكَ نَحْيَا، بِكَ نَمُوتُ، وَإِلَيْكَ المَصِيرُ .

بِكَ آمَنْتُ، وَعَلَيْكَ تَوَكَّلْتُ، بِكَ خَاصَمْتُ، وَإِلَيْكَ حَاكَمْتُ، بِكَ يَا رَبِّ اسْتَبْشَرْتُ وَاعْتَصَمْتُ .

بِإِقْبَالِ لَيْلِكَ، بِإِدْبَارِ نَهَارِكَ، بِأَصْوَاتِ مَلَائِكَتِكَ، بِحُضُورِ صَلَوَاتِكَ اغْفِرْ لِي يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ.

بِعِلْمِكَ الغَيْبَ، بِقُدْرَتِكَ عَلَى الخَلْقِ، أَحْيِنِي مَا عَلِمْتَ الحَيَاةَ خَيْرَاً لِي، وَتَوَفَّنِي مَا عَلِمْتَ الوَفَاةَ خَيْرَاً لِي .

بَارِكِ اللَّهُمَّ لَنَا فِيمَا أَعْطَيْتَنَا، بَارِكْ لَنَا فِي أَسْمَاعِنَا وَأَبْصَارِنَا وَقُلُوبِنَا، وَبَارِكْ لِي فِيمَا رَزَقْتَنِي .

بَيِّضِ اللَّهُمَّ وَجْهِي يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ، يَا اللهُ أَعُوذُ بِكَ مِنْ عَذَابِ القَبْرِ وَعَذَابِ النَّارِ، يا الله أَعُوذُ بِكَ مِنْ سُوءِ المُنْقَلَبِ وَسُوءِ الحِسَابِ، يَا اللهُ أَعُوذُ بِكَ مِنْ كُلِّ أَسَدٍ وَأُسُودٍ، وَمِنْ شَرِّ سَاكِنِ البَلَدِ، وَمِنْ شَرِّ حَيَّةٍ وَعَقْرَبٍ، وَمِنْ شَرِّ وَالِدٍ وَمَا وَلَدَ.

بِاللهِ أَعُوذُ مِنْ شَرّ النَّفَاثَاتِ فِي العُقَدِ، وَمِنْ شَرّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ، بِاللهِ أَسْتَدْفِعُ مَا لَا أُطِيقُ وَأَعْتَصِمُ.

برِّد اللَّهُمَّ قَلْبِي بِالمَاءِ وَالثَّلْجِ وَالبَرَدِ، بَاعِدِ اللَّهُمَّ بَيْنِي وَبَيْنَ خَطَايَايَ كَمَا بَاعَدْتَ بَيْنَ المَشْرِقِ وَالمَغْرِبِ، يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ .

📍حرف التاء
اللهم إني أتوسل بدعاء رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.:

تَبَارَكَ اسْمُكَ وتَعَالَى جَدُّكَ وَلَا إِلَهَ غَيْرُكَ، تَبَارَكْتَ يَا ذَا الجَلَالِ وَالإِكْرَامِ، تَعَالَيْتَ يَا رَبِّ عُلُوَّاً كَبِيرَاً .

تَعْلَمُ اللَّهُمَّ سِرِّي وعَلَانِيَتِي فَاقْبَلْ مَعْذِرَتِي .

تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي فَاغْفِرْ لِي ذَنْبِي .

تَعْلَمُ يَا رَبِّ وَلَا أَعْلَمُ، وأَنْتَ عَالِمٌ غَيْرُ مُعَلَّمٍ .

تَوَجَّهْتُ يَا رَبِّ إِلَيْكَ، وَاعْتَصَمْتُ فِي أَمْرِي عَلَيْكَ، فَلَا مَلْجَأَ وَلَا مَنْجَى مِنْكَ إِلَّا إِلَيْكَ .

تَائِبُونَ آَيِبُونَ عَابِدُونَ لِرَبِّنَا حَامِدُونَ .

تَوَفَّنِي يَا رَبِّ فَقِيرَاً، وَلَا تَتَوَفَّنِي غَنِيَّاً.

تَوَفَّنِي إِذَا كَانَتْ الوَفَاةُ خَيرَاً لِي، وَأحْيِنِي مَا كَانَتْ الحَيَاةُ خَيرَاً .

تَوَفَّنِي مُسْلِمَاً وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ، تَوَلَّنِي فِيمَنْ تَوَلَّيْتَ، تُبْ عَلَيَّ إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ .

تُبْ عَلَيَّ تَوْبَةً نَصُوحَاً .

تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ العَلِيمُ .

تَقَبَّلْ يَا رَبِّ دَعْوَتِي، وَاغْسِلْ حَوْبَتِي، وَأَجِبْ دَعْوَتِي، بِرَحْمَتكَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ .
(٢)
📍حرف الثاء

اللهم إني أتوسل بدعاء رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم :

ثَقَتِي بِكَ اللَّهُمَّ شِعَارِي، فِي لَيْلِي وَنَهَارِي، وَنَوْمِي وَقَرَارِي، وَضَعَنِي وَأَسْفَارِي .

ثَقَتِي بِاللهِ أَسَاسِي، وَالصُّبْرُ رِدَائِي .

ثَقَتِي أَنْتَ يَا رَبِّ فِي كُلِّ كُرْبَةٍ، وَرَجَائِي فِي كُلِّ شِدَّةٍ، فَأَجِبْ دُعَائِي وَلَا تُخَيِّبْ رَجَائِي .

ثَبِّتْ اللَّهُمَّ رَجَاءَكَ فِي قَلْبِي، وَانْزَعْهُ فِيْمَنْ سِوَاكَ حَتَّى لَا أَرْجُو مَعَكَ أَحَدَاً غَيْرَكَ .

ثَبِّتِ اللَّهُمَّ حُجَّتِي وَقَلْبِي عِنْدَ المَسْأَلَةِ، فَقَدْ قُلْتَ وَقَوْلُكَ الحَقُّ الَّذِي لَا يُرَدُّ {يُثَبِّتُ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الحَيَاة الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ وَيُضِلُّ اللّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللّهُ مَا يَشَاء٢٧} [سورة إبراهيم].

ثَبِّتْنَا اللَّهُمَّ عَلَى الهُدَى وَالصَّوَابِ، وِقِوَامِ الكِتَابِ برَحْمَتكَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ .

📍حرف الجيم

اللهم إني أتوسل بدعاء رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم :

جَلَّ وَجْهُكَ يَا رَبِّ، لَا أُحْصِي ثَنَاءً عَلَيْكَ أَنْتَ كَمَا أَثْنَيْتَ عَلَى نَفْسِكَ .

جَلَّ وَجْهُ رَبِّيَ الأعَلَى لَا إِلَهَ غَيْرُكَ .

جَافِ الأَرْضَ يَا رَبِّ عَنْ جَنْبِي .

جَنِّبْنِي اللَّهُمَّ مُنْكَرَاتِ الأَخْلَاقِ.

جُودُكَ دَلَّنِي عَلَيْكَ، وَأَمَلِي قَادَنِي إِلَيْكَ .

جَدِيدُكَ يَا رَبِّ لَا يَبْلَى وَلَا يَبِيدُ، وَلَكَ مَعَ كُلِّ عَبْدٍ حَافِظٌ وَشَهِيدٌ، جَلَّ ثَنَاؤُكَ، وَعَزَّتْ أَسْمَاؤُكَ .

جَامِعَ النَّاسِ لِيَوْمَ لَا رَيْبَ فِيهِ اجْعَلْنِي فِي ذَلِكَ اليَوْمِ مِمَّنْ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِم وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ .

جَاءَ النَّهَارُ خَلْقَاً جَدِيدَاً بِقُدْرَتِكَ، فأَسْأَلُكَ خَيْرَهُ وَخَيْرَ مَا فِيهِ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرّه وشَرِّ مَا فِيهِ .

يَا جَوَادُ يَا جَلِيلُ يَا جَبَّارُ، بِرَحْمَتِكَ جَنِّبنَا الفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ، بِرَحْمَتِكَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ.

📍حرف الحاء

اللهم إني أتوسل بدعاء رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم :

حَمِدْتُ رَبِّي حَمْدَاً يَفْضُلُ حَمْدَ مَنْ مَضَى وَمَنْ بَقِي، وَيَكُونُ فِيمَا يَصْعَدُ إِلَيهِ، حَمْدَاً لَا يُحْجَبُ عَنْهُ وَلَا يَنْتَهِي دُونَهُ .

حَفِظْتَ يَا رَبِّ كُلِّ شَيءٍ فِي كِتَابِكَ، وَنَفَذَ فِينَا أَمْرُكَ .

حَسَنَاتِي يَا رَبِّ لَا تَكُونُ ثَمَنَاً لِأَصْغَرِ نِعَمِكَ .

يَا حَفِيظُ يَا حَمِيدُ يَا حَكِيمُ يَا حَلِيمُ حُلَّ عَنِّيَ الوِثَاقَ، وَأعْطِنِي سُؤْلِي يَوْمَ التَّلَاقِ .

حَبِّبْ إِلَيْنَا الإيمانَ وَزَيِّنهُ فِي قُلُوبِنَا .

حَبِّبْ إِلَيْنَا الإيمانَ والإسْلَامَ وَالصَّلَاةَ وَالصِّيَامَ .

حَبِّبْنَا إِلَى عِبَادِكَ وَحَبِّبْ صَالِحِي عِبِادِكَ إِلَيْنَا .

حَبِّبْ إِلَيَّ يَا رَبِّ خِيَارَ أَهْلِ هَذِهِ القَرْيَةِ وَبَغِّضْ إِلَيَّ شِرَارَهُمْ .

حَسَّنْتَ يَا رَبِّ خَلْقِي فَحَسِّنْ خُلُقِي .

حَرِّمْ اللَّهُمَّ شَعَرِي وَبَشَرِي عَلَى النَّار.

حَاسِبْنِي حِسَابَاً يَسِيرَاً، واجْعَلْنِي سَمِيعَاً بَصِيرَاً، صَبُورَاً شَكُورَاً .

حُلْ بَيْنِي وَبَيْنَ كُلِّ عَدُوٍّ لِي فِيكَ بِقُدْرَتِكَ .

حَسْبِيَ الخَالِقُ مِنْ المخْلُوقِينَ، حَسْبِيَ الرَّازِقُ مِنْ المرْزُوقِينَ، حَسْبِيَ الرَّبُّ مِنْ المرْبُوبِينَ، حَسْبِيَ المَالِكُ مِنْ المَمْلُوكِينَ، حَسْبِيَ الَّذِي هُوَ حَسْبِي, حَسْبِي مَنْ لَمْ يَزَلْ حَسْبِي, حَسْبِيَ اللهُ وَنِعْمَ الوَكِيلُ، حَسْبِيَ اللهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَهْوَ رَبُّ العَرْشِ العَظِيْم.

📗الأدعية الأسبوعية والأوراد اليومية من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية والمروية عن أئمة العترة الزكية ويليه الأوراد الصباحية والمسائية.
بِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ

اللَّهم صَلّ وسَلّم عَلى مُحمّد وعلى آل مُحمّد المشار إليه بقول الله في محكم كتابه : { الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ ،، الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَكَلِمَاتِهِ } [الأعراف : 157]،

اللَّهم صَلّ وسَلّم عَلى مُحمّد وعلى آل مُحمّد أكْمَل النّبِيِئين نُوراً ،

اللَّهم صَلّ وسَلّم عَلى مُحمّد وعلى آل مُحمّد المنزل عليه في القرآن إعزازاً وتوقيراً{ يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا وَدَاعِيًا إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجًا مُّنِيرًا }[الأحزاب :45]،

اللَّهم صَلّ وسَلّم عَلى مُحمّد وعلى آل مُحمّد خاتم المرسلين المخاطب تشريفاً له في الكتاب المبين :{ وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ }[الأنبياء : 107] ،

اللَّهم صَلّ وسَلّم عَلى مُحمّد وعلى آل مُحمّد الذي كان بالمؤمنين رؤوفاً رحيماً ،

اللَّهم صَلّ وسَلّم عَلى مُحمّد وعلى آل مُحمّد الذي زدته تبجيلاً وتعظيماً ،

اللَّهم صَلّ وسَلّم عَلى مُحمّد وعلى آل مُحمّد الذي هديته صراطاً مستقيماً ،

اللَّهم صَلّ وسَلّم عَلى مُحمّد وعلى آل مُحمّد الذي كان فضلك عليه عظيماً ،

اللَّهم صَلّ وسَلّم عَلى مُحمّد وعلى آل مُحمّد الذي أمرت بالصلاة عليه تكريماً فقلت تباركت وتعاليت{ إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا }[الأحزاب : 56] وقلت { وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذ ظَّلَمُواْ أَنفُسَهُمْ جَآؤُوكَ فَاسْتَغْفَرُواْ اللّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُواْ اللّهَ تَوَّابًا رَّحِيمًا } [النساء : 64] ،

اللَّهم صَلّ وسَلّم عَلى مُحمّد وعلى آل مُحمّد رسولك الكريم ،

اللَّهم صَلّ وسَلّم عَلى مُحمّد وعلى آل مُحمّد ذي الوجه الجميل والخلق العظيم المراد بقول الله في الكتاب الحكيم { لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ }[التوبة :128] ،

اللَّهم صَلّ وسَلّم عَلى مُحمّد وعلى آل مُحمّد الذي جعلت محبته واتباعه فرضا ،

اللَّهم صَلّ وسَلّم عَلى مُحمّد وعلى آل مُحمّد الذي شفيت ببركة دعائه المرضى ،

اللَّهم صَلّ وسَلّم عَلى مُحمّد وعلى آل مُحمّد المخصوص بشرف : {وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَىٰ } [الضحى:5]،

اللهم صل وسلم على محمد وعلى آل محمد الذي زدت شرعه بطشاً وتمكيناً المؤيد بمدد قولك تباركت وتعاليت :{ إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُّبِينًا } [الفتح : 1]،

اللَّهم صَلّ وسَلّم عَلى مُحمّد وعلى آل مُحمّد المُطهر من الأرجَاس ،

اللَّهم صَلّ وسَلّم عَلى مُحمّد وعلى آل مُحمّد المَخصُوص بقولك :{ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ } [المائدة : 67]،

اللَّهم صَلّ وسَلّم عَلى مُحمّد وعلى آل مُحمّد المُبرأ عن النّقائص والأدناس ،

اللَّهم صَلّ وسَلّم عَلى مُحمّد وعلى آل مُحمّد الطّاهر المُطهر ،

اللَّهم صَلّ وسَلّم عَلى مُحمّد وعلى آل مُحمّد النّور الأظهر المُتوج بتاج كرامة :{ لِّيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِن ذَنبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ } [الفتح : 2] ،

اللَّهم صَلّ وسَلّم عَلى مُحمّد وعلى آل مُحمّد الذي أثنيت عليه في سالف القِدَم نصاً ،

اللَّهم صَلّ وسَلّم عَلى مُحمّد وعلى آل مُحمّد الذي بشر به كل نبي قومه ووصّى ،

اللَّهم صَلّ وسَلّم عَلى مُحمّد وعلى آل مُحمّد الذي فاز بشرف :{ سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَىٰ بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى }[الإسراء:1] ،

اللَّهم صَلّ وسَلّم عَلى مُحمّد وعلى آل مُحمّد الرسول الأوّاه ،

اللَّهم صَلّ وسَلّم عَلى مُحمّد وعلى آل مُحمّد الذي تطيب بذكره الأفواه ،

اللَّهم صَلّ وسَلّم عَلى مُحمّد وعلى آل مُحمّد المفضل بقولك :{ مَّن يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ }[النساء : 80] ،

اللَّهم صَلّ وسَلّم عَلى مُحمّد وعلى آل مُحمّد الذي استدام حمدك وشكرك ،


♦️مقتبس من الصَّلَوات الجَليلة المُشْتَملة عَلى الشَّمائل النَّبوية والفَضَائل المُصْطَفوية والأَدعية والأَذْكَار المَتْليَّة لبُلوغ المُراد ونَيْل الأوْطَار
🔶️ منتزع من كتاب الصلوات النبوية الأربع.
♦️ للقاضي العلامة محمد أحمد مشحم الصعدي رحمه الله تعالى.
🔴دعاء ختم ليلة الجائزة من رمضان
(١)
فيا شهر رمضان نودعك بتوديع الرحمن ، والصلاة على نبينا في السر والإعلان ، ففيك كف عاصينا ، وتاب مذنوبنا ، وصام كبيرنا ، وصلى صغيرنا .

فيا شهر رمضان ؛ عليك منا السلام ، غير مودع ودعناك ولا عن قلاءٍ فارقناك ، حبيباً إلينا صمناك ، عزيزاً علينا قمناك ، فلو بالدماء نبكي عليك ما كافيناك ، السلام عليك من مجاورٍ رقّت فيه القلوب، وقلّت فيه الذنوب، السلام عليك من ناصر أعان على الشياطين، وصاحب سهّل سبل الإحسان، السلام عليك ما أكثر عتقاء الله فيك، وما أسعد من رعی حرمتك، السلام عليك ما أمحاك للذنوب، وأسترك لأنواع العيوب، السلام عليك ما أطولك على المجرمين، وأهيبك في صدور المؤمنين، السلام عليك من لا تنافسه الأيام، والسلام عليك من شهر من كل أمر سلام، السلام عليك كما وفدت علينا بالبركات، وغسلت عنا درن الخطيئات، السلام عليك وعلى ليلة القدر التي هي خير من ألف شهر، والسلام عليك وعلى فضلك الذي حرمناه .

اللهم صل على محمد وعلى آل محمد.
اللهم إنا ما الممنا به في شهرنا هذا من لمم أو إثم، أو واقعنا فيه من ذنب أو اكتساب خطيئة عن عمد أو نسيان فاعف عنا، واغفر لنا بحرمة القرآن الكريم .

اللهم إنا نسألك رحمة من عندك تهدي بها قلوبنا، وتجمع بها شملنا، وترد بها الفتن عنا، وتصلح بها ديننا، وتحفظ بها غائبنا، وترفع بها شاهدنا، وتزكي بها أعمالنا، وتبيض بها وجوهنا، وتلهمنا بها رشدنا، وتعصمنا بها من كل سوء.

اللهم إنا نسألك إيمانا صادقة، ويقينا ليس بعده كفر، ورحمة ننال بها شرف كرامتك في الدنيا والآخرة .

اللهم إنا نسألك الفوز عند القضاء، ومنازل الشهداء، وعيش السعداء، والنصر على الأعداء، ومرافقة الأنبياء، يا أرحم الراحمين.

اللهم صل على محمد و على آله صاحب الخلق الرضي، والوجه الأنور، والجبين الأزهر، المخصوص بالحظ الأوفر والنصر والظفر، والشفاعة والكوثر، صلى الله عليه وعلى آله ما طلع شمس وقمر، أو هب نسيم بسحر.

اللهم أحيينا على ملته، وارزقنا العمل بسنته، وأدخلنا في شفاعته، واسقنا من حوضه، وعرفنا وجهه كما عرفتنا باسمه، وأدخلنا في زمرته، وامنن علينا مجاورته .
اللهم لك الحمد على ما وفقتنا في هذا الشهر الكريم من تلاوة كتابك الكريم الذي شرفته وعظمته، وجعلته مهيمناً على كل كتاب أنزلته.

اللهم اجعلنا ممن يحل حُرمته، ويعظم بركته، وينافس على تلاوته، ويرعاه حق رعايته، ويقوم بقسطه ويفي بشرطه، وينعم في الرياض بخيره، ولا يلتمس الهدى من غيره.

اللهم علمنا منه ما جهلنا، وذكرنا منه ما نسينا، واجعله عدة لنا لا حجة علينا، ونور به قلوبنا وقبورنا، واشرح به صدورنا، ویستر به أمورنا .

اللهم انفعنا وارفعنا بالقرآن العظيم، وبارك لنا بالآيات والذكر الحكيم، وتقبل منا صيامنا وصدقاتنا وقيامنا وركوعنا وسجودنا إنك أنت السميع العليم، وتب علينا إنك أنت التواب الرحيم، واغفر لنا إنك على كل شيء قدير، وارزقنا وانت خير الرازقين.

اللهم اجعل القرآن ربيع قلوبنا، وشفاء صدورنا، وجلاء أحزاننا، وذهاب همومنا وغمونا، وسعة في أرزاقنا، وأنيساً في قبورنا، ومكفراً لسيئاتنا.

اللهم متعنا بأسماعنا وأبصارنا وبصائر قلوبنا وعقولنا أبداً ما أبقيتنا، واجعله الوارث منا، واجعل ثأرنا على من ظلمنا، وانصرنا على من عادانا، ولا تجعل مصيبتنا في ديننا، ولا تجعل الدنيا أكبر همنا، ولا مبلغ علمنا، ولا غاية رغبتنا، ولا تسلط علينا بذنوبنا من لا يخافك ولا يرحمنا، وعافنا واعف عنا، واختم لنا بالحسنى.

اللهم اجعل القرآن لنا نوراً في الظلمات، وهدىً من الضلالات، وجواراً من الهلكات وأمناً من الآفات، ونوازل العاهات، وعافنا من الملمات، وضاعف لنا به الحسنات، واستعمل به أبداننا، ونعّم بتلاوته قلوبنا آناء الليل وأطراف النهار، یا جبار الأرضين والسماوات.

اللهم اجعله لنا في ظلم الليالي مؤنساً، ولجوارحنا عن الأمراء والمعاصي حابساً، ولألستنا عن الخوض فيما لا ترضي مخرسا.

اللهم سهل به على أنفسنا عند الموت کرب السياق، وزفرات الأنين، وترادف الحشارج إذا بلغت الروح التراق، ودنا منها إلى الآخرة رحيل وانطلاق، والتفت الساق بالساق إلى ميقات يوم التلاق.

اللهم بارك لنا في حلول دار البلاء، وطول الإقامة بين أطباق الثرى.

اللهم آنسنا بالقرآن عند دخولنا قبورنا، ومعاينة نکیر و منکر، وحيرة المحشر، وشخوص البصر، { كَلَّا لَا وَزَرَ * إِلَى رَبِّكَ يَوْمَئِذٍ الْمُسْتَقَرُّ * يُنَبَّأُ الْإِنْسَانُ يَوْمَئِذٍ بِمَا قَدَّمَ وَأَخَّرَ }[القيامة : 11-13].

اللهم أرحمنا إذا أيس منا الحبيب، ونأى عنا القريب، ورجع المشيعون لقسمة الميراث، وتلذذ الأهل بالتراث، ونحن في بطون الأجداث لا نسمع منادياً، ولا نجيب داعياً، وقد صرنا زاداً للدود، وتغيرت منا الخدود، وتقطعت منا الجلود، وقد صرنا عبرة للحبيب الصادق، وشماتة للبغيض المشاقق، فيا أسفا على الأيام الماضية، ويا حسرتاً على الأوقات الخالية .
(٢)
اللهم إذا خرجنا من قبورنا وتواثبت علينا الملائكة الكرام إما للرحمة وإما للنقمة وساقونا سوقاً عنيفاً من غير رحمة ولا تخفيفاً إلى بين يديك للمنع والعطاء ؛ والفصل والقضاء، وقد طال بين يديك ذل مقامنا، وجاعت بطوننا، وظمأت أكبادنا، ووجفت لشدة الهول قلوبنا، وطاشت عقولنا، وشخصت أبصارنا، واشتد الزحام، وتضايقت الأقدام، وشاب الغلام، و غلت الهام ، وأحاطت بنا الملائكة الكرام، وظهرت الفضائح، وشهدت علينا الجوارح، وكثرت فينا النوائح والصوائح، وعظمت فينا المصائب والجرائح، وطال منا الوقوف، وتضايقت الصفوف، وذرفت العيون والأنوف، وزفرت النار، وانكشفت الأسرار، وانتهكت الأستار، وفاز الأخيار، وعطب الفجار، وغضب الجبار على كل متكبر جبار، وأحاطت بنا البلايا، وحلت الرزايا، وصرنا منقطعين، وللرّحمة إلهي بفضلك يا كريم منتظرين، فلا تردنا اللهم من هذا المقام خائبين، ولا من عطائك محرومين، ولا عن بابك مطرودين يا أرحم الراحمين.

أتراك إلهي تغل أكفا مدت بالتضرع إليك، واعتمدت راكعةً وساجدةً بين يديك، أو تقيد بقيود النار أقداماً سعت لطاعتك منًّا منك علينا لا منًّا منها عليك، أو تصبُّ الحميم في آذان تلذذت بسماع كتابك، أو تحرق أجفاناً دمعت من خشيتك، أو تعذب أعضاء تضعضعت وتزلزلت من سطوتك، أو تغل أعناقاً خضعت من هيبتك، أو تسحب في النار وجوهاً سجدت لعظمتك، أو تكب في الحميم أصلاباً انحنت لطاعتك، أو تبدل جلوداً اقشعرت من عظمتك، ما أظنّك تفعل يا مولاي وعزتُك، ما أصغت الآذان حتى صدَّقت، ولا أسبلت العيون بالعبرات حتى أشفقت، ولا عجَّت الأصوات بالدعاء حتى عرفت ولا تحركت الألسن بالاستغفار ناطقة حتى ندمت .

أتراك مولاي تطردنا عن بابك وقد قصدناك، أو تذلنا وقد عظمناك، أو تخذلنا وقد عرفناك، لا والله يا الله ما هذا ظننا فيك، وقد قلت وأنت أصدق القائلين، وقولك الحق البين: ((أنا عند ظن عبدي بي فليظن بي ما شاء))، وقلت في كتابك المنزل على نبيك المرسل: { مَا يَفْعَلُ اللَّهُ بِعَذَابِكُمْ إِنْ شَكَرْتُمْ وَآمَنْتُمْ }[النساء : 147 ]، ونحن لك شاكرين، وبك مؤمنون .
اللهم ومن غلبه منا هواه وآثر دنياه، ولم يقم بحق الإيمان فإنه قد اعترف لك بالربوبية، وشهد لك بالوحدانية، وعلى نفسه بالعبودية، فمُنّ علينا بعفوك، وتغمدنا بغفرانك يا ولي الخير والإحسان، والكرم والامتنان .

اللهم إنا نسألك بجلال جلالك، وبمعاقد العز من كبريائك، وبذاتك العظمی،
وأسمائك الحسنى وبملائكتك وأنبيائك وأصفيائك وأوليائك أن تصلي وتسلم على سيدنا محمد الأمي الطاهر الزكي وعلى آله وسلم عليهم أجمعين، وعلى كل من يستحق الصلاة والسلام من المخلوقين، وأن تبلغنا في شهرنا هذا بألطافك الخفية أبلغ ما تريده منا، وأن توزعنا شكر كل نعمة لك علينا، وأن تملأ قلوبنا وأجسادنا بمحبتك وبعظمتك على حد قدرتنا، وأن تصلح أحوالنا، وأقوالنا، وأفعالنا، وقلوبنا، حتى ترضى عنا، وأن تحيينا وتميتنا وتخرنا على أبلغ رضاك عما نحن ؛ ومن ينبغي أن نشركه في دعائنا هذا، وأن ترحمنا في كل أحوالنا وأقوالنا، وأفعالنا، وقلوبنا حتى ترضى عنا بجودك وكرمك يا أرحم الراحمين.

اللهم إنا نسألك كلما ينبغي أن نسأله، ونعوذ بك من كل ما ينبغي أن نستعيذ منه، وتتوجه إليك بأعظم متوجه به، فتقبل منا یا کریم، واقبلنا برحمتك يا أرحم الراحمين .

اللهم اغفر لنا ولمن حضر من إخواننا وغاب عنا، ولمن جمع دعائنا هذا، ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان، ولأهل الدور في دورهم، ولأهل القبور في قبورهم يا أرحم الراحمين.

اللهم يا موضع شكوى السائلين، ويا منتهى حاجة الراغبين، ويا غياث المستغيثين ويا مجيب دعوة المضطرين؛ نشكوا إليك اللهم ذنوبنا أنهكتنا؛ ونفوس أهلكتنا اللهم فحط عنّا ثقلنا واغفر زلاَّتنا، واجعلنا اللهم ووالدينا وذرياتنا وأزواجنا في هذا الشهر الكريم من عتقائك وطلقائك ونقذائك من النار يا ربنا – يا رینا – يا ربنا، واعصمنا ما تبقى من أعمالنا من اقتراف الذنوب.

اللهم واجعلنا من أسعد من تعبد لك فيه ؛ ووفّقنا اللهم فيه لطاعتك، واعصمنا فيه من معصيتك وأوزعنا فيه شكر نعمتك و أتممه علينا باستكمال طاعتك فيه .

اللهم إنا نسألك بحق النبي المصطفى وبعلي المجتبی وفاطمة الزهراء والحسن والحسين وبحق هذا الشهر الكريم؛ وبحق من تعبد لك فيه أن توجب لنا فيه ما أوجبت لأهل المبالغة في طاعتك، اللهم وإن كان لك في هذا الشهر الكريم رقاب يعتقها عفوك؛ ويهبها صفحك فاجعل رقابنا من تلك الرقاب، واجعلنا لشهرنا من خير أهل وأصحاب.

اللهم اغفر لنا ولآبائنا، ولأمهاتنا، ولإخواننا، ولأعمامنا، ولعماتنا، ولأخوالنا،
(٣)
ولخالاتنا، ولأجدادنا، ولجداتنا، ولمشائخنا في الدين، ولمحبينا، ولمن أحببناهم، ولمن آخانا فيك، ولمن واخيناه، ولجميع قرابتنا ومحبينا، ولجميع والمؤمنين والمؤمنات، والمسلمين والمسلمات، الأحياء والأموات بفضل: { بِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ *وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ *وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ}[الصافات :180-182]
وصلى الله وسلم على محمد وآله الطاهرين، آمين اللهم آمين.

الدعاء مقتبس من كتاب (الدليل النافع في معرفة قراءة نافع (أدعية ختم العشر الثلاث من رمضان ) ص134.
🔴دعاء الإمام زين العابدين عليه السلام في وداع شهر رمضان
(١)
•بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ الْحَمْدُ للّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ سبحان رَبِّـيَ العليِّ الأعلى الوهَّاب اللَّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ
اللَّهُمَّ يَا مَنْ لاَ يَرْغَبُ فِي الْجَزَاءِ، ويَا مَنْ لاَ يَنْدَمُ عَلَى الْعَطَاءِ، وَيَا مَنْ لاَ يُكَافِئُ عَبْدَهُ عَلَى السَّوَاءِ، مِنَّتُكَ ابْتِدَاءٌ، وَعَفْوُكَ تَفَضُّلٌ، وَعُقُوبَتُكَ عَدْلٌ، وَقَضَاؤُكَ خِيَرَةٌ؛ إنْ أَعْطَيْتَ لَمْ تَشُبْ (1) عَطَاءَكَ بِمَنٍّ، وَإِنْ مَنَعْتَ لَمْ يَكُنْ مَنْعُكَ تَعَدِّياً؛ تَشْكُرُ مَنْ شَكَرَكَ وَأَنْتَ أَلْهَمْتَهُ شُكْرَكَ، وَتُكَافِئُ مَنْ حَمِدَكَ وَأَنْتَ عَلَّمْتَهُ حَمْدَكَ، تَسْتُرُ عَلَى مَنْ لَوْ شِئْتَ فَضَحْتَهُ وَتَجُودُ عَلَى مَنْ لَوْ شِئْتَ مَنَعْتَهُ، وَكِلاَهُمَا أَهْلٌ مِنْكَ لِلْفَضِيحَةِ والْمَنْعِ. غَيْرَ إِنَّكَ بَنَيْتَ أَفْعَالَكَ عَلَى التَّفَضُّلِ، وَأَجْرَيْتَ قُدْرَتَكَ عَلَى التَّجَاوُزِ، وَتَلَقَّيْتَ مَنْ عَصَاكَ بِالْحِلْمِ، وَأَمْهَلْتَ مَنْ قَصَدَ لِنَفْسِهِ بِالظُّلْمِ.

تَسْتَنْظِرُهُمْ بِأَنَاتِكَ إِلى الْإِنَابَةِ، وَتَتْرُكُ مُعَاجَلَتَهُمْ إلَى التَّوْبَةِ؛ لِكَيْلاَ يَهْلِكَ عَلَيْكَ هَالِكُهُمْ، وَلا يَشْقَى بِنِعْمَتِكَ شَقِيُّهُمْ إِلاَّ عَنْ طُولِ الْإِعْذَارِ إِلَيْهِ، وَبَعْدَ تَرَادُفِ الْحُجَّةِ عَلَيْهِ؛ كَرَماً مِنْ عَفْوِكَ يَا كَرِيْمُ، وَعَائِدَةً مِنْ عَطْفِكَ يَا حَلِيمُ.

أَنْتَ الَّذِيْ فَتَحْتَ لِعِبَادِكَ بَاباً إِلَى عَفْوِكَ، وَسَمَّيْتَهُ التَّوْبَةَ، وَجَعَلْتَ عَلَى ذَلِكَ البَابِ دَلِيلاً مِنْ وَحْيِكَ لِئَلاَّ يَضِلُّوا عَنْهُ، فَقُلْتَ تَبَارَكَ اسْمُكَ: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحًا عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يُكَفِّرَ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيُدْخِلَكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ يَوْمَ لَا يُخْزِي اللَّهُ النَّبِيَّ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ نُورُهُمْ يَسْعَى بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَتْمِمْ لَنَا نُورَنَا وَاغْفِرْ لَنَا إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} [التحريم: 8] ، فَمَا عُذْرُ مَنْ أَغْفَلَ دُخُولَ ذَلِكَ الْمَنْزِلِ بَعْدَ فَتْحِ الْبَابِ وَإقَامَةِ الدَّلِيْلِ.

وَأَنْتَ الَّذِي زِدْتَ فِي السَّوْمِ (2) عَلَى نَفْسِكَ لِعِبَادِكَ، تُرِيدُ رِبْحَهُمْ فِي مُتَاجَرَتِهِمْ لَكَ، وَفَوْزَهُمْ بِالْوِفَادَةِ (3) عَلَيْكَ، وَالزِّيادَةِ مِنْكَ؛ فَقُلْتَ تَبَارَكَ اسْمُكَ وَتَعَالَيْتَ: {مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا وَمَنْ جَاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَلَا يُجْزَى إِلَّا مِثْلَهَا} [الأنعام: 160] ، وَقُلْتَ: {مَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِائَةُ حَبَّةٍ وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَنْ يَشَاءُ} [البقرة: 261] ، وَقُلْتَ {مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ لَهُ أَضْعَافًا كَثِيرَةً} [البقرة: 245] وَمَا أَنْزَلْتَ مِنْ نَظَائِرِهِنَّ فِي الْقُرْآنِ مِنْ تَضَاعِيفِ الْحَسَنَاتِ؛ وَأَنْتَ الَّذِي دَلَلْتَهُمْ بِقَوْلِكَ مِنْ غَيْبِكَ وَتَرْغِيبِكَ الَّذِي فِيهِ حَظُّهُمْ عَلَى مَا لو سَتَرْتَهُ عَنْهُمْ، لَمْ تُدْرِكْهُ أَبْصَارُهُمْ وَلَمْ تَعِهِ أَسْمَاعُهُمْ وَلَمْ تَلْحَقْهُ أَوْهَامُهُمْ؛ فَقُلْتَ: {فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلَا تَكْفُرُونِ} [البقرة: 152] وَقُلْتَ: {لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ} [إبراهيم:7] وَقُلْتَ: {ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ} [غافر: 60] فَسَمَّيْتَ دُعَاءَكَ عِبَادَةً، وَتَرْكَهُ اسْتِكْبَاراً؛ وَتَوَعَّدْتَ عَلَى تَرْكِهِ دُخُولَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ؛ فَذَكَرُوكَ بِمَنِّكَ وَشَكَرُوكَ بِفَضْلِكَ، وَدَعَوْكَ بِأَمْرِكَ، وَتَصَدَّقُوا لَكَ طَلَباً لِمَزِيدِكَ، وَفِيهَا كَانَتْ نَجَاتُهُمْ مِنْ غَضَبِكَ، وَفَوْزُهُمْ بِرِضَاكَ.
وَلَوْ دَلَّ مَخْلُوقٌ مَخْلُوقاً مِنْ نَفْسِهِ عَلَى مِثْلِ الَّذِيْ دَلَلْتَ عَلَيْهِ عِبَادَكَ مِنْكَ كَانَ مَوْصُوْفَاً بالْإِحْسَانِ، وَمَنْعُوتاً بالِاِمْتِنَانِ، ومَحْمُوداً بكلِّ لِسَانٍ.

فَلَكَ الْحَمْدُ مَا وُجِدَ فِي حَمْدِكَ مَذْهَبٌ، وَمَا بَقِيَ لِلْحَمْدِ لَفْظٌ تُحْمَدُ بِهِ، وَمَعْنًى يَنْصَرِفُ إِلَيْهِ.
(٢)
يَا مَنْ تَحَمَّدَ إلَى عِبَادِهِ بِالْإِحْسَانِ والْفَضْلِ، وَغَمَرَهُمْ بِالْمَنِّ (4) وَالطَّوْلِ (5) مَا أَفْشَى فِيْنَا نِعْمَتَكَ، وَأَسْبَغَ عَلَيْنَا مِنَّتَكَ، وَأَخَصَّنَا بِبِرِّكَ! هَدْيَتَنَا لِدِيْنِكَ الَّذِي اصْطَفَيْتَ، وَمِلَّتِكَ الَّتِي ارْتَضَيْتَ، وَسَبِيلِكَ الَّذِي سَهَّلْتَ، وَبَصَّرْتَنَا الزُّلْفَةَ لَدَيْكَ، وَالوُصُولَ إِلَى كَرَامَتِكَ.

اللَّهُمَّ وَأَنْتَ جَعَلْتَ مِنْ صَفَايَا تِلْكَ الْوَظَائِفِ وَخَصَائِصِ تِلْكَ الْفُرُوضِ شَهْرَ رَمَضَانَ الَّذِي اخْتَصَصْتَهُ مِنْ سَائِرِ الشُّهُورِ، وَتَخَيَّرْتَهُ مِن جَمِيعِ الأَزْمِنَةِ وَالدُّهُورِ، وَآثَرْتَهُ عَلَى كُلِّ أَوْقَاتِ السَّنَةِ بِمَا أَنْزَلْتَ فِيهِ مِنَ الْقُرْآنِ وَالنُّورِ، وَضَاعَفْتَ فِيهِ مِنَ الْإِيْمَانِ، وَفَرَضْتَ فِيْهِ مِنَ الصِّيَامِ، وَرَغَّبْتَ فِيهِ مِنَ الْقِيَامِ، وَأَجْلَلْتَ فِيهِ مِنْ لَيْلَةِ الْقَدْرِ الَّتِي هِيَ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ.

ثُمَّ آثَرْتَنَا بِهِ عَلَى سَائِرِ الأُمَمِ، وَاصْطَفَيْتَنَا بِفَضْلِهِ دُوْنَ أَهْلِ الْمِلَلِ، فَصُمْنَا بِأَمْرِكَ نَهَارَهُ، وَقُمْنَا بِعَوْنِكَ لَيْلَهُ، مُتَعَرِّضِينَ بِصِيَامِهِ وَقِيَامِهِ لِمَا عَرَّضْتَنَا لَهُ مِنْ رَحْمَتِكَ، وَتَسَبَّبْنَا إِلَيْهِ مِنْ مَثُوبَتِكَ.

وَأَنْتَ الْمَلِيءُ بِمَا رُغِبَ فِيهِ إِلَيْكَ، الْجَوَادُ بِما سُئِلْتَ مِنْ فَضْلِكَ، الْقَرِيبُ إِلَى مَنْ حَاوَلَ قُرْبَكَ.

وَقَدْ أَقَامَ فِينَا هَذَا الشَّهْرُ مُقَامَ حَمْدٍ، وَصَحِبَنَا صُحْبَةَ مَبْرُورٍ، وَأَرْبَحَنَا أَفْضَلَ أَرْبَاحِ الْعَالَمِينَ، ثُمَّ قَدْ فَارَقَنَا عِنْدَ تَمَامِ وَقْتِهِ، وَانْقِطَاعِ مُدَّتِهِ، وَوَفَاءِ عَدَدِهِ. فَنَحْنُ مُوَدِّعُوهُ وِدَاعَ مَنْ عَزَّ فِرَاقُهُ عَلَيْنَا، وَغَمَّنَا وَأَوْحَشَنَا انْصِرَافُهُ عَنَّا؛ وَلَزِمَنَا لَهُ الذِّمَامُ الْمَحْفُوظُ، والْحُرْمَةُ الْمَرْعِيَّةُ، والْحَقُّ الْمَقْضِيُّ،

فَنَحْنُ قَائِلُونَ:
السَّلاَمُ عَلَيْكَ يَا شَهْرَ اللهِ الْأَكْبَرَ، وَيَا عِيْدَ أَوْلِيَائِهِ.

السَّلاَمُ عَلَيْكَ يَا أَكْرَمَ مَصْحُوبٍ مِنَ الْأَوْقَاتِ، وَيَا خَيْرَ شَهْرٍ فِي الْأَيَّامِ وَالسَّاعَاتِ.

السَّلاَمُ عَلَيْكَ مِنْ شَهْرٍ قَرُبَتْ فِيهِ الْآمَالُ، وَنُشِرَتْ فِيهِ الْأَعْمَالُ، السَّلاَمُ عَلَيْكَ مِنْ قَرِينٍ جَلَّ قَدْرُهُ مَوْجُوداً، وَأَفْجَعَ فَقْدُهُ مَفْقُوداً، وَمَرْجُوٍّ آلَمَ فِرَاقُهُ.

السَّلاَمُ عَلَيْكَ مِنْ أَلِيفٍ آنَسَ مُقْبِلاً فَسَرَّ، وَأَوْحَشَ مُنْقَضِياً فَمَضَّ (6) .

السَّلاَمُ عَلَيْكَ مِنْ مُجَاوِرٍ رَقَّتْ فِيهِ الْقُلُوبُ، وَقَلَّتْ فِيهِ الذُّنُوبُ؛ السَّلاَمُ عَلَيْكَ مِنْ نَاصِرٍ أَعَانَ عَلَى الشَّيْطَانِ، وَصَاحِبٍ سَهَّلَ سُبُلَ الْإِحْسَانِ. السَّلاَمُ عَلَيْكَ مَا أَكْثَرَ عُتَقَاءَ اللهِ فِيكَ، وَمَا أَسْعَدَ مَنْ رَعَى حُرْمَتَكَ بِكَ!؛
السَّلاَمُ عَلَيْكَ مَا كَانَ أَمْحَاكَ لِلذُّنُوبِ، وَأَسْتَرَكَ لِأَنْوَاعِ الْعُيُوبِ؛ السَّلاَمُ عَلَيْكَ مَا كَانَ أَطْوَلَكَ عَلَى الْمُجْرِمِينَ، وَأَهْيَبَكَ فِي صُدُورِ الْمُؤْمِنِينَ!

السَّلاَمُ عَلَيْكَ مِنْ شَهْرٍ لاَ تُنَافِسُهُ الْأَيَّامُ، السَّلاَمُ عَلَيْكَ مِنْ شَهْرٍ هُوَ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ سَلاَمٌ؛ السَّلاَمُ عَلَيْكَ غَيْرَ كَرِيهِ الْمُصَاحَبَةِ، وَلاَ ذَمِيمِ الْمُلاَبَسَة؛ السَّلاَمُ عَلَيْكَ كَمَا وَفَدْتَ عَلَيْنَا بِالْبَرَكَاتِ، وَغَسَلْتَ عَنَّا دَنَسَ الْخَطِيئاتِ.

السَّلاَمُ عَلَيْكَ غَيْرَ مُوَدَّعٍ بَرَماً، وَلاَ مَتْرُوكٍ صِيَامُهُ سَأَماً (7) السَّلاَمُ عَلَيْكَ مِنْ مَطْلُوبٍ قَبْلَ وَقْتِهِ، وَمَحْزُونٍ عَلَيْهِ قَبْلَ فَوْتِهِ.

السَّلاَمُ عَلَيْكَ كَمْ مِنْ سُوءٍ صُرِفَ بِكَ عَنَّا، وَكَمْ مِنْ خَيْرٍ أُفِيضَ بِكَ عَلَيْنَا.

السَّلاَمُ عَلَيْكَ وَعَلَى لَيْلَةِ الْقَدْرِ الَّتِي هِيَ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ. السَّلاَمُ عَلَيْكَ ما كَانَ أَحْرَصَنَا بِالْأَمْسِ عَلَيْكَ وَأَشَدَّ شَوْقَنَا غَدًا إِلَيْكَ؛ السَلاَمُ عَلَيْكَ وَعَلَى فَضْلِكَ الَّذِي حُرِمْنَاهُ، وَعَلَى مَاضٍ مِنْ بَرَكَاتِكَ سُلِبْنَاهُ.
(٣)
اللَّهُمَّ إِنَّا أَهْلُ هَذَا الشَّهْرِ الَّذِي شَرَّفْتَنَا بِهِ، وَوَفَّقْتَنَا بِمَنِّكَ لَهُ حِينَ جَهِلَ الْأَشْقِيَاءُ وَقْتَهُ وَحُرِمُوا لِشَقَائِهِم فَضْلَهُ، أَنْتَ وَلِيُّ مَا آثَرْتَنَا بِهِ مِنْ مَعْرِفَتِهِ، وَهَدَيْتَنَا لَهُ مِنْ سُنَّتِهِ، وَقَدْ تَوَلَّيْنَا بِتَوْفِيقِكَ صِيَامَهُ وَقِيَامَهُ عَلى تَقْصِيرٍ، وَأَدَّيْنَا فِيهِ قَلِيلاً مِنْ كَثِيرٍ. اللَّهُمَّ فَلَكَ الْحَمْدُ إقْرَاراً بِالْإِسَاءَةِ وَاعْتِرَافاً بِالْإِضَاعَةِ، وَلَكَ مِنْ قُلُوبِنَا عَقْدُ النَّدَمِ، وَمِنْ أَلْسِنَتِنَا صِدْقُ الاِعْتِذَارِ، فَأْجُرْنَا عَلَى مَا أَصَابَنَا فِيهِ مِنَ التَّفْرِيطِ أَجْرًا نَسْتَدْرِكُ بِهِ الْفَضْلَ الْمَرْغُوبَ فِيهِ، وَنَعْتَاضُ (8) بِهِ مِنْ أَنْوَاعِ الذُّخْرِ الْمَحْرُوصِ عَلَيْهِ، وَأَوْجِبْ لَنَا عُذْرَكَ عَلَى مَا قَصَّرْنَا فِيهِ مِنْ حَقِّكَ، وَابْلُغْ بِأَعْمَارِنَا مَا بَيْنَ أَيْدِيْنَا مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ الْمُقْبِلِ، فَإذَا بَلَّغْتَنَاهُ فَأَعِنَّا عَلَى تَنَاوُلِ مَا أَنْتَ أَهْلُهُ مِنَ الْعِبَادَةِ، وَأَدِّنَا إِلَى الْقِيَامِ بِمَا يَسْتَحِقُّهُ مِنَ الطَّاعَةِ، وَأَجْرِ لَنَا مِنْ صَالِحِ الْعَمَلِ مَا يَكُونُ دَرَكاً لِحَقِّكَ فِي الشَّهْرَيْنِ وفي شُهُورِ الدَّهْرِ.

اللَّهُمَّ وَمَا أَلْمَمْنَا بِهِ فِي شَهْرِنَا هَذَا مِنْ لَمَمٍ أَوْ إِثْمٍ، أَوْ وَاقَعْنَا فِيهِ مِنْ ذَنْبٍ، وَاكْتَسَبْنَا فِيهِ مِنْ خَطِيئَةٍ عَلَى تَعَمُّدٍ مِنَّا أَوِ انْتَهَكْنَا بِهِ حُرْمَةً مِنْ غَيْرِنَا فَصَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ وَاسْتُرْنَا بِسِتْرِكَ، وَاعْفُ عَنَّا بِعَفْوِكَ، وَلاَ تَنْصِبْنَا فِيهِ لأَعْيُنِ الشَّامِتِينَ، وَلاَ تَبْسُطْ عَلَيْنَا فِيهِ أَلْسُنَ الطَّاغِينَ، وَاسْتَعْمِلْنَا بِمَا يَكُونُ حِطَّةً وَكَفَّارَةً لِمَا أَنْكَرْتَ مِنَّا فِيهِ بِرَأْفَتِكَ الَّتِي لاَ تَنْفَدُ، وَفَضْلِكَ الَّذِي لاَ يَنْقُصُ.

اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ، وَاجْبُرْ مُصِيبَتنَا بِشَهْرِنَا، وَبَارِكْ لَنَا فِي يَوْمِ عِيْدِنَا وَفِطْرِنَا، وَاجْعَلْهُ مِنْ خَيْرِ يَوْمٍ مَرَّ عَلَيْنَا أَجْلَبَهُ لِعَفْوٍ، وَأَمْحَاهُ لِذَنْبٍ، وَاغْفِرْ لَنا ما خَفِيَ مِنْ ذُنُوبِنَا وَمَا عَلَنَ.

اللَّهُمَّ اسْلَخْنَا بِانْسِلاَخِ هَذَا الشَّهْرِ مِنْ خَطَايَانَا، وَأَخْرِجْنَا بِخُرُوجِهِ مِنْ سَيِّئاتِنَا؛ وَاجْعَلْنَا مِنْ أَسْعَدِ أَهْلِهِ بِهِ، وَأَجْزَلِهِمْ قِسْمًا فِيهِ، وَأَوْفَرِهِمْ حَظًّا مِنْهُ.

اللَّهُمَّ وَمَنْ رَعَى حَقّ هَذَا الشَّهْرِ حَقَّ رِعَايَتِهِ، وَحَفِظَ حُرْمَتَهُ حَقَّ حِفْظِهَا، وَقَامَ بِحُدُودِهِ حَقَّ قِيَامِهَا، وَاتَّقَى ذُنُوبَهُ حَقَّ تُقَاتِهَا؛ أَوْ تَقَرَّبَ إِلَيْكَ بِقُرْبَةٍ أَوْجَبَتْ رِضَاكَ لَهُ، وَعَطَفْتَ رَحْمَتَكَ عَلَيْهِ فَهَبْ لَنَا مِثْلَهُ مِنْ وُجْدِكَ، وَاعْطِنَا أَضْعَافَهُ مِنْ فَضْلِكَ، فَإنَّ فَضْلَكَ لا يَغِيْضُ؛ وَإنَّ خَزَائِنَكَ لاَ تَنْقُصُ بَلْ تَفِيضُ، وَإنَّ مَعَادِنَ إِحْسَانِكَ لاَ تَفْنَى، وَإنَّ عَطَاءَكَ لَلْعَطَاءُ الْمُهَنَّا.

اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ، وَاكْتُبْ لَنَا مِثْلَ أُجُورِ مَنْ صَامَهُ أَوْ تَعَبَّدَ لَكَ فِيْهِ إلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ.

اللَّهُمَّ إِنَّا نَتُوبُ إِلَيْكَ فِي يَوْمِ فِطْرِنَا الِّذِي جَعَلْتَهُ لِلْمُؤْمِنِينَ عِيداً وَسُرُوراً وَلِأَهْلِ مِلَّتِكَ مَجْمَعاً وَمُحْتَشَداً مِنْ كُلِّ ذَنْبٍ أَذْنَبْنَاهُ، أَوْ سُوءٍ أَسْلَفْنَاهُ، أَوْ خَاطِرِ شَرٍّ أَضْمَرْنَاهُ تَوْبَةَ مَنْ لاَ يَنْطَوِي عَلَى رُجُوعٍ إِلَى ذَنْبٍ، وَلاَ يَعُودُ بَعْدَهَا فِي خَطِيئَةٍ، تَوْبَةً نَصُوحاً خَلَصَتْ مِنَ الشَّكِّ وَالاِرْتِيَابِ، فَتَقَبَّلْهَا مِنَّا، وَارْضَ عَنَّا، وَثَبِّتْنَا عَلَيْهَا.

اللَّهُمَّ ارْزُقْنَا خَوْفَ عِقَابِ الْوَعِيدِ، وَشَوْقَ ثَوَابِ الْمَوْعُودِ، حَتّى نَجِدَ لَذَّةَ مَا نَدْعُوكَ بِهِ، وَكَآبَةَ مَا نَسْتَجِيْرُكَ مِنْهُ، وَاجْعَلْنَا عِنْدَكَ مِنَ التَّوَّابِيْنَ الَّذِينَ أَوْجَبْتَ لَهُمْ مَحَبَّتَكَ، وَقَبِلْتَ مِنْهُمْ مُرَاجَعَةَ طَاعَتِكَ؛ يَا أَعْدَلَ الْعَادِلِينَ. اللَّهُمَّ تَجَاوَزْ عَنْ آبائِنَا وَأُمَّهَاتِنَا وَأَهْلِ دِيْنِنَا جَمِيعاً مَنْ سَلَفَ مِنْهُمْ وَمَنْ غَبَرَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ.
(٤)
اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ نَبِيِّنَا وَآلِهِ، كَمَا صَلَّيْتَ عَلَى مَلائِكَتِكَ الْمُقَرَّبِينَ. وَصَلِّ عَلَيْهِ وَآلِهِ كَمَا صَلَّيْتَ عَلَى أَنْبِيَائِكَ الْمُرْسَلِينَ، وَصَلِّ عَلَيْهِ وَآلِهِ كَمَا صَلَّيْتَ عَلَى عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ؛ وَأَفْضَلَ مِنْ ذَلِكَ يَا رَبَّ الْعَالَمِينَ، صَلاَةً تَبْلُغُنَا بَرَكَتُهَا، وَيَنَالُنَا نَفْعُهَا، وَيُسْتَجَابُ لَهَا دُعَاؤُنَا؛ إِنَّكَ أَكْرَمُ مَنْ رُغِبَ إلَيْهِ، وَأَكْفَى مَنْ تُوُكِّلَ عَلَيْهِ، وَأَعْطَى مَنْ سُئِلَ مِنْ فَضْلِهِ، وَأَنْتَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ.
________
(1) تشب: تخلط.. تمزج.
(
2) السوم: الثمن.
(3) بالوفادة: بالقدوم بالورود.
(4) غمرهم بالمن: غطاهم بالنعمة.
(5) الطول: الفضل والعطاء.
(6) فمضّ: فآلم وأوجع.
(7) سأماً: ملالة.
(8) نعتاض: نأخذ العوض.

📗من كتاب الصحيفة السجادية (تحقيق السيد العلامة عبد الله حمود العزي حفظه الله) .
HTML Embed Code:
2024/05/21 08:56:11
Back to Top