TG Telegram Group & Channel
يوسفيات | United States America (US)
Create: Update:

"عند استذكار ومراجعة لحظات ومواقف شخصية معينة، من الإنصاف تجاه أنفسنا ألا نقسو عليها حتى لا نصل لمرحلة نكرهها فيها. يجب ألا نتجاهل المرحلة العمرية والظروف والسياق والمجتمع الذي كنا نعيش فيه. يكفينا اكتشاف أننا لسنا بذلك الذكاء الذي كنا نعتقده، وأن العالم والأحداث والأسباب والمؤثرات أعقد بكثير من فهمنا البسيط.

رحمتنا بأنفسنا لا تعني إنكار أخطائنا أو التغاضي عنها، فإنكار الأخطاء يعني حتمية تكرارها وربما الوقوع في ما هو أسوأ منها.

عندما نتجاهل سياق ومؤثرات حدث ما (الصورة، الصوت، الجماهير، الشعور، عمر الشخص وحالته الاجتماعية، إلخ)، يصبح الحكم على رأي أي شخص في ذلك الحدث سطحيًا ومجحفًا، لأننا نعتبره رأيًا قيل في فراغ تام.

إذا تجاوزنا مرحلة الشباب والحماس الانفعالي، ندرك أنه من الظلم محاكمة الناس على لحظات معينة في ماضيهم إذا لم يعودوا يعتزون بها اليوم. فكرة الحكم على الآخرين بحد ذاتها فكرة غير حكيمة. لو أخبرت شخصًا بأنني أرغب في تقييمه والحكم عليه، وعلى آرائه، لقال لي: من أنت؟ ولماذا؟ وبأي حق؟

ومع ذلك، نجد أن هواية معظم الناس اليومية هي تقييم الآخرين وإصدار الأحكام عليهم، ليشعروا بالرضا عن أنفسهم.

ما يهم حقًا هو من أنت اليوم. ما يهم هو نظرتك إلى نفسك وطريقة حكمك على نفسك. ما يهم هو صدقك مع نفسك. هل تغيرت لأن الظروف اختلفت؟ أم تغيرت لأنك ترغب في التصالح مع نفسك، وتعيش مع ذاتٍ تحبها وتحترمها؟ هل هو تغيُّر الجبان؟ أم تغيُّر الشجاع الذي قرر أن يعيش مع نفسه بأقل قدر من التناقض؟ الشجاع الذي قرر التوقف عن تقمص شخصية لا تمثله، وعدم الانشغال بأمور يعرف أنها لا تتسق مع طبيعته وقدراته؟ لا يعلم صدق وحقيقة تغيرك إلا خالقك ونفسك.

الحقيقة الصادمة التي اكتشفناها هي أننا نضعف ونعيش مثل غيرنا تحت ظروف وسياقات نعرفها أو نجهلها. الجيد في هذا الاعتراف هو أنه يدفعنا للتواضع أكثر. وليس هناك برأيي حياة أجمل وأنقى من حياة الصادق، المتواضع، المتصالح مع نفسه، والذي يحاول أن يبقي عاطفته متقدة مهما كان."

"عند استذكار ومراجعة لحظات ومواقف شخصية معينة، من الإنصاف تجاه أنفسنا ألا نقسو عليها حتى لا نصل لمرحلة نكرهها فيها. يجب ألا نتجاهل المرحلة العمرية والظروف والسياق والمجتمع الذي كنا نعيش فيه. يكفينا اكتشاف أننا لسنا بذلك الذكاء الذي كنا نعتقده، وأن العالم والأحداث والأسباب والمؤثرات أعقد بكثير من فهمنا البسيط.

رحمتنا بأنفسنا لا تعني إنكار أخطائنا أو التغاضي عنها، فإنكار الأخطاء يعني حتمية تكرارها وربما الوقوع في ما هو أسوأ منها.

عندما نتجاهل سياق ومؤثرات حدث ما (الصورة، الصوت، الجماهير، الشعور، عمر الشخص وحالته الاجتماعية، إلخ)، يصبح الحكم على رأي أي شخص في ذلك الحدث سطحيًا ومجحفًا، لأننا نعتبره رأيًا قيل في فراغ تام.

إذا تجاوزنا مرحلة الشباب والحماس الانفعالي، ندرك أنه من الظلم محاكمة الناس على لحظات معينة في ماضيهم إذا لم يعودوا يعتزون بها اليوم. فكرة الحكم على الآخرين بحد ذاتها فكرة غير حكيمة. لو أخبرت شخصًا بأنني أرغب في تقييمه والحكم عليه، وعلى آرائه، لقال لي: من أنت؟ ولماذا؟ وبأي حق؟

ومع ذلك، نجد أن هواية معظم الناس اليومية هي تقييم الآخرين وإصدار الأحكام عليهم، ليشعروا بالرضا عن أنفسهم.

ما يهم حقًا هو من أنت اليوم. ما يهم هو نظرتك إلى نفسك وطريقة حكمك على نفسك. ما يهم هو صدقك مع نفسك. هل تغيرت لأن الظروف اختلفت؟ أم تغيرت لأنك ترغب في التصالح مع نفسك، وتعيش مع ذاتٍ تحبها وتحترمها؟ هل هو تغيُّر الجبان؟ أم تغيُّر الشجاع الذي قرر أن يعيش مع نفسه بأقل قدر من التناقض؟ الشجاع الذي قرر التوقف عن تقمص شخصية لا تمثله، وعدم الانشغال بأمور يعرف أنها لا تتسق مع طبيعته وقدراته؟ لا يعلم صدق وحقيقة تغيرك إلا خالقك ونفسك.

الحقيقة الصادمة التي اكتشفناها هي أننا نضعف ونعيش مثل غيرنا تحت ظروف وسياقات نعرفها أو نجهلها. الجيد في هذا الاعتراف هو أنه يدفعنا للتواضع أكثر. وليس هناك برأيي حياة أجمل وأنقى من حياة الصادق، المتواضع، المتصالح مع نفسه، والذي يحاول أن يبقي عاطفته متقدة مهما كان."


>>Click here to continue<<

يوسفيات




Share with your best friend
VIEW MORE

United States America Popular Telegram Group (US)