أعتقد أن أكبر خطأ يدور في فلكه الإنسان هو محور فكرة أن هناك قراراتٍ مصيرية سيترتب عليها شكل حياته الدنيا، وأنَّ الأمر متروك له كليًّا في اختيارها.. ولذلك هو يُعتصَر قلقًا طوال الوقت، لأنه في خضم قرارٍ مصيري ما..
بينما، القدر هو قدر.. لأنه سيحدث على كل حال.. هو الأصل، وعليه تدور الأشياء وتترتب لتؤدي في النهاية لنهاية مكتوبة منذ الأزل.
واختيارك في حد ذاته من جُملة القدر.
والسعي والعمل.. تكليف، وجِبِّلَة، وأمرٌ لا تستطيع الانفكاك عنه.
وحيرة عقلك في هذا.. ليست جديدة..
اسمع صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلّم يسألون:
«ففيمَ العمل؟»
واسمعه صلى الله عليه وسلّم يرد قطعًا:
«اعملوا فكلٌ ميسَّر لما خُلِق له.»
حرِّك يديك بما تملُك.. اعقلها وتوكّل.
فأنت مُحاسَب في الآخرة.. على كل حال.
واعلم أنَّ تكليف الإنسان الأكبر هو الانسياق لهذه الحقيقة.
واعلم أن شجاعة الإنسان الأكبر في الرضا.. بل والفرح بهذه الحقيقة.
.
[سلمى محمد رزق]
>>Click here to continue<<