TG Telegram Group & Channel
يوسفيات | United States America (US)
Create: Update:

"يختلجُ في صدريهمَا الشعورُ ذاته، ويخفقُ قلباهمَا نفسَ الخفقات، يأنّ أحدُهما فيُسمعُ دَويّ الأنّةِ في الآخرِ في اللحظة ذاتها، وتتهلّلُ أساريرُ الأولِ، ليبتسمَ الثاني.

حاملو المآسي يسيرون معًا، يخطون لُجج الحياةِ بأكفٍّ معقودة، قد نبع اليأسُ من ملامحهمَا، وتشقّقت تجاعيدُ الصّبا لتنبئَ عن هِرَمٍ مفاجِئٍ إثرَ ما عاينَاه، قد علمَ أنّها حِملٌ ثقيلٌ وحمله، وقد علمَت أنه عصيٌّ مُتعِبٌ متعَبٌ ولبّت قُربَه.

وحيدَانِ في منفى، لا يسمعُ العالمُ لهما همسًا، يتحداثانِ ويتواصلانِ ويبكيَان، ويألمَان، يشعران بكلّ ما قد يصيب المرءَ العاديّ، ولكنهمَا لم يشبهَا العاديّ في شيءٍ.

حتى الآن لم أرَ مثلهمَا أو شبيهًا حتى، ثنائيٌّ غريب، متنافرانِ متعاكسانِ كُلًّا منهما يسيرُ في وجهَة، لا أعلمُ كيف جمعهما طريق! ولا كيف تصدّقت الحياةُ عليهم بشيءٍ واحدٍ يشتركانِ فيه.

لطالمَا كان اتّكاؤهُ عليها، سعيهُ إليهَا، كانت هدفهُ وملاذهُ وجمالهُ. وكانَ هو الوطَن، تلتمسُ فيهِ شعورَ الدفء، وتتحسّسُ فيهِ آثَار العائلَة، وتتنسّمُ برفقتهِ رائحةَ البيتِ كغريبٍ هجرَه وحنّ إليه.

كان الاختلافُ دومًا شِعارُ الفِراقِ بالنسبةِ إليّ، ما اجتمعَ مُختلفانِ إلا وافترقَا، ولكنّي بعد فَهمِهما تبيّن لي شعورٌ جديد، غريبٌ جميل، وهو التكَامُل.

لم يختلفَا، لكنّهم تكامَلا، كانَ يتحلّى بالشدةِ والحزمِ، بالتفكيرِ المنطقيّ العقلانيّ الجادّ، الشعورُ عندهُ مؤخرٌ لأجلٍ غير مسمّى، لا تُقابل بهِ عاصفةٌ ولا تحلّ به مشكلةٌ، ولا تُروّض بهِ النوائب.
وهي كانت شعوريّةٌ لأبعدِ حد، تساقُ بالحبّ، وتُزوّدُ بالفهمِ القلبِيّ، ويأتِها مددُ السماءِ باللين، فأضحت طيرَه، بجناحيّ من نورٍ وقلبٍ فراشةٍ مهيض ولكنّه مفعّمٌ بالوُدّ والرحمة، كانَ يعقلُ الأمورَ، يزنها بمكياله، وتتولّى هي أمرَ الشعور.

أكسبهمَا الحبّ فرصةً لا تأتي كثيرًا؛ أن يغترفَ الأولُ من الثاني ما يكملُ بهِ نقصه، وأن يأوي الثاني للأوَّلِ بالقدرِ الذي يؤمّن بهِ خوفَه."

"يختلجُ في صدريهمَا الشعورُ ذاته، ويخفقُ قلباهمَا نفسَ الخفقات، يأنّ أحدُهما فيُسمعُ دَويّ الأنّةِ في الآخرِ في اللحظة ذاتها، وتتهلّلُ أساريرُ الأولِ، ليبتسمَ الثاني.

حاملو المآسي يسيرون معًا، يخطون لُجج الحياةِ بأكفٍّ معقودة، قد نبع اليأسُ من ملامحهمَا، وتشقّقت تجاعيدُ الصّبا لتنبئَ عن هِرَمٍ مفاجِئٍ إثرَ ما عاينَاه، قد علمَ أنّها حِملٌ ثقيلٌ وحمله، وقد علمَت أنه عصيٌّ مُتعِبٌ متعَبٌ ولبّت قُربَه.

وحيدَانِ في منفى، لا يسمعُ العالمُ لهما همسًا، يتحداثانِ ويتواصلانِ ويبكيَان، ويألمَان، يشعران بكلّ ما قد يصيب المرءَ العاديّ، ولكنهمَا لم يشبهَا العاديّ في شيءٍ.

حتى الآن لم أرَ مثلهمَا أو شبيهًا حتى، ثنائيٌّ غريب، متنافرانِ متعاكسانِ كُلًّا منهما يسيرُ في وجهَة، لا أعلمُ كيف جمعهما طريق! ولا كيف تصدّقت الحياةُ عليهم بشيءٍ واحدٍ يشتركانِ فيه.

لطالمَا كان اتّكاؤهُ عليها، سعيهُ إليهَا، كانت هدفهُ وملاذهُ وجمالهُ. وكانَ هو الوطَن، تلتمسُ فيهِ شعورَ الدفء، وتتحسّسُ فيهِ آثَار العائلَة، وتتنسّمُ برفقتهِ رائحةَ البيتِ كغريبٍ هجرَه وحنّ إليه.

كان الاختلافُ دومًا شِعارُ الفِراقِ بالنسبةِ إليّ، ما اجتمعَ مُختلفانِ إلا وافترقَا، ولكنّي بعد فَهمِهما تبيّن لي شعورٌ جديد، غريبٌ جميل، وهو التكَامُل.

لم يختلفَا، لكنّهم تكامَلا، كانَ يتحلّى بالشدةِ والحزمِ، بالتفكيرِ المنطقيّ العقلانيّ الجادّ، الشعورُ عندهُ مؤخرٌ لأجلٍ غير مسمّى، لا تُقابل بهِ عاصفةٌ ولا تحلّ به مشكلةٌ، ولا تُروّض بهِ النوائب.
وهي كانت شعوريّةٌ لأبعدِ حد، تساقُ بالحبّ، وتُزوّدُ بالفهمِ القلبِيّ، ويأتِها مددُ السماءِ باللين، فأضحت طيرَه، بجناحيّ من نورٍ وقلبٍ فراشةٍ مهيض ولكنّه مفعّمٌ بالوُدّ والرحمة، كانَ يعقلُ الأمورَ، يزنها بمكياله، وتتولّى هي أمرَ الشعور.

أكسبهمَا الحبّ فرصةً لا تأتي كثيرًا؛ أن يغترفَ الأولُ من الثاني ما يكملُ بهِ نقصه، وأن يأوي الثاني للأوَّلِ بالقدرِ الذي يؤمّن بهِ خوفَه."


>>Click here to continue<<

يوسفيات




Share with your best friend
VIEW MORE

United States America Popular Telegram Group (US)