TG Telegram Group & Channel
قصص بنفسج 💜 | United States America (US)
Create: Update:

تتناول بعض التفاح، ليعود لون وجهها و يتورد خداها الشاحبان مجددا، بينما السيد أصفر مغمض عينيه لينام بعد أن امتلأت كرشه الصغيرة لتتمدد أمامه قليلا،
كان فوستر جالسا قربهما تحت الشجرة يغزل بعض السعف و الأغصان اللينة، اقتربت إيلين لتسأله:
- هذا فراشي؟

أومأ برأسه لتفكر لهنية ثم تضيف:
- لماذا لا تستعمل السحر و تتمنى الحصول على فراش؟ ذلك سيكون أسهل.

ابتسم فوستر ليضع ما في يديه جانبا و يشير لها لتقترب و تجلس قربه،
رفع كفه اليمنى ليتناثر رذاذ ذهبي في الهواء و يلمع كالنجوم، ليصنع أشكالا كثيرة و يتجمع ليشع كالضوء و تظهر زهرة وردية جميلة من فصيلة الروز تطفو في الهواء.
مد يده ليحمل الزهرة و يقدمها لها، لتحملها بسعادة و تضعها خلف أذنها بحرص،
ليجيبها بينما يحدق للسماء التي أظلمت لتكتسي بلون قاتم :
- نحن الإلف وهبنا الإله قدرات أكبر، بإمكاننا استعمال السحر، و تحقيق الأماني مهما صعبت.
البعض منا - و منهم أنا- نستطيع تحقيق حتى الأماني المستحيلة، لكنني أفضل استخدام يدي و مهارتي و بذل جهدي أولا، ثم استعمال السحر لاحقا لو تعقد الأمر، أفضل الأشياء هي التي نتعب من أجلها.

تنهد ليربت على كتف الصغيرة و يضيف:
- عندما تكبرين، و تصيرين شابة يافعة بعد خمسين عاما، ستعودين للغابة العظمى و تكونين سيدة الغابة، ستكون تلك غابتك، غابة إيلين.
كوني طيبة و صبورة، فكري جيدا و لا تتسرعي،
و استخدمي المنطق و الحجة أولا، ثم الأماني و السحر ثانيا.

أومأت الجنية الصغيرة لتحدق نحو السماء حيث ينظر،
ليخفض بصره و يعود ليكمل عمله بينما أضاف:
- هل تعلمين لماذا يعيش الجن في الغابات بينما البشر يعيشون في القرى و المدن؟

هزت الصغيرة رأسها لتقبل نحوه لمعرفة الإجابة، ليقول بصوته الهاديء:
- كل يعيش و يقطن حيث يجد السلام و الأمان.
البشر يعيشون في منازلهم لأنها آمنة، مريحة و لا تشاركهم فيها أي كائنات أخرى، حيث يجدون حريتهم و يحصلون على منافعهم.
بينما نحن نعيش في الغابات البعيدة أو الجبال النائية لأننا ننشد الهدوء و السكينة، بغض النظر عن الحيوانات و الكائنات الأخرى التي نتعايش معها هنا و نتقاسم معها نفس الموطن.
طبيعتنا مختلفة عن طبائع البشر.
بالنسبة لنا، الطبيعة هي أصل السلام و الإطمئنان، في الأشجار الوارفة، الزهرات الندية و السماء المرصعة بالنجوم، و نسعى دائما للحفاظ على ذلك التوازن، بيد أخرى نحن لا نتوافق مع البشر في كثير من الأمور، لو مال البشر لنا سيكون ذلك غالبا بدافع الاستغلال لنا، أو لقتلنا،
و لو جاورناهم و آذونا، قد نؤذيهم و تكون أذيتنا لدرجة لا يستحملونها و سنقتلهم.

أسندت إيلين رأسها للشجرة لتتسائل مستغربة:
- هل يمكن لبشري قتل جني؟

- بالطبع، أنت نفسك لو مكثتي في القرية لقتلك أحد القرويين.
لو التقى ساحر قوي بجني أقل قوة منه سيستطيع هزيمته و ربما قتله أيضا.

ارتعدت الصغيرة و هي تتذكر ما حدث في القرية و كيف طردوها ليضيف فوستر بنبرة غامضة:
- نحن لسنا الأقوى، أحيانا أشياء بسيطة بالنسبة للبشر قد تقتلنا.
الحزن، عندما يحزن الجني كثيرا لدرجة عميقة، فإن قلبه يتوقف و يموت في الحال. ربما ذلك أحد أهم أسباب انعزالنا عن بقية الأنواع.

تكورت الصغيرة مفكرة فيم قاله بعمق، لينهي عمله أخيرا و يربت على شعرها الذهبي مضيفا بندم:
- آسف، ليس من المفترض إخبار جنية صغيرة بكل هذا الحديث الممل المخيف، ربما كان الأحرى بي أن أخبرك بقصة ما لكنني لا أجيد ذلك.

ضحكت إيلين لتهز رأسها و تجيبه:
- إنه ليس حديثا مملا، لقد استمتعت بالاستماع لك،
مثل الأب فريتز، كان يخبرني بالكثير، و يجيب على كل تساؤلاتي بحديثه العذب الذي لا أمل منه أبدا.

- ليباركك الله إيلين، و ينر طريقك دائما.

نهض فوستر ليحمل الشبكة التي صنعها على ظهره و يتسلق شجرة الدردار بخفة، و يعلق الأرجوحة الشبكية التي صنعها على إحدى الأغصان القوية، و يفرش عليها بعض الأعشاب الناعمة و الأقمشة لتصير كالفراش،
نزل هبوطا ليلقي عليها نظرة و يشير مخاطبا إيلين:
- ستنامين هناك مؤقتا، إلى أن أعثر على شيء أفضل..

زمت الصغيرة شفتيها لتتسائل بخوف:
- ألا يمكنني النوم معك في الأسفل؟ المكان أصبح مظلما جدا... و أخشى من قدوم ذلك الشبح الأسود مجددا...

تنهد فوستر بإرهاق ليمسد صدغيه بيمناه و يطرق مفكرا، جلس على أمشاط قدميه ليكون بطول الصغيرة و وضع كفيه على كتفيها، ابتسم ليجيبها:
- لا أمانع نومك معي على الأرض لكن ضميري لن يسمح لي بذلك؛ لأنني معتاد على النوم في أي مكان بينما أنت ما زلت جنية صغيرة كانت تعيش مع البشر الناعمين و تنام في فراش لين، لذلك الأرجوحة الشبكية ستكون أفضل لك.

صمت فوستر لهنية ليشير بسبابته لرأس الصغيرة ثم جهة القلب في الصدر، ليضيف:
- العقل و القلب، هما المصدران الرئيسيان للسعادة أو الشقاء، و طريقة تفكيرك هي ما تحدد مصيرك.

نظرت الصغيرة بعدم فهم ليشير بذراعه نحو الأشجار المظلمة جوارهم و يردف:
- مثلا حين تنظرين لتلك البقعة المظلمة، ما الذي تفكر

تتناول بعض التفاح، ليعود لون وجهها و يتورد خداها الشاحبان مجددا، بينما السيد أصفر مغمض عينيه لينام بعد أن امتلأت كرشه الصغيرة لتتمدد أمامه قليلا،
كان فوستر جالسا قربهما تحت الشجرة يغزل بعض السعف و الأغصان اللينة، اقتربت إيلين لتسأله:
- هذا فراشي؟

أومأ برأسه لتفكر لهنية ثم تضيف:
- لماذا لا تستعمل السحر و تتمنى الحصول على فراش؟ ذلك سيكون أسهل.

ابتسم فوستر ليضع ما في يديه جانبا و يشير لها لتقترب و تجلس قربه،
رفع كفه اليمنى ليتناثر رذاذ ذهبي في الهواء و يلمع كالنجوم، ليصنع أشكالا كثيرة و يتجمع ليشع كالضوء و تظهر زهرة وردية جميلة من فصيلة الروز تطفو في الهواء.
مد يده ليحمل الزهرة و يقدمها لها، لتحملها بسعادة و تضعها خلف أذنها بحرص،
ليجيبها بينما يحدق للسماء التي أظلمت لتكتسي بلون قاتم :
- نحن الإلف وهبنا الإله قدرات أكبر، بإمكاننا استعمال السحر، و تحقيق الأماني مهما صعبت.
البعض منا - و منهم أنا- نستطيع تحقيق حتى الأماني المستحيلة، لكنني أفضل استخدام يدي و مهارتي و بذل جهدي أولا، ثم استعمال السحر لاحقا لو تعقد الأمر، أفضل الأشياء هي التي نتعب من أجلها.

تنهد ليربت على كتف الصغيرة و يضيف:
- عندما تكبرين، و تصيرين شابة يافعة بعد خمسين عاما، ستعودين للغابة العظمى و تكونين سيدة الغابة، ستكون تلك غابتك، غابة إيلين.
كوني طيبة و صبورة، فكري جيدا و لا تتسرعي،
و استخدمي المنطق و الحجة أولا، ثم الأماني و السحر ثانيا.

أومأت الجنية الصغيرة لتحدق نحو السماء حيث ينظر،
ليخفض بصره و يعود ليكمل عمله بينما أضاف:
- هل تعلمين لماذا يعيش الجن في الغابات بينما البشر يعيشون في القرى و المدن؟

هزت الصغيرة رأسها لتقبل نحوه لمعرفة الإجابة، ليقول بصوته الهاديء:
- كل يعيش و يقطن حيث يجد السلام و الأمان.
البشر يعيشون في منازلهم لأنها آمنة، مريحة و لا تشاركهم فيها أي كائنات أخرى، حيث يجدون حريتهم و يحصلون على منافعهم.
بينما نحن نعيش في الغابات البعيدة أو الجبال النائية لأننا ننشد الهدوء و السكينة، بغض النظر عن الحيوانات و الكائنات الأخرى التي نتعايش معها هنا و نتقاسم معها نفس الموطن.
طبيعتنا مختلفة عن طبائع البشر.
بالنسبة لنا، الطبيعة هي أصل السلام و الإطمئنان، في الأشجار الوارفة، الزهرات الندية و السماء المرصعة بالنجوم، و نسعى دائما للحفاظ على ذلك التوازن، بيد أخرى نحن لا نتوافق مع البشر في كثير من الأمور، لو مال البشر لنا سيكون ذلك غالبا بدافع الاستغلال لنا، أو لقتلنا،
و لو جاورناهم و آذونا، قد نؤذيهم و تكون أذيتنا لدرجة لا يستحملونها و سنقتلهم.

أسندت إيلين رأسها للشجرة لتتسائل مستغربة:
- هل يمكن لبشري قتل جني؟

- بالطبع، أنت نفسك لو مكثتي في القرية لقتلك أحد القرويين.
لو التقى ساحر قوي بجني أقل قوة منه سيستطيع هزيمته و ربما قتله أيضا.

ارتعدت الصغيرة و هي تتذكر ما حدث في القرية و كيف طردوها ليضيف فوستر بنبرة غامضة:
- نحن لسنا الأقوى، أحيانا أشياء بسيطة بالنسبة للبشر قد تقتلنا.
الحزن، عندما يحزن الجني كثيرا لدرجة عميقة، فإن قلبه يتوقف و يموت في الحال. ربما ذلك أحد أهم أسباب انعزالنا عن بقية الأنواع.

تكورت الصغيرة مفكرة فيم قاله بعمق، لينهي عمله أخيرا و يربت على شعرها الذهبي مضيفا بندم:
- آسف، ليس من المفترض إخبار جنية صغيرة بكل هذا الحديث الممل المخيف، ربما كان الأحرى بي أن أخبرك بقصة ما لكنني لا أجيد ذلك.

ضحكت إيلين لتهز رأسها و تجيبه:
- إنه ليس حديثا مملا، لقد استمتعت بالاستماع لك،
مثل الأب فريتز، كان يخبرني بالكثير، و يجيب على كل تساؤلاتي بحديثه العذب الذي لا أمل منه أبدا.

- ليباركك الله إيلين، و ينر طريقك دائما.

نهض فوستر ليحمل الشبكة التي صنعها على ظهره و يتسلق شجرة الدردار بخفة، و يعلق الأرجوحة الشبكية التي صنعها على إحدى الأغصان القوية، و يفرش عليها بعض الأعشاب الناعمة و الأقمشة لتصير كالفراش،
نزل هبوطا ليلقي عليها نظرة و يشير مخاطبا إيلين:
- ستنامين هناك مؤقتا، إلى أن أعثر على شيء أفضل..

زمت الصغيرة شفتيها لتتسائل بخوف:
- ألا يمكنني النوم معك في الأسفل؟ المكان أصبح مظلما جدا... و أخشى من قدوم ذلك الشبح الأسود مجددا...

تنهد فوستر بإرهاق ليمسد صدغيه بيمناه و يطرق مفكرا، جلس على أمشاط قدميه ليكون بطول الصغيرة و وضع كفيه على كتفيها، ابتسم ليجيبها:
- لا أمانع نومك معي على الأرض لكن ضميري لن يسمح لي بذلك؛ لأنني معتاد على النوم في أي مكان بينما أنت ما زلت جنية صغيرة كانت تعيش مع البشر الناعمين و تنام في فراش لين، لذلك الأرجوحة الشبكية ستكون أفضل لك.

صمت فوستر لهنية ليشير بسبابته لرأس الصغيرة ثم جهة القلب في الصدر، ليضيف:
- العقل و القلب، هما المصدران الرئيسيان للسعادة أو الشقاء، و طريقة تفكيرك هي ما تحدد مصيرك.

نظرت الصغيرة بعدم فهم ليشير بذراعه نحو الأشجار المظلمة جوارهم و يردف:
- مثلا حين تنظرين لتلك البقعة المظلمة، ما الذي تفكر


>>Click here to continue<<

قصص بنفسج 💜




Share with your best friend
VIEW MORE

United States America Popular Telegram Group (US)