TG Telegram Group & Channel
قصص بنفسج 💜 | United States America (US)
Create: Update:

•┈┈┈┈•✿❁✿•┈┈┈•


كانت إحدى ليالي الشتاء القارسة، حيث طبقة جليدية ناصعة البياض تغطي كل شيء،
في تلك الغابة البعيدة تعرت الأشجار الوارفة من أوراقها لتكتسي بطبقات الثلج الذي تراكم عليها، بدت الغابة مهجورة؛ فلا كائنات صغيرة استحملت العيش في مكان كذلك، عدا بعضا من الوحوش الكاسرة.

كان يخطو ببطء على الجليد، بالرغم من سيره بوتيرة حذرة ثابتة إلا أن قدميه لم تغوصا في الثلج في كل خطوة كما كان يفترض، و لم تتركا أية آثار.
تأمل الغابة الجليدية بتمعن و حرص، ليقطع مسافة كبيرة في لمحة بصر، حيث وصل لمنخفض أرضي تراكمت عليه الثلوج، قفز بخفة ليهبط و يجيل بصره، ليسير لحافة المنخفض حيث تتسع لتصنع كهفا صغيرا مظلما، ليدخل و يتأمل المكان، ثم يجثو على ركبتيه ليحفر في الثلج بيمناه،
صنع حفرة صغيرة ليخرج من جيبه شيئا يلتمع، كانت حبة ألماسية صغيرة بحجم بذرة عباد الشمس.
وضعها برفق في الحفرة ليقبض يمناه ثم يفردها ليتناثر الرذاذ الذهبي على البذرة الألماسية،
بدأت تتوهج بألوان الطيف ليهيل عليها بقية الثلج و يبتعد ليجلس ملصقا ظهره لطرف الكهف.

مرت عدة دقائق، ليشع الجليد حيثما حفر و يبرز شيء ما خارجه، كان ساقا فضية صغيرة، استمرت في النمو لتتمدد أكثر و تنمو لها ورقتان فضيتان مدببتان، ثم ظهر لها برعم صغير ليخف التوهج رويدا رويدا ثم يختفي.

اقترب من النبته الفضية ليراقبها عن كثب بحبور، صار لها ساق فضي لامع و ورقتان مدببتان من الفضة، و بعض الأشواك الصغيرة المنتشرة على طول الساق بلون الذهب، يعلو قمتها برعم صغير فضي اللون يخفي زهرة صغيرة.
ظهر ضوء خفيف على إحدى الأوراق لتظهر جنية صغيرة جدا نائمة على إحدى الورقتين، بشكل آدمي ضئيل جدا أصغر من اﻷصبع الصغير، فستان فضي لامع و شعر ملون بألوان الطيف السبعة، جناحان صغيران شفافان و وجه صغير حلو.

ابتسم بحنان ليقرب أصبعه الصغير و يلمس الجنية الصغيرة، لتتحرك قليلا ثم تفتح عينيها ببطء، رمشت عدة مرات قبل أن تنهض بتكاسل و تفرك عينيها الصغيرتين بينما ترفرف جناحيها،
لتنظر في الأرجاء بعد عدة دقائق و تلاحظ النبتة التي تجلس على ورقتها، ابتسمت الصغيرة لتعانق الساق بسعادة و تقول:
- مرحبا يا زهرتي! أنت أجمل زهرة، سأعتني بك!

انتبهت الجنية الصغيرة أخيرا لمن كان يراقبها بصمت، لتحلق في الهواء و تصرخ بصوت يشبه الجرس الضئيل :
- ابتعد عن زهرتي! من أنت؟

عبرت ابتسامة بطيئة شفتيه ليجيبها بنبرة هادئة:
- الرجل الأخضر، فوستر.

هبطت الجنية الصغيرة على الورقة بسرعة لتنحني باحترام، ليقرب يمناه منها لتطير و تحط على كفه بتوجس، ابتسم مطمئنا إياها ليردف:
- أنت ماسة، حارسة غاردينيا دياموند.
لا تسمحي لأي كائن بالاقتراب منها أو العبث بها،
لأنها... ستكون قلب هذه الغابة، ستعيد لها الحياة من جديد.

هزت الجنية الصغيرة رأسها لتبتسم بسعادة و تلصق خدها باصبعه قائلة:
- ماسة اسم جميل، غاردينيا دياموند رائعة، سوف أعتني بها دائما.

لتردف بسرعة بينما تتمسك بأصبعه:
- لا تتركني! أرجوك ابق معي! لا أريد أن أكون وحيدة!

ابتسم بلطف ليجيبها:
- كنت سأحب ذلك ماسة، لكن لكل منا عمل يجب القيام به، لا يمكنني الجلوس معك دائما،
لكن أعدك، سأزورك باستمرار.
كما أنك لست وحيدة؛ غاردينيا دياموند معك، تستطيعين سماعها، و فهم ما تقوله، ستخبرك بحكايات كثيرة مشوقة.

أومأت الجنية الصغيرة بحزن ليرفع يسراه فوقها، لتتساقط عليها ذرات ذهبية مضيئة، ابتهجت الجنية لترفع كفيها لتلتقط الرذاذ بسعادة و تخبئه في جيب فستانها، أبعد كفه ليبحث في جيبه و يخرج قطعة خبز صغيرة بيضاء كالحليب، ليقدمها لها و تحملها بجهد،
طارت بها لتخبئها في الثلج قرب الزهرة و تعود مبتسمة، لينهض و يرفع يده محييا إياها،
لوحت الجنية الصغيرة بكلتا يديها لتهتف بصوتها الضئيل:
- سأنتظرك أيها الرجل الأخضر!

ابتعد عن الكهف ليتراجع للخلف ثم يقفز متشبثا بالحافة، ليخرج من المنخفض و يلقي عليه نظره أخيرة ثم يبتعد.

بدأت حرارة الجو بالإنخفاض أكثر، لتتساقط ندف الثلج من السماء كالقطع القطنية،
خرجت أنفاسه حارة كالبخار بينما يسير ببطء في جنبات الغابة المهجورة متأملا الأشجار الجليدية العارية، ليسمع فجأة صوتا خافتا لنحيب بشري.
سحب نفسه بسرعة للاختباء خلف أقرب شجرة كما هي عادته عند اقتراب البشر، ليرهف سمعه منصتا للنحيب الحزين القريب.
بدا صوتا صغيرا، طفلا صغيرا يبكي بحرقة في وسط الغابة المهجورة، ليهب نسيم بارد و يزداد البكاء أكثر.

رق قلبه ليعض شفتيه مفكرا لوهلة، ليتكيء على الجذع الغليظ و يميل رأسه بهدوء لرؤية من يبكي،
كانت فتاة صغيرة، فستانها الزهري القصير كان ممزقا ليظهر ساقين و بشرة بيضاء مليئة بالرضوض و الجروح، بينما تكورت على نفسها لتخفي وجهها بين كفيها تبكي بأسى، كان شعرها الذهبي اللامع قصيرا كثيفا، ينساب على كتفيها ليخفي وجهها و أذنيها تماما.
هبت الرياح لترتجف الصغيرة مجددا، بيد أن فستانها الممزق لم يحمها من الصقيع بالطبع،
لتحرك قدميها الحافيت

•┈┈┈┈•✿❁✿•┈┈┈•


كانت إحدى ليالي الشتاء القارسة، حيث طبقة جليدية ناصعة البياض تغطي كل شيء،
في تلك الغابة البعيدة تعرت الأشجار الوارفة من أوراقها لتكتسي بطبقات الثلج الذي تراكم عليها، بدت الغابة مهجورة؛ فلا كائنات صغيرة استحملت العيش في مكان كذلك، عدا بعضا من الوحوش الكاسرة.

كان يخطو ببطء على الجليد، بالرغم من سيره بوتيرة حذرة ثابتة إلا أن قدميه لم تغوصا في الثلج في كل خطوة كما كان يفترض، و لم تتركا أية آثار.
تأمل الغابة الجليدية بتمعن و حرص، ليقطع مسافة كبيرة في لمحة بصر، حيث وصل لمنخفض أرضي تراكمت عليه الثلوج، قفز بخفة ليهبط و يجيل بصره، ليسير لحافة المنخفض حيث تتسع لتصنع كهفا صغيرا مظلما، ليدخل و يتأمل المكان، ثم يجثو على ركبتيه ليحفر في الثلج بيمناه،
صنع حفرة صغيرة ليخرج من جيبه شيئا يلتمع، كانت حبة ألماسية صغيرة بحجم بذرة عباد الشمس.
وضعها برفق في الحفرة ليقبض يمناه ثم يفردها ليتناثر الرذاذ الذهبي على البذرة الألماسية،
بدأت تتوهج بألوان الطيف ليهيل عليها بقية الثلج و يبتعد ليجلس ملصقا ظهره لطرف الكهف.

مرت عدة دقائق، ليشع الجليد حيثما حفر و يبرز شيء ما خارجه، كان ساقا فضية صغيرة، استمرت في النمو لتتمدد أكثر و تنمو لها ورقتان فضيتان مدببتان، ثم ظهر لها برعم صغير ليخف التوهج رويدا رويدا ثم يختفي.

اقترب من النبته الفضية ليراقبها عن كثب بحبور، صار لها ساق فضي لامع و ورقتان مدببتان من الفضة، و بعض الأشواك الصغيرة المنتشرة على طول الساق بلون الذهب، يعلو قمتها برعم صغير فضي اللون يخفي زهرة صغيرة.
ظهر ضوء خفيف على إحدى الأوراق لتظهر جنية صغيرة جدا نائمة على إحدى الورقتين، بشكل آدمي ضئيل جدا أصغر من اﻷصبع الصغير، فستان فضي لامع و شعر ملون بألوان الطيف السبعة، جناحان صغيران شفافان و وجه صغير حلو.

ابتسم بحنان ليقرب أصبعه الصغير و يلمس الجنية الصغيرة، لتتحرك قليلا ثم تفتح عينيها ببطء، رمشت عدة مرات قبل أن تنهض بتكاسل و تفرك عينيها الصغيرتين بينما ترفرف جناحيها،
لتنظر في الأرجاء بعد عدة دقائق و تلاحظ النبتة التي تجلس على ورقتها، ابتسمت الصغيرة لتعانق الساق بسعادة و تقول:
- مرحبا يا زهرتي! أنت أجمل زهرة، سأعتني بك!

انتبهت الجنية الصغيرة أخيرا لمن كان يراقبها بصمت، لتحلق في الهواء و تصرخ بصوت يشبه الجرس الضئيل :
- ابتعد عن زهرتي! من أنت؟

عبرت ابتسامة بطيئة شفتيه ليجيبها بنبرة هادئة:
- الرجل الأخضر، فوستر.

هبطت الجنية الصغيرة على الورقة بسرعة لتنحني باحترام، ليقرب يمناه منها لتطير و تحط على كفه بتوجس، ابتسم مطمئنا إياها ليردف:
- أنت ماسة، حارسة غاردينيا دياموند.
لا تسمحي لأي كائن بالاقتراب منها أو العبث بها،
لأنها... ستكون قلب هذه الغابة، ستعيد لها الحياة من جديد.

هزت الجنية الصغيرة رأسها لتبتسم بسعادة و تلصق خدها باصبعه قائلة:
- ماسة اسم جميل، غاردينيا دياموند رائعة، سوف أعتني بها دائما.

لتردف بسرعة بينما تتمسك بأصبعه:
- لا تتركني! أرجوك ابق معي! لا أريد أن أكون وحيدة!

ابتسم بلطف ليجيبها:
- كنت سأحب ذلك ماسة، لكن لكل منا عمل يجب القيام به، لا يمكنني الجلوس معك دائما،
لكن أعدك، سأزورك باستمرار.
كما أنك لست وحيدة؛ غاردينيا دياموند معك، تستطيعين سماعها، و فهم ما تقوله، ستخبرك بحكايات كثيرة مشوقة.

أومأت الجنية الصغيرة بحزن ليرفع يسراه فوقها، لتتساقط عليها ذرات ذهبية مضيئة، ابتهجت الجنية لترفع كفيها لتلتقط الرذاذ بسعادة و تخبئه في جيب فستانها، أبعد كفه ليبحث في جيبه و يخرج قطعة خبز صغيرة بيضاء كالحليب، ليقدمها لها و تحملها بجهد،
طارت بها لتخبئها في الثلج قرب الزهرة و تعود مبتسمة، لينهض و يرفع يده محييا إياها،
لوحت الجنية الصغيرة بكلتا يديها لتهتف بصوتها الضئيل:
- سأنتظرك أيها الرجل الأخضر!

ابتعد عن الكهف ليتراجع للخلف ثم يقفز متشبثا بالحافة، ليخرج من المنخفض و يلقي عليه نظره أخيرة ثم يبتعد.

بدأت حرارة الجو بالإنخفاض أكثر، لتتساقط ندف الثلج من السماء كالقطع القطنية،
خرجت أنفاسه حارة كالبخار بينما يسير ببطء في جنبات الغابة المهجورة متأملا الأشجار الجليدية العارية، ليسمع فجأة صوتا خافتا لنحيب بشري.
سحب نفسه بسرعة للاختباء خلف أقرب شجرة كما هي عادته عند اقتراب البشر، ليرهف سمعه منصتا للنحيب الحزين القريب.
بدا صوتا صغيرا، طفلا صغيرا يبكي بحرقة في وسط الغابة المهجورة، ليهب نسيم بارد و يزداد البكاء أكثر.

رق قلبه ليعض شفتيه مفكرا لوهلة، ليتكيء على الجذع الغليظ و يميل رأسه بهدوء لرؤية من يبكي،
كانت فتاة صغيرة، فستانها الزهري القصير كان ممزقا ليظهر ساقين و بشرة بيضاء مليئة بالرضوض و الجروح، بينما تكورت على نفسها لتخفي وجهها بين كفيها تبكي بأسى، كان شعرها الذهبي اللامع قصيرا كثيفا، ينساب على كتفيها ليخفي وجهها و أذنيها تماما.
هبت الرياح لترتجف الصغيرة مجددا، بيد أن فستانها الممزق لم يحمها من الصقيع بالطبع،
لتحرك قدميها الحافيت


>>Click here to continue<<

قصص بنفسج 💜




Share with your best friend
VIEW MORE

United States America Popular Telegram Group (US)