TG Telegram Group & Channel
- كِتَابَة. | United States America (US)
Create: Update:

"حين صمتت الجدران"

يكمن إبداعك في حدسك، وتستمد قوتك من إيمانك..
لطالما كان يؤمن دومًا أن في اختلافه سرًا، وأنه ليس سطرًا عابرًا في رواية الحياة، بل كل أبطالها، لم يندم يومًا على كونه مختلفًا، بل كان واثقًا أن عظمته لم تبدأ بعد.

كبر سهيل في منزل بسيط، لكنه كان غريبًا عنهم، خارج السرب دومًا، أفكاره بدت لهم شطحات، وحين اختار دراسة علم النفس، ازدادت نظرتهم غرابة، لا لشيء سوى أنهم اعتقدوا أنه يدرس ما يفتقده.
آمن أن للأماكن روحًا تتنفس، كان يسمعها ويحادثها، ولم تزعجه ضحكاتهم، مضى نحو حلمه، وتخرج حاملًا يقينه أنه سيصل، لكنه لم يكن يعلم أن الوصول الحقيقي لم يبدأ بعد، بل كان يخطو أول الطريق، في لحظات الانطفاء، راوده الشك: ماذا لو كانت ضحكاتهم هي الحقيقة؟ بدا شاحبًا، باهتًا، للمرة الأولى.

في ليلة مقمرة، لم يقطع هدوءها سوى صوته الداخلي، تسللت إليه تلك اللهفة القديمة، استعاد شغفه، وبدأ يقرأ كل ما تقع عليه عيناه، أيام تمضي وهو يلتهم المجلدات، حتى توقف عند عنوان جذب روحه: "سر الغرفة رقم ٩"
ابتسم، كأنه وجد ضالته.
قرأ:
"سر الغرفة رقم ٩، سرٌ ابتلعه المكان، من آمن بروح الأمكنة أدركه، ليست جدرانًا، بل هاوية؛ من سقط فيها دون وعي، لا يعود!"
تسارعت أنفاسه، بحث عن القصص، وازداد فضوله حين علم أن الغرفة موجودة في مصحّ نفسي، في تلك اللحظة، لم يتردد، قرر أن يبدأ الرحلة.

لم ينم تلك الليلة، كان في ذروة حماسه، بدأ يبحث عمّا يعنيه الرقم ٩، يقرأ بنهم وكأنه يسعى لاكتشافٍ لم يصل له أحد،
رمز للاكتمال في بعض الثقافات، للحظ في الصينية، وللألم والشؤم في اليابانية، توقف عند المعنى الأخير، شعر به يقترب، المغامرة التي لطالما انتظرها، بدأت.

في الصباح، توجه للمصّح النفسي، وقلبه يرتجف، لا خوفًا..بل شغفًا
كانوا يتهامسون أمامه: "أسطورة قديمة، مجرد خرافة"
لكن شيئًا ما يتبدل فعلًا فيمن يدخلها، تصرفات تتغير، نظرات تغيب، وكأن شخصًا آخر يحل محلهم، الخوف منها لم يكن منطقيًا، لكنه حقيقي، كل من حاول فهمها، اختفى أو تغيّر.

استمع للحكايات، يجمع الخيوط، ويطارد السرّ، لطالما آمن أن الأماكن تحفظ الذاكرة، وتتحدث لمن يُنصت، دخل الغرفة، وعيناه تفتّشان عن أثرٍ أو علامة، لكن الجدران، التي أقسم دومًا أنها تتنفس وتهمس، صمتت..كأنها خذلته.
مرّ الوقت وكل شيء بدا ساكنًا، حتى لمح ظله يتحرك قبله، كأنَّ الغرفة تراقبه بوضوحٍ لا يُفسر.

يُتبع...
أمَاني البُريهي.

Forwarded from تِشرين. (أمَاني البُريهي.)
"حين صمتت الجدران"

يكمن إبداعك في حدسك، وتستمد قوتك من إيمانك..
لطالما كان يؤمن دومًا أن في اختلافه سرًا، وأنه ليس سطرًا عابرًا في رواية الحياة، بل كل أبطالها، لم يندم يومًا على كونه مختلفًا، بل كان واثقًا أن عظمته لم تبدأ بعد.

كبر سهيل في منزل بسيط، لكنه كان غريبًا عنهم، خارج السرب دومًا، أفكاره بدت لهم شطحات، وحين اختار دراسة علم النفس، ازدادت نظرتهم غرابة، لا لشيء سوى أنهم اعتقدوا أنه يدرس ما يفتقده.
آمن أن للأماكن روحًا تتنفس، كان يسمعها ويحادثها، ولم تزعجه ضحكاتهم، مضى نحو حلمه، وتخرج حاملًا يقينه أنه سيصل، لكنه لم يكن يعلم أن الوصول الحقيقي لم يبدأ بعد، بل كان يخطو أول الطريق، في لحظات الانطفاء، راوده الشك: ماذا لو كانت ضحكاتهم هي الحقيقة؟ بدا شاحبًا، باهتًا، للمرة الأولى.

في ليلة مقمرة، لم يقطع هدوءها سوى صوته الداخلي، تسللت إليه تلك اللهفة القديمة، استعاد شغفه، وبدأ يقرأ كل ما تقع عليه عيناه، أيام تمضي وهو يلتهم المجلدات، حتى توقف عند عنوان جذب روحه: "سر الغرفة رقم ٩"
ابتسم، كأنه وجد ضالته.
قرأ:
"سر الغرفة رقم ٩، سرٌ ابتلعه المكان، من آمن بروح الأمكنة أدركه، ليست جدرانًا، بل هاوية؛ من سقط فيها دون وعي، لا يعود!"
تسارعت أنفاسه، بحث عن القصص، وازداد فضوله حين علم أن الغرفة موجودة في مصحّ نفسي، في تلك اللحظة، لم يتردد، قرر أن يبدأ الرحلة.

لم ينم تلك الليلة، كان في ذروة حماسه، بدأ يبحث عمّا يعنيه الرقم ٩، يقرأ بنهم وكأنه يسعى لاكتشافٍ لم يصل له أحد،
رمز للاكتمال في بعض الثقافات، للحظ في الصينية، وللألم والشؤم في اليابانية، توقف عند المعنى الأخير، شعر به يقترب، المغامرة التي لطالما انتظرها، بدأت.

في الصباح، توجه للمصّح النفسي، وقلبه يرتجف، لا خوفًا..بل شغفًا
كانوا يتهامسون أمامه: "أسطورة قديمة، مجرد خرافة"
لكن شيئًا ما يتبدل فعلًا فيمن يدخلها، تصرفات تتغير، نظرات تغيب، وكأن شخصًا آخر يحل محلهم، الخوف منها لم يكن منطقيًا، لكنه حقيقي، كل من حاول فهمها، اختفى أو تغيّر.

استمع للحكايات، يجمع الخيوط، ويطارد السرّ، لطالما آمن أن الأماكن تحفظ الذاكرة، وتتحدث لمن يُنصت، دخل الغرفة، وعيناه تفتّشان عن أثرٍ أو علامة، لكن الجدران، التي أقسم دومًا أنها تتنفس وتهمس، صمتت..كأنها خذلته.
مرّ الوقت وكل شيء بدا ساكنًا، حتى لمح ظله يتحرك قبله، كأنَّ الغرفة تراقبه بوضوحٍ لا يُفسر.

يُتبع...
أمَاني البُريهي.


>>Click here to continue<<

- كِتَابَة.




Share with your best friend
VIEW MORE

United States America Popular Telegram Group (US)