أنظر لسعيي المتقطع وروحي المترنِّحة، أداوي نفسي بحنوٍّ، ثم أجرُّها بعنفٍ.
أعلم أنَّ السعيَ مُتعِبٌ يا صديقَة، وأنَّ الأنامل ترتجف وتكاد تملأ الدنيا نحيبًا، لكن ما من وقتٍ حتى للفرار، ولا لرثاء الأطلال، ولا البكاء يجدي نفعًا أو يعكس التيَّار، فما لكِ سوى السير ثم السَّير للأمام دون لحظة للتفكير أو للعدول عن المسار.
كثيرًا ما تأخذني الدنيا بذراعيها، ترميني في جنبات الأفكار، تداهمني: أأحسنتِ الاختيار؟
أسعيُك سيُرى في آخر المضمار، أم أنه كان محض تسرعٍ في أخذ القرار؟!
أقول: سعيي مأجورٌ في كل حال، وإن كان -كما تقول- تسرعًا، فما أنا مأمورة إلَّا بالسير، وتوقع ما في الأمامِ مُحال.
فها أنا ركضت بقدمٍ متعبة، وروحٍ مذبذبة، وعقلٍ يستمتع بأن يلقيني هنا وهناك، آخذًا إياي لحبلِ المشنقة، إلا أنني حاولت، إلا أنني هرولت، إلا أنني سِرت، إلا أنني تعبت.. تعبتُ كثيرًا.
يا رب أحاول، بجهدي كله ما ادَّخرت منه مقدار ذرَّة، وأنت تعلم وترى، حين تهزمني العبرات في لحظةٍ يوميَّة، وقلبي يثقل جسدي أضعافًا، أحاربه ألا يقع، وكيف أنني جاهدتني، وأجاهدني، وكيف أنني تعبت، وكم تمنيت الهرب وترك كلِّ شيء!
لكن يا رب أعلم.. أعلم أنك كريم، رحيم..
أقولها دومًا على استحياء منك.. أن تُنزِل السكينةَ على قلبي، ويسِّر لي وأعنَّي، وتمِّم لي بالخَير..
- هِبَةُ الله حُسَام.
>>Click here to continue<<