TG Telegram Group Link
Channel: وعجلت إليك رب لترضى
Back to Bottom
يَقُولُ تَعَالَى مُخْبِرًا: أَنَّهُ مَالِكُ الضُّرِّ وَالنَّفْعِ، وَأَنَّهُ الْمُتَصَرِّفُ فِي خَلْقِهِ بِمَا يَشَاءُ، لَا مُعَقِّبَ لِحُكْمِهِ، وَلَا رَادَّ لِقَضَائِهِ: وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلَا كَاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ وَإِنْ يَمْسَسْكَ بِخَيْرٍ فَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، كقوله تَعَالَى: مَا يَفْتَحِ اللَّهُ لِلنَّاسِ مِنْ رَحْمَةٍ فَلا مُمْسِكَ لَها وَما يُمْسِكْ فَلا مُرْسِلَ لَهُ مِنْ بَعْدِهِ الآية [فاطر:2].
وَفِي الصَّحِيحِ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ كَانَ يَقُولُ: اللَّهُمَّ لَا مَانِعَ لِمَا أَعْطَيْتَ، وَلَا مُعْطِيَ لِمَا مَنَعْتَ، وَلَا يَنْفَعُ ذَا الْجَدِّ مِنْكَ الْجَدُّ.
الشيخ: وفي هذا توجيه القلوب إلى الله جلَّ وعلا، وأن يتعلق العبادُ به سبحانه؛ لأنه جلَّ وعلا بيده الضّر والنَّفع، والعطاء والمنع، وهو الذي يأتي بالحسنات، ويدفع السّيئات، وهو الذي يكشف الضّر، ويجلب النَّفع؛ ولهذا قال : وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلَا كَاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ وَإِنْ يَمْسَسْكَ بِخَيْرٍ فَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، وفي الآية الأخرى: وَإِنْ يُرِدْكَ بِخَيْرٍ فَلَا رَادَّ لِفَضْلِهِ يُصِيبُ بِهِ مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَهُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ [يونس:107]، ويقول سبحانه: مَا يَفْتَحِ اللَّهُ لِلنَّاسِ مِنْ رَحْمَةٍ فَلَا مُمْسِكَ لَهَا وَمَا يُمْسِكْ فَلَا مُرْسِلَ لَهُ مِنْ بَعْدِهِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ [فاطر:2].
فهو الذي بيده جلَّ وعلا تصريف الأمور؛ يجلب الخيرات، ويدفع السّيئات، يأتي بالنصر لعباده المؤمنين، ويقهر الأعداء، فهو جلَّ وعلا بيده تصريف الأمور كلّها، وما النّصر إلا من عند الله، وهو القاهر فوق عباده، له الملك، وله الحمد، وهو على كل شيءٍ قدير.
فجديرٌ بالعباد أن يرفعوا أكفَّ الضَّراعة إليه، وأن يلجؤوا إليه في كل شيءٍ، وأن يسألوه من فضله  في جميع أمورهم: في الشدة والرّخاء، في الضّر والنَّفع، في العطاء والمنع، في جميع الأحوال، عن إيمانٍ بأنَّه ربّهم وإلههم الحقّ، وأنه معبودهم الحقّ، وأنه سبحانه المالك لكل شيءٍ، والقادر على كل شيءٍ.
وهذا كلّه لا يمنع من الأسباب، هذا كلّه مع الأسباب، فالقلوب تفزع إليه، وتلجأ إليه، والألسنة تلهج بذكره ودُعائه، والجوارح تقوم بحقِّه، وتبتعد عمَّا نهى عنه ، ومع ذلك يتعاطى الأسباب: يتعاطى الدَّواء، يتَّجر، ويبيع، ويشتري، يطلب الرزق: يحرث الأرض ويزرع، يعمل في شؤون الصناعة ما يعمل مما أباح الله، يأخذ بالأسباب، فيجمع بين هذا وهذا، وهذا هو التَّوكل.
التوكل: هو الاعتماد على الله، والتَّفويض إليه، والثِّقة به، والإيمان بأنَّه مُصرّف الأمور ومُدبّرها سبحانه، مع الأخذ بالأسباب، مع فعل الطَّاعات، وترك المعاصي، مع أخذ الأسباب التي يُستجلب بها الرزق، ويُدفع بها الشّر، هكذا المؤمن يجمع بين هذا وهذا: بين الثقة بالله والاعتماد عليه والتوكل عليه، وبين تعاطي الأسباب التي شرعها سبحانه، كالتي أباحها ، أسباب السَّعادة، أسباب الجنة، وأسباب السَّعادة، وأسباب الرِّزق الحلال، وأسباب السّلامة من الأضرار والمهالك.
س: قوله ﷺ: ولا ينفع ذا الجدِّ منك الجدّ .....؟
ج: لا مانع لما أعطيتَ، ولا مُعطي لما منعتَ لا مانع لما أعطى الله، ولا مُعطي لما منع الله، فأمر الله نافذ في العباد، مهما تعاطوا الأسباب فأمره نافذٌ ، لا يردّ أمرَه أيُّ سببٍ، بل هو مُسبّب الأسباب جلَّ وعلا، ولا ينفع ذا الجدّ منك الجدّ يعني: ذا الغنى والحظّ لا ينفعه من ربِّه غناه، "من" للبدلية، يعني .....: أَرَضِيتُمْ بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا مِنَ الْآخِرَةِ [التوبة:38] المعنى: أنَّه لا ينفع ذا الجدّ، يعني: صاحب الجدّ، صاحب الحظّ، صاحب الغنى، صاحب المال، وصاحب الرياسة، لا ينفعه منك، يعني: بدلًا منك وعوضًا منك جدّه وحظّه وغناه.
وَلِهَذَا قَالَ تعالى: وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ [الأنعام:18] أي: وهو الَّذِي خَضَعَتْ لَهُ الرِّقَابُ، وَذَلَّتْ لَهُ الْجَبَابِرَةُ، وعنت له الوجوه، وَقَهَرَ كُلَّ شَيْءٍ، وَدَانَتْ لَهُ الْخَلَائِقُ، وَتَوَاضَعَتْ لعظمة جلاله وكِبريائه وعظمته وعلوه، وقُدرته على الأشياء، واستكانت وتضاءلت بين يديه، وتحت قهره وحكمه، وَهُوَ الْحَكِيمُ أي: في جميع أفعاله، الْخَبِيرُ بِمَوَاضِعِ الْأَشْيَاءِ وَمَحَالِّهَا، فَلَا يُعْطِي إِلَّا مَن يستحقّ، ولا يمنح إِلَّا مَنْ يَسْتَحِقُّ.
الشيخ: وهو الحكيم الخبير، الحكيم بأقواله وأفعاله، وفي شرعه وقدره، يضع الأمورَ مواضعها، وإن خفي على الناس شأنها، يضع الأمورَ مواضعها وإن خفي على الناس شأنها، فيُسلط هذا العدو، ويقتل هذا العدو، وينصر هذا الرجل، أو هذا الشعب، أو هذا الرئيس، ويخذل الآخر، وله الحكمة البالغة  في كل شيءٍ، يبتلي هذا بالمرض، وهذا بالصحة، هذا بالغنى، وهذا بالفقر، هذا بالعزّ، وهذا بالذلّ، الخبير بما يفعل، حكمة معها علمٌ؛ ولهذا في الآية الأخرى: الْحَكِيمُ الْعَلِيمُ [الزخرف:84]، فهي حكمةٌ عن علمٍ، وعن خبرةٍ بالأشياء، ويضع الأمورَ مواضعها عن علمٍ، لا عن جهلٍ وسفهٍ، عن علمٍ وخبرٍ وبصيرةٍ بما يفعل، وبما يأمر به، وبما ينهى عنه، فله الحكمة البالغة، والحجّة الدَّامغة ، وإن خفي الكثيرُ من ذلك على الناس، لكنَّ الله يُطلع مَن شاء من عباده على الكثير من حكمة وأسرار شرعه وقدره، ويُخفي ذلك على مَن يشاء، فله  الحكمة البالغة في كل شيء، وكل ما يقع في هذا الوجود في العالم من حوادث كلها عن حكمةٍ، وعن علمٍ من الله  وعلا، وعن تقديرٍ سابقٍ، وعن حكمةٍ عظيمةٍ، قدر هذه الأشياء عن ..... .
ثُمَّ قَالَ: قُلْ أَيُّ شَيْءٍ أَكْبَرُ شَهَادَةً أَيْ: مَنْ أَعْظَمُ الْأَشْيَاءِ شَهَادَةً قُلِ اللَّهُ شَهِيدٌ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ [الأنعام:19].
الشيخ: ومن هذا ما وقع الآن من تسليط حاكم العراق على الكويت، واجتماع هذه الأمور الكثيرة من أجل هذا الحدث العظيم، لله فيه الحكمة البالغة ، والحجّة الدَّامغة، ونسأل الله أن يجعل العاقبةَ حميدةً للمؤمنين، وأن يجعلها موعظةً للمؤمنين وذكرى: فَعَسَى أَن تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا [النساء:19] ، فله الحكمة البالغة جلَّ وعلا، لكن نسأله سبحانه أن يجعلنا ممن يفوز بها -بالعاقبة الحميدة- وأن يكفينا شرّها وشرّ ما ترتب عليها، وأن يُقدّر للمسلمين ما فيه سعادتهم ونجاتهم، وأن يجعل الدَّمار والعاقبة الوخيمة على أعدائه أجمع، وأن يُجازي الظَّالم بما يستحقّ، إنه جلَّ وعلا جواد كريم.
أَيْ: هُوَ الْعَالِمُ بِمَا جِئْتُكُمْ بِهِ، وَمَا أَنْتُمْ قَائِلُونَ لِي، وَأُوحِيَ إِلَيَّ هَذَا الْقُرْآنُ لِأُنْذِرَكُمْ بِهِ وَمَنْ بَلَغَ [الأنعام:19] أَيْ: وَهُوَ نَذِيرٌ لِكُلِّ مَن بلغه، كقوله تَعَالَى: وَمَنْ يَكْفُرْ بِهِ مِنَ الْأَحْزَابِ فَالنَّارُ مَوْعِدُهُ [هود:17].
قَالَ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ: حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ الْأَشَجُّ: حَدَّثَنَا وَكِيعٌ وَأَبُو أُسَامَةَ وَأَبُو خَالِدٍ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُبَيْدَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ فِي قَوْلِهِ: وَمَنْ بَلَغَ مَنْ بَلَغَهُ الْقُرْآنُ فَكَأَنَّمَا رَأَى النَّبِيَّ ﷺ. زَادَ أَبُو خَالِدٍ: وَكَلَّمَهُ.
وَرَوَاهُ ابْنُ جَرِيرٍ مِنْ طَرِيقِ أَبِي مَعْشَرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ قَالَ: مَنْ بَلَغَهُ الْقُرْآنُ فَقَدْ أَبْلَغَهُ مُحَمَّد ﷺ.
وَقَالَ عَبْدُالرَّزَّاقِ: عَنْ مَعْمَرٍ.
الشيخ: ولهذا قال جلَّ وعلا: هَذَا بَلَاغٌ لِلنَّاسِ وَلِيُنْذَرُوا بِهِ [إبراهيم:52]، فالقرآن نذيرٌ وبلاغٌ؛ ولهذا قال : وَأُوحِيَ إِلَيَّ هَذَا الْقُرْآنُ لِأُنْذِرَكُمْ بِهِ يعني: أيّها المخاطبون من الصَّحابة وَمَنْ بَلَغَ يعني: مَن بلغه هذا القرآن في مشارق الأرض ومغاربها، وفي العصور القادمة الآتية بعد الصحابة إلى يومنا هذا، إلى ما بعد ذلك، إلى يوم القيامة، ونذير وبشير وبلاغ، فمَن آمن به واستقام عليه فله الجنة والسّعادة والعاقبة الحميدة، ومَن حاد عنه وتابع الهوى فله الخيبة والنّدامة وسُوء العاقبة: كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ [ص:29]، هَذَا بَلَاغٌ لِلنَّاسِ وَلِيُنْذَرُوا بِهِ وَلِيَعْلَمُوا أَنَّمَا هُوَ إِلَهٌ وَاحِدٌ وَلِيَذَّكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ [إبراهيم:52].
فجديرٌ بأهل العقول أن يتذكّروا هذا الكتاب العظيم الذي جعل الله فيه تبيانَ كل شيءٍ، وجعله نذيرًا وبلاغًا، جديرٌ بالعقلاء من الرجال والنِّساء، من العرب والعجم، جديرٌ بأن يتذكّروا ويتدبّروا ويتعقّلوا ويأخذوا العظةَ من هذا الكتاب العظيم، وما صحّت به السُّنة عن رسول الله عليه الصلاة والسلام.
ففي الحديث الصَّحيح: إني أوتيتُ القرآنَ ومثله معه، وقال جلَّ وعلا: وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ يعني: القرآن لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ [النحل:44]، وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ [النحل:89]، فكيف يليق بأي عاقلٍ أن يصدف عن هذا الكتاب العظيم، وألا يتدبّر ويتعقّل، وفيه هداه، والبلاغ له، وفيه النَّذارة، وفيه البشارة، وفيه بيان كل ما يحتاجه؟! ..... لا حول ولا قوة إلا بالله، نعم.
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
س: ..... قُلْ أَيُّ شَيْءٍ أَكْبَرُ شَهَادَةً قُلِ اللَّهُ [الأنعام:19] أنَّ الله تعالى شيء؟
ج: نعم صحيح، هو شيء، شيء موجود لا كالأشياء سبحانه، هو شيء موجود لا كالأشياء، فهو شيء، وهو موجودٌ ، وفي الحديث الآخر: "شخص" يعني: قائمٌ بنفسه جلَّ وعلا، لكن ليس من أسمائه الحسنى، لا يُعدّ من أسمائه الحسنى، أسماؤه الحسنى هي التي تسمّى بها جلَّ وعلا: العليم، الحكيم، العزيز، القدير، الرؤوف، إلى غير هذا، لكن هو شيءٌ، معناه: شيء موجود، ليس عدمًا.
عَنْ قَتَادَةَ فِي قَوْلِهِ تعالى: لِأُنْذِرَكُمْ بِهِ وَمَنْ بَلَغَ [الأنعام:19] إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ قَالَ: بَلِّغُوا عَنِ اللَّهِ، فَمَنْ بَلَغَتْهُ آيَةٌ مِنْ كِتَابِ اللَّهِ فَقَدْ بَلَغَهُ أَمْرُ اللَّهِ.
وَقَالَ الرَّبِيعُ بْنُ أَنَسٍ: حَقٌّ عَلَى مَنِ اتَّبَعَ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ أَنْ يَدْعُوَ كَالَّذِي دَعَا رَسُولُ اللَّهِ ﷺ، وأن يُنذر بالذي أنذر.
وقوله: أَئِنَّكُمْ لَتَشْهَدُونَ أَيُّهَا الْمُشْرِكُونَ أَنَّ مَعَ اللَّهِ آلِهَةً أُخْرَى قُلْ لَا أَشْهَدُ [الأنعام:19]، كقوله: فَإِنْ شَهِدُوا فَلَا تَشْهَدْ مَعَهُمْ [الأنعام:150]، قُلْ إِنَّمَا هُوَ إِلَهٌ وَاحِدٌ وَإِنَّنِي بَرِيءٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ [الأنعام:19].
الشيخ: يعني أنَّ المشركين يشهدون بقولهم وفعلهم، فالمعاند منهم يشهد بذلك بقوله، والجاهل، وهكذا أفعالهم تشهد عليهم، كما قال جلَّ وعلا: مَا كَانَ لِلْمُشْرِكِينَ أَنْ يَعْمُرُوا مَسَاجِدَ اللَّهِ شَاهِدِينَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ بِالْكُفْرِ [التوبة:17] يعني: أعمالهم تشهد عليهم بالكفر، دعوتهم العزّى ومناة والأصنام وودّ وسُواع، إلى غير ذلك، دعوتهم إياها، ولجوؤهم إليها، وذبحهم لها، ونذرهم لها؛ شهادة بالألسنة وبالأفعال أنَّ مع الله آلهةً أخرى؛ ولهذا حكم عليهم بالكفر ، وأمر أنبياءه بقتالهم حتى يعبدوا الله وحده: وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلَّهِ [الأنفال:39]، الإنسان يشهد بقوله وبفعله، فالذي يعبد الأوثان من دون الله، ويعبد الأصنام؛ شاهدٌ بفعله، والذي يقول ذلك بلسانه، ويدعو إلى ذلك بلسانه؛ شاهدٌ بقوله، نسأل الله السَّلامة.
س: ..............؟
ج: نعم: وَأُوحِيَ إِلَيَّ هَذَا الْقُرْآنُ لِأُنْذِرَكُمْ بِهِ وَمَنْ بَلَغَ، هَذَا بَلَاغٌ لِلنَّاسِ [إبراهيم:52]، نعم.
س: والذين لم يبلغهم؟
ج: لا تقوم عليهم الحجّة حتى يبلغوا، لهم حكم أهل الفترة، الذين ما بلغهم القرآنُ لهم حكم الفترة، وما جاءهم خبرُ الرسول ﷺ يكون لهم حكم الفترة يوم القيامة؛ يُمتحنون يوم القيامة، فمَن أجاب دخل الجنة، ومَن عصا دخل النار، لكن في الدنيا لهم حكم الكفرة، ما داموا لم يُوحِّدوا الله ولم يتَّبعوا رسله لهم حكم الكفرة، لكن إذا كانوا صادقين: ما بلغتهم الدّعوة؛ يكونون في الآخرة حكمهم حكم أهل الفترة الذين ما جاءهم رسولٌ ولا كتابٌ؛ يُمتحنون يوم القيامة.
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
س: حديث: والذي نفسي بيده، لا يسمع بي ..؟
ج: أحدٌ من هذه الأمّة يهوديّ ولا نصراني، ثم يموت ولم يُؤمن بالذي جئتُ به؛ إلا كان من أهل النَّار رواه مسلم في "صحيحه"، يأتي.
س: لكن هذا –يعني- مجرد السَّماع؟
ج: يعني: البلاغ، يسمع: يبلغه، ثم لا يتحرّك ولا يسأل ولا يبحث، يُعْرِض.
ثم قال تعالى مُخْبِرًا عَنْ أَهْلِ الْكِتَابِ: إِنَّهُمْ يَعْرِفُونَ هَذَا الَّذِي جِئْتَهُمْ بِهِ.
الشيخ: يعني جاء باللغة العربية، أو جاء بلغة الترجمة.
س: بعض الدّول .....؟
ج: ما دام بلغهم القرآن وبلغهم خبرُ الرسول فقد قامت عليهم الحجّة.
س: .............؟
ج: عليهم أن يبحثوا، عليهم أن يسألوا حتى يعرفوا ما جاء به الرسول ﷺ، ما دام بلغهم الخبرُ لا يُعرضون.
س: حتى لو شوّه الإسلام؟
ج: عليهم أن يسألوا ويبحثوا حتى يعرفوا الحقائق.
كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءَهُمُ [الأنعام:20] بِمَا عِنْدَهُمْ مِنَ الْأَخْبَارِ وَالْأَنْبَاءِ عَنِ الْمُرْسَلِينَ الْمُتَقَدِّمِينَ والأنبياء، فإنَّ الرسلَ كلّهم بَشَّرُوا بِوُجُودِ مُحَمَّدٍ ﷺ وَنَعْتِهِ وَصِفَتِهِ وَبَلَدِهِ وَمُهَاجَرِهِ وَصِفَةِ أُمَّتِهِ؛ وَلِهَذَا قَالَ بعده: الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ أَيْ: خَسِرُوا كُلَّ الْخَسَارَةِ فَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ [الأنعام:20] بِهَذَا الْأَمْرِ الْجَلِيِّ الظَّاهِرِ الَّذِي بَشَّرَتْ بِهِ الْأَنْبِيَاءُ، وَنَوَّهَتْ بِهِ فِي قَدِيمِ الزَّمَانِ وَحَدِيثِهِ.
ثُمَّ قَالَ: وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أَوْ كَذَّبَ بِآيَاتِهِ [الأنعام:21] أَيْ: لَا أَظْلَم مِمَّنْ تَقَوَّلَ عَلَى اللَّهِ فَادَّعَى أَنَّ اللَّهَ أَرْسَلَهُ، وَلَمْ يَكُنْ أَرْسَلَهُ، ثُمَّ لَا أَظْلَم مِمَّنْ كَذَّبَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَحُجَجِهِ وَبَرَاهِينِهِ وَدَلَالَاتِهِ.
إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ [الأنعام:21] أَيْ: لَا يُفْلِحُ هَذَا، وَلَا هَذَا، لا المفتري، ولا المكذّب.






إنَّ لكلِّ نبيٍّ حوضًا، وإنَّهم يتباهون أيّهم أكثر واردةً، وإني أرجو الله أن أكون أكثرهم واردةً.
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
جاء في الحديث : مَن كانت الآخرة هَمّه جَعل الله غِناه في قلبه ، وجَمَع له شَمْله ، وأتته الدنيا وهي رَاغِمة ، ومَن كانت الدنيا هَمّه جَعل الله فَقره بين عينيه ، وفَرَّق عليه شَمْله ، ولم يأته مِن الدنيا إلاَّ ما قُدِّر له . رواه الترمذي ، وحسّنه الألباني بمجموع طُرُقه .

وفي حديث زيد بن ثابت رضي الله عنه قال : سَمِعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : مَن كانت الدنيا هَمّه فَرّق الله عليه أمْرَه ، وجَعَل فَقره بين عينيه ، ولم يَأتِه مِن الدُّنيا إلاّ ما كُتِب له ، ومَن كانت الآخرة نِيّته جَمَع الله له أمْرَه ، وجَعل غِناه في قَلبه ، وأتته الدنيا وهي رَاغِمة . رواه الإمام أحمد وابن ماجه ، وصححه الألباني والأرنؤوط .

قال السندي : " وأتته الدنيا وهي راغمة "
أي : مقهورة ، فالحاصِل أن مَا كُتب للعبد مِن الرزق يأتيه لا مَحالة إلاّ أنه مَن طَلَب الآخرة يأتيه بلا تعب ، ومَن طَلَب الدنيا يأتيه بتعب وشِدة . فطالب الآخرة قد جَمَع بين الدنيا والآخرة ؛ فإن المطلوب مِن جَمْع المال : الراحة في الدنيا ، وقد حَصَلَت لِطالِب الآخرة . وطالِب الدنيا قد خَسِر الدنيا والآخرة ؛ لأنه في الدنيا في التعب الشديد في طلبها ، فأيّ فائدة له في المال إذا فاتَت الرَّاحة ؟! . اهـ .


وفي حديث أبي هريرة رضي الله عنه : أن النبي صلى الله عليه و سلم قال : يقول الله سبحانه : يا ابن آدم تفرغ لعبادتي ، أملأ صدرك غنى ، وأسدّ فقرك ، وإن لم تفعل ، ملأت صدرك شُغلا ، ولم أسدّ فقرك . رواه الإمام أحمد والترمذي وابن ماجه ، وصححه الألباني .

وفي الأثر : الزهد في الدنيا يُريح القلب والبَدَن ، والرغبة في الدنيا تُطيل الْهَمّ والحزن .

وكان أبو الدرداء رضي الله عنه يقول : أعوذ بالله مِن تَفْرِقة القلب .
قيل : وما تَفْرِقة القلب ؟
قال : أن يُجْعَل لي في كل وادٍ مالٌ .

قال ابن القيم : ومِن أبلغ العذاب في الدنيا : تشتيت الشَّمْل ، وتفريق القلب ، وكَوْن الفقر نَصب عيني العبد لا يُفارِقه . اهـ .

ولا يَلزَم أن كلّ مَن دعا بِدُعاء استُجيب له ؛ فقد تختلف صورة إجابة الدعاء ، وقد تُؤخَّر الإجابة ابتلاء واختبارا للعبد : هل يصبر على الدعاء أو يستحسر ويَترك الدعاء ، وقد يَمنَع مَانِع مِن إجابة الدعاء .

والدعاء وحده لا يَكفي دون فِعْل السبب ؛ فَمَن سأل الله الهداية وَجَب عليه أن يَأتي بالأسباب المعينة على الهداية . قال تعالى : (وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زَادَهُمْ هُدًى وَآَتَاهُمْ تَقْوَاهُمْ) ، وقال عَزّ وَجَلّ : (وَيَزِيدُ اللَّهُ الَّذِينَ اهْتَدَوْا هُدًى) .
ومَن طلب الوَلَد سَعى في الزواج .
ومَن طلب الثمر بَذَر الحب وسَقاه ، وهكذا ، في كل ما يَحتاج إلى فعل سبب مع الدعاء .

قال ابن القيم : فائدة جليلة : إذا أصبح العبد وأمسى وليس هَمّه إلاّ الله وحده ، تَحَمّل الله سبحانه حَوائجه كلها ، وحَمَل عنه كل ما أهَمّه ، وفرّغ قلبه لِمَحَبّته ، ولِسانه لِذِكره ، وجَوارحه لِطاعته . وإن أصبح وأمسى والدنيا هَمّه ؛ حَمّله الله هُمُومها وغُمُومها وأنكَادَها ، وَوَكَله إلى نفسه ؛ فَشَغَل قلبه عن مَحبته بِمَحبّة الخَلْق ، ولِسَانه عن ذِكْره بِذِكرِهم ، وجَوارحه عن طاعته بِخدمتهم وأشْغَالِهم . اهـ .

وصدق رحمه الله ، فإن الله عَزّ وَجَلّ قال : (وَلَلآَخِرَةُ خَيْرٌ لَكَ مِنَ الأُولَى) ، ثم قال بعد هذه الآية : (وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى) .
فمن آثَر وقدّم الآخِرة رضي الله عنه وأرضاه .
ومِصداق ذلك في كتاب الله : (يَوْمَ يَتَذَكَّرُ الإِنْسَانُ مَا سَعَى (35) وَبُرِّزَتِ الْجَحِيمُ لِمَنْ يَرَى (36) فَأَمَّا مَنْ طَغَى (37) وَآَثَرَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا (38) فَإِنَّ الْجَحِيمَ هِيَ الْمَأْوَى (39) وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى (40) فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى) .

وكان مِن السّلَف مَن كانت الآخرة أكبر هَمّه ، فلم يسأل غير ما يُقرّبه إلى الله .

قال أبو سليمان الداراني : أصاب عبد الواحد بن زيد الفالج (الشلَل) فسأل الله أن يُطلقه في وقت الضوء ، فإذا أراد أن يتوضأ انطلق ، وإذا رجع إلى سريره عاد عليه الفالج . رواه أبو نُعيم في " الْحِلية " .
اللّهم اهدِنا فيمَن هَديْت

و عافِنا فيمَن عافيْت

و تَوَلَّنا فيمَن تَوَلَّيْت

و بارِك لَنا فيما أَعْطَيْت

و قِنا واصْرِف عَنَّا شَرَّ ما قَضَيت

سُبحانَك تَقضي ولا يُقضى عَليك

انَّهُ لا يَذِّلُّ مَن والَيت وَلا يَعِزُّ من عادَيت تَبارَكْتَ رَبَّنا وَتَعالَيْت
لو وثقت بيد الله بعد أن استنفدت الأسباب لبصرت بمساحات الخير وسط الشدائد، ولرأى قلبك سحائب الأنوار تضيء دربك، ولاستنقذت من حياتك ماتبقى من الخير، و لرأيت فرص حياة جديدة ماكنت لتبصرها لولا ذاك اليقين بموعود الله و أن الله مع الصابرين والمتقين والصادقين.
ومن يصدق الله يصدقه، ولكن لاتوجعك طول المدة في رؤية صدق موعود الله، فطولها عافية للقلب و أوثق للنفس في الخروج عن رؤية تدبيرها إلى رؤية حكمة تدبيره وكمال صنعته.
#أمل_طعمة
إمارات ومهارات

. من إمارات ( الصدق ) أن تكون كلمتك واحدة في الرغبة والرهبة .. وفي القوة والضعف .. وفي الطمع واليأس ...
. من إمارات ( حسن الخلق ) أن تحسن معاملتك للناس كبيرهم وصغيرهم فتستوعبهم وتحتويهم وتغفر هفواتهم وتترفع عن تجاوزاتهم ..
. من علامات ( الرقي ) أن تتفهم دوافع أداء الناس وتصرفاتهم واسبابهم .. وان تكف عن المهاترات والمناكفات , وتمتنع عن الكيديات والنكايات ..
. من علامات ( الصبر ) الا تكثر الشكوى للناس .. لأنها لغير الله تقليل للهيبة , ودرجة من المذلة ..
. من إمارات ( المروءة ) أن تتوقى الشبهات وان لا تظلم أحدا .. وان تتقي الله في سمعة الناس . فتحفظ اعتباراتهم وكراماتهم وتصون ماء وجوههم ..
. من علامات ( التوازن ) أن تعدل في تقييمك لكل الناس , فتذكر إيجابياتهم ومحاسنهم بموضوعية , و تلحظ سلبياتهم بمغفرة ..
. من علامات ( الرأفة ) أن لاتنتقد الآخر إلى درجة التجريح .. و في حال اضطرارك للتجريح مرغما , فلتكن جراحا أنيقا وماهرا تجرح وتداوي دون أن تسل الدماء . فبعض الجراح لاتبرأ وتظل في القلوب مفتوحة تنز ألما ووجعا وكبرياء ..
. من علامات ( حضارة الفرد ) أن تقبل الآخر كما هو , و تضبط اختلافك معه , فلا تدع اختلافك حول رأي أو تقييم أو موقف ينسف الجسر الواصل اليه ..
. من علامات ( الأصالة والرهافة والعراقة ) أن تحسن انسحابك من حياة من عز اللقاء معه والتماهي , أيا يكن حبيبا أو صديقا أو زميلا أو شريكا , وتعطر أثرك , دون تجريح أو تشهير .
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
🍃🍃🍃

اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الثَّبَاتَ فِي الْأَمْرِ، وَالْعَزِيمَةَ عَلَى الرُّشْدِ، وَأَسْأَلُكَ مُوجِبَاتِ رَحْمَتِكَ، وَعَزَائِمَ مَغْفِرَتِكَ، وَأَسْأَلُكَ شُكْرَ نِعْمَتِكَ، وَحُسْنَ عِبَادَتِكَ، وَأَسْأَلُكَ قَلْبَاً سَلِيمَاً، وَلِسَانَاً صَادِقَاً، وَأَسْأَلُكَ مِنْ خَيْرِ مَا تَعْلَمُ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ مَا تَعْلَمُ، وَأَسْتَغْفِرُكَ لِمَا تَعْلَمُ، إِنَّكَ أنْتَ عَلاَّمُ الْغُيُوبِ))

🍃🍃
هذا الدعاء العظيم المبارك, في غاية الأهمية, فقد اشتمل على أعظم مطالب الدين, والدنيا, والآخرة, [و]فيه من جوامع الكلم

ولهذا أمر النبي صلى الله عليه وسلم شداد بن أوس, والصحابة رضى الله عنهم بالإكثار من هذا الدعاء بأجمل الألفاظ، وأجلّ المعاني فقال: ((يا شداد بن أوس، إذا رأيت الناس قد اكتنزوا الذهب والفضة, فاكنز هؤلاء الكلمات)

وفي لفظ ((إذا اكتنز الناس الدنانير والدراهم, فاكتنزوا الكلمات ...))
الدنيا دار اختبار وامتحان ولم نخلق لنحياها بيسر وسهولة...
ولكل امتحانه وابتلاؤه حسب مااتاه الله من إمكانات وقدرات..
العاقل من عقل مااوتي لتجاوز امتحانه بيسر وسهولةواستعان بالله
والعاجز من اتبع نفسه هواها وتمنى على الله الأماني...
وكُن فِي الطّريق عفِيف الخطى ، شريفُ السماعِ كريمُ النظر
وكن شخصاً إن أتوا بعدهُ يقولون : مرّ .. وهذا الأثر ,,
"اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ زَوَالِ نِعْمَتِكَ، وَتَحَوُّلِ عَافِيَتِكَ، وَفُجَاءَةِ نِقْمَتِكَ، وَجَمِيعِ سَخَطِكَ"
جميع كتب التفاسير
التفسير الصوتي ، ليس عندك وقت للقراءة ، جاءك الحل ، اضغط على الرابط واستمع ، وتلذذ بفهم معاني كتاب الله العزيز ، في بيتك في سيارتك ، أثناء فراغك وانتظارك أو سفرك ، اختر الكتاب الذي تريده من ضمن باقة منوعة من كتب التفسير ، واحتسب أجر طلب العلم ، وتعلم تفسير القرآن الكريم .
https://read.tafsir.one/
اضغط على اسم السورة ثم اضغط على رقم الايه واسمع التفسير
HTML Embed Code:
2024/04/27 02:10:34
Back to Top