TG Telegram Group Link
Channel: شِرْعَة | محمد وفيق زين العابدين
Back to Bottom
من أجَلّ ما يُسأل الله تعالى به؛ سؤاله بالنعمة.. لذلك في حديث سيد الاستغفار الذي هو من أعظم الدعاء: "أبوءُ لك بنعمتِكَ عليَّ وأبوءُ بذنبي"، أي كما أنخلع من اغتراري بنفسي؛ أُقرُّ بعيوبي!

فالافتقار يوجب الانكسار، ومشاهدة المنّة تستجيش المَسْكَنة.. قال ابن القيم: "وأقرب باب دخل منه العبد على الله تعالى هو الإفلاس"!

هذا من أخص ما تفعله العبودية في النفس، أن تنخلع من فردانيتها واغترارها بنفسها.. لذلك كانت أنفع المعارف للإنسان أن يعلم حقيقته، فمن أدرك حقيقة نفسه أدرك عظمة من يعبد.
بمناسبة الجدل حول زكاة الفطر وكيفية إخراجها.. من الأمور المُلفتة للنظر في الشريعة، ومن محاسنها في قضية المال؛ تركيزها على مسألة "صرف" المال!
ستجد أن اهتمام الناس والنُظم غالبًا ما ينصب على مسألة "كسب" المال، والتشديد على أهمية أن يكون جائزًا ومشروعًا، وهذا أمر اهتمت به الشريعة أيضًا.. لكن الشريعة تُضيف بُعدًا آخرًا مهمًا وتُركز عليه، وهي مسألة أين يُصرف هذا المال؟!

لعلك في زماننا هذا تُدرك عظمة هذا البُعد، حين ترى أصحاب الملايين يضيعونها في التوافه وعلى غير من يستحقها باسم "مالي وأنا حُر فيه".. في حين أغلب مشروعات المُصلحين تنهار على صخرة التمويل، أو تتسند على إراقة ماء الوجه!
فشرعية كسب المال لا تُبيح التصرف فيه دون ضابط ولا رابط!

تأمل قول الله عز وجل: "إن اللهَ اشْتَرى من المؤمنين أنفُسَهم وأموالَهم"، وقول النبي صلى الله عليه وسلم: "نِعْمَ المالُ الصالح للرجُلِ الصالح".. وقوله: "لا حسدَ إلا فى اثنتين رجلٌ آتاه اللهُ القرآن فهو يقوم به آناءَ الليل والنهار، ورجلٌ آتاه الله مالًا فهو يُنفق منه آناءَ الليل والنهار "، قال ابن القيم: "فجعل الغنى مع الإنفاق بمنزلة القرآن مع القيام به"!

فسِرّ المدح في هذه النصوص هو التركيز على أهمية "صرف" المال، وأنه كما يجب أن يُؤخذ بحقه يجب أن يوضع في حقه، وكما يلزم ألا يُتجاوز في اكتسابه يلزم ألا يُتجاوز في إنفاقه!
لأن الإنسان إذا اكتسبه بحقه صار مستخلفًا في إنفاقه.. فيُسأل عن إنفاقه الذي لم يكن عليه أن يُنفقه، وما لم يُنفقه في الوقت الذي كان يجب عليه أن يُنفقه!

وحين نُدرك هذه المسئولية الجليلة، حينها فقط لن نحتاج أن نُناقش مسألة مثل: المقاطعة والتبرع ونحوها من المسائل.. قال أبو إسحاق السبيعي عن الصحابة: "كانوا يرون السِّعة عونًا على الدين".
من جماليات الشريعة، أن العبرة فيها بالخواتيم.. فهي تُراعي السبق في الخيرات لكنها ترهن الأجر بالخواتيم..
ومن إبداعات ابن تيمية في بيان السِّر في أن "الأعمال بالخَواتيم" قوله: "لأن جميع الحسنات تُحبَط بالرِّدَّة، وجميع السيئات تُغفر بالتوبة.. فتحسينُ خاتمة العمل أولى من تحسين فاتحته"!
لذلك كان أحب العمل إلى الله أدومه، وإن قلّ، لأن العبرة في الأعمال ليس بكثرتها إنما بحُسنها "ليبلُوَكم أيُّكم أحسنُ عملًا" وأحسن الأعمال ختامها!
اللهم أحسن لنا خاتمتنا في الأمور كلها، وأعنا على ذكرك وشكرك وحُسن عبادتك.
نتقلب بين عِزة وألم، وفخر وأسى.. في شدة البلاء يأبى الله إلا أن يُطيب قلوبنا بهذه العِزة!
‏كم هي جليلة وعظيمة "الله أكبر، ولله الحمد".. لا تُرفع إلا فَجَّرت في النفس عِزة عظيمة.. "الله أكبر" غرس الجنة، ومفتاح الصلاة، وشعار المسلمين في انتصاراتهم وفي أعيادهم!
‏لنتذكر دائمًا أن الله أكبر من الهموم والأحزان، الله أكبر من الظلمة والجبابرة، الله أكبر من الأملاك والمناصب، الله أكبر من كل شيء وأي شيء.
كل عام وأنتم بخير.
من القواعد الجليلة في الدين أن الهَدي أعظم من الرزق والنصر، لأن الرزق والنصر منفعتهما في الدنيا أكبر، ومنفعة الهداية في الآخرة أكبر..
ولذلك كان من أقدار الله عز وجل أن يُضيق على بعض الناس في الرزق أو يُؤخر عنهم النصر؛ طلبًا للهداية، وهو يعلم أن هُداهم لا يكون إلا بذلك، فيحسبون أن ذلك من الابتلاء، وهو إنعام محض.. ولذلك استُحب التكبير في مواطن النصر والهداية، لكنه لم يرد في القرآن مقترنًا إلا بالهداية: "لتُكبِّروا اللهَ على ما هَداكُم"!
رغم أن مفهوم الشهيد موجود في غير الإسلام، لكن تصوره في الإسلام عجيب.. ولذلك لم تُشكّل الشهادة حافزًا في أي معتقد مثلما فعلت في دين الإسلام، حتى الوطنية العربية حين أرادت الاستفادة من هذا الحافز لم تصلح بنفسها، واستدعت الدين لهذه الغاية!

فالقرآن لم ينه عن تسمية الشهيد؛ ميِّتًا فقط "ولا تقولوا لِمن يُقتَل في سبيل الله أمواتٌ"، بل حتى عن اعتقاده ميِّتًا "ولا تَحسَبنَّ الذين قُتلوا في سبيل الله أمواتًا بل أحياء"، وتأكيدًا لذلك أخبر أنهم يُرزقون ويستبشرون ويفرحون ولا يَحْزَنون!

ولذلك من الاستدلالات البديعة لابن تيمية أنه قال إن قول الله تعالى: "ولا تُلْقوا بأيديكُم إلى التَّهْلُكة" لا يشمل الشهداء، لأن الشهيد لا يَهلك، ولا يجوز أن يُعتقد فيه ذلك!
ومنه كان الأمر بألا يُغَسَّل كما تُغَسَّل الأموات، ولا يُنزع عنه ثيابه بل يُدفن بها.. وكان الإخبار بأن الشهادة كالنصر في المنزلة في قوله تعالى "قُل هل ترَبَّصون بنا إلا أحدى الحُسنَيَين"، لأن الشهادة ارتقاء لا انهزام.
"إن الله يُؤَيّد هذا الدِّين بالرجل الفاجر وبأقوامٍ لا خَلاقَ لهم"
في هذا الحديث أربع حقائق إيمانية مهمة:

- خلق الله تعالى كلهم مأمور، البر والفاجر، السماء والأرض، كل خلق الله مأمور بأمره، غَلبت مشيئته المشيئات، وانكسرت لإرادته الإرادات، وأعجزَ قضاؤه الحيل!

- حقيقة أخرى مُرعبة.. من الناس من لا يُستنصر بهم ولا يُؤبه لهم؛ ربما نصروا دين الله عز وجل يحسبون أنهم من الأبرار وهم من المعدودين في اللئام والفُجار!

- تأييد الدين بالرجل الفاجر بقدر ما يُفيد المؤمنين ويُعزّهم؛ لا يُفيد الفاجر ولا يُعزّه، إلا بأن يكون برًّا، وذلك معنى قوله: "لا خَلاقَ لهم" إشارة إلى حرمانه من المنفعة ومن الإعزاز!

- "إن كيدَ الشيطانِ كان ضعيفًا"، فالشيطان وإن بلغ مَكْرُهُ مهما بلغ فإنه في غاية الضعف، وبأوليائه ينصر الله عز وجل أولياءه!
"مثل المؤمن كمثل الخامة من الزرع، تقيمها الرياح تُقوِّمها تارة وتُميلُها أخرى، ومثل المنافق كمثل الأرْزِة لا تزال ثابتة على أصلها حتى يكون انجعافُها مرةً واحدةً"!

مثال ضربه النبي صلى الله عليه وسلم، لما يُصيب المؤمن من هموم وبلاء وضعف وفتور، وقديمًا قيل: "المؤمن لا يخلو من علةٍ أو قلةٍ أو زلة".. فالمؤمن مهما كافح لابد أن تَغلبه الهموم، لكنه كلما غَلبته عاد من جديد، "تُقيمه الرياح، كما تُميله تارة؛ تُقوِّمه تارة"!
فالمؤمن لا يسخط ولا ينكسر ولا ينقصف ولا ينعجف، بل كلما غلبته الهموم عاد إلى الله عز وجل.. ولو سَلِم حاله دائمًا؛ لم يحصل له افتقار ولا أوبة ولا توبة.
لن تجد أمرًا اعتقاديًا أكثر ذكرًا في القرآن بعد توحيد الله عز وجل؛ من الولاء والبراء!
هذا النظام الاعتقادي، الذي على قدر ما يبدو عليه من شدّة؛ يحمل معاني جمالية لا تجدها في أي نظام آخر.. فالمغزى من الولاء والبراء؛ تحرير المؤمنين وتوحيدهم!
فالشريعة حية مقصدها من تعبيد الناس لله عز وجل؛ تحريرهم.. ومن توحيدهم الله تعالى؛ توحيدهم.
وأول تحريرهم وأول توحيدهم يكون في الشعور والتصور!
عتبة الولاء والبراء؛ الوحدة الشعورية والاستعلاء الإيماني!

فلا يتصاغر لأعداء المؤمنين مهما بلغ حاله من ضعف، ولا يتكبر على المؤمنين مهما بلغ حالهم من الضعف.. بل كما قال الله تعالى: "أذلَّةٍ على المؤمنين أعزَّةٍ على الكافرين"، قال عطاء: "للمؤمنين كالولَد لوالدِه، وعلى الكافرين كالسَّبع على فريسته".

فالولاء والبراء وإن كان جوهره التوحيد والعبودية، لكنه يستلزم ما هو أعم من ذلك، فمنه نُصرة المؤمنين، وجهاد عدوهم، بل مشابهته مما يدخل في الولاء لغير المؤمنين، قال تعالى: "اتبعوا ما أُنزل إليكم من ربِّكم ولا تتَّبعوا من دونه أولياء قليلًا ما تذكَّرون"!
ومنه الركون للظالمين قال تعالى: "ولا تركنوا إلى الذين ظلموا فتمسَّكم النار وما لكم من دون الله من أولياء ثم لا تُنصرون"!
ومنه الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والنصح لكل مسلم، قال تعالى: "والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر"!

فهذا نظامٌ مُحكمٌ عجيب يصب كله في تحرير الناس بتعبيدهم لله عز وجل وحده، وتوحيد صفهم أمام من قاتلهم وظلمهم.
من حيث الفقر والغنى.. فأفقر "خطاب" يُمكن أن تسمعه هو خطاب التنمية البشرية .. خطاب بائس لا يجد له أصل سوى في الأفكار المادية الغربية القديمة التي عفا عليها الزمن!
فتصوره عن "القيم" فقير، وفهمه لرُقي النفس قاصر، واستيعابه للنعم والأرزاق والسِّعة والغنى ضعيف للغاية!

معظم أفكار التنمية البشرية والخطاب التحفيزي الذي على شاكلتها؛ يعتمد على فكرة "الإنسان الخارق"، الخارق للظروف والأحوال والسُّنن الإلهية في النفس والحياة.. وفي أحسن الأحوال؛ تحسين صورة الإنسان عن نفسه والشعور بكفاءته الذاتية، وجبر هشاشته بنشوة قوة موهمة تُرضي مركبات النقص عنده!

فطبيعة هذا الخطاب التحفيزي تصطدم مع ضعف الإنسان، وأقداره في الابتلاء والصبر والرزق والسعي، وحقيقة من هو ومن يعبد، وأصل القناعة والرضا فيه!
ويعارض أصل تكليف الإنسان بالاستطاعة، وتكليفه الأساسي بالطاعة والعبودية، لا ما هو فوق قدراته!

فخطاب التنمية البشرية، لا هو فن في أصله الغربي ينسجم مع فطرة الإنسان، ولا مع الأصول التي يقوم عليها الدين.. وإن حاول البعض أسلمته وترقيعه دينيًا من خلال ما هو أقرب للوعظ، وأحيانًا ما لا صلة له بالتنمية البشرية إنما يتصل بالتربية.

تأمل أخلاق؛ الصدق والصبر والرضا والحلم والتواضع..، أو شعور؛ الحزن والفرح، الحب والكره، الانشراح والضيق.. إلخ، وكيف أن مردها للنفس لا للجسد، فلا تُقاس بالمادة ولا تُتملك بالمال.. وهو سر قول النبي صلى الله عليه وسلم: "إنما الغنى غنى النفس"..
ولذلك في استعاذة النبي صلى الله عليه وسلم من الفقر؛ قال كثير من الشراح: "كان يستعيذ من الفقر الذي هو فقر النفس لا قلة المال"!

لأجل ذلك جُعل "الصبر" خير عطاء يُعطاه الإنسان وأوسع رزق.. في الحديث الصحيح: "ما أعطيَ أحدٌ عطاءً هو خيرٌ وأوسع من الصبر".. لذلك كان عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقول: "وجدنَا خير عيشنا الصبر"، لأن من لا يصبر على ما لا يقدر عليه؛ يتجرع مرارة ذلك ذلًا وتعاسةً وألمًا وشعورًا بالفقر والحرمان.
من بركة القضية الفلسطينية ونُبلها وبرّها بنا.. أنها لا تتركنا إلا وقد ذكرتنا بسائر قضايانا، أكبر أثر تتركه فينا هذه القضية أنها تُحيي فينا معاني الأخوة والكرامة والمروءة، ودروس العقيدة والعِزة..
‏فإذا اشتعلت هذه المعاني في قلوبنا؛ ثارت في نفوسنا كل قضية للمسلمين، في سوريا والسودان واليمن والشرق والغرب!
‏قضية فلسطين قضية الأُمة، وقضايا الأُمة قضية فلسطين.
يتصور بعض الناس أن الأخذ بالأسباب = وقوع النتائج، فإذا لم تقع؛ سَخِط وتذمّر، أو نفر عن الأسباب والأخذ بها!
يتعلق بالقوة، فإذا تأخر النصر سَخِط وشك في القوة التي بين يديه.. يتعلق بالسعي، فإذا مُنع الرزق تذمّر وارتاب في السعي الذي أقبل عليه!
وهذا من نكد العيش، يظل حائرًا شكّاكًا لائمًا ملومًا، يلوم الخلق والمقادير، "ولومُ المقادير لومٌ لمُقدِّرها" كما يقول ابن القيم.

هذا هو عينه "الاعتقاد في الأسباب" الذي حذر منه العلماء، فالذي أمر بالأخذ بالأسباب هو الذي نهى عن الاعتقاد فيها.. والذي خلقها هو الذي منحها قواها لتؤثر، فإن شاء؛ سلبها القوة فتعطلت، وإن شاء أجراها فأثرت!

فالعاقل من اعتمد في جوارحه على الأسباب، واعتمد في قلبه على خالقها.. يأخذ بها ويتمسك بها، لكن لا يرجوها ولا يخافها.. يجتهد فيها ويتيقّظ لها، لكن لا يطمئن إليها ولا يتوكل عليها.. قال سفيان بن عُيينة: "من لم يَصلُح على تقدير الله، لم يَصلُح على تقدير نفسه".
"مَتين".. تأمل هذه الكلمة التي هي خليط من معاني القوة والشدّة والرسوخ.. وردت في القرآن ثلاث مرات، كلها في جانب الله عز وجل، مرتين منها في وصف كيده تعالى، إذ قال: "وأُمْلِي لهم إن كَيْدي مَتين"!

فسِرّ متانة الكيد هنا، ليس في العقاب، بل في "الإملاء" نفسه كما عَبرت الآية.. ووجه الكيد في الإملاء ليس التأخير في ذاته، بل في عدم التوقع.. بحيث يكون الإنسان أبعد ما يكون عن الاستعداد للمُصيبة التي تلحق به، ويكون الضرر بها أشدّ، والإفلات منها أصعب، والحسرة معها أكبر!

قال الطاهر بن عاشور: "استدراجهم المُفضي إلى حلول العقاب بهم؛ يأتيهم من أحوال وأسباب لا يتفطنون إليها، وذلك أجْلبُ لقوةِ حَسرتهم عند حلول المصائب بهم".
الذي يسأل الله عز وجل "الاستعمال"؛ يستعمله إذا وضع نفسه مواضع الاستعمال!
قال تعالى: "والذين جاهدوا فينا لنَهْديَنَّهم سُبُلَنا".. من أبدع ما قيل في وجوه تفسيرها أن المؤمن الذي يعمل بما يعلم ويصبر على الخير الذي يُلْهَمه؛ يهديه الله عز وجل ويفتح له ما لا يعلم!
وفي الأثر: "من عَملَ بما عَلِمَ علَّمه الله ما لم يَعلمْ".
بفضل الله هذه روابط اللقاء العاشر والحادي عشر من مجالس تدبر السيرة:
الإسراء والمعراج الصلاة ودروس العقيدة:
اليوتيوب: هنا
الساوندكلاود: هنا
في مبدأ الهجرة: بدء إسلام الأنصار:
اليوتيوب: هنا
الساوندكلاود: هنا
أسأل الله السداد والقبول.
الليلة إن شاء الله موعدنا مع أول لقاء من مجالس أموال.. وتهتم بموضوعات الاقتصاد والمال من جهة الشريعة، مثل: الزكاة والربا والعمل والثروة والعقود وجدلية التنمية والعمران والجهاد بالمال، ونحوها من القضايا.
وهي لا تعنى بتفاصيل الأحكام الشرعية بقدر ما تعني بمنهج النظر والتفكير في هذه الموضوعات، لذلك ستُركز أكثر على أصول الشريعة وفلسفتها.

والهدف هو تعميق الشعور بالدين والشريعة في هذه القضايا، واستشعار مسئولية المسلم فيها وتجاهها، لذلك ربما يبدو بعض الكلام نظريًّا أو فلسفيًا لكنه مهم لفهم أبعاد كل قضية.
ولذلك في الغالب ما سيكون العنوان العريض لكل مجلس على شكل سؤال، يُثير مشكلات القضية ويُحدد إطارها الذي سنتكلم فيه، مثلًا:
لماذا حرم الله عز وجل الربا؟ لماذا كانت الزكاة الركن الثالث في الإسلام بعد الصلاة ولماذا حُددت مصارفها؟ هل أهملت الشريعة قضية "الثروة" وكيف نظرت لها؟ هل توجد ملكية فكرية في الإسلام ولماذا؟ التنمية والعمران؛ أيهما أرشد وأوقع وأنفع؟ هل البنوك الإسلامية؛ إسلامية؟: أين الخلل؟ كيف يؤثر الجهاد بالمال في الدعوة؟
هذه مجرد أمثلة ربما تختلف فيما بعد قليلًا.

والليلة إن شاء الله ٩.٣٠م بتوقيت مكة والقاهرة على تلجرام اللقاء الأول:
لماذا لم ينشأ علم “اقتصاد” في التاريخ الإسلامي، ولماذا لم تحدث ثورة صناعية؟!
من خلاله نتعرض لتأثير قيم وأخلاق الإسلام في التناول المعرفي للأفكار الاقتصادية كمدخل ومقدمة لهذه المجالس.
التي ستُعقد كل أسبوعين، يوم السبت بالتبادل مع مجالس الشريعة التي توقفنا فيها على لقاء الولاء والبراء وتحرير الإرادة.. وإن يسر الله عز وجل تُنشر على: اليوتيوب و الساوند كلاود.
أسأل الله السداد والقبول.
لماذا يُطيل الله تعالى أعمار الظلمة والفسدة؟ لماذا لا يُريح عز وجل العباد منهم؟!
في تفسير قوله تعالى: "وأُمْلِي لهم".. من أشهر وجوه تفسيرها؛ أن الله عز وجل يُبقيهم في الدنيا مع إصرارهم على الطُغيان؛ إلقاءً لهم في ورطةِ التكليف!
فيُطيل أعمارهم، ويُمكِّنهم من المعاصي، فيزيد فسقهم وظلمهم وكفرانهم وسوء خاتمتهم.. قال ابن تيمية: "والإملاء: إطالة العمر، وما في ضمنه من رزق ونصر"!

ولتتأكد مسئولية المؤمنين، وحقيقة أن الدنيا دار ابتلاء ومجاهدة؛ ابتلاء بالمظالم، ومجاهدة للظلم، لذلك كان الشهيد والمجاهد والمرابط أعظم أجرًا، وكان أشد الناس بلاءً هم الأنبياء وورثة الأنبياء العلماء.

فتنال الجنة حظها من المؤمنين، وتُرزق النار حظها من الظالمين، فما خَلَقهم الله إلا للعذاب وأسفل دركات النار، فذلك قوله: "إنما نُمْلي لهم ليزْدادوا إثمًا ولهم عذابٌ مُّهين".
اللقاء الخامس من مجالس الشريعة حول:
الولاء والبراء وتحرير الإرادة
على اليوتيوب
وهذه نسخة صوتية على الساوندكلاود

أهم موضوعاته:
الولاء والبراء: نظام شعوري على وجه التعبد.
الولاء والبراء والمحبات الجبلية.
نظام اجتماعي لا يدور في فلك الاعتقاد والإيمان فقط!
نظام قيمي يُرتب أخلاقًا وقيمًا.
نظام موافق للفطرة يُرتب واجبات شعورية.
نظام جماعي تحرري يُميز المؤمنين وخصوصيتهم الثقافية.
نظام اعتزازي يعلو على كل قيم القوة.
أسأل الله القبول.
العِزة التي يستشعرها المؤمن بسبب إخواننا في “غزة” ونُثاب عليها؛ مردها بالأساس للابتلاء الشديد الذي هم فيه ونتألم له.. لولا المحنة لما حصلت العِزة وحصل الشُكر!

شرع الله عز وجل عجيب، يُوجد من الابتلاءات والمظالم؛ أجلّ العبوديات.. فلولا الظلم والعدوان والفقر والضيق لم يتخذ الله عز وجل شهداء ولم تكن المجاهدة والدعاء والصبر واستشعار معاني الأخوة والنُصرة والولاء والبراء والمواساة والإيثار والنفقة..

ولذلك في بعض روايات حديث: "عجبًا لأمر المؤمن"، لفظ: "عَجبتُ من قضاء الله للمؤمن".. فسِر التعجب في كيف يستخرج الله عز وجل "العبودية" من المؤمن، وكيف تُعزز الأقدار معنى العبودية في النفس المؤمنة!
الآن بفضل الله، رابط اللقاء الأول من مجالس أموال حول:
لماذا لم ينشأ علم “اقتصاد” في التاريخ الإسلامي؟ ولماذا لم تحدث ثورة صناعية؟!
على اليوتيوب
وهذه نسخة صوتية على الساوندكلاود

والليلة إن شاء الله ٩.٣٠م بتوقيت مكة والقاهرة هنا على تلجرام لقاء جديد من تدبر السيرة النبوية في ضوء السنن الإلهية حول:
هجرة الصحابة وسُنن الإخراج والمداولة
هنا اللقاءات السابقة.

ويوم السبت بعد غد إن شاء الله، لقاء جديد من مجالس الشريعة حول:
العلم وكيف يُمثل "الانحياز" أصل فيه!
أسأل الله السداد والقبول.
HTML Embed Code:
2024/05/17 16:38:05
Back to Top