لا حركة. هو ما يريد
منها غير جسدها، بلا صوت، بلا إحساس. كلشي يصير
بسرعة، مثل حلم ثقيل، كابوس يتكرر كل ليلة، بس الفرق إنه
مو حلم، هذا واقعها، واقعها اللي ما تكدر تفلت منه.
من يخلص، ترجع مثل ما إجت، تجر رجليها للغرفة، تسند
ظهرها على الجدار حتى لا تطيح، تمشي بالظلمة، تحاول ما
تطلع صوت، تخاف تبچي ويسمعها أحد من أطفالها تحط
إيدها على حلكها حتى تكتم شهكتها،
رجعت جبرية من بيت خالتها ورجعت كعدت على كلب صالح
وقيدتة ..
بالليل، والبيت غارق بالظلام والناس نايمة، گامت جبرية من
فراشها بهدوء، رفعت البطانية عن جسمها بحذر حتى لا يحس
بيها أحد. مشت على روس اصابعها، ما تخلي صوتها ينسمع،
طلعت من غرفتها وعيونها تراقب كل الجهات. دخلت المطبخ
اخذت خاشوكة قوية وطلعت من المطبخ
وصلت لباب غرفة سمية، وكفت لحظة، تتأكد محد كاعد ،
كلبها يدگ بسرعة، بس مو من الخوف، لا من الحماس، من
شعور الانتصار، اليوم راح تخلص منها للأبد
نزلت عالأرض، بإيدها شي مثل السرة وبدت تحفر الحفرة
بالخاشوكة لأن غرفة سمية ماكانت داخل البيت كانت خارج
البيت كدام الهول وكدام بابها كان تراب ، حطت السرة بداخل
الحفرة ، ورجعت التراب عليه، دگته بإيدها حتى يندفن زين.
وساوتة وية الكاع
رفعت راسها، أخذت نفس عميق، تراجعت خطوة، ظلت
تراقب الحفرة وتتاكد منها متساوية وتتوعد لسمية
:بعد كم يوم نشوف شلون راح تصير حياتچ يل خرسة جاية
تأخذين رجلي وتكلبي علية اشوف شلون يباوع بخلقتج بعد
مرت كم يوم، وجبرية كل ساعة تراقب سمية، تنتظر اللحظة
اللي يبدأ بيها السحر يشتغل
. بالبداية، سمية كانت طبيعية، هادئة مثل العادة، تمشي
برأس نازل وما تبين أي شي. بس بعد يومين، صارت تحس
بثكل براسها، عيونها تدمع بدون سبب، تحس بدوخة قوية،
بالليل، وهي كاعدة وحدها وأطفالها نايمين وهي ترتب
بالملابس داخل الكنتور حسّت بشي يتحرك بالغرفة، ظل
يتحرك عالحايط،
بقت تتلفت برعب عبالها أحد من أطفالها كعد لكن كانو
نايمين شكت هذا ظلها بس هي بمكان والظل صار بغير
مكان.. حاولت تتجاهل الي شافتة رغم خوفها وتكمل ترتيب
الملابس
فجاء صار تنفس قريب منها، خلاها نفزعت وكلبها صار يدگ
بسرعة، تحاول تصرخ، تحاول تهرب، بس وين تروح؟ جسمها
يرجف، تحط إيدها على راسها، تحاول تهدأ، بس كل ما تهدأ،
يزيد عليها الأمر، وكأن الدنيا دا تدور بيها.
تركت كلشي من أيدها ودخلت بين أطفالها تحاول تحتمي
بيهم
ثالث يوم، وهي تغسل المواعين ، شافت ظل أسود مر من
ورها، التفتت بسرعة، بس ماكو أحد! إيدها ارتجفت، الماعون
وكع من إيدها وتكسر، ظلت تباوع حولها بعين مرعوبة، تحاول
تفهم شنو دا يصير بيها.
جبرية كانت تراقبها من بعيد، شافت الرعب بوجهها،
وضحكت بخبث، وسوت نفسها عصبيه على الماعون الي
نكسر وتقدمت تعت بيها : شبيججج ثولة ثولة كسرتي
الماعون لميي بساع لا يدخل برجل أحد
دنكت سمية تلم بالماعون وجسمها كله يرتجف وهي تلم
بقطع الماعون المتكسر
حجت فاطمة بستهزاء، وهي تباوع سمية تحرك إيدها بارتباك
وترجف بطريقة كلش قوية : ها سمية شبيچ؟ شايفة جن ؟
سمية ترتعش، تأشر بإيدها للفراغ، تحاول توصل إنه أكو شي
غريب كدامها، عيونها تدمع من الخوف
جبرية تمثل الاستغراب: هااا، بديتي تشوفين أشياء؟ يمكن
عقلچ ما تحمل، الله يعينچ
من هاليوم، بدت حالتها تتفاقم، تحجي ويا نفسها بإشارات
ماحد يفهمها، تصرخ بصوت مكبوت، تخاف من أي حركة،
حتى أولادها صاروا يخافون منها.
وبهذه الفترة بدت بسملة تشيل مسؤولية هي ماتكدرلها هي
طفلة تريد تلعب تريد تركض تريد تعيش طفولتها
وين تكدر لازم تدير بالها على اخوانها الزغار وين تكدر تشيل
مسؤولية امها الي بدت تفقد وتدخل بحالة غريبة
صالح: اني اكول نأخذها لسيد يشوف شنو بيها ما معقول
تضل هيج
جبرية: تره اخذناها لكشافة وكالت ما بيها شي
صالح: شوووكت اخذتيها ما تكليلي مو هاي بغرفتها ما طالعه
منها
جبرية: من انت بالشغل اخذتها لكشافه دلتني عليها امي
وكالت ما بيها شي تلكاها تمثل
صالح بخوف : لا لا تره واضح بيها شي ولله المرة مو طبيعية
يمعودة لاتسوي شي بخلفتها
جبرية برود : صدكني ما بيها شي هم الخبال الضاهر وراثة
عدهم شدعواك انت هيج تتراجف عليها لو مصلحتك يمها ؟
صالح : انتي ما بيج فائدة اشو انتن الي مستفادات منها اربع
وعشرين ساعة تفتر وترتب بهل بيت وشايلة كلشي عنجن
انتي واختج وشايلة جهالها بعد اذا صار بيها شي
منو الهم انتن تدرانهم اشو كل الي ردنا صار النه عالاقل خلي
جهالها جوه جناحها
باوعت اله جبرية باستهزاء: وانت وياهم هم جوة جناحها عاد
خوش جناح خلاك بس وصلت يمها كلبت والمحنه صارت
تنكط منك
مل من الكلام وياها تركتها وطلع متوجه لسمية دفع باب
الغرفة لكة سمية نايمة وبسملة سلوى يم رأسها كاعدات
صالح: شوكت نامت امكم ؟
ردت بسملة: قبل شوي غ
>>Click here to continue<<