والهفوةُ الّتي يهفوها الرِّجالُ والنِّساءُ جميعًا في مسألةِ الزَّواجِ أنَّهم يتساءلونَ عن كلِّ شيءٍ من جمالٍ أو مالٍ، أو خُلُقٍ أو ذكاءٍ أو علمٍ أو عفَّةٍ أو أدبٍ، ويُغفلونَ النَّظرَ في ملاكِ روحِ هذه الأشياءِ جميعِها، وهي الوحدةُ النَّفسيَّةُ للزَّوجينِ، فالنَّفسُ نفسانِ: "مادّيّةٌ" تقفُ عند مظاهر الحياةِ ومرائيها، و"روحيّةٌ" تتغلغلُ في أعماقِها وأطوائِها!
أصحابُ النَّفس الأولى: هم المتبلِّدون الذين يدورونَ في الحياةِ حول محورِ أنفسِهم، وإذا أُعجبوا بشيءٍ من المناظرِ أُعجبوا من حيث كونه ذا قيمة ومنفعة، لا لبهائه ورونقه!
أمّا أصحابُ النفسِ الثانية: هم أصحاب الملَكات الشِّعرية الذين صفتْ أنفسهم، فأصبحتْ كالمرائي المجلوَّة فيتراءى فيها العالَم بما فيه من خيرٍ أو شرٍّ، يفرحونَ لخيره، ويحزنون لشرِّه!
#المنفلوطي
>>Click here to continue<<