الجزء الثاني
لعلنا نبدأ درسنا اليوم
نتم ما بدأنا من سورة النور
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
بسم الله الرحمن الرحيم
{الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِّنْهُمَا مِائَةَ جَلْدَةٍ ۖ وَلَا تَأْخُذْكُم بِهِمَا رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللَّهِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ۖ وَلْيَشْهَدْ عَذَابَهُمَا طَائِفَةٌ مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ} [النور : 2]
سأنقل لكم تفسير السعدي في هذه الآية
ثم أقف بعض الوقفات عليها
يقول الشيخ السعدي رحمه
الله
"هذا الحكم في الزاني والزانية البكرين،أنهما يجلد كل منهما مائة جلدة،
وأما الثيب، فقد دلت السنة الصحيحة المشهورة، أن حده الرجم، ونهانا تعالى أن تأخذنا رأفة [بهما] في دين الله،تمنعنا من إقامة الحد عليهم، سواء رأفة طبيعية،أو لأجل قرابة أو صداقة أو غير ذلك،وأن الإيمان موجب لانتفاء هذه الرأفة المانعة من إقامة أمر الله،
فرحمته حقيقة، بإقامة حد الله عليه،فنحن وإن رحمناه لجريان القدر عليه،فلا نرحمه من هذا الجانب،وأمر تعالى أن يحضر عذاب الزانيين طائفة، أي: جماعة من المؤمنين، ليشتهر ويحصل بذلك الخزي والارتداع، وليشاهدوا الحد فعلا، فإن مشاهدة أحكام الشرع بالفعل، مما يقوى بها العلم، ويستقر به الفهم،
ويكون أقرب لإصابة الصواب،
فلا يزاد فيه ولا ينقص،
والله أعلم.
انتهى كلامه رحمه الله .....
لاحظي يا حبيبة
إن قلتِ لمَ بدأ بالزانية قبل الزاني؟
في حين في حكم السرقة ذكر السارق الرجل قبل السارقة المرأة.
تجدين الإجابة في الوسيط للطنطاوي رحمه الله
أن جريمة الزنا في حق المرأة أقبح لذلك قدمها
أما السرقة فالأغلب يقوم بها رجال
فهي تحتاج جسارة وقوة لاتملكها المرأة غالباً.
انظري كيف حدد عدد الجلدات
فلم يتركها مفتوحة
فلا يأتِ أحدهم ويقول خمسين تكفي
أو خلاص حرام تعذب.
فلله حكمة حتى بالعدد
لعل هذا العدد بآلامه يفي بغرض التربية والردع
وحتى لايجتهد كلٌ من رأسه
فلا يظلمون ولا يُظلمون.
لاحظي رأف الله بحالك
قال ولاتأخذكم بهما رأفة في دين الله.
ديننا دين رحمة
لكن الله جل جلاله بيّن بعض المواقف التي يجب فيها الغلظة والشدة
اذاً ليس دائما نكون لينيين
ورفقاء بمن تحت أيدينا وبمن حولنا
نحتاج شدة
نحتاج حزم
لتنتج شخصية متوازنة
تذكرون قول الله سبحانه عن يحيى بن زكريا
{وحناناً من لدنا}
وذكرنا أن الحنان ينتج ويثمر في التربية وأنه شيء أساسي.
لكن أيضا قال الله سبحانه
{يا يحيى خذ الكتاب بقوة}
إذاً لا يمنع أن أكون حنونة مع الحزم
الحنان سيشبع المتربي
فلا يبحث عنه خارجاً فقد يحصل عليه ممن ليس أهلاً
أو يكبر ناقماً يتشفق للحنان من كل يعرف
من تربى بالحنان
سيكبر معطاءً
فهو مرتوٍ
ويفيض رواؤه فيسقي غيره
والحزم ضروري ايضا
ليعرف حدوده
وحقوقه
وحقوق من حوله
ولينجز
فالانجازات تحتاج حزم مع النفس
مع الوقت
مع الآخرين.
أسأل الله أن يلهمنا حسن التربية
لاحظي قال
لاتأخذكم بهما رأفة في دين الله
ذكرهم أن هذا دين الله
فلا تضعف القلوب لصلة رحم أو شفقة أو صداقة أو ....
الدين الدين
فأنا وانتِ
في حدود الله ودينه
نغلّب جانب الحزم عندنا مع المتربي
فرائض
كبائر
حدود
لابد أن نحزم ونجزم
لاحظي ربطها بالإيمان بالله وباليوم الاخر
فمن تذكر ان من ورائه يوماً عبوساً قمطريراً
سيسعى مااستطاع لتصحيح أفعاله.
{وليشهد عذابهما طائفة من المؤمنين}
بعض الردع
لابد أن يكون أمام الناس
ليكون عبرة
تذكرون قصة تخاصم العمرين!
عمر بن الخطاب
وأبو بكر؟
تذكرونها؟؟؟
طيب أذكركم 💜
هذه القصة يرويها أبو الدرداء رضي الله عنه، فيقول:
كانت بين أبي بكر وعمر - رضي الله عنهما- محاورة
فأغضب أبو بكر عمر فانصرف عنه عمر مغضباً
فاتبعه أبو بكر يسأله أن يستغفر له، فلم يفعل، حتى أغلق بابه في وجهه.فأقبل أبو بكر إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم- فقال أبو الدرداء: ونحن عنده, وفي رواية: أقبل أبو بكر آخذاً بطرف ثوبه حتى أبدى عن ركبته، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم- : (أما صاحبكم فقد غامر). فسلم وقال: يا رسول الله! إني كان بيني وبين بن الخطاب شيء فأسرعت إليه ثم ندمت، فسألته أن يغفر لي، فأبى علي.
فأقبلت إليك
فقال:"يغفر الله لك يا أبا بكر" (ثلاثاُ)
ثم إن عمر ندم على ما كان منه
فأتى منزل أبي بكر
فسأل: أثم أبا بكر؟
فقالوا: لا.
فأتى إلى النبي - صلى الله عليه وسلم- فجعل وجه النبي - صلى الله عليه وسلم- يتمعر؛
حتى أشفق أبو بكر فجثا على ركبتيه، وقال: يا رسول الله! والله أنا كنت أظلم (مرتين)
فقال النبي - صلى الله عليه وسلم-:
"إن الله بعثني إليكم فقلتم: كذبت وقال أبو بكر: صدقت
وواساني بنفسه وماله،
فهل أنتم تاركو لي صاحبي"
(مرتين) فما أوذي بعدها)
انتهى الحديث
والشاهد
ان النبي عليه السلام لما اراد ان يعالج الموقف
خطب في الناس
ولم يحلّ المشكلة فقط بين العمرين
ولنا في نبينا اسوة حسنة
فبعض المواقف تحتاج منا ان نعالجها تأديبا امام مجموعة من الناس
ليتعظ من خلفهم
ولاحظي حكمة الله
>>Click here to continue<<