قالت: شأنكما.
فلما جاء الليل أقبل ابن العجوز إلى داره، محدثاً العجوز عن هرب غلامين من معسكر ابن زياد... وفي بعض الليل سمع الغلامين يتحدثان فقام حتى وقف عليهما قائلاً: من أنتما؟
قالا: إنْ صدقناك فلنا الأمان؟
قال: نعم، أمان الله ورسوله.
قالا: يا شيخ نحن من عترة نبيك محمد (صل الله علية واله وسلم)، هربنا من سجن ابن زياد من القتل.
فقال لهما: من الموت هربتما وعلى الموت وقعتما... فشد أكتافهما، ولما صار الصبح أخذهما إلى شاطئ الفرات ليقتلهما، قالا له: بعنا في السوق وانتفع بأثماننا.
قال: بل أقتلكما، وآخذ الجائزة برأسيكما.
قالا: اذهب بنا إلى ابن زياد ليحكم فينا أمره.. أما ترحم صغر سننا؟ فرفض، فقالا: دعنا نصلي لربنا ركعات.
قال: صليا ما شئتما إن نفعتكما الصلاة. فصليا ورفعا طرفيهما إلى السماء قائلين: (يا حي يا حليم يا أحكم الحاكمين احكم بيننا وبينه بالحق)، ثم قتلهما وأخذ رأسيهما طمعاً بالجائزة ورمى جسديهما في الفرات، ثم قدم على ابن زياد مطالبا بالجائزة... فأمر ابن زياد بقتله (لعنة الله عليه) واستجاب الله سبحانه دعاء الغلامين.
الصدوق
>>Click here to continue<<