الشباب والطيش
أصبحت فترة الشباب في زماننا ملازمة لعنوان: "الطيش"، فحين يتحدث أحدهم عن فترة شبابه، يرى أن طيشه في تلك الفترة أمر طبيعي، فله أن يلهو في هذه الفترة.
بل ترى البعض منهم تمادى أكثر فهو يبرر لنفسه "الطيش" لأنّها فرصته في الحياة للاستمتاع، كما نجد ذلك عند بعض طلاب الجامعة الذين يرون أن فرصة الجامعة هي فرصة اللهو وبناء العلاقات المحرّمة و ارتكاب الموبقات، إذ يرى أنَّ الفرصة ستنقضي ويأتي يوم لا يمكنه القيام بذلك.
أتذكر أني كنت في دائرة من الدوائر، وكان الحديث يدور بين اثنين حول زيارة بيت الله، فقال أحدهم للآخر: كم أتمنى أن أذهب إلى بيت الله.
فأجابه الآخر: إني دعيت للذهاب إلى بيت الله مرتين ولكني رفضت، ولن أذهب حالياً، فتعجبت من قوله وقلت له: لماذا؟
قال: لازلت في شبابي واريد أن "آخذ راحتي" على حد تعبيره، فهو يريد أن يلهو، لكن هل تعلم ماذا قال الإمام زين العابدين عليه السلام عن ذلك؟
روى لنا ابو حمزة الثمالي حديثاً عن الإمام السجاد عليه السلام يقول فيه: "وَدِدْتُ وَاللَّهِ أَنِّي افْتَدَيْتُ خَصْلَتَيْنِ فِي الشِّيعَةِ لَنَا بِبَعْضِ لَحْمِ سَاعِدِي النَّزَقَ (الخفة والطيش) وَقِلَّةَ الْكِتْمَانِ"، أي أن الإمام يتمنّى لو أنّه يعطي شيئاً من لحمّه في قبال أن لا يقع الشيعة في مثل هذه الحالة.
>>Click here to continue<<