الحَيَوانَاتُ كَائِنَاتٌ تَشْعُرُ بِالْأَلَمِ... فَلَا تَظْلِمُوهَا!
الحَيَوانَاتُ لَيْسَتْ مُجَرَّدَ مَخْلُوقَاتٍ ضَعِيفَةٍ بِلَا مَشَاعِرِ، بَلْ هِيَ كَائِنَاتٌ تَشْعُرُ بِالْأَلَمِ كَمَا يَشْعُرُ الْإِنسَانُ، وَقَدْ أَوْصَى الْإِسْلَامُ بِرَحْمَتِهَا وَالْإِحْسَانِ إِلَيْهَا. فِي الْإِسْلَامِ، لَا جَازَ لَنَا أَنْ نُعَامِلَ الْحَيَوانَاتِ بِالْقَسْوَةِ أَوْ نَتَسَبَّبَ فِي آلَامِهَا، لِأَنَّ ذَٰلِكَ قَدْ يُؤَدِّي إِلَى بَلَاءٍ وَضَرَرٍ لَنَا.
قَالَ الْإِمَامُ عَلِيٌّ عَلَيْهِ السَّلَامُ: "إِذَا قَتَلْتُمْ، فَحَسِّنُوا الْقَتْلَ، وَإِذَا ذَبَحْتُمْ، فَحَسِّنُوا الذَّبْحَ". (بِحَارُ الْأَنْوَارِ، ج 72، ص 120). هَذَا الْحَدِيثُ يُوَجِّهُنَا إِلَى ضَرُورَةِ الرَّحْمَةِ حَتَّى فِي قَتْلِ الْحَيَوانَاتِ لِلطَّعَامِ، وَيَحُثُّنَا عَلَى أَنْ نُعَامِلَهَا بِاللُّطْفِ وَالرَّأْفَةِ.
وَفِي حَدِيثٍ آخَرَ عَنْ الإِمَامِ الصَّادِقِ عَلَيْهِ السَّلَامُ: "مَن لَا يَرْحَمُ لَا يُرْحَمُ". (الْكَافِي، ج 2، ص 115). هَذِهِ الْكَلِمَاتُ تَذَكِّرُنَا أَنَّهُ فِي حِينِ أَنْ نَرْحَمَ الْحَيَوانَاتِ، فَإِنَّ الرَّحْمَةَ تَعُودُ إِلَيْنَا أَيْضًا. فَالتَّعَامُلُ الرَّحِيمُ مَعَ الْحَيَوانَاتِ يَعْكِسُ الإِنسَانِيَّةَ فِيهِ، وَبِدُونِهَا قَدْ نُصْبِحُ عُرْضَةً لِعُقُوبَاتٍ وَبَلَاءَاتٍ فِي حَيَاتِنَا.
أَيْضًا فِي حَدِيثٍ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ: "مَن لَا يُؤثِرُ النَّاسَ فِي مَلِكِهِ وَلَا يُؤثِرُ مَن لَا حِيلَةَ لَهُ فَهُوَ مِنَ الْهَالِكِينَ". (الْمَحَاسِنِ، ج 1، ص 226). الْحَدِيثُ يَدْعُونَا لِعَدَمِ الْمُسَاءَتِ إِلَى الْمَخْلُوقَاتِ الضَّعِيفَةِ مِثْلَ الْحَيَوانَاتِ، وَعَدَمِ الظُّلْمِ فِي حَقِّهَا.
وَفِي رِوَايَةٍ أُخْرَى، قَالَ الإِمَامُ عَلِيٌّ عَلَيْهِ السَّلَامُ: "مَن لَا يُحْسِنُ إِلَى الْحَيَوانِ لَا يُحْسِنُ إِلَى الإِنسَانِ". (نَهْجُ الْبَلَاغَةِ، الْخُطْبَةُ 109). هَذِهِ الْكَلِمَاتُ تُوَضِّحُ أَنَّ الْمُعَامَلَةَ الطَّيِّبَةَ مَعَ الْحَيَوانَاتِ تَعْكِسُ سُلُوكَنَا مَعَ الْبَشَرِ أَيْضًا، وَأَنَّ الرَّحْمَةَ يَجِبُ أَنْ تَكُونَ جُزْءًا مِنْ شَخْصِيَّتِنَا.
لِنَحْذَرْ مِنْ إِلْحَاقِ الضَّرَرِ بِالْحَيَوانَاتِ أَوْ مُعَامَلَتِهَا بِقَسْوَةٍ، لِأَنَّ الظُّلْمَ فِي حَقِّهَا قَدْ يَعُودُ عَلَيْنَا بِمَشَاكِلَ وَبَلَاءَاتٍ فِي حَيَاتِنَا. اللّهُمَّ اجْعَلْنَا مِنْ أَهْلِ الرَّحْمَةِ، وَأَبْعِدْ عَنَّا كُلَّ ضَرَرٍ سَبَّبَهُ ظُلْمُنا لِلْمَخْلُوقَاتِ.
- وَارث .
>>Click here to continue<<