عجبًا للذكريات، اللحظات التي يصعب نسيانها، تلك التي تخلّد في ذاكرتنا حتى إن طال بها الدهر، يمضي اليوم التي حدثت به من روزنامة السنة الحالية، تعلّق المزيد من الروزنامات واحدة تلو الأخرى؛ ورغمًا عن ذلك هي ماكثة في جوفك، تحتلّ فؤادك، تظهر بغتةً في عقلك، تعيد تجربة شعورها لحظيًا مرافقًا سيلًا من الحنين يتأجج في قلبك، والمزيد منها ينبثق بكثافةٍ بالغة، حتى تدرك كم الإختلاف بين اليوم و الأمس، الأمس الذي عبر خلاله الكثيرون، بعضهم تلاشى من يومك هذا تاركًا خلفه بقايا مشاعر و كمًا من الذكرى، و الآخر صمد مثبتًا وجوده معك عامًا بعد العام، وقلّة آخرون اخترت سطحهم على المضي مرة أخرى للغوص في أعماقهم بعدما باءت محاولاتك الأولى بالفشل، ثم تمضي بسلام بعدما تنجح في تخطي أصعبها، الاشتياق لأجملها، و التحسر على بعضها، ترافق شفتاك ابتسامة؛ قد تحمل أكثر من معنى.
لتدرك أخيرًا أن هذه الحياة هي مجموعة لانهائية من الأشرطة المخزنة في ذهنك، و أنك من يقرر ماذا يشاهد في ذاكرته على حين غرة، إن أشعلت صورة من أرشيفك أو مقالة نشرتها أو حتى التاريخ الذي يصادف ذكرى يوم لا ينسى من ماضيك ذاكرتك للنيل منك أو لإسعادك بتفاصيل حدث ذلك اليوم، فتصبح جاهدًا على خوض أمورٍ تتمنى ملئ أشرطتها في أرفف مكتبتك التي لن يعرفها غيرك.
سَجَىٰ..
>>Click here to continue<<