#بنات_العطار 👇
#الجزء_الخامس
.....نهضت ياسمينه مبكرا في الصباح كعادتها لكن هذا اليوم كانت رائقة المزاج كامل الليل كانت تتذكر اللحظه التي اقترب فيها ذلك الولد منها لقد رأت في عينية الحب والعشق وبدأ يعجبها أما الآن فتحول ذلك الاعجاب إلى غرام.
كان ذلك الفتى وسيما ولطيفا ملأ عليها حياتها ونسيت وحدتها وغياب أبيها هتفت : هيا يا بنات ستأتي العمه عائشه يجب أن يكون كل شيئاً مرتبا والشاي جاهزاً ، قلن لها لا زال الوقت مبكرا ، دعينا ننام فلقد سهرنا البارحة كثيرا.
لكن ياسمينة كانت متحمسة جدا اليوم تنتظر أن تحطبها العجوز واعتقدت أنها ام ذلك الولد فزعم هيأتها ، الا انها تبدو أصغر سنا وهي جميله وفاتحة العينين لقد لحظة اهتمامها الشديد بها من دون اخواتها وهذا جعلها تشعر بالسعادة.
أتمت البنت كل شغل البيت بمفردها ، وعجنت الخبز ،واعدت المائدة ، وعليها كل ما تشتهيه الأنفس ، من بيض وعسل ومربى المشمش ،الذي صنعته بنفسها من ثمار الشجرة التي وسط البيت.
لما استيقظت اخواتها ،اندهشين وقلن لها ما هذا كله كأنك تنتظرين عريساً ، وتهامسن فيما بينهن ، فقد علمن أيضاً أن تلك الفتاة هي ولد جاء لرؤية أختهم الصغرى ، ولما القى شعره البارحة عرفوه من صوته ،لكنهن سكتن ، من أجل ياسمينه ، فقد لاحظت وقوعها في الحب ، وكانت حكايتها مع ذلك الولد تسليهن كثيرا.
أدركت ياسمينة أن اخواتها عرفن بكل شيء فاحست بالخجل واحمر وجهها .
بعد قليل قالت البنت الكبرى: نحن نجلس حول المائدة منذ ساعة ولم يأت أحد لقد تعودا على المجيئ في هذا الوقت مرت الساعات وياسمينة لا تفارق النافذة وكلما رأت امرأة ترافق فتاة ظنتها العجوز عيشة ونادت عليها.
لما رأتها أخواتها على تلك الحالةقلن لها هوني عليك ،فالغائب حجته معه ،ربما تنتظر العجوز رجوع ابي لتخطبك منه لا تنسي أننا عصينا أبانا صالح وادخلنا غريباً إلى الدار .
ولو علم سيغضب منا بشدة فلماذا إذن هذا البكاء؟
اجابتهم : اتركوني وشأني واخفت رأسها تحت المخدة.
في المساء لم تخرج من غرفتها ولما ذهبن لرؤيتها إنزعجن من حالتها ، فلقد كانت تنظر إلى الحيطان ، حولها ولا تتكلم، في تلك الليلة لم تتعشى معهن.
وفي الصباح اجتمعن وقالت احداهن: ياسمينة لا تزال طفلة ويبدوا أنها عشقت ذلك الولد ووجدت شيئاً يسليها بعد سنة الحزن التي مرت بعد وفاة امنا ماهو مأكد أنها تريد أن تخرج من هذا الألم وابونا جعل حياتنا صعبة بكثرة خوفه علينا والنتيجة أننا بقينا نعيش مع ذكرياتنا ،ولم نقدر أن نودع أمنا.
أجابت أخرى : هذا صحيح اعتقد أنه يجب أن نفعل شيئا من أجل ياسمينة فأنا لا أطيق أن أراها على هذه الحالة ،
قالت الكبرى: ساتنكر وأخرج للبحث عنهما لا بد أن أحدا يعلم عنهما شيئاً.
أجابت البنات : لو رآك أحد الجيران ستكون مصيبة .
قالت : لن يراني أحد سأتسلل عند الفجر وأحمل في يدي سلة مشمش لأظهر كأحد البائعات .
قلن : حسناً غداً سنطل من السطح ولما يكون الزقاق فارغاً سنلوح لك بمنديل فتخرجين بسرعة .
وفي فجر الغد تسللت الكبرى كالشبح ونزلت إلى السوق وبدأت تسأل التجار عن عجوز تمر كل صباح مع ابنتها الشابة لكن لم يعرفها أحد واصلت التقدم حتى خرجت من السوق وأحست بالتعب جلست لتستريح.
فسمعت صوتا يطلب منها حبة مشمش ولما إلتفتت إليه وجدت متسولا مقطوع الساق.
فقالت له: هل تجلس دائماً هنا ، أجابها : نعم ، اني أمضي يومي هنا وآكل مما يجود به المحسنون.
أعطته أربعة حبات مشمش فاكلها ورمى النوى ، نظر اليها، وقال : كأنك تبحث عن شيء فنظراتك هائمة .
سألته : هل مرت بك عجوز حسنة الوجه مع ابنتها الشقراء؟
ضحك الشيخ وقال : اه تقصدين خديجة قهرمانة القصر ، تلك المرأة ليس لها أبناء وهي في خدمة الأمير محمود منذ أن كان طفلا
تعجبت البنت وقالت : هل انت متأكد ؟
رد عليها كل صباح تخرج صدقة للفقراء وهي لن تتأخر كثيرا في المجيء.
بعد لحظات هتف لها: أنظري هناك لقد جاءت هي وعبيدها مع الطعام كانت تردي ثوباً من الحرير الغالي وتضع اساور من الذهب حول يديها ، لما اقتربت منهم عرفتها فهي نفس المرأة التي تأتي إلى الدار ، لم يكن أدنى شكفي ذلك
يتبع الجزء السادس أن شاء الله "
⚔ #قصص_وأمجاد_تاريخية ⚔
>>Click here to continue<<