تبدّد الذات المضمون "المتوجع" بتودّد الآخر الحبيب، في سياق المعاتبة في النص الغُنائي الشعبي "آح منك" للشاعر الغُنائي الجاد "نزار القدسي"..
🔵 انطباع "تحليلي" / #منصور_الأصبحي.
🔵 النص /
آح منك
نزار القدسي
جيتني تحلم بقربي
جيت متناسي الجراح
بعد ما خنجر عنادك
حل قتلي واستباح
غاص جرحك في فؤادي
آح منك الف آح
آح منك
عمري ما فكرت إنك
تنسى ودي والوفا
وآنا كم قد كنت اظنك
للجراح انت الشفا
كيف رضيت تسقي حياتي
كاس هجرك والجفا
آح منك
كنت اظنك لي حياتي
وكنت اظنك لي ضنين
انتهت افراح قلبي
وابتدا عمري الحزين
صرت بالوحدة معذب
صرت للوحشة رهين
آح منك
عيش واجمع من شتاتي
عذب تلك الأُمنيات
عيش واتركني فقلبي
من هواك وَدع ومات
مات حبك في فؤادي
بعد ما كان الحياة
آح منك
🔵 القراءة "كانطباعية" /
في أقل من ثانية واحدة فقط تجد نفسك وكل مشاعرك وشاعريتك مشدوداً جدا لتراجيديا تراكمية الأنا والحنين والأنين والعتاب والحضور والغياب وحيناً خفوتاً وأخرى صاخبة الملامح المتوجعة، وهكذا كل تفاصيل وجماليات مترادفة الحضور الغُنائي "الشعبي" متموسق الاثر وتأثير المفاتن المقامية وقد تفرد بها هذا النص الغُنائي المتزاوج لُغوياً وعروضياً وحالاً بلاغياً ومقاماً موسيقيا، كنص ربما هو يمثل إطاراً مرجعياً شعرياً غُنائياً وكسيرة ذاتية لثمّة شاعر عميق يسكن الأعماق للشاعر #نزار_القدسي كأحد أهم شعراء النص المُغنّى في الوقت الراهن.
الشاعر "نَزار" له من اسمه نصيب مثلما يقال، ففي شأنه السيكولوجي الشعري تحديداً وحتى العاطفي كذلك، فهو بتجاوراته ومحاوراته ينطلق جاداً متواتراً متوافراً مؤثراً متأثراً متناثراً بامتيازاته الدفاقة وجْداً ووجوداً وصموداً في ذات المضمار الشعر دونما كلل أو ملل أو أي اعتبارات لهكذا ظروف كحالات توحي بندوب عاطفية ربما اشارت لها ملامح هذا النص المخلوق من طيبة قلب هذا الشاعر هي ذات الطيبة التي يمنحها للجميع ممن عرفوه فأحبوه أو تابعوه فتغنوا بترنيماته وحتى من لم يعرفونه إلا في عالم افتراضي وهكذا هو "القدسي نزار" وكهكذا هو هذا النص الجميل "آح منك"..
العنوان لوحده "كبورت" دعائي قطعاً كشف حجم الوجع باعماقه المعاتبه، وكشف أعماق النص كمضمون، في ذات السياق كشف أعماق "نزار" الشاعر والمستورة بابتسامته المتجاوزة لتوجعاته الشاعرية المُلحّنة بل والمُغنّاة ابتداءً كنص وُلِدَ جاهزاً لحوار "وتري" مقاماته استثنائية كأقرب للبيات وكأبعد من شتات ضمني عاطفي فلسفتها حوارية الأنا والأنت والغياب والعتاب والحنين وزهو الأماني التي لم تفزعها ابدا اللغات الخطابية المجردة من التدليل ولغة المعاتبة المعجونة بحالة استرضائية ذكية هَمَز الشاعر بها محبوبه همزاً همساً، وهمساً متودّداً أوحت به بقية لغاته الأوركسترائية بالنص جمعت بين عروض النص "فاعلاتن فاعلاتن" ليمخر عباب #بحر_الرّمَل، فهو هنا كمن امتطى جواداً عربياً أصيلاً وفصيلته نادرة فيراقصه فوق أمواج ذات البحر في عرض كرنفالي تقف على شاطئه محبوبته كونها حضوره وجمهوره الوحيد وجواده الراقص روعةً.
تفاصيل هذا النص ربما باتت متجانسة ضمن أبدع تناص تضميني اقتباسي استنطاقي للقصيدة الشهيرة التي في مطلعها :
آح يا قلبي المعنى ثم آح
لست أدري لست أدري هل يباح
هل صحيح في الأحاديث الصحاح
نبؤني يا صماصيم الكفاح
هل على الصّبّ إذا ما قال آح ؟
للعلامة والشاعر #محمد_سالم_البيحاني والتي قالها في ثمانينات القرن العشرين، بعد إخراجه من مدينة #عدن قبل أو بعد أحداث يناير 1986م، ليبقى الشاهد المتوجع كحالة ظرفية هي من تخلق كهذا النص الذي بين ايدينا وكذا شاعره.
🔵 إجمالاً /
يمثل هذا النص الذي لم أخض في سياقه أبداً أي تحليل رؤيوي لاعتباره مشروحاً كما هو ملحناً كذا مثله متحفزاً لتحاوره أوتار العود الخمسة والستة أو الكمان أو القانون الأركوديون وأي من الآلات النحاسية الشرقية مثل لوحة كاملة الأوزان والأوصاف وأعماق الدلالات وككل أخواتها، ولتبقى النوتة الموسيقية هي المتحكمة بالنص من حيث أغلب التفاصيل ربما منها العروضية إذا لزم الأمر.
3 أغسطس 2021م - #تعز - #اليمن
>>Click here to continue<<