-الرواية و الرواية الضمنية :
الرواية الدستوبية تشكل جرس إنذار لما يمكن أن تؤول إليه الأمور في حال استمر التعسف تجاه قضية ما دون أن تتم معالجتها . إنها طريقة الكاتب في الصراخ و القلق و الإنذار و الدعوة للالتفات . في الخط الأبيض من الليل مازج الكاتب بين الواقع و الخيال بعدة وجوه و بأكثر من موضع في الرواية ، إذ عرّض البلاد " المكان " إلى تطورات عديدة في تغير المنحنى البياني لسقف الحريات الفكرية ، كان آخرها سيطرة الفكر الشمولي و معاملة الكتب على أنها ممنوعات ، و تطور الوضع إلى الملاحقات و سجن الكُتاب . وقدم الكاتب إسقاطات لافتة لتطوير الحبكة و ابتكار أشياء النص مثل جهاز " صائدة الكلمات " على سبيل المثال أو مخاريط حرق الكتب ، أو شخصية شيطان المكتبات .تلك الإسقاطات تم توزيعها بتناغم " متكامل " ضمن روايتين ، الرواية و الرواية الضمنية .
و لكن أيهما يتضمن الآخر في عمل الخط الأبيض من الليل ، هل يكتب المدقق على جدران العالم السفلي قصة الفتى القارئ الذي يلاحقه و صديقيه " عليوي و المهذب" شيطان المكتبات ؟ أم يسرد الفتى القارئ قصة المدقق الذي غاب في نفق مظلم و لم يعرف إلى الآن مصيره كما آلاف الكتب المنتظرة على رف الإجازة أو الرفض .
الخط الأبيض من الليل رواية شديدة الذكاء .
>>Click here to continue<<