TG Telegram Group & Channel
قراءات | United States America (US)
Create: Update:

الضوء في عتمة النفق
قراءة في الخط الأبيض من الليل لـ خالد النصرالله


يُدهشني – و في كل قراءة لخالد النصرالله – تجدده الدائم و عبوره إلى مناطق جديدة في مساحة اشتغاله الأدبي ، و لا أدري أَ يُحسب للكاتب صوته المميز و نبرته الخاصة التي يتعرف عليه من خلالها قارئه في كل مرة فتكون أعماله بمثابة بصمة خاصة تؤول إليه ؛ أم يُحسب له ذلك التجرد من عمله السابق و الانبثاق المختلف كليا في عمله الجديد.
حين قرأت زاجل تعرفت على صوت الروائي خالد النصرالله و قلت في نفسي آنذاك أن هذه الرواية بذرة طيبة ، غير أني حين قرأت الدرك الأعلى أدركت أن صاحبها ناص مجدد بالفعل ، يتقن الاشتغال على تطوير أدواته ، لكني و بعد تعالقي مع قفلة " آخر الوصايا الصغيرة " بتقنيتها المختلفة و لغتها الموجهة ..تأكدت أني أمام كاتب متجدد ينبذ ذاتيته و ينحاز دوما للعمل نفسه ، و يمزّق قديمه ليلتم على نفسه ، أما عمله الأخير " الخط الأبيض من الليل" فتلك حكاية أخرى !
 
-الحكمة البيضاء في سواد العتمة :
تسرد الرواية حالة الصراع الدائرة بين الكاتب و الرقيب ، و للتخصيص قد نقدر أن نقول أنها تصور المشكلة التي تحدث حين يحل طرف ثالث بين القارئ و الكتاب ، طرف يعيق عملية التواصل و ينتحل صفة العين المسبقة التي تأكل من حرية التلقي .تبدأ الرواية بمشهد سردي سوداوي يهيء المتلقي للأحداث اللاحقة و يمكنه من تخمين ما ستؤول إليه ؛ على أن الكاتب يعيد تقديم مشهد البداية بنحو أكثر تفصيلا ، و أعتقد أن تلك من التقنيات المتينة التي اشتغل عليها ، إذ ساعدت على ترسيخ فكرة العمل و ضم المتلقي في الأجواء خصوصا و أن التكرار قدم تعزيزا لفهم النص دون إثقاله .
و لم يكن عبثا أن العنوان مُيز بتضمين نقيضين ، الخط الأبيض و هو فعل المقاومة و الليل المعتم المعبر عن الفكر الظلامي و القمعي، ذلك أن النص عزز تضمين هذه الفكرة في العبارة التي استخدمها " الثوار " إن صح التعبير أو " المقاومون " كعلامة على الطمأنينة و الثقة وهي عبارة " المعرفة في جوف الأرض و ليست في عنق السماء " و حين تسير عجلة العمل نكتشف أن الحكمة كلها كانت في ذلك العمق من الأرض حيث ينحت بطل الرواية خلاصة روحه .
الشخصية المحورية أيضا قُدمت بهذا النحو المتناقض ، فالبطل هو مدقق في جهة حكومية و قارئ نهم ، يعايش صراعا دائما بين الشغف و التكليف ، و تبدأ معاناته حين يتصادم مع نفسه عندما يُفاوض روائيا يعشق أعماله ليُغير في مسودة النص مفردة واحدة .
"هو عالق أيضا مع نفسه و يشعر بانغلاق من كل الاتجاهات ، هو ضابط و هارب في آن"
" الرواية صفحة 144
 

الضوء في عتمة النفق
قراءة في الخط الأبيض من الليل لـ خالد النصرالله


يُدهشني – و في كل قراءة لخالد النصرالله – تجدده الدائم و عبوره إلى مناطق جديدة في مساحة اشتغاله الأدبي ، و لا أدري أَ يُحسب للكاتب صوته المميز و نبرته الخاصة التي يتعرف عليه من خلالها قارئه في كل مرة فتكون أعماله بمثابة بصمة خاصة تؤول إليه ؛ أم يُحسب له ذلك التجرد من عمله السابق و الانبثاق المختلف كليا في عمله الجديد.
حين قرأت زاجل تعرفت على صوت الروائي خالد النصرالله و قلت في نفسي آنذاك أن هذه الرواية بذرة طيبة ، غير أني حين قرأت الدرك الأعلى أدركت أن صاحبها ناص مجدد بالفعل ، يتقن الاشتغال على تطوير أدواته ، لكني و بعد تعالقي مع قفلة " آخر الوصايا الصغيرة " بتقنيتها المختلفة و لغتها الموجهة ..تأكدت أني أمام كاتب متجدد ينبذ ذاتيته و ينحاز دوما للعمل نفسه ، و يمزّق قديمه ليلتم على نفسه ، أما عمله الأخير " الخط الأبيض من الليل" فتلك حكاية أخرى !
 
-الحكمة البيضاء في سواد العتمة :
تسرد الرواية حالة الصراع الدائرة بين الكاتب و الرقيب ، و للتخصيص قد نقدر أن نقول أنها تصور المشكلة التي تحدث حين يحل طرف ثالث بين القارئ و الكتاب ، طرف يعيق عملية التواصل و ينتحل صفة العين المسبقة التي تأكل من حرية التلقي .تبدأ الرواية بمشهد سردي سوداوي يهيء المتلقي للأحداث اللاحقة و يمكنه من تخمين ما ستؤول إليه ؛ على أن الكاتب يعيد تقديم مشهد البداية بنحو أكثر تفصيلا ، و أعتقد أن تلك من التقنيات المتينة التي اشتغل عليها ، إذ ساعدت على ترسيخ فكرة العمل و ضم المتلقي في الأجواء خصوصا و أن التكرار قدم تعزيزا لفهم النص دون إثقاله .
و لم يكن عبثا أن العنوان مُيز بتضمين نقيضين ، الخط الأبيض و هو فعل المقاومة و الليل المعتم المعبر عن الفكر الظلامي و القمعي، ذلك أن النص عزز تضمين هذه الفكرة في العبارة التي استخدمها " الثوار " إن صح التعبير أو " المقاومون " كعلامة على الطمأنينة و الثقة وهي عبارة " المعرفة في جوف الأرض و ليست في عنق السماء " و حين تسير عجلة العمل نكتشف أن الحكمة كلها كانت في ذلك العمق من الأرض حيث ينحت بطل الرواية خلاصة روحه .
الشخصية المحورية أيضا قُدمت بهذا النحو المتناقض ، فالبطل هو مدقق في جهة حكومية و قارئ نهم ، يعايش صراعا دائما بين الشغف و التكليف ، و تبدأ معاناته حين يتصادم مع نفسه عندما يُفاوض روائيا يعشق أعماله ليُغير في مسودة النص مفردة واحدة .
"هو عالق أيضا مع نفسه و يشعر بانغلاق من كل الاتجاهات ، هو ضابط و هارب في آن"
" الرواية صفحة 144
 


>>Click here to continue<<

قراءات




Share with your best friend
VIEW MORE

United States America Popular Telegram Group (US)