قائمتي التي تضمنت أكثر الكتب تأثيرا ، أو تلك التي شدني من خلالها فصل أو جزء بغض النظر عن مُجمل الكتاب .
١: الأدب
أ : الرواية
- ناقة صالحة / سعود السنعوسي؛
أستطيع أن أوكد أني لو أحببت زيارة مناطق التجريب الروائي لما عدوت نتاج أستاذ سعود السنعوسي ، ذلك أن قراءة أعماله تشبه التحضير لدراسة ما ، و لا أعني أن صعوبة العمل يرفع من مستواه ، و لا أعتقد أيضا أن على الرواية المؤثرة أن تكون مستصعبة ، إنما أحببت أن الرواية تحفّز اكتشافات القارئ و تراوغ فهمه ليتحصل على نتيجته باطمئنان تام و بجهد ذاتي .
نلاحظ مثلا أن خط أعمال أ سعود يسير في مسار التحفيز و الاكتشاف ، و من ثم اختلاف رؤى شخوص الرواية حول الحدث العام .. حسنا أليس هذا هو الحاصل في الحياة الواقعية ، بمعنى آخر : هل اتفقت رؤى البشر على وقائع و كونت رأيا ثابتا إزاءها ؟
- سلسلة مقبرة الكتب المنسية / كارلوس زافون :
تفاوتت مستويات الروايات الأربع لكن قد يتفق القراء حول حقيقة الذكاء السردي البارز في الرباعية ، و جمال الحِيل و الإمتاع الذي يدفع المتلقي للسير في دهاليز مقبرة الكتب المنسية .
-نتاج فريد رمضان /ماء النعيم - البرزخ - المحيط الإنجليزي :
تعرفت على قلم فريد رمضان عبر رواية السوافح ( ماء النعيم ) مما حرضّني على البحث عن نتاجاته الأخرى . و أشد ما يعجبني في حضرة القراءة أن أقرأ لكاتب لا يشبه إلا نفسه . كتابة فريد رمضان تشبه السفر على ظهر غيمة ، تشبه التجول في حدائق حُلمية ، يتداخل فيها الحدث بالأطياف بالشعور المجرد ثم بالحس ، شخصياته ذات تضاريس مُلفتة و لغته مشبعة بالتأثير .
قد تكون رواية البرزخ هي الأبسط من بين الروايات الثلاث ، و الأصغر حجما ، لكنها طرحت موضوعا أحب الاستزادة منه ، حيث كانت الرواية تدور على حواف عالم الموت بآلية متجددة .
-قارئ الألواح / مريم المدحوب :
أظل أقسو على النص المنطلق من مُسلّمات عقائدية ، و أجدني لا أتساهل معه في الفنيات ، لأني - أحاول - أن أقرأه بعين المُستكشف لا المطمئن ، و مريم المدحوب في رحلتها عبر قارئ الألواح مكنتني من احترام جهدها و أدواتها و إطلالتها على التاريخ ببحث و استفهامات حاولت أن تُشبع بها قارءها .
أعتقد أن الباحث عن شخصية الطفلة رقية بنت الحسين عليه السلام عليه ألا يتجاوز هذا النص .
-ظلال الأزرق الخائف / ريما إبراهيم :
تتبعت نتاج ريما الأدبي ، حرصت على تلقف جديدها ، لكني أوقن أن روايتها الأخيرة مُختلفة . رواية تُأنسن بها قبوا في بلد الحرب لتحشد قارءها بالحكايا ، ثم تعود و تقحمه في اعترافات و بوح الشخصيات ليبحث عن البطل " حسن " و يتساءل عن حقيقته ؛ أ هو مناضل أم مجنون أم عميل خائن ؟ وازنت ريما بين هيمنة المكان على الرواية و بين تأثير الشخوص .
-كل الأشياء / بثينة العيسى :
و أيضا أتلقف نصوص بثينة العيسى ، و أنتظر جديدها ، و في روايتها كل الأشياء تأثرت بآلية الكتابة حول : التمرد / الإيمان / السجون/ و اختيار المصير . لا أستطيع أن أقول أن الرواية قدّمت أدب السجون بتعمق ذلك أن قرات في نفس العام و أعوام سابقة العديد من الروايات التي تجعل السجن مكان و معترك الرواية الرئيسي ، غير أن "كل الأشياء" على محدودية المساحة التي تضمّنت أحوال البطل في السجن استطاعت أن يكون لها تأثير نافذ و عميق .
-عيونهم كانت تراقب الرب / زورا نيل هرستون :
أقدر الروايات الدائرة في فلم حقوق الأقلية و تحاور موضوع العنصرية ، و أجد أن هذه الرواية من أهمها .
-فسحة للجنون / سعد محمد رحيم :
هذه الرواية - على كآبتها - مبهرة . أعرف أن الكاتب العراقي سعد رحيم يعتني بالأجناس الأدبية في معظم رواياته ، فمثلا قرأنا المشهدية و الرسائل و السرد في مقتل بائع الكتب ، و في فسحة للجنون تجلت عبقرية الكاتب إذ استطاع أن يقحم القارئ في عقل الشخصية حيث حكمتها و جنونها ، ماضيها و حاضرها . كنت أجد الفصول مبهرة و شديدة التأثير و اللغة ناجحة في ايصال كل الحالات النفسية المبطنة للشخصيات .
ب :المجموعات القصصية :
-مرصد المتاهة / إستبرق أحمد - أفراح الهندال - سوزان خواتمي :
تجربة متفردة جدا في النصوص القصصية ، يستحق كل نص أن يُعتنى به و تُستقرأ جوانبه . أحببت النصوص : طرحا و لغة و إشارات ، أحببت الغضب للإنسان و الأسف على التضييع . باختصار مجموعة ذكية جدا .
جـ : أدب الناشئة :
-رجال صغار / لويزا ماي إلكوت :
أرجح أن الكتابة للناشئة تتطلب جهدا مضاعفا من الكاتب حتى لا يقع في فخ الوعظ و لا في فخ الاستسهال ، طبيعة الناشئة تفترض أحداثا مقنعة لتمرير الرسائل العميقة ، و هذا النص من ضمن التجارب الراقية و الجاذبة الموجهة لهذه الفئة .
د : الشعر :
أعترف أني حددت من قراءة الشعر هذا العام ، سابقا كنت أقرأ ما لا يقل عن ثلاث قصائد في الأسبوع ، و لابد أن يستضيف شهري ديوانا حديثا لتجارب أحد الشعراء .
>>Click here to continue<<