TG Telegram Group & Channel
قراءات | United States America (US)
Create: Update:

" مهمة صعبة أن تضرب مرارا على رأسك لترى الحياة كما لو كنت لم ترها من قبل . كانت حياتي ثقبا صغيرا ، كلما حان يوم ميلادي اتسع أكثر . لا أدري كيف تبدلت صورة الحياة أمامي ؟ أم أنا فقط من ينظر إليها بطريقة مشوهة "
.
.
إنها مهمة صعبة بصدق ، أن يُحاول الإنسان - في فرصة الحياة- أن يمارس استيعابا حقيقيا لذاته و لما حوله ، و في رواية " لم أعد إنجليزيا يا أبي - يقدّم الكاتب أحمد الزمام هذه المحاولة عبر تجربة روائية لها طابعها الخاص ، إذ اعتنت الرواية بمأزق الإنسان ، عبر شخصية البطل " خالد " منذ طفولته إلى أثره الباقي بعد موته ، و مسّت أبعاده كلها ، بداية من القالب الشكلي الذي يتفرد بطبيعته حيث ضمّن الكاتب وصفا لملامح البشرة و الشعر و العينين بنسق متعمد و مدروس و إلى القلب و اعتملاته و الفكرة و حروبها و أخيرا السلوك .
.
.
قدم الناص الرواية عبر مئتي صفحة من القطع المتوسط ، مليئة بالأحداث و الأفكار و التحولات ، متنوعة الأماكن - بيئة الصراع - و مناقِشة لأدوار هذا الكائن و ما يمكن أن يفاجئ به ذاته حين يقع تحت ضغط ما .
يقول الكاتب في صفحة ٥٤ :
"هذا الإنسان الذي نبحث عنه فينا يغرق بحيوانيته حين يغضب "
و إذ قدّم الناص شخصية خالد بتناقضاتها ، تبدلاتها ، ركونها للفضيلة و نقيض ذلك ، فإنه من خلالها يحرض القارئ على الوقوف على حواف المكاشفات المتوالية مع الذات .
.
ناقش الناص أيضا موضوعات ثقافية تنم عما يعتني به الكاتب ، و قدّم رؤى فلسفية عديدة تجاه قضايا الراهن ، اللغة و الكتابة و الانتماء و الثقافة و تعريفها ، كما تسلل مع القارئ إلى مواطن الفساد الإداري و كشف عورات عديدة في الذات و أجهزة النظام الداخلي لما يقوم عليه الوطن .
فمن خلال تواجد خالد في عنابر السجن تكشفت العديد من صور الاستغلال ومن خلال مناقشة خالد مع طلسم تبينت ملامح الحياة الثقافية ، حتى حين تعرض لمناقشة رواية الكوكب الأخضر بين الناص رؤاه الخاصة المتعلقة بآلية القراءة .
.
.
الشخصيات:
قدّمت الرواية عدة شخصيات كان لها الأثر البليغ في مسار الرواية ، حتى تلك الهامشية كالحصني أو أبي حسين الأسود أو الديناصور و غيرهم من الشخصيات .لكن ربما تكون شخصية الأب هي الشخصية الأكثر تأثيرا ، و لا أعني هنا أب خالد فقط ، و إن كان حاضرا في كل فصول الرواية إنما أعني خالد الأب أيضا ، فالكاتب بدأ الرواية بالدور الأبوي و ختمها به و أعتقد أن في ذلك إشارة مقصودة لأثر التكوين الأول للذات .
أعتقد أن الرواية اشتملت على شخصيات الحياة الأهم ، فحتى المرأة المعنفة وجدت لها مكانا عن طريق شخصية سلمى ، و في عنابر السجن التقى القارئ بشخصيات متنوعة .
.
.
اللغة :
للكاتب لغته الخاصة ، الواضحة ، المتناسبة مع روح العمل .
توقفت عند آلية التقديم بحيث سُردت بعض المقاطع - و ليست الفصول الكاملة - بلسان الراوي العليم و من ثم انتقل السرد ليسيل على لسان الشخصية ، لكني أعتقد أن ذلك لم يحل بين المتلقي و النص و إن سبب بعض الإرباك في مواطن معينة .

" مهمة صعبة أن تضرب مرارا على رأسك لترى الحياة كما لو كنت لم ترها من قبل . كانت حياتي ثقبا صغيرا ، كلما حان يوم ميلادي اتسع أكثر . لا أدري كيف تبدلت صورة الحياة أمامي ؟ أم أنا فقط من ينظر إليها بطريقة مشوهة "
.
.
إنها مهمة صعبة بصدق ، أن يُحاول الإنسان - في فرصة الحياة- أن يمارس استيعابا حقيقيا لذاته و لما حوله ، و في رواية " لم أعد إنجليزيا يا أبي - يقدّم الكاتب أحمد الزمام هذه المحاولة عبر تجربة روائية لها طابعها الخاص ، إذ اعتنت الرواية بمأزق الإنسان ، عبر شخصية البطل " خالد " منذ طفولته إلى أثره الباقي بعد موته ، و مسّت أبعاده كلها ، بداية من القالب الشكلي الذي يتفرد بطبيعته حيث ضمّن الكاتب وصفا لملامح البشرة و الشعر و العينين بنسق متعمد و مدروس و إلى القلب و اعتملاته و الفكرة و حروبها و أخيرا السلوك .
.
.
قدم الناص الرواية عبر مئتي صفحة من القطع المتوسط ، مليئة بالأحداث و الأفكار و التحولات ، متنوعة الأماكن - بيئة الصراع - و مناقِشة لأدوار هذا الكائن و ما يمكن أن يفاجئ به ذاته حين يقع تحت ضغط ما .
يقول الكاتب في صفحة ٥٤ :
"هذا الإنسان الذي نبحث عنه فينا يغرق بحيوانيته حين يغضب "
و إذ قدّم الناص شخصية خالد بتناقضاتها ، تبدلاتها ، ركونها للفضيلة و نقيض ذلك ، فإنه من خلالها يحرض القارئ على الوقوف على حواف المكاشفات المتوالية مع الذات .
.
ناقش الناص أيضا موضوعات ثقافية تنم عما يعتني به الكاتب ، و قدّم رؤى فلسفية عديدة تجاه قضايا الراهن ، اللغة و الكتابة و الانتماء و الثقافة و تعريفها ، كما تسلل مع القارئ إلى مواطن الفساد الإداري و كشف عورات عديدة في الذات و أجهزة النظام الداخلي لما يقوم عليه الوطن .
فمن خلال تواجد خالد في عنابر السجن تكشفت العديد من صور الاستغلال ومن خلال مناقشة خالد مع طلسم تبينت ملامح الحياة الثقافية ، حتى حين تعرض لمناقشة رواية الكوكب الأخضر بين الناص رؤاه الخاصة المتعلقة بآلية القراءة .
.
.
الشخصيات:
قدّمت الرواية عدة شخصيات كان لها الأثر البليغ في مسار الرواية ، حتى تلك الهامشية كالحصني أو أبي حسين الأسود أو الديناصور و غيرهم من الشخصيات .لكن ربما تكون شخصية الأب هي الشخصية الأكثر تأثيرا ، و لا أعني هنا أب خالد فقط ، و إن كان حاضرا في كل فصول الرواية إنما أعني خالد الأب أيضا ، فالكاتب بدأ الرواية بالدور الأبوي و ختمها به و أعتقد أن في ذلك إشارة مقصودة لأثر التكوين الأول للذات .
أعتقد أن الرواية اشتملت على شخصيات الحياة الأهم ، فحتى المرأة المعنفة وجدت لها مكانا عن طريق شخصية سلمى ، و في عنابر السجن التقى القارئ بشخصيات متنوعة .
.
.
اللغة :
للكاتب لغته الخاصة ، الواضحة ، المتناسبة مع روح العمل .
توقفت عند آلية التقديم بحيث سُردت بعض المقاطع - و ليست الفصول الكاملة - بلسان الراوي العليم و من ثم انتقل السرد ليسيل على لسان الشخصية ، لكني أعتقد أن ذلك لم يحل بين المتلقي و النص و إن سبب بعض الإرباك في مواطن معينة .


>>Click here to continue<<

قراءات




Share with your best friend
VIEW MORE

United States America Popular Telegram Group (US)