TG Telegram Group & Channel
قراءات | United States America (US)
Create: Update:

ثم قدّم الناص حمام الدار ، العمل الذي قفز فيه الكاتب على توقعات القارئ عبر اشتغال ذكي و لامع ليُنطق من خلاله صمت الأشياء و الكائنات و يشغل فكرة المتلقي أيضا.
في حمام الدار لم تكن البطولة للحمام فقط ، فقد شاطرت الحمامات المُسافرة كائنات أخرى في بطولة العمل ، و في الواقع لم تكن الكائنات الأخرى -هنا - محصورة بالرمزية بل لنقل : امتدت لتّقدم ما يمكن أن يُسمى برمزية الرمزية !
ففي النص كان الكائن يقدم كرمز ثم كتجسيد ليخلق حالة من التصوّر الحسي و الشعوري في الوعي ، فتارة تكون قطنة خادمة مستضعفة و مستغلة و تارة تكون شاة بيضاء و تارة تكون امرأة متمردة و مُحرضة على الخلاص من سطوة الكاتب و في لحظة ما ممكن أن تكون كلهم معا ، و لا يُعلم إلى ماذا يُمكن أن تؤول بعد ذلك .
" كُنتُ مطرقة مترددة وقت قطّب مؤلفنا حاجبيه .نظر إليّ شاخصا. تمتم : مممممـ هذه أنت يا قطنة! هززتُ رأسي . حدثيني عنكِ و عما يجري هنا . أجفلت ُ . أنا ! فرّ صوتي . ابتلعتُ ريقي قبل أن أُردف . كيف لي أن أعرف مالا تعرف ؟"
حمام الدار ص : ٨٨
فالكاتب هنا قد تجاوز تجريب الأنسنة ، و لم تعد الكائنات محصورة في إيطار الرمزية بل تعدى إلى مستويات أعلى من التأثير .

أما في ناقة صالحة ، فالأمر أخذ بُعدا أعمق ، فقد اعتمد الناص توزيع الحكاية على الشخوص كـ نظائر ، فهنالك صالحة الثكلى و هنالك ناقتها ( الخلوج ) ، و ذلك التسانخ المُتقن بين الحياتين ، اليُتم و التقادم و الارتباط و الأمومة و الجوع ثم التيه و الفقد . ثم يدور بنا العمل لتكنيك آخر اعتمده الناص لتوريد فكرة الغربة و النفي و الهجرة ، و هو ربط رغاء الناقة و ما يحمله من رمزيات قديمة وُظفت في الأدب العربي و الشعبي أيضا بـ قصائد دخيل بن أسمر " الشخصية التي خلقها حرف الرواية و صدّقنا و اعتقدنا بوجودها " ثم بقصائد الشاعر دخيل خليفة ، هذا الرغاء المشبع بالحنين و لوعة الفقد ماذا يمكن أن يحمل؟ أيكون هو عينه بوح القصيدة في بُعد آخر من التلقي؟

-أشياء المكان و الزمان :
من الممكن أن يتم تقسيم روايات سعود السنعوسي وفق هذه الأزمنة :
⁃ الماضي : كما في ناقة صالحة .
⁃ المعاصر : كما في ساق البامبو و سجين المرايا .
⁃ المستقبل التخيلي كما في فئران أمي حصة.
⁃ اللازمن : كما في حمام الدار .
و من الملاحظ أن الروايات كلها أرفدت صورة المكان بتأثيث ذكي يتناغم مع الزمان و مستلزماته ، فالسرد في ناقة صالحة يستدعي أشياء الصحراء فنكاد نسمع حواراتها التي تتضافر مع الشخصيات و الحدث ليكتمل العمل ، كل مكونات الصحراء تحكي، الرمل ، رمث النار ، الأعشاب المتصبرة ، ثم بيت الشّعر و النار الأليفة قربه ، المزودة التي يحملها أهل البادية ، ترسم في أخيلة المتلقى صورها و تهمس في روعه ببوحها الخاص ، و حين ينتقل " دخيل " من البادية إلى إمارة الكويت نجد أيضا أن المكان يعبّر عن نفسه بخصوصياته و أُناسه .
بوح الأشياء هذا نتلقاه في كل أعمال الناص بفنية عالية ، ليُحيلنا لحالة التماس الحميم مع روح العمل .

ثم قدّم الناص حمام الدار ، العمل الذي قفز فيه الكاتب على توقعات القارئ عبر اشتغال ذكي و لامع ليُنطق من خلاله صمت الأشياء و الكائنات و يشغل فكرة المتلقي أيضا.
في حمام الدار لم تكن البطولة للحمام فقط ، فقد شاطرت الحمامات المُسافرة كائنات أخرى في بطولة العمل ، و في الواقع لم تكن الكائنات الأخرى -هنا - محصورة بالرمزية بل لنقل : امتدت لتّقدم ما يمكن أن يُسمى برمزية الرمزية !
ففي النص كان الكائن يقدم كرمز ثم كتجسيد ليخلق حالة من التصوّر الحسي و الشعوري في الوعي ، فتارة تكون قطنة خادمة مستضعفة و مستغلة و تارة تكون شاة بيضاء و تارة تكون امرأة متمردة و مُحرضة على الخلاص من سطوة الكاتب و في لحظة ما ممكن أن تكون كلهم معا ، و لا يُعلم إلى ماذا يُمكن أن تؤول بعد ذلك .
" كُنتُ مطرقة مترددة وقت قطّب مؤلفنا حاجبيه .نظر إليّ شاخصا. تمتم : مممممـ هذه أنت يا قطنة! هززتُ رأسي . حدثيني عنكِ و عما يجري هنا . أجفلت ُ . أنا ! فرّ صوتي . ابتلعتُ ريقي قبل أن أُردف . كيف لي أن أعرف مالا تعرف ؟"
حمام الدار ص : ٨٨
فالكاتب هنا قد تجاوز تجريب الأنسنة ، و لم تعد الكائنات محصورة في إيطار الرمزية بل تعدى إلى مستويات أعلى من التأثير .

أما في ناقة صالحة ، فالأمر أخذ بُعدا أعمق ، فقد اعتمد الناص توزيع الحكاية على الشخوص كـ نظائر ، فهنالك صالحة الثكلى و هنالك ناقتها ( الخلوج ) ، و ذلك التسانخ المُتقن بين الحياتين ، اليُتم و التقادم و الارتباط و الأمومة و الجوع ثم التيه و الفقد . ثم يدور بنا العمل لتكنيك آخر اعتمده الناص لتوريد فكرة الغربة و النفي و الهجرة ، و هو ربط رغاء الناقة و ما يحمله من رمزيات قديمة وُظفت في الأدب العربي و الشعبي أيضا بـ قصائد دخيل بن أسمر " الشخصية التي خلقها حرف الرواية و صدّقنا و اعتقدنا بوجودها " ثم بقصائد الشاعر دخيل خليفة ، هذا الرغاء المشبع بالحنين و لوعة الفقد ماذا يمكن أن يحمل؟ أيكون هو عينه بوح القصيدة في بُعد آخر من التلقي؟

-أشياء المكان و الزمان :
من الممكن أن يتم تقسيم روايات سعود السنعوسي وفق هذه الأزمنة :
⁃ الماضي : كما في ناقة صالحة .
⁃ المعاصر : كما في ساق البامبو و سجين المرايا .
⁃ المستقبل التخيلي كما في فئران أمي حصة.
⁃ اللازمن : كما في حمام الدار .
و من الملاحظ أن الروايات كلها أرفدت صورة المكان بتأثيث ذكي يتناغم مع الزمان و مستلزماته ، فالسرد في ناقة صالحة يستدعي أشياء الصحراء فنكاد نسمع حواراتها التي تتضافر مع الشخصيات و الحدث ليكتمل العمل ، كل مكونات الصحراء تحكي، الرمل ، رمث النار ، الأعشاب المتصبرة ، ثم بيت الشّعر و النار الأليفة قربه ، المزودة التي يحملها أهل البادية ، ترسم في أخيلة المتلقى صورها و تهمس في روعه ببوحها الخاص ، و حين ينتقل " دخيل " من البادية إلى إمارة الكويت نجد أيضا أن المكان يعبّر عن نفسه بخصوصياته و أُناسه .
بوح الأشياء هذا نتلقاه في كل أعمال الناص بفنية عالية ، ليُحيلنا لحالة التماس الحميم مع روح العمل .


>>Click here to continue<<

قراءات




Share with your best friend
VIEW MORE

United States America Popular Telegram Group (US)