نحو الاكتمال
لمحة في نص مدينة بنصف قلب
لـ بثينة العيسى .
.
.
هنالك نصوص تتضمن رسائل عميقة لكنها تعمد إلى آلية سلسة للتقديمها عبر مكونات أشبه بنقاط تجر انتباه المتلقي .
تحضرني رواية الطائر الأبيض في البلاد الرمادية لـ إستبرق أحمد @estabraq_ahmad1 و التي تظهر في للوهلة الأولى بمكونات سردية من أشياء عالم الطفل ( قطقوط و فروفور و طائر و عمود إنارة شائخ ) بينما هي تحفر في عمق الإنسان لتتحدث عن قضاياه .
نص مدينة بنصف قلب للروائية أ بثينة العيسى نص مراوغ كذلك ، حجمه المركز و جُمله البسيطة تشبه نقاطا مضيئة في العتمة ، مُرشدة و محيرة في وقت واحد و محفزة على التفكير .
يُحيلنا النص في المستوى الأول للتلقي إلى مدينة غرائبية لكننا بعد التعرف على النص نتأكد إننا في حضرة مدينة شديدة التماس بحيواتنا . مدينة بنصف قلب ، أي أنها تُعطّل قسما من الشعور .. قسما من الحياة ، و ترتضي بالعيش المجزوء .
أشعر أن النص يقول لي أن الإنسان يرى فقط ما يريد أن يراه ، و يشكل قناعاته و اعتقاداته و ممارساته و أفكاره أيضا وِفق هذه الرؤية ، و الرسالة الهامة هنا أن نفتح أعيننا أكثر .. ربما .
.
.
أحببت اشتغال الناصة على شخصية الطفل الذي لم يقنع بهيمنة الفكرة الطاغية على الأفكار الأخرى ، و أحببت تقنية السرد إذ كانت الناصة تؤكد في أكثر من موضع أن هذا الطفل وحيد ، وحده كان خائفا ، ووحده استمع لمشاعر الخوف الحبيسة خلف السور ، و بالنهاية وحده استطاع تحريرها و إحياء النصف المعطل من الحياة للاكتمال . ربما كان الطفل هنا هو الضمير الحي ، أو الفطرة السليمة النقية ، أو ربما البصيرة التي لم تتلوث بعد .
.
.
هذا النص ممتد ، يخبرنا أن لكل شعور مكان في حياتنا ، و ربما لكل شيء غاية ، لكل شيء معنى .
>>Click here to continue<<