مشي سريع لـ حسين خليل :
أقدّر - بكل غبطة- النصوص المقدمة لمكتبة النشء ، و بالذات تلك التي تحترم شغف القارئ - اليافع - و لا تستغفله بنصوص مقيدة بالوعظ أو الاستسهال .
رواية مشي سريع للكاتب حسين خليل و الصادرة عن دار رؤى من الروايات الجميلة و المُعتنية بأدب الناشئة ، و التي تحكي قصة الشاب هود ، و تسرد انعطافا هاما يحدث في حياته فيعيد تشكيلها من جديد .
ثمانية أيام هي عامل الزمن الذي تقوم عليه الرواية ، و يتداخل معها اختزان الذاكرة ، يعرض الناص من خلالها أهم الأمور التي تتقاطع مع حياة المراهق و مآزقه الذاتية ، بجرأة ، ووضوح ، و إمتاع ، و تحفيز من خلال حبكة نَشطة تدفعه للمضي في قراءة الرواية .
.
.
الشخصيات :
هود هو الشخصية المحورية للنص ، شاب دون السادسة عشر ، يروي حكاياه في البيت و المدرسة و بيوت الأقارب .
و أعجبني جدا اشتغال الكاتب على تقديم النص بمكونات من قلق عالم المراهق ، و تكوين عالم مؤثر عبر أشياء و اهتمامته ، و أسئلته أيضا .
ترد في النص أيضا شخصية سلوم الملفتة و التي تعرض نموذجا آخر من مربع الشخصيات و التي عالج وجودها المؤلف بدقة .
من الشخصيات المؤثرة أيضا شخصية الأب بتناقضها و عفويتها و حقيقتها المقدمة دون تكلف ، و الأم ، و أيضا الأستاذ ، و أخيرا التوأم محمود الذي اقتنص الناص كينونته ليقدم رسائل جميلة جدا عن أهمية علاقة الأخوة و تأثير الاستقرار الأسري بشكل عام .
.
.
اللغة :
قُدم العمل بلغة سلسة تناسب المتلقي المفترض ، كما شغل العمل العديد من الحوارات السيالة التي خدمت الحبكة و عززت المشهدية الماتعة .
.
.
أعتقد أن هذا العمل لا يُحصر في دائرة القارئ الناشئ ، بل يمتد إلى الآباء و المربين لاحتوائه على العديد من الرسائل التربوية الشاغلة لذهن المراهق ، و أسئلته الحيوية ، و احتوائه أيضا على خطوات جميلة قدمها الكاتب من خلال تفاعل شخصية الأم مع " هود " و مبادئ العقاب و الثواب الممارسة .
>>Click here to continue<<