TG Telegram Group & Channel
قراءات | United States America (US)
Create: Update:

جراح الهوية
نظرة في رواية قيد الدرس لـ لنا عبدالرحمن

لم تكن مصادفة أن أصل إلى قناعتي الموجعة في رواية الدكتورة لنا عبدالرحمن " قيد الدرس " و الصادرة عن دار الآداب ، قناعتي بتطابق آلام جراح مشكلة الهوية و الانتماء ، مهما تبدل المكان و المناخ و تعددت الشخوص .
.
.
عندما أتصفح الرواية و أنتقل من فصل لآخر يدهشني التشابه حد الاطمئنان ، و أجد أبطال الرواية يخرجون من الورق بصلصال آدمي مفهوم لتتم إحالتي إلى بؤرة المعاناة ، مكانها / أفرادها .
فتجرية الأسرة " أسرة نجوى " محور الرواية ، بأفرادها الحاملين هوية " قيد الدرس " و التي تتشابه كثيرا مع الأحوال الفجيعة للبدون عززت قناعتي ، فالأسرة تخرج من بيروت لدير الزور حيث بيوت الصفيح و لعل هذه المكونات الروائية تتقاطع مع رواية هنادي الشمري " صفيح " ، و تمر على هذه الأسرة تحولات عديدة أساسها و وقودها هوية قيد الدرس التي لا تضمن صاحبها ضمن انتماء ما .
أسرة نجوى ابنة عواد الكردي المتجول و المتزوجة من باسم عبدالله المناضل الذي هربت به أمه من قرية " قَدس " إلى مخيمات اللاجئين بلبنان و ماتت عنه في سن الثامنة عشر ، هذه الأسرة يحمل أفرادها هوية قيد الدرس ، فيتيهون في طرائق الانتماء ، الزوجة و الأطفال فتحوا أعينهم على بيروت وطنا أليفا ، و باسم الأب يغطس في حروبه : الذاتية و الإقليمية لينبش عن سؤال الانتماء فيضيع في الخارطة .
.
.
١/تأثير المكان :
دارت أحداث الرواية في أمكنة متعددة ، لكن منطقة
" دير السرو " كان لها التأثير الأكبر ، حيث بيوت الصفيح و النسيج السكاني المكون من البدو و الغجر الرُّحل ، و حتى الميسورين أصحاب القصور مثل أسرة الفتاة المترفة "سماء" .
كان تواجد عالمين منفصلين في ذات المنطقة له تأثيره المبطن في أعماق شخصيات الرواية ، فـ " ليلى" بنت الأسرة الحاملة لهوية قيد الدرس و الحائزة على المركز الأول في المدرسة و القادمة من بيروت تخجل من باص المدرسة حين ينتظرها صباحا قرب البيت المتواضع .
و حسّان / الأخ ترفض خطبته لنسرين زميلته في المدرسة لأن أباها يؤكد ضرورة انتسابه لعشيرة كبيرة لم تبعثر أفرادها قرية مثل " عدس " .
.
.
٢/ لمحة عن الشخصيات :
قرأت لدكتورة لنا ثلاث روايات بتوالي : ثلج القاهرة ، أغنية لمارجريت ، قيد الدرس و كنت قد قرأت لها تلامس قبل سنوات ، و في كل تجربة أخرج بشخصيات محترفة التشكيل ، تدهشني لكني أصدق بوجودها .
في رواية قيد الدرس شخصيات عديدة محورية و ثانوية و كلها كانت حقيقية مؤثرة و لو حضرت بخفوت في الرواية .
فنجوى الأم السلبية الباردة الأعصاب ، ترى حياتها تتداعى أمام عينيها لكنها لا تحرك ساكنا و تكتفي بندب حظها مما ينسحب على صحتها و عظامها.
و الأخ الأصغر حسن الذي يتيه في درب الارهاب باحثا عن الله في الطريق الخطأ ، و الذي يحمّل الأب كل أوزار الأسرة بينما يكرر هو تجربته بحذافيرها !
و أعتقد أن هذا لب الرواية ، فرار / تطابق الحيوات ، و تلك المناورة بين الجذور و الفروع .
.
.
٣/ اللغة و التقديم :
لغة الرواية جميلة جدا ، تمثل إحالة لعوالمها ، حتى الحوارات تنقل المتلقي بخفة إلى كينونة الشخصية و آفاق تفكيرها و حدودها أيضا .
سمحت الناصة لشخصية ليلى و شخصية حسّان بالحديث ، بسرد فصول كاملة من الرواية ، بطريقة تقنع المتلقي بالتحولات الطارئة و العميقة في كل شخصية بين ليلى الطفلة مثلا و ليلى الأم و الزوجة المتعبة و القديسة المضحية .
هذا التقديم أسس متانة السرد في الرواية .

جراح الهوية
نظرة في رواية قيد الدرس لـ لنا عبدالرحمن

لم تكن مصادفة أن أصل إلى قناعتي الموجعة في رواية الدكتورة لنا عبدالرحمن " قيد الدرس " و الصادرة عن دار الآداب ، قناعتي بتطابق آلام جراح مشكلة الهوية و الانتماء ، مهما تبدل المكان و المناخ و تعددت الشخوص .
.
.
عندما أتصفح الرواية و أنتقل من فصل لآخر يدهشني التشابه حد الاطمئنان ، و أجد أبطال الرواية يخرجون من الورق بصلصال آدمي مفهوم لتتم إحالتي إلى بؤرة المعاناة ، مكانها / أفرادها .
فتجرية الأسرة " أسرة نجوى " محور الرواية ، بأفرادها الحاملين هوية " قيد الدرس " و التي تتشابه كثيرا مع الأحوال الفجيعة للبدون عززت قناعتي ، فالأسرة تخرج من بيروت لدير الزور حيث بيوت الصفيح و لعل هذه المكونات الروائية تتقاطع مع رواية هنادي الشمري " صفيح " ، و تمر على هذه الأسرة تحولات عديدة أساسها و وقودها هوية قيد الدرس التي لا تضمن صاحبها ضمن انتماء ما .
أسرة نجوى ابنة عواد الكردي المتجول و المتزوجة من باسم عبدالله المناضل الذي هربت به أمه من قرية " قَدس " إلى مخيمات اللاجئين بلبنان و ماتت عنه في سن الثامنة عشر ، هذه الأسرة يحمل أفرادها هوية قيد الدرس ، فيتيهون في طرائق الانتماء ، الزوجة و الأطفال فتحوا أعينهم على بيروت وطنا أليفا ، و باسم الأب يغطس في حروبه : الذاتية و الإقليمية لينبش عن سؤال الانتماء فيضيع في الخارطة .
.
.
١/تأثير المكان :
دارت أحداث الرواية في أمكنة متعددة ، لكن منطقة
" دير السرو " كان لها التأثير الأكبر ، حيث بيوت الصفيح و النسيج السكاني المكون من البدو و الغجر الرُّحل ، و حتى الميسورين أصحاب القصور مثل أسرة الفتاة المترفة "سماء" .
كان تواجد عالمين منفصلين في ذات المنطقة له تأثيره المبطن في أعماق شخصيات الرواية ، فـ " ليلى" بنت الأسرة الحاملة لهوية قيد الدرس و الحائزة على المركز الأول في المدرسة و القادمة من بيروت تخجل من باص المدرسة حين ينتظرها صباحا قرب البيت المتواضع .
و حسّان / الأخ ترفض خطبته لنسرين زميلته في المدرسة لأن أباها يؤكد ضرورة انتسابه لعشيرة كبيرة لم تبعثر أفرادها قرية مثل " عدس " .
.
.
٢/ لمحة عن الشخصيات :
قرأت لدكتورة لنا ثلاث روايات بتوالي : ثلج القاهرة ، أغنية لمارجريت ، قيد الدرس و كنت قد قرأت لها تلامس قبل سنوات ، و في كل تجربة أخرج بشخصيات محترفة التشكيل ، تدهشني لكني أصدق بوجودها .
في رواية قيد الدرس شخصيات عديدة محورية و ثانوية و كلها كانت حقيقية مؤثرة و لو حضرت بخفوت في الرواية .
فنجوى الأم السلبية الباردة الأعصاب ، ترى حياتها تتداعى أمام عينيها لكنها لا تحرك ساكنا و تكتفي بندب حظها مما ينسحب على صحتها و عظامها.
و الأخ الأصغر حسن الذي يتيه في درب الارهاب باحثا عن الله في الطريق الخطأ ، و الذي يحمّل الأب كل أوزار الأسرة بينما يكرر هو تجربته بحذافيرها !
و أعتقد أن هذا لب الرواية ، فرار / تطابق الحيوات ، و تلك المناورة بين الجذور و الفروع .
.
.
٣/ اللغة و التقديم :
لغة الرواية جميلة جدا ، تمثل إحالة لعوالمها ، حتى الحوارات تنقل المتلقي بخفة إلى كينونة الشخصية و آفاق تفكيرها و حدودها أيضا .
سمحت الناصة لشخصية ليلى و شخصية حسّان بالحديث ، بسرد فصول كاملة من الرواية ، بطريقة تقنع المتلقي بالتحولات الطارئة و العميقة في كل شخصية بين ليلى الطفلة مثلا و ليلى الأم و الزوجة المتعبة و القديسة المضحية .
هذا التقديم أسس متانة السرد في الرواية .


>>Click here to continue<<

قراءات




Share with your best friend
VIEW MORE

United States America Popular Telegram Group (US)