سيدات القمر لـ جوخة الحارثية تجربة جميلة تقوم على السرد المتقطّع المتحرر من خط الزمان ، رغم تعزيز حضور المكان ( العوافي ) و الخوض في غماره و طبقات أفراده .
أعجبني إيراد قضية الرق ، و إظهار الكثير من ملامح حيوات العبيد على سطح الرواية لكني شعرت أن العمل قادر على إعطاء المزيد من تلك الملامح ، كما أحببت غوص الكاتبة بكينونة العديد من النساء وردود أفعالهن و تحولاتهن بلغة مدهشة و نافذة و ممتعة .
الرواية جميلة والتكنيك السردي ذكي لكن تولدت لدي عند القراءة بعض الملاحظات :
- شعرت أن الشخصيات لم تصل إلى مستوى الإشباع ، ثمة نواقص كثيرة في رسم تفاصيلها و ملامحها و لا أعني أن الكاتب مطالب بوصف تفصيلي لكن الشخصيات المقدمة أو بعضها للإنصاف تحتاج للمزيد من الاشتغال .
- النهاية ، أعتقد أن النهاية بحاجة للمزيد من الكتابة ، حين أنهيت الرواية بدت لي النهاية مفتعلة و لا تخدم سير الأحداث و لا تحقق لي فكرة الاطمئنان بعد ملاحقة التصاعد في السرد ، و على العموم لم تقدّم الكاتبة الرواية بهذه التقنية ، تقنية مطاردة الحدث ، بالأساس لم يكن هنالك حدث يود المتلقي معرفته باستثناء قضية موت أم ( عبد الله ) ، و شعرت أن النص كان بحاجة لتعزيز هذه القضية حتى يكون للرواية سؤال يستحق المطاردة .
- الرواية كانت تقدّم النهايات ، بسرعة ، بالطبع لم تكن النهايات منطفئة لكنها بحاجة للمزيد من البريق ، بمعنى أن المتلقي منذ الصفحات الأولى عرف أن لندن ستطلق و عرف أن ابن ظريفة سيسافر للكويت و عرف أن خولة ستتزوج بابن عمها ، لكن الفصول اللاحقة كانت تَرِد فقط لتخبرنا كيف حصل ذلك .
و هذه تقنية جميلة لكني وودت أن تقدم بمزيد من أدوات إثارة فضول القارئ .
هذه الرواية عمل مقدر و تبقى هنالك بعض رؤى خاصة و تذوق يختلف من شخص لآخر .
>>Click here to continue<<