نظرة عمياء للغيب الملون
سحر القصيدة يكمن في اشتياق العودة إليها ، و التجوّل في غنّاء حروفها مرة أخرى ، و أعتقد أن هذا ما يراهن عليه أي ديوان شعري .
في ديوان : نظرة عمياء للغيب الملون للشاعر محمد الصفار ، وجدت أن القصائد تستبقيني ، و تلّح عليّ للعودة مرارا .
.
.
كنت قد قرأت للشاعر المكرم العديد من النصوص عبر النشر الافتراضي ، ووجدت هذه التجربة الورقية ذات تأثير معاضد و مُكمل ، و هي تجربة جميلة تضافر فيها جمال النص مع لوحة الغلاف المعبرة .
.
.
كل قصيدة لها صوتها الخاص ، تستحق قراءة منفردة ، لكن إن نظرنا إلى الديوان كوحدة عضوية واحدة نجد أن الشاعر ينطلق من المعنى المألوف إلى صورة متجددة ،
فالشاعر يشتغل في هذا المجموعة كلها على معنى واسع ، مألوف و مفهوم ، مُستقى من العاطفة ، لكنه يطوّر هذا الحب المألوف عبر صور شعرية جميلة الابتكار ، تخرج من فضاء التلقي العادي إلى سِعة تأملية أكبر ، رغم أنه يستخدم رموزا تُعد مفهومة ، و أعتقد أن هذا أمر بالغ الجمال في الديوان .
يقول الشاعر في قصيدة " خيول الضوء السابحة في اليقين " :
.
- بك خيلٌ مشى علو قلب شعري
سمع الحرف مُذ مشى منه ضبحا
.
إن سلمان في فؤادي تجلى
طفح الحب فيّ مذ كان رشحا
.
حلّقت روح ميثم حينما جنحانه
كُسرت على النخل ذبحا.
.
و هذا مثال من أمثلة عدة . .
أعتقد بالفعل أن هذه التجربة مميزة ، و ملفتة ، و أجد أن الشاعر استطاع رغم قيود القصيدة العمودة أن يخرج بصور شاسعة و رحيبة تأخذ المتلقي إلى عالم معناها بتحرر تام و ابتكار .
>>Click here to continue<<