TG Telegram Group & Channel
قراءات | United States America (US)
Create: Update:

شخصية النص الأساسية و المحركة لعجلته هي شخصية " ابن أزرق" ، الكهل المأزوم ، صاحب إرث الذكريات المرة ، و وقائع الفجائع الآنية ، و التصرفات المريبة و الغير مبررة ، لكن السؤال الذي يُسعى إليه ، هل هو عرزال أم منوال ؟ و أيهما يكتب الآخر ؟ و من منهما الصادق في روايته ؟ أهو عرزال الذي كتب مذكراته مُرمزة ، أم هو منوال الذي سقط في فخ التدليس ؟ كلاهما كاتبان أصاب البكم قلميهما ، و كلاهما يناوش الآخر و يريد علو الكعب عليه ، و كلاهما يسعى في فناء الآخر لتكتمل الرواية .
أعتقد من خلال قراءتي البسيطة و ملاحقتي لتفاصيل الأحجية أن الكاتب الحقيقي هو من قدّم التفسير ـ _ أخيرا_ لكثير من الأمور الشائكة ، و أن الكاتب المزيف فضحته كلمة مثل " أشتاق " في السياق التالي:
" أنا في غرفة المكتب منذ الصباح ، أشكو لزوجتي التي " أشتاق " ضيق صدري و حيرتي في أمري "
أو ربما كما يقول عرزال :
" ذلك الموتور منوال ، المنسوب لأزرق ، الذي كتبتُه مؤلفا كاذبا حتى مقدمته ، يكتب عن نفسه ما يشتيه ، لم يجرؤ على الاعتراف بأنه انفصل عن منيرة ... استدعاها في نصه زورا مُتخايلا أمام قرّاء محتملين " ص 109
و كما يؤكد :
"اذهبي إلى شقة منوال ، دقي جرس بابه ، ادخلي و أخبريه بأنه مجرد شخصية مؤلف ورقية كتبها مؤلف آخر ، حاولي أن تقنعيه لأن يُنهي هذا المخطوط انتحارا تجنبا لمصير الدُّرج السفلي " ص :110
و في المقابل لدينا شخصيات أخرى لها انعكاسات و رمزيات في النص ، العجوز بصيرة التي أظنها صوت مُركز لهواجس و أخيلات منوال ، أفعى الدار التي لا تخون و المتمثلة بـ فايقة العبدة البرصاء ، قطنة ، حمام الدار و هم غائبوها الشائقون ، زينة و رحال ، و الأم : فيروز .
من الشخصيات أيضا " أزرق" الأب المحير ، المحب لزوجته فيروز الساخط عليها ، القاسي على عرزال و المتنصل من منوال ، و لا أعتقد أن الكاتب اختار عنواني " نص لقيط " و " نص نسيب " عبثا ، و لا انتخب دزم مبرر لـ ابن أزرق عينين شهلاوين تشبهان عين العبد الآبق الذي أثار غضب أزرق فطرد كل العبيد بينما أبقى على " فايقة " و ابنتها .
أعتقد – من خلال تتبعي للأحجية _ أن أزرق هنا يرمز لحبر الكتابة ، أو للكتابة بشكل عام ، و أن تلك القسوة البادية من قبل أزرق ما هي إلا امتداد لفكرة الفصل : في لحظة تأمل ، و تعزيزا لمفهوم سلطة الكاتب و هيمنته .
في الرواية :
" لم يعد لي مكان هنا فقد استحوذ أزرق على كل شيء " ص : 87
و فيها أيضا :
" علمته المذكرات أن أزرق البغيض على حق دائما و إن خالف كلامه ما يشتهي " ص 96
بالطبع يبقى هذا اجتهاد مُحاول في متون النص ، و لكل قارئ ضفة ما يسكن إليها ، و على العموم فإن هذا التشخيص قد يقودنا لسؤال المأزق في الرواية : هل الكاتب طاغية ؟ أم أب رؤوف ؟

رواية حمام الدار رواية غنية ، خاصة ، و لا أظن أن مثل هذه القراءة تحيط بها ، و بنقاط جمالها التي يجب أن يُشار إليها ، لكن يبقى أنها تجربة قرائية مميزة ، و منجز يستحق أن تزوره حمامات القلب مرارا .

شخصية النص الأساسية و المحركة لعجلته هي شخصية " ابن أزرق" ، الكهل المأزوم ، صاحب إرث الذكريات المرة ، و وقائع الفجائع الآنية ، و التصرفات المريبة و الغير مبررة ، لكن السؤال الذي يُسعى إليه ، هل هو عرزال أم منوال ؟ و أيهما يكتب الآخر ؟ و من منهما الصادق في روايته ؟ أهو عرزال الذي كتب مذكراته مُرمزة ، أم هو منوال الذي سقط في فخ التدليس ؟ كلاهما كاتبان أصاب البكم قلميهما ، و كلاهما يناوش الآخر و يريد علو الكعب عليه ، و كلاهما يسعى في فناء الآخر لتكتمل الرواية .
أعتقد من خلال قراءتي البسيطة و ملاحقتي لتفاصيل الأحجية أن الكاتب الحقيقي هو من قدّم التفسير ـ _ أخيرا_ لكثير من الأمور الشائكة ، و أن الكاتب المزيف فضحته كلمة مثل " أشتاق " في السياق التالي:
" أنا في غرفة المكتب منذ الصباح ، أشكو لزوجتي التي " أشتاق " ضيق صدري و حيرتي في أمري "
أو ربما كما يقول عرزال :
" ذلك الموتور منوال ، المنسوب لأزرق ، الذي كتبتُه مؤلفا كاذبا حتى مقدمته ، يكتب عن نفسه ما يشتيه ، لم يجرؤ على الاعتراف بأنه انفصل عن منيرة ... استدعاها في نصه زورا مُتخايلا أمام قرّاء محتملين " ص 109
و كما يؤكد :
"اذهبي إلى شقة منوال ، دقي جرس بابه ، ادخلي و أخبريه بأنه مجرد شخصية مؤلف ورقية كتبها مؤلف آخر ، حاولي أن تقنعيه لأن يُنهي هذا المخطوط انتحارا تجنبا لمصير الدُّرج السفلي " ص :110
و في المقابل لدينا شخصيات أخرى لها انعكاسات و رمزيات في النص ، العجوز بصيرة التي أظنها صوت مُركز لهواجس و أخيلات منوال ، أفعى الدار التي لا تخون و المتمثلة بـ فايقة العبدة البرصاء ، قطنة ، حمام الدار و هم غائبوها الشائقون ، زينة و رحال ، و الأم : فيروز .
من الشخصيات أيضا " أزرق" الأب المحير ، المحب لزوجته فيروز الساخط عليها ، القاسي على عرزال و المتنصل من منوال ، و لا أعتقد أن الكاتب اختار عنواني " نص لقيط " و " نص نسيب " عبثا ، و لا انتخب دزم مبرر لـ ابن أزرق عينين شهلاوين تشبهان عين العبد الآبق الذي أثار غضب أزرق فطرد كل العبيد بينما أبقى على " فايقة " و ابنتها .
أعتقد – من خلال تتبعي للأحجية _ أن أزرق هنا يرمز لحبر الكتابة ، أو للكتابة بشكل عام ، و أن تلك القسوة البادية من قبل أزرق ما هي إلا امتداد لفكرة الفصل : في لحظة تأمل ، و تعزيزا لمفهوم سلطة الكاتب و هيمنته .
في الرواية :
" لم يعد لي مكان هنا فقد استحوذ أزرق على كل شيء " ص : 87
و فيها أيضا :
" علمته المذكرات أن أزرق البغيض على حق دائما و إن خالف كلامه ما يشتهي " ص 96
بالطبع يبقى هذا اجتهاد مُحاول في متون النص ، و لكل قارئ ضفة ما يسكن إليها ، و على العموم فإن هذا التشخيص قد يقودنا لسؤال المأزق في الرواية : هل الكاتب طاغية ؟ أم أب رؤوف ؟

رواية حمام الدار رواية غنية ، خاصة ، و لا أظن أن مثل هذه القراءة تحيط بها ، و بنقاط جمالها التي يجب أن يُشار إليها ، لكن يبقى أنها تجربة قرائية مميزة ، و منجز يستحق أن تزوره حمامات القلب مرارا .


>>Click here to continue<<

قراءات




Share with your best friend
VIEW MORE

United States America Popular Telegram Group (US)