التجريب في رواية ديابلوس :
قراءة ذوقية في رواية ديابلوس لـ أحمد محمدي .
.
.
التجريب في العمل الإبداعي لا يعني كسر القواعد بقدر ما يعني اتخاذها محطة مرنة لخلق أساليب فنية مبتكرة .
في ديابلوس نواجه هذا النوع من التجريب الإبداعي حيث يقفز الناص على القواعد بأدوات سردية تحرص على تقديم روح العمل بأبلغ صور التأثير قبل العناية بالقالب .
هنالك ملاحظة بارزة في التلقي المبدئي للرواية :
أن الرواية غير محصورة في مدرسة واحدة ، فهي رواية واقعية لكنها تقوم على أداة خيالية ، و أقصد في الأداة لغة السرد . فالمكان و الزمان و الشخصية الرئيسة و العقدة و الذروة كلها قد مرت بثلاثة أطوار في الرواية ، واضحة و لكنها مرمزة ، و مرمزة لكنها حقيقية ، أما اللغة و هي الأداة الأهم فاتسقت بنحو خيالي ، شعري ، تأملي .
هذه الممازجة لا تعيب الرواية لكنها تجعل تصنيفها ملتبسا و هذا تجريب ذكي لأن الأهم هو إيصال روح العمل .
.
.
- الشخصية /أطوار الكائن :
تتمحور الرواية حول ديابلوس ، الكائن الذي مر بأطوار ثلاث ، الطور الأول و هو الانتظار حيث تتنظر الشخصية وعدا تؤمن به ، بعد التفرغ التام و التنسك الدائم المطلق المجرد في محراب حب الله ، و تظهر هنا شخصية ديابلوس تقطر بالحنان و تصفو على كل المكدرات النفسية .
الطور الثاني هو طور الصدمة حيث تختلف أسس و ملامح حياته و يخسر ابنته في مساومة بين البقاء في العالم التحتي و بين العروج إلى العالم العلوي / المكان الروائي .
و هنا تظهر بعض السمات الأخرى لشخصيته .
الطور الثالث و هو طور الكشف ، حيث تتجلى حقيقة الشخصية و يلتحم المتلقي مع الحدث / المألوف المعروف ، منبهرا بالتقنية المدهشة .
.
.
تُظهر الرواية انطلاق الكاتب من موروث عقدي ، لكن الاشتغال الناجح على الأدوات حوّل الرواية من مادة تقليدية إلى عمل تجريبي .
فقط تمنيت أن تكون الرواية بمستوى المتلقى العادي ، ذلك القارئ الذي لا يريد أن يغرق في إبهام شخصيات غير معرفة ، كـالذي لم يسبق له معرفة ابنة ديابلوس مثلا .
الرواية عموما مؤثرة و أشد ما جذبني الرمزية الذكية في البحث عن ( العلم الناقص ) تلك الكف ذات الأصابع الخمس .
>>Click here to continue<<