TG Telegram Group & Channel
قراءات | United States America (US)
Create: Update:

مواجهة الوجع في أمنية أماني
قصة لـ السيد نون
.
.
يتعامل أدب الطفل مع المرحلة العمرية الأشد حساسية في رحلة الإنسان ، حيث يؤكد علماء النفس حتمية تأثير هذه المرحلة على كيانه و شخصيته و هويته و مآله بشكل عام . و من الهام أن تُناقش قصة الطفل مواجهاته المتعددة و المتشعبة بمعالجة متفهمة تخاطبه أولا ثم تمتد لتمس روحه و روح القارئ الناضج .
تجربة الكاتب الكويتي السيد نون ملفتة بهذا الصدد ، فمن خلال قراءة نتاجه المقدم للناشئة نميّز حرصه على تفعيل مواجهات تلك الفئة العمرية في نصوصه ، بتنوعها ، و تفاصيلها ؛ مرورا بالمناطق التي قلّ عبورها و المآزق التي لم تُناقش بعد .
.
.
التوجيه لقيمة كما طرح في حكاية جرو صغير ، و العثور على حلٍّ لمشكلة كما في منزل صغير جدا ، و النجاة من مشاعر عدم استحقاق ذاتية كما طرح في حلم شجاع ، ثم مواجهة ألم الفقد كما في مسجل نورة ; كل هذا التنوع ساهم في إثراء المكتبة العربية للطفل ، ليجد من خلالها ما يحاور ذاته و يمتعه و يضيء له دربا ما .
.
.
و في قصة أمنية أماني تشعب جميل لمُعضلة الفقد ، حيث أن النص لا يتحدث عن موت عزيز ما ، و مداواة آثار غيابه ، إنما يأخذ قارءه في رحلة تغوص في التناقض بين الحضور و الغياب .
فالنص يطرح قصة الطفلة أماني ، المُحبة لجدها ، و المتعلقة به إذ شغل الكثير من مساحة ذكرياتها المؤثرة في شخصيتها ، تلك الذكريات المُراوحة بين المرح و التجربة و دهشة الاكتشاف . و في انعطاف ما تظهر على الجد علامات مرض الزهايمر ، مما يعرض أماني لصدمة الحاجز السميك الذي صار يفصلها عن جدها المُحب ، فيستعرض النص عبر صور سردية مركزة -تُناسب مُستقبلات تلقي تلك الفئة - معاناة الطفلة و ألمها المتنقل بين الحضور المُقنع و مرارة الغياب .
.
.
لكن من طبيعة نصوص أدب الطفل أن تأخذ بمتلقيها لجهة الإشراق ، و أن تهيّئ كوة لتُسرّب الضوء مهما بلغت عتمة الألم ، و ذلك من شأنه إنشاء جيل يتعلم المواجهة و المقاومة و عدم الانهيار أمام التجارب ، و شكر هبة الموجود قبل الانشغال بالمفقود ، و أعتقد أن هذا ما قدمه السيد نون في هذا النص ، فقد كرّس فكرة الاستمتاع بالهبة ، و الاتكاء على الذكريات الجميلة و مهارة تخزينها ، و على ترسيخ فكرة هامة ، و هي أثر المشاعر الطيبة و إن كانت متوارية خلف حاجز ما .

مواجهة الوجع في أمنية أماني
قصة لـ السيد نون
.
.
يتعامل أدب الطفل مع المرحلة العمرية الأشد حساسية في رحلة الإنسان ، حيث يؤكد علماء النفس حتمية تأثير هذه المرحلة على كيانه و شخصيته و هويته و مآله بشكل عام . و من الهام أن تُناقش قصة الطفل مواجهاته المتعددة و المتشعبة بمعالجة متفهمة تخاطبه أولا ثم تمتد لتمس روحه و روح القارئ الناضج .
تجربة الكاتب الكويتي السيد نون ملفتة بهذا الصدد ، فمن خلال قراءة نتاجه المقدم للناشئة نميّز حرصه على تفعيل مواجهات تلك الفئة العمرية في نصوصه ، بتنوعها ، و تفاصيلها ؛ مرورا بالمناطق التي قلّ عبورها و المآزق التي لم تُناقش بعد .
.
.
التوجيه لقيمة كما طرح في حكاية جرو صغير ، و العثور على حلٍّ لمشكلة كما في منزل صغير جدا ، و النجاة من مشاعر عدم استحقاق ذاتية كما طرح في حلم شجاع ، ثم مواجهة ألم الفقد كما في مسجل نورة ; كل هذا التنوع ساهم في إثراء المكتبة العربية للطفل ، ليجد من خلالها ما يحاور ذاته و يمتعه و يضيء له دربا ما .
.
.
و في قصة أمنية أماني تشعب جميل لمُعضلة الفقد ، حيث أن النص لا يتحدث عن موت عزيز ما ، و مداواة آثار غيابه ، إنما يأخذ قارءه في رحلة تغوص في التناقض بين الحضور و الغياب .
فالنص يطرح قصة الطفلة أماني ، المُحبة لجدها ، و المتعلقة به إذ شغل الكثير من مساحة ذكرياتها المؤثرة في شخصيتها ، تلك الذكريات المُراوحة بين المرح و التجربة و دهشة الاكتشاف . و في انعطاف ما تظهر على الجد علامات مرض الزهايمر ، مما يعرض أماني لصدمة الحاجز السميك الذي صار يفصلها عن جدها المُحب ، فيستعرض النص عبر صور سردية مركزة -تُناسب مُستقبلات تلقي تلك الفئة - معاناة الطفلة و ألمها المتنقل بين الحضور المُقنع و مرارة الغياب .
.
.
لكن من طبيعة نصوص أدب الطفل أن تأخذ بمتلقيها لجهة الإشراق ، و أن تهيّئ كوة لتُسرّب الضوء مهما بلغت عتمة الألم ، و ذلك من شأنه إنشاء جيل يتعلم المواجهة و المقاومة و عدم الانهيار أمام التجارب ، و شكر هبة الموجود قبل الانشغال بالمفقود ، و أعتقد أن هذا ما قدمه السيد نون في هذا النص ، فقد كرّس فكرة الاستمتاع بالهبة ، و الاتكاء على الذكريات الجميلة و مهارة تخزينها ، و على ترسيخ فكرة هامة ، و هي أثر المشاعر الطيبة و إن كانت متوارية خلف حاجز ما .


>>Click here to continue<<

قراءات




Share with your best friend
VIEW MORE

United States America Popular Telegram Group (US)