داوود الفنان : نظرة في أدب الآخر و المختلف .
لـ باسمة الوزان
لطالما أدهشتني تجربة أدب الطفل ، و مدى تأثيرها بعيد المدى على شخصية الناشئ الفرد و امتدادها على صنع مجتمع الغد ، و لطالما استوقفتني الأستاذة باسمة الوزان التي أثرت بعطائها مكتبة الطفل عبر نتاج متنوع يخاطب شتى التجارب و يعزز المهارات و يضيء على الكثير من النواحي الإنسانية التي قد يغفل عنها المربون كما في نص : روز تقرأ أيضا مثلا .
هذه المرة تكتب الأستاذة باسمة عن الطفل المختلف - طفل متلازمة الداون بأعمق الطرق تأثيرا و بأهذبها سياقا مما يُغني تجربة الكتابة عن أدب المختلفين ، و تعزيز النظرة الإيجابية تجاههم ، و إن كنت أميل إلى الاعتقاد بأن الناصة " تغّير " النظرة من مفهوم الاختلاف إلى مفهوم أبعد من التقبل ، و هو مفهوم الاعتزاز بالذات و حبّ الهبة و تعميق الشكر .
بطلنا هنا طفل مختلف ، استطاع عبر مواهبه المميزة ( الذاتية و الروحية و العملية ) أن يكتمل و يصنع حياته، لا أن يركن إلى فكرة العجز . أسرته متفهمة و محبة و ذات وعي كبير مما ساند الطفل داوود و ألهمه الثبات ليواكب درب النجاح .
و كعادتها تكتب الناصة نتاج الطفل معتمدة على عدة تقنيات لعل أبرزها :
- متعة السياق : إذ تسرد المواقف التي تثير دهشة الطفل عبر مواده اليومية و معايشاته و تجاربه في الأسرة و المدرسة .
- اللغة السيالة التي تهب معانيها بألطف و أمتع الصياغة .
- النهاية المشرقة التي يحتاجها القارئ الناشئ لتساهم في إضاءة دربه .
داوود الفنان نص مميز ، و لا أبالغ لو أني تمنيت أن يُدرس في مناهج اللغة العربية حتى تتسع نظرة الأجيال لمن حولهم ، و من يشاطرهم الحياة .
>>Click here to continue<<