" أيها الـ
عبّر عما بك و ابعث رسالة
و صوتك سيصل لا محالة !
يعد التوجيه من أهم أهداف أدب الطفل ، ذلك التوجيه التي يعتمد على تضمين النصوص بالرسائل المتناغمة مع عالم الطفل ، محاكية اهتماماته ، مخاوفه ، وسائل استمتاعه ، و مناقشة أفكاره .
و في نص رسالة جرو صغير للكاتب الكويتي " السيد نون" نجد ذلك التضمين بأجمل و أنجح التقنيات ، عبر حكاية الثعلب الذي فقد أسرته بسبب الصيد الجائر و أنانية الصياد ، فيقرر بعد أن يعطي الحزن مساحته المستحقة أن يختار طريق التغيير ، فيترك الغابة ساعيا إلى المدينة ، و يقابل أشباهه ممن تعرضوا لذات الجور ، طالبا منهم إرسال رسالة للعالم الذي انغمس بذاتيته ، فأدار عنقه و أوصل صوته .
يقول السيد نون في العنوان العريض للصحيفة التي استمعت لصوت الثعالب و الطواويس و التماسيح :
" يا إنسان ..ميّز بين الجمال و الثراء
فالجمال يكمن في لحظة احتواء "
لقد قدم هذا النص العديد من الرسائل الهامة للطفل ، فرغم أنه يتحدث عن الصيد الجائر و عن استغلال الحيوانات لصناعة الفراء الباهظ الثمن و جلود الحقائب و الأحذية بصورة صريحة مما يحيلنا إلى اعتقاد أن خطاب النص بيئي بدرجة أولى و توعوي بدرجة ثانية ، إلا أني وجدت في النص رسالة بنائية هامة للقارئ الناشئ مفادها أن التغيير مسؤولية ذاتية ، و أن على صاحب المحنة أن يسعى بنفسه لإيصال فكرته و صوته للعالم .
كما يضمّن النص فكرة مقاومة الاستسلام للحزن ، و عدم الركون للخسارة ، و أن السعي للسعادة حق مشروع يبدأ من نبذ عجز المغلوبين على أمرهم .
كل تلك الرسائل و أكثر ، في نص يتحرك بلغة شعرية ، حيث السجع الممتزج بالشعر ، و الحكاية متداخلة مع فن المُقامة ، مما يحرض القارئ الناشئ و الناضج على معاودة عيش القصة مرة بعد مرة ، مستمتعا بالفكرة ، و الحدث و اللغة و الصورة التي برع في رسمها الفنان علي الزيني .
علينا أن نقرأ لأجيالنا و لنا هذه النص .
>>Click here to continue<<