ثقب في القلب !" ماذا يعني ثقب في القلب ؟
هكذا ظلت عشتار تردد مع نفسها ، وصلت الأم إلى المشفى ، و لم تجد ابتسامة عشتار .. سألتها ماذا يعني ثقب في القلب يا أمي ؟
من قصة قلب السمكة لـ قاسم سعودي
لم تعد نصوص أدب الطفل تقتصر على معالجة السلوك المزعج من خلال الحكاية ، و لا على طرح الأمثلة و محاورة التراث ، إنما بدأت - منذ اشتغالات ملحوظة - على الغوص في أعماق التكوين الخاص للطفل ، ذلك التكوين الصعب الاختراق على رهافته .
و من الملاحظ أن توجها جميلا و هاما لمعالجة الحالات الخاصة بدأ يُكرّس من خلال بعض النصوص ، فلم تعد قصة الطفل تقدم الوضع المثالي لابن الأسرة السعيد الذي يواجه مأزقا ما و تحاول القصة معالجته بتضافر جهود المربين الواعين في النص ، إنما صارت تقدم اليوم وضعا حيا مأزوما و تومض في ذهنه فكرة التشافي الذاتي .
إذن بات هدف قصة الطفل يتعدى كونه ( مشكلة - ثم حل ) إلى ( حقيقة - مواجهة و اعتراف - ثم تعافي ).
أخذت من منشورات مصابيح قصتين تحتفيان بالقلوب ، قلوب الأطفال المثقوبة كما في نص قلب السمكة ، و الذي تكتشف فيه الطفلة الطيبة عشتار سر النظرات المتعاطفة من قِبل المحيطين بها ، فتفهم خصوصية قلبها الذي لم يمنعه الثقب فيه عن ضخ محبته على عامل النظافة و لا على موظفة المكتبة ، و لا حال بينه و بين المحبة الكبرى ، المحبة لله .
لقد تمت معالجة " الحالة المأزومة " بأجمل وسائل القص في أدب الطفل حيث ورّد الناص عناصر الخيال ، و حرص على توطين النص بمتعة الحكاية اللغز ، ليبقى الطفل و الناضج يتتبعان سبيل التشافي على حد سواء و على ذات المستوى من تلقي المتعة و العِبرة .
و في نص قلب رباب لـ شيماء القلاف نُواجه حزن الفقد ، فالطفلة رباب تمضي في حياتها بقلب يتناقص كلما تعرّض للوجع و هذه معالجة لافتة جدا ، فحين تفقد أمها - و هي معضلة النص الكبرى - يبدأ قلبها بفقد أجزائه ، جزءً تلو آخر ، بكلمة مؤلمة ، و بسخرية إحداهن من طبيعة شعرها ، و حين تختلف مع أعز صديقاتها ، و حين يصغر عن قياسها المتنامي ثوبها المحبب . لكنها - و بمسار لطيف جدا و ذكي - تبدأ بالالتفات لطريق التعافي فيقع دور السعي عليها لترميم ذلك القلب و إعادة أجزائه و إعمارها بالرضى و المحبة .
>>Click here to continue<<