TG Telegram Group & Channel
أولادنا نحو الكمال | United States America (US)
Create: Update:

#سؤال_جواب
#معرفة_الله
#عزة_فرحات
باحثة وكاتبة في شؤون الأسرة والمرأة


"من خلق الله؟"
سؤال يطرحه عليّ دائما ابني البالغ من العمر عشر سنوات
ولا أشعر أن أي جواب يقنعه، أرجو الإجابة بالتفصيل لأن الإجابة العامة لا تكفيه.


🖌🖌الوالدان الكريمان، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
"إذا كان لكل شيء خالق، فمن خلق الله؟" سؤال يراود الكثيرين من مختلف الأعمار. وفيما قد يتغاضى عنه بعضُ الكبار حَرَجًا، يطرحه الصغار بحريّة مطلقة، خاصّة أننا نربّيهم على "قانون السببية"، وأن "لكل شيء مسبِّب"، فمن سبّب الله؟
وإذا كان السؤال مطروحًا من قبل ابن عشر سنين، فهذا يعني أن عقله قد تفتّح وبات يستوعب بنسبةٍ ما خطابَ الدليل والبرهان.
والإجابة المنطقية له لا بدّ أن تنطلق من منشأ هذا السؤال نفسه، فنحن نظنّ أنّ قاعدة "لكل شيء مسبِّب" تعني أنّ "لكل موجود خالق"، وهذا خطأ. والصحيح أن نقول أنّ "لكل شيءٍ حادثٍ مسبِّب" و"لكل مخلوقٍ خالق". ونعني بالحادث أنه لم يكن موجودًا ثم وُجِد، وبذلك هو احتاج إلى مسبِّب أخرجه من العدم إلى الوجود.
وصحيح أن المخلوق يحتاج إلى خالق، لكن من قال إن الخالق يحتاج إلى خالق؟ فلو احتاج لكان مخلوقًا وليس خالقًا، ولصحّ أن يُطرَح عندها السؤال التالي "ومن خلق خالقَ الخالق؟" ولو قلنا إنّ خالقًا خلقه لجاء السؤال "ومن خلق خالقَ خالقِ الخالق؟" وهكذا إلى ما لا بداية، وفي هذا الفرض لن يُخلق شيءٌ أبدًا؛ وهو قول أهل العلم بأنّ التسلسل في الفاعلين مستحيلٌ عقلًا، حيث أنّ نتيجته أن لا يحصل خلقٌ أصلا. والواقع أن المخلوقات حاصلة، فالتسلسل باطلٌ ولا بدّ من مسبّب أول؛ وهو الله.
ونوضّح المسألة بمثال:
لو أن سباقًا كان على وشك أن يبدأ، والمتسابقون ينتظرون صافرةَ البدء من الحَكَم أن تنطلق، ولكن هذا الحَكَمَ ينتظر الإذن بإطلاق الصافرة من المسؤول الأعلى، والمسؤول الأعلى ينتظر الإذن من المسؤول الأعلى، والمسؤول الأعلى ينتظر الإذن من المسؤول الأعلى، وهكذا إلى ما لا بداية، ففي هذه الحال لن يبدأ السباق أبدًا. فإذا ما رأينا أن السباق قد بدأ فلا بدّ أن السلسلة وقفت عند أحد المسؤولين، وهو الذي أعطى الإذن بإطلاق الصافرة، وهذا هو المسبّب الأول.
وهكذا بالنسبة إلى مخلوقات هذا العالم، فهي موجودة فعلًا بعد أن لم تكن موجودة، وهي تتبع نظام السببية والعلّة والمعلول، لذا لا بدّ أنها جميعًا تنتهي إلى سبب أول، منه كانت بدايتها وخروجها من العدم إلى الوجود، وهو الله سبحانه وتعالى، الذي لا يحتاج في وجوده إلى أحد؛ ولو احتاج لما كان هو الأوّل.
إنّ قانون السببية يُطبّق على الأمور الحادثة، التي لم تكن موجودة ووُجِدت، أما الله فهو الموجود أزلًا بلا بداية، وهو الخالق غير المخلوق. وسؤالنا "من خلق الله" وفق هذا الفهم هو بمثابة قولنا "من خلق الذي لا خالق له؟"
المخلوق يحتاج الى خالق غير مخلوق، ولو كان الخالق مخلوقًا لانجرّ الأمر إلى التسلسل الباطل كما بينّا. ولو سألنا عن خالق الخالق لكان السؤال خطأ وفيه اشتباه، لأننا نكون قد تصوّرنا أن الله يشبه باقي الموجودات، وفي الحقيقة فإن الله {ليس كمثله شيء}. الله ليس مخلوقًا ليحتاج إلى خالق. الله لم يولد لتكون له بداية. الله هو الغني عن كل شيء والكل محتاجون إليه.
ينبغي تركيز هذه المعاني في النفس، فإذا ما رأى الأهل أن ولدهم –ابن العشر سنوات- يعاود هذا السؤال مرارًا وتكرارا، رغم فهمه للإجابة كل مرة، فلا يُستَبعد أن يكون الأمر طلبًا للاهتمام، وهو حقّ للولد ينبغي أن يؤديه أهله بالرعاية والإشباع العاطفي، والسؤال في هذه الحالة ليس إلا وسيلة يعتمدها الولد للوصول إلى مراده الآخر. وقد يكون الأمر مجرّد وسوسة، ومعالجتها تكون بتوجيه الولد إلى اللجوء إلى الله، وإلى الاستعاذة به من الشيطان، وإلى التفكّر أكثر في معاني الجواب بدلًا من معاودة طرحه للسؤال فحسب. يحتاج الطفل إلى الكفّ عن السؤال طلبًا للإجابة الجاهزة دون تفكّر منه، والتدبّر مليًّا في مفاهيم الإجابة المذكورة. ولعلّه من المناسب حينئذٍ أن يكرّر سورة الإخلاص مع فهم معانيها والتدبّر فيها: {بسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ * قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ * اللَّهُ الصَّمَدُ * لَمْ يَلِدْ وَلمْ يُولَدْ * وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ}.
والله الهادي
https://perfectkid.org

#سؤال_جواب
#معرفة_الله
#عزة_فرحات
باحثة وكاتبة في شؤون الأسرة والمرأة


"من خلق الله؟"
سؤال يطرحه عليّ دائما ابني البالغ من العمر عشر سنوات
ولا أشعر أن أي جواب يقنعه، أرجو الإجابة بالتفصيل لأن الإجابة العامة لا تكفيه.


🖌🖌الوالدان الكريمان، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
"إذا كان لكل شيء خالق، فمن خلق الله؟" سؤال يراود الكثيرين من مختلف الأعمار. وفيما قد يتغاضى عنه بعضُ الكبار حَرَجًا، يطرحه الصغار بحريّة مطلقة، خاصّة أننا نربّيهم على "قانون السببية"، وأن "لكل شيء مسبِّب"، فمن سبّب الله؟
وإذا كان السؤال مطروحًا من قبل ابن عشر سنين، فهذا يعني أن عقله قد تفتّح وبات يستوعب بنسبةٍ ما خطابَ الدليل والبرهان.
والإجابة المنطقية له لا بدّ أن تنطلق من منشأ هذا السؤال نفسه، فنحن نظنّ أنّ قاعدة "لكل شيء مسبِّب" تعني أنّ "لكل موجود خالق"، وهذا خطأ. والصحيح أن نقول أنّ "لكل شيءٍ حادثٍ مسبِّب" و"لكل مخلوقٍ خالق". ونعني بالحادث أنه لم يكن موجودًا ثم وُجِد، وبذلك هو احتاج إلى مسبِّب أخرجه من العدم إلى الوجود.
وصحيح أن المخلوق يحتاج إلى خالق، لكن من قال إن الخالق يحتاج إلى خالق؟ فلو احتاج لكان مخلوقًا وليس خالقًا، ولصحّ أن يُطرَح عندها السؤال التالي "ومن خلق خالقَ الخالق؟" ولو قلنا إنّ خالقًا خلقه لجاء السؤال "ومن خلق خالقَ خالقِ الخالق؟" وهكذا إلى ما لا بداية، وفي هذا الفرض لن يُخلق شيءٌ أبدًا؛ وهو قول أهل العلم بأنّ التسلسل في الفاعلين مستحيلٌ عقلًا، حيث أنّ نتيجته أن لا يحصل خلقٌ أصلا. والواقع أن المخلوقات حاصلة، فالتسلسل باطلٌ ولا بدّ من مسبّب أول؛ وهو الله.
ونوضّح المسألة بمثال:
لو أن سباقًا كان على وشك أن يبدأ، والمتسابقون ينتظرون صافرةَ البدء من الحَكَم أن تنطلق، ولكن هذا الحَكَمَ ينتظر الإذن بإطلاق الصافرة من المسؤول الأعلى، والمسؤول الأعلى ينتظر الإذن من المسؤول الأعلى، والمسؤول الأعلى ينتظر الإذن من المسؤول الأعلى، وهكذا إلى ما لا بداية، ففي هذه الحال لن يبدأ السباق أبدًا. فإذا ما رأينا أن السباق قد بدأ فلا بدّ أن السلسلة وقفت عند أحد المسؤولين، وهو الذي أعطى الإذن بإطلاق الصافرة، وهذا هو المسبّب الأول.
وهكذا بالنسبة إلى مخلوقات هذا العالم، فهي موجودة فعلًا بعد أن لم تكن موجودة، وهي تتبع نظام السببية والعلّة والمعلول، لذا لا بدّ أنها جميعًا تنتهي إلى سبب أول، منه كانت بدايتها وخروجها من العدم إلى الوجود، وهو الله سبحانه وتعالى، الذي لا يحتاج في وجوده إلى أحد؛ ولو احتاج لما كان هو الأوّل.
إنّ قانون السببية يُطبّق على الأمور الحادثة، التي لم تكن موجودة ووُجِدت، أما الله فهو الموجود أزلًا بلا بداية، وهو الخالق غير المخلوق. وسؤالنا "من خلق الله" وفق هذا الفهم هو بمثابة قولنا "من خلق الذي لا خالق له؟"
المخلوق يحتاج الى خالق غير مخلوق، ولو كان الخالق مخلوقًا لانجرّ الأمر إلى التسلسل الباطل كما بينّا. ولو سألنا عن خالق الخالق لكان السؤال خطأ وفيه اشتباه، لأننا نكون قد تصوّرنا أن الله يشبه باقي الموجودات، وفي الحقيقة فإن الله {ليس كمثله شيء}. الله ليس مخلوقًا ليحتاج إلى خالق. الله لم يولد لتكون له بداية. الله هو الغني عن كل شيء والكل محتاجون إليه.
ينبغي تركيز هذه المعاني في النفس، فإذا ما رأى الأهل أن ولدهم –ابن العشر سنوات- يعاود هذا السؤال مرارًا وتكرارا، رغم فهمه للإجابة كل مرة، فلا يُستَبعد أن يكون الأمر طلبًا للاهتمام، وهو حقّ للولد ينبغي أن يؤديه أهله بالرعاية والإشباع العاطفي، والسؤال في هذه الحالة ليس إلا وسيلة يعتمدها الولد للوصول إلى مراده الآخر. وقد يكون الأمر مجرّد وسوسة، ومعالجتها تكون بتوجيه الولد إلى اللجوء إلى الله، وإلى الاستعاذة به من الشيطان، وإلى التفكّر أكثر في معاني الجواب بدلًا من معاودة طرحه للسؤال فحسب. يحتاج الطفل إلى الكفّ عن السؤال طلبًا للإجابة الجاهزة دون تفكّر منه، والتدبّر مليًّا في مفاهيم الإجابة المذكورة. ولعلّه من المناسب حينئذٍ أن يكرّر سورة الإخلاص مع فهم معانيها والتدبّر فيها: {بسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ * قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ * اللَّهُ الصَّمَدُ * لَمْ يَلِدْ وَلمْ يُولَدْ * وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ}.
والله الهادي
https://perfectkid.org


>>Click here to continue<<

أولادنا نحو الكمال




Share with your best friend
VIEW MORE

United States America Popular Telegram Group (US)