TG Telegram Group & Channel
الشيخ أسامة رضوان | United States America (US)
Create: Update:

وقفة في بشائر #طوفان_الأقصى

هذا الطوفان الدموي الذي تقترفه إسرائيل في غزة دليلٌ على قوة الصدمة، فالثور الهائج الذي طُعِن من حيث لا يحتسب طعنة غزيّة ماجدة يحاول أن يبحث عن أي "مشهد" يستردّ به كرامته المسكوبة المبعثرة!

هذا الهياج الفوضوي هو بحد ذاته نوعٌ من البشرى، فالضربات العمياء لا تغير كثيرا من موازين القوى.. ولكن، ومع كل الألم الذي يقع علينا، أحب أن ألفت النظر إلى بعض ما يمثل نقاط قوة لنا ونقاط ضعف لدى العدو:

أولا: الجبهة الداخلية المعرضة للانهيار لدى العدو، وذلك بسبب:

1- الصدمة النفسية المروعة من هذا الاجتياح، وهي الصدمة التي تصيب العسكريين والسياسيين على حد سواء.

2- العدد الكبير من القتلى العسكريين، وكلهم من فرقة غزة، الذين هم خبراء هذا الملف.. فخسارتهم بحد ذاتها خسارة فادحة، ثم إن خسارتهم في أثناء حرب مع غزة هي خسارة مضاعفة.

3- العدد الكبير ممن يحملون جنسية أخرى بخلاف الجنسية الإسرائيلية، وهو ما يجعل بديل الهروب والانسحاب والهجرة قريبا ومتاحا وممكنا.

4- الحالة الديمقراطية القوية التي تتمتع بها إسرائيل، ومهما كان الموقف الآن من الديمقراطية، ففي الواقع أنها في لحظات الحروب تكون عيبا قاتلا.. وما لم تكن القيادة قوية جدا فإن الحالة الديمقراطية تشلُّها. ومن يتابع الإعلام الإسرائيلي يجد مجتمعا منقسما بشدة تجاه التصرف الصحيح في شأن غزة، وهو الانقسام الذي سيزداد ويتشعب كلما طالت المعركة.

5- المجتمع الإسرائيلي نفسه، المنقسم على نفسه، والحافل بالمشكلات البينية، فمن لم يكن مؤمنا بالله وبقوله تعالى {تحسبهم جميعا وقلوبهم شتى}، فليقرأ بعض الدراسات المنشورة والوثائقيات عن هذا المجتمع الذي يظهر كجسد واحد، بينما هو مشدود بالكثير من الروابط الطبية والرُّقع التجميلية.

يجب أن نتذكر دائما أن الحروب الإسرائيلية كانت سريعة وخاطفة طوال تاريخها، بل إن سعد الشاذلي بنى خطة أكتوبر كلها على أن المجتمع الإسرائيلي لا يطيق الحرب الطويلة اقتصاديا واجتماعيا..

ولو قارنا الآن بين المجتمع الإسرائيلي قبل خمسين سنة، وبينه الآن، فالعوامل الأساسية تدفع باتجاه إلى أن المجتمع الآن أضعف بكثير مما كان عليه:

أ. فالمجتمع الإسرائيلي صورة من المجتمع الغربي الذي تنهشة الفردانية والشهوانية والإباحية بأضعاف مما كان قبل نصف قرن، وهذا يضعف إرادة الحرب وعناصرها.

ب. والمجتمع الإسرائيلي الآن هو الجيل الثالث والرابع، بينما الذين حاربوا في 1973 كانوا بقية الجيل الأول والثاني.. ومن حقائق الاجتماع أن الأجيال التالية التي نشأت في الاستقرار والتمكن أضعف بكثير من أجيال المؤسسين.

ثانيا: الحالة غير المواتية إقليميا، رغم ما يظهر من سعادة الجميع ودعمهم بهذا الانتقام الإسرائيلي، وذلك بسبب:

6- الثورات التي لم تضع أوزارها بعد، والتي ما زال طيفها يداعب خيال الشعوب عند كل حدث، وإذا كانت حركة الشعوب العربية تنتقل سريعا بالعدوى، فالقضية الفلسطينية من أكثر ما يثير هذه المشاعر، فاشتعال الشوارع أمر غير مضمون، وهو أيضا غير مأمون.

7- ما زالت أنظمة الثورة المضادة تعاني من عدم الاستقرار والتمكن، لا سيما نظام #السيسي في مصر، وهي قلب العالم الإسلامي وحجر الزاوية في قضية غزة وفلسطين. والشعب المصري لديه كل الأسباب التي ترشحه لانتفاضة جديدة، بل في داخل نظام السيسي أجنحة تستعلن بالوقوف ضده. ومثل هذه الأوضاع لا يُضمن اشتعالها مع أية شرارة. أو حتى إذا أصابَ أحدَهم شيء من يقظة ضمير أو نشوة طموح!

8- الضربة التي تعرض لها مشروع التطبيع بحرب 7 أكتوبر 2023، مما سيحمل الجميع على التباطؤ أو التأجيل لخطوات سريعة وعلنية في هذا المسار.. ومع كثرة الدماء سيزداد الحرج والقلق في أروقة هذه الأنظمة في استئناف هذا المسار "علانية".

9- انعدام البديل لمن يرث الحكم في غزة، فلا دحلان صار يملك أن يكون بديلا، ولا عباس يستطيع أن يطأ غزة بقدمه، ولا السيسي بقادر على أن يعيد نظام الإدارة المصرية في غزة.. وهذا كله يجعل المشكلة العويصة قائمة في الوصول إلى حل في غزة. وفي اللحظة التي يُفقد فيها تحديد الهدف الاستراتيجي تنتهي الحرب بلا كثير تغيير في معادلة الحرب.. ويخرج الأقوى فاشلا ومهزوما مع أنه سفك الكثير من الدماء، تماما مثلما حدث للأمريكان والتحالف الدولي في أفغانستان.

كذلك فإن نقاش البديل يثير مشكلات في صف الحلفاء، بين الحلول نفسها، وبين البدلاء الذين ينفذون هذه الحلول.. وهذا أمر كلما طال تفسخت التحالفات.

لهذا كله، فمن مصلحة أنظمة الإقليم انتهاء الحرب سريعا، حتى لو أنهم تمنوا أن تزول حماس بالكلية!

ثالثا: الحالة غير المواتية دوليا لاستمرار الحرب، وهنا 3 أسئلة:

10- هل يريد الأمريكان أو يقبلون اشتعال حرب جديدة في الشرق الأوسط؟

Forwarded from قناة: محمد إلهامي (محمد إلهامي)
وقفة في بشائر #طوفان_الأقصى

هذا الطوفان الدموي الذي تقترفه إسرائيل في غزة دليلٌ على قوة الصدمة، فالثور الهائج الذي طُعِن من حيث لا يحتسب طعنة غزيّة ماجدة يحاول أن يبحث عن أي "مشهد" يستردّ به كرامته المسكوبة المبعثرة!

هذا الهياج الفوضوي هو بحد ذاته نوعٌ من البشرى، فالضربات العمياء لا تغير كثيرا من موازين القوى.. ولكن، ومع كل الألم الذي يقع علينا، أحب أن ألفت النظر إلى بعض ما يمثل نقاط قوة لنا ونقاط ضعف لدى العدو:

أولا: الجبهة الداخلية المعرضة للانهيار لدى العدو، وذلك بسبب:

1- الصدمة النفسية المروعة من هذا الاجتياح، وهي الصدمة التي تصيب العسكريين والسياسيين على حد سواء.

2- العدد الكبير من القتلى العسكريين، وكلهم من فرقة غزة، الذين هم خبراء هذا الملف.. فخسارتهم بحد ذاتها خسارة فادحة، ثم إن خسارتهم في أثناء حرب مع غزة هي خسارة مضاعفة.

3- العدد الكبير ممن يحملون جنسية أخرى بخلاف الجنسية الإسرائيلية، وهو ما يجعل بديل الهروب والانسحاب والهجرة قريبا ومتاحا وممكنا.

4- الحالة الديمقراطية القوية التي تتمتع بها إسرائيل، ومهما كان الموقف الآن من الديمقراطية، ففي الواقع أنها في لحظات الحروب تكون عيبا قاتلا.. وما لم تكن القيادة قوية جدا فإن الحالة الديمقراطية تشلُّها. ومن يتابع الإعلام الإسرائيلي يجد مجتمعا منقسما بشدة تجاه التصرف الصحيح في شأن غزة، وهو الانقسام الذي سيزداد ويتشعب كلما طالت المعركة.

5- المجتمع الإسرائيلي نفسه، المنقسم على نفسه، والحافل بالمشكلات البينية، فمن لم يكن مؤمنا بالله وبقوله تعالى {تحسبهم جميعا وقلوبهم شتى}، فليقرأ بعض الدراسات المنشورة والوثائقيات عن هذا المجتمع الذي يظهر كجسد واحد، بينما هو مشدود بالكثير من الروابط الطبية والرُّقع التجميلية.

يجب أن نتذكر دائما أن الحروب الإسرائيلية كانت سريعة وخاطفة طوال تاريخها، بل إن سعد الشاذلي بنى خطة أكتوبر كلها على أن المجتمع الإسرائيلي لا يطيق الحرب الطويلة اقتصاديا واجتماعيا..

ولو قارنا الآن بين المجتمع الإسرائيلي قبل خمسين سنة، وبينه الآن، فالعوامل الأساسية تدفع باتجاه إلى أن المجتمع الآن أضعف بكثير مما كان عليه:

أ. فالمجتمع الإسرائيلي صورة من المجتمع الغربي الذي تنهشة الفردانية والشهوانية والإباحية بأضعاف مما كان قبل نصف قرن، وهذا يضعف إرادة الحرب وعناصرها.

ب. والمجتمع الإسرائيلي الآن هو الجيل الثالث والرابع، بينما الذين حاربوا في 1973 كانوا بقية الجيل الأول والثاني.. ومن حقائق الاجتماع أن الأجيال التالية التي نشأت في الاستقرار والتمكن أضعف بكثير من أجيال المؤسسين.

ثانيا: الحالة غير المواتية إقليميا، رغم ما يظهر من سعادة الجميع ودعمهم بهذا الانتقام الإسرائيلي، وذلك بسبب:

6- الثورات التي لم تضع أوزارها بعد، والتي ما زال طيفها يداعب خيال الشعوب عند كل حدث، وإذا كانت حركة الشعوب العربية تنتقل سريعا بالعدوى، فالقضية الفلسطينية من أكثر ما يثير هذه المشاعر، فاشتعال الشوارع أمر غير مضمون، وهو أيضا غير مأمون.

7- ما زالت أنظمة الثورة المضادة تعاني من عدم الاستقرار والتمكن، لا سيما نظام #السيسي في مصر، وهي قلب العالم الإسلامي وحجر الزاوية في قضية غزة وفلسطين. والشعب المصري لديه كل الأسباب التي ترشحه لانتفاضة جديدة، بل في داخل نظام السيسي أجنحة تستعلن بالوقوف ضده. ومثل هذه الأوضاع لا يُضمن اشتعالها مع أية شرارة. أو حتى إذا أصابَ أحدَهم شيء من يقظة ضمير أو نشوة طموح!

8- الضربة التي تعرض لها مشروع التطبيع بحرب 7 أكتوبر 2023، مما سيحمل الجميع على التباطؤ أو التأجيل لخطوات سريعة وعلنية في هذا المسار.. ومع كثرة الدماء سيزداد الحرج والقلق في أروقة هذه الأنظمة في استئناف هذا المسار "علانية".

9- انعدام البديل لمن يرث الحكم في غزة، فلا دحلان صار يملك أن يكون بديلا، ولا عباس يستطيع أن يطأ غزة بقدمه، ولا السيسي بقادر على أن يعيد نظام الإدارة المصرية في غزة.. وهذا كله يجعل المشكلة العويصة قائمة في الوصول إلى حل في غزة. وفي اللحظة التي يُفقد فيها تحديد الهدف الاستراتيجي تنتهي الحرب بلا كثير تغيير في معادلة الحرب.. ويخرج الأقوى فاشلا ومهزوما مع أنه سفك الكثير من الدماء، تماما مثلما حدث للأمريكان والتحالف الدولي في أفغانستان.

كذلك فإن نقاش البديل يثير مشكلات في صف الحلفاء، بين الحلول نفسها، وبين البدلاء الذين ينفذون هذه الحلول.. وهذا أمر كلما طال تفسخت التحالفات.

لهذا كله، فمن مصلحة أنظمة الإقليم انتهاء الحرب سريعا، حتى لو أنهم تمنوا أن تزول حماس بالكلية!

ثالثا: الحالة غير المواتية دوليا لاستمرار الحرب، وهنا 3 أسئلة:

10- هل يريد الأمريكان أو يقبلون اشتعال حرب جديدة في الشرق الأوسط؟


>>Click here to continue<<

الشيخ أسامة رضوان




Share with your best friend
VIEW MORE

United States America Popular Telegram Group (US)