١- قال تعالى{بالحق} ومعلوم أن كلامه حق، لبيان أنه مع كونه حقاً في نفسه، فلإنزاله غاية، لم ينزله الله عبثاً، فلا يكفي اعتقاد أنه حق، بل لابد من الحكم به.
قال مقاتل: "لم ننزله باطلًا عبثًا لغير شيء".
٢- قوله تعالى: {لتحكم بين الناس} بيان أنّ المقصود الأولي من إنزال القرآن، الحكم والعمل به، وإقامة المجتمعات بأحكامه، وفي هذا إبطال للعلمنة، ولمن قصر الانتفاع بالقرآن على القراءة، دون التطبيق، ممن همّته مصروفة لحسن صوت القارئ، وإقامة الحرف، وتزيين المصاحف، مع إهمال التحاكم إلى القرآن.
٣- قوله تعالى: {بما أراك الله} فيه التسليم لأمر الله، وإبطال الآراء، فرسول الله أوفر الناس عقلاً، ومع ذلك لم يقل الله: (بما رأيت)
عن ابن عباس: "إيّاكم والرأيَ، فإنّ الله قال لنبيه ﷺ: ﴿لتحكم بين الناس بما أراك الله﴾، ولم يقل: بما رأيت".
فما بالك بمن يحكم بمثل: (أشوف… أحس)!.
٤- {ولا تكن للخائنين خصيماً}، أي: لا تدافع وتجادل عن الخائن، ويشمل كل خائن
كالخائن في أخلاقه، فلا تدافع عن متبرجة، أو فاسق مجاهر، وتبرر فعله، أو تهوّنه.
وكذلك الخيانة العقدية، فلا تتهاون في أي تمييع، يجعلك تدخل في المدافعة عن كافر أو مبتدع.
>>Click here to continue<<