TG Telegram Group & Channel
الميسر في تعزيز اليقين | United States America (US)
Create: Update:

٢

• لقد كان من الطبيعي في حروب ذلك الوقت، أن يبيد أبرهة الأخضر واليابس في مكة.. وإن أبقى ما تقوم لهم به حياة، فلن تعود مكانتهم كما كانت بين العرب… ولكن الله تعالى حفظ مكة منه.. ففي ذلك العام ولد النبي ﷺ، فكان في حفظ مكة والبيت حفظ للنبي ﷺ من الأذى ومن جريان الرق عليه، لينشأ في مكة عزيزا مكرما…
وليس هذا فقط.. لقد أبقى الله تعالى لقريش بيضتها ليكون بعضهم -بعد سنين- الدرع الحامي لذلك النبي المنتظر، ولتكون قريش كلها -بعد سنين أخرى- حاملة لواء الإسلام، حافظة لكيانه… وصدق الله تعالى إذ قال: { جَعَلَ اللَّهُ الْكَعْبَةَ الْبَيْتَ الْحَرَامَ قِيَامًا لِّلنَّاسِ وَالشَّهْرَ الْحَرَامَ وَالْهَدْيَ وَالْقَلَائِدَ ۚ ذَٰلِكَ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَأَنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ}… نعم، إنه بكل شيء عليم…

• لقد قامت عقيدة راسخة لدى قريش والعرب أن البيت الحرام محفوظ بحفظ الله تعالى، لا يتمكن أحد من أعدائه من دخول مكة وغزو أهلها، ولكنهم لم يعلموا الحكمة من ذلك الحفظ.. لم يعلموا أن الله تعالى إنما أراد أن يهيء الأسباب ليظهر دينه، ويعز أولياءه…

• إنّ الذي جرى بعد حادثة الفيل من ظهور نبوة النبي ﷺ وانتصاره على كفار قريش، وقتل أكابرهم ممن أبى الإسلام، ثم إباحة مكة له ليدخلها فاتحا، يدل على أن حادثة الفيل لم تكن تفضيلا لذات قريش بغض النظر عن قضية النبوة وموقفهم منها، فهذا الذي جرى من حفظها من أبرهة ثم إباحتها للنبي ﷺ ونصره على كفار قريش يجعل الفضل خاصا له ﷺ ولأتباعه دون كفار قريش، ثم بقي لمن آمن منهم فضل خاص بأن جعلت الإمامة فيهم، وكان منهم أفضل هذه الأمة وهم الخلفاء الراشدين، بل إنّ مكة في أزمنة لاحقة اجتاحها منجنيق الحجاج واستباحتها القرامطة وقلعوا الحجر! ولم يقع الانتقام منهم فوراً كما وقع بحادثة الفيل، وهذا يبيّن أنّ منع الفيل وجيش إبرهة كان فيه مزيد عناية بحياة النبي صلى الله عليه وسلم وسلامته من الرق، وإظهار لفضل قومه، وكل ذلك تمهيد لظهوره نبوته، خاصة مع ما جرى من تتابع حفظ الله له ونصره إياه حتى فتح بلده الحرام وظهر دينه على سائر الأنام.. حتى دخل البيت معظماً له بعدما جاوز الخمسين من عمره.. دخل فاتحا مخرجا أهل مكة من الظلمات إلى النور.. {هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَىٰ وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ ۚ وَكَفَىٰ بِاللَّهِ شَهِيدًا}. [الفتح : 28 ].

———————————

🔹🔹أحداث عجيبة !

لم تكن تلك الإشارات كل شيء.. بل إن النبي ﷺ حدثت له وقائع عجيبة، حملت البشريات في طياتها كذلك،

▪️ فحادثة شق صدر النبي ﷺ
كانت من تلك الأحداث العجيبة المبشرة بالطهارة التامة لذلك الطفل.. كان يلعب مع مجموعة من الأطفال، فأتاهُ جبريلُ، فأخذهُ فشَقَّ عن قَلبِه، فاستخرجَ القلبَ، فاستخرجَ منه عَلَقَةً، فقال: هذا حَظُّ الشَّيطانِ منكَ، ثمَّ غسلهُ في طِسْتٍ من ذهبٍ بماءِ زمزمَ، ثمَّ لَأَمَهُ، ثمَّ أعادهُ في مكانِه.. لقد رأى الأطفال هذا المشهد، وأسرعوا إلى مرضعته حليمة وهم يقولون: إنَّ محمَّدًا قد قُتل، ثم أتى ﷺ وقد تغير لونه.. قال أنسٌ: وقد كنتُ أَرى أثرَ ذلكَ المِخْيَطِ في صدرِه. [أصله في صحيح مسلم].

▫️لم تكن حليمة لتظن فيما حدث إلا أنه خير وبركة، فهي التي عاينت بركته صلى الله عليه وسلم منذ أن التقت به.. هي التي جاءت إلى مكة على دابة ضعيفة، لتبحث عن طفل ترضعه، فلما أخذت النبي ﷺ، وحملته معها على تلك الدابة إذا بها تسبق صاحباتها، حتى قلن لها: إنك قد أخذت نسمة مباركة.. لقد در حليبها بعد جفاف لما احتضنت محمدا ﷺ، وهي التي كثرت بركة قطيعها بعد أن أخذته إلى ديار بني سعد لينشأ فيها… تقول: فأمسيت وأقبل ثدياي باللبن حتى أرويته وأرويت ولدي أيضا… بل حلت البركة على كل ما في ديار حليمة.. كثر حليب ماشيتها، وحلت البركة في مراعيها. [من حديث حليمة السعدية الطويل المشهور الذي رواه كافة أهل السير، قال عنه الذهبي: "هذا حديث جيد الإسناد"].

▪️ وغير بعيد من ذلك ما رآه الناس لما خرج النبي ﷺ وهو طفل مع عمه أبي طالب إلى الشام، حيث كانت سحابة تظلله في سفره…[رواه الترمذي وحسّنه].


⭐️ إن مثل هذه الإشارات المبشرة جديرة بأن تؤكد للمطلع عليها أنّ صاحبها صلى الله عليه وسلم سيكون صاحب شأن، وكانت الأيام كفيلة بتأكيد ذلك.. فها هو ﷺ يترعرع في مكة.. في طرقاتها، وفي بيوتها، وفي البيت الحرام.. يرى الناس فيه كل يوم ما يؤكد تلك الخيرية، وتلك الاستقامة.. وتلك المكانة المرتقبة..

يتبع ⬇️

٢

• لقد كان من الطبيعي في حروب ذلك الوقت، أن يبيد أبرهة الأخضر واليابس في مكة.. وإن أبقى ما تقوم لهم به حياة، فلن تعود مكانتهم كما كانت بين العرب… ولكن الله تعالى حفظ مكة منه.. ففي ذلك العام ولد النبي ﷺ، فكان في حفظ مكة والبيت حفظ للنبي ﷺ من الأذى ومن جريان الرق عليه، لينشأ في مكة عزيزا مكرما…
وليس هذا فقط.. لقد أبقى الله تعالى لقريش بيضتها ليكون بعضهم -بعد سنين- الدرع الحامي لذلك النبي المنتظر، ولتكون قريش كلها -بعد سنين أخرى- حاملة لواء الإسلام، حافظة لكيانه… وصدق الله تعالى إذ قال: { جَعَلَ اللَّهُ الْكَعْبَةَ الْبَيْتَ الْحَرَامَ قِيَامًا لِّلنَّاسِ وَالشَّهْرَ الْحَرَامَ وَالْهَدْيَ وَالْقَلَائِدَ ۚ ذَٰلِكَ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَأَنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ}… نعم، إنه بكل شيء عليم…

• لقد قامت عقيدة راسخة لدى قريش والعرب أن البيت الحرام محفوظ بحفظ الله تعالى، لا يتمكن أحد من أعدائه من دخول مكة وغزو أهلها، ولكنهم لم يعلموا الحكمة من ذلك الحفظ.. لم يعلموا أن الله تعالى إنما أراد أن يهيء الأسباب ليظهر دينه، ويعز أولياءه…

• إنّ الذي جرى بعد حادثة الفيل من ظهور نبوة النبي ﷺ وانتصاره على كفار قريش، وقتل أكابرهم ممن أبى الإسلام، ثم إباحة مكة له ليدخلها فاتحا، يدل على أن حادثة الفيل لم تكن تفضيلا لذات قريش بغض النظر عن قضية النبوة وموقفهم منها، فهذا الذي جرى من حفظها من أبرهة ثم إباحتها للنبي ﷺ ونصره على كفار قريش يجعل الفضل خاصا له ﷺ ولأتباعه دون كفار قريش، ثم بقي لمن آمن منهم فضل خاص بأن جعلت الإمامة فيهم، وكان منهم أفضل هذه الأمة وهم الخلفاء الراشدين، بل إنّ مكة في أزمنة لاحقة اجتاحها منجنيق الحجاج واستباحتها القرامطة وقلعوا الحجر! ولم يقع الانتقام منهم فوراً كما وقع بحادثة الفيل، وهذا يبيّن أنّ منع الفيل وجيش إبرهة كان فيه مزيد عناية بحياة النبي صلى الله عليه وسلم وسلامته من الرق، وإظهار لفضل قومه، وكل ذلك تمهيد لظهوره نبوته، خاصة مع ما جرى من تتابع حفظ الله له ونصره إياه حتى فتح بلده الحرام وظهر دينه على سائر الأنام.. حتى دخل البيت معظماً له بعدما جاوز الخمسين من عمره.. دخل فاتحا مخرجا أهل مكة من الظلمات إلى النور.. {هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَىٰ وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ ۚ وَكَفَىٰ بِاللَّهِ شَهِيدًا}. [الفتح : 28 ].

———————————

🔹🔹أحداث عجيبة !

لم تكن تلك الإشارات كل شيء.. بل إن النبي ﷺ حدثت له وقائع عجيبة، حملت البشريات في طياتها كذلك،

▪️ فحادثة شق صدر النبي ﷺ
كانت من تلك الأحداث العجيبة المبشرة بالطهارة التامة لذلك الطفل.. كان يلعب مع مجموعة من الأطفال، فأتاهُ جبريلُ، فأخذهُ فشَقَّ عن قَلبِه، فاستخرجَ القلبَ، فاستخرجَ منه عَلَقَةً، فقال: هذا حَظُّ الشَّيطانِ منكَ، ثمَّ غسلهُ في طِسْتٍ من ذهبٍ بماءِ زمزمَ، ثمَّ لَأَمَهُ، ثمَّ أعادهُ في مكانِه.. لقد رأى الأطفال هذا المشهد، وأسرعوا إلى مرضعته حليمة وهم يقولون: إنَّ محمَّدًا قد قُتل، ثم أتى ﷺ وقد تغير لونه.. قال أنسٌ: وقد كنتُ أَرى أثرَ ذلكَ المِخْيَطِ في صدرِه. [أصله في صحيح مسلم].

▫️لم تكن حليمة لتظن فيما حدث إلا أنه خير وبركة، فهي التي عاينت بركته صلى الله عليه وسلم منذ أن التقت به.. هي التي جاءت إلى مكة على دابة ضعيفة، لتبحث عن طفل ترضعه، فلما أخذت النبي ﷺ، وحملته معها على تلك الدابة إذا بها تسبق صاحباتها، حتى قلن لها: إنك قد أخذت نسمة مباركة.. لقد در حليبها بعد جفاف لما احتضنت محمدا ﷺ، وهي التي كثرت بركة قطيعها بعد أن أخذته إلى ديار بني سعد لينشأ فيها… تقول: فأمسيت وأقبل ثدياي باللبن حتى أرويته وأرويت ولدي أيضا… بل حلت البركة على كل ما في ديار حليمة.. كثر حليب ماشيتها، وحلت البركة في مراعيها. [من حديث حليمة السعدية الطويل المشهور الذي رواه كافة أهل السير، قال عنه الذهبي: "هذا حديث جيد الإسناد"].

▪️ وغير بعيد من ذلك ما رآه الناس لما خرج النبي ﷺ وهو طفل مع عمه أبي طالب إلى الشام، حيث كانت سحابة تظلله في سفره…[رواه الترمذي وحسّنه].


⭐️ إن مثل هذه الإشارات المبشرة جديرة بأن تؤكد للمطلع عليها أنّ صاحبها صلى الله عليه وسلم سيكون صاحب شأن، وكانت الأيام كفيلة بتأكيد ذلك.. فها هو ﷺ يترعرع في مكة.. في طرقاتها، وفي بيوتها، وفي البيت الحرام.. يرى الناس فيه كل يوم ما يؤكد تلك الخيرية، وتلك الاستقامة.. وتلك المكانة المرتقبة..

يتبع ⬇️


>>Click here to continue<<

الميسر في تعزيز اليقين




Share with your best friend
VIEW MORE

United States America Popular Telegram Group (US)