بين #تشيخوف و #دوستويفسكي
هل تدرك ما معنى أن لايكون للإنسان مكان يذهب إليه ؟
مامعنى ذلك يا سيد دوستويفسكي، ما معنى أن لا يكون للإنسان مكان يذهب إليه ؟ وهل يكفي بأن يكون لكل منا مكان يذهب إليه، لكن ماهو شكل ذلك المكان الذي لابد أن أذهب إليه ؟
لمن اشتكي كاَبتي
ذلك هو عنوان قصة انطون تشيخوف والتي يتحدث فيها عن حوذي مات ابنه و لا يجد اَحداً في الدنيا يحكي له عن أبنه كلما ركب معه في العربة اَحد يقول له : هل تعلم بالمناسبة أن ابني مات هذا الأسبوع ولا يلتفت له الراكب يحاول مرة اَخرى بأن يثير انتباه الراكب ويقول له : انها الحمی رقد ثلاثة أيام في المشفى ثم مات و لا يلتفت له الراكب ايضاً لكنه يقول له : كلنا سنموت هيا اسرع لنصل بسرعه !
عندما يركب معه راكب جديد يستغل اي حديث ليعيد مرة اخرى هل تعلم ان بالمناسبه ابني مات هذا الاسبوع !! ولكن ايضاً لا يلتفت إليه ! هذا الانسان المهدور وجوده مهدورة حکایته مهدورة احزانه ..كان عنده مكان يذهب إليه، لكنه كان بحاجة إلى من يستمع إليه وهنا نحن أمام مشكلة اخرى !
و عندما يتركه الراكبون الذين رفضوا الاستماع لحكايته يظل طويلا يحدق في اثر العابرين، وها هو وحید من جديد ويشمله السكون والوحشة التي هدأت قبل أن تعود تطبق عليه بصورة اقوى مما كان الا يوجد في هذه الالاف من يستمع اليه ؟ ولكن الجموع تسير دون أن تلاحظه !
لم يكن يربطه بهذا العالم إلا حكاية حزينة يريد فقط أن يحكيها ولا يجد اَحدا ليحكيها ! كان على السيد دوستويفسكي أن يطرح سؤال اَخر في روايته، كان عليه أن يقول : هل تدرك ما معنى أن لا تجد من يستمع إليك ؟ لكن دوستويفسكي كاتب بارع ومجتهد في أغوار النفس البشرية وما يجول فيها، فلم يغفل عن ذلك وقد طرح هذا السؤال لكن بطريقة اَخرى عندما قال :
اريد أن يكون هناك إنسان واحد على الأقل أستطيع أن اكلمه في كل شيء كأنني اُكلم نفسي . 💔
>>Click here to continue<<