TG Telegram Group & Channel
م. محمد حسناوي | United States America (US)
Create: Update:

#وصايا_المنصور
#أرشيف

جلس أبو جعفر المنصور مع ابنه المهدي قبل ذهابه للحج ، حيث شعر بدنو الأجل وقرب المنية وأملى عليه نصائح ووصايا في الحكم راجيا أن يلتزم ابنه الخليفة الجديد بها ، ونوردها هنا :

انظر هذه المدينة-يقصد بغداد- وإياك أن تستبدل بها غيرها وقد جمعت لك فيها من الأموال ما إن كسر عليك الخراج عشر سنين كفاك لأرزاق الجند والنفقات والذرية ومصلحة البعوث فاحتفظ بها فإنك لا تزال عزيزا ما دام بيت مالك عامرا وما أظنك تفعل.

وأوصيك بأهل بيتك أن تظهر كرامتهم وتحسن إليهم وتقدمهم وتوطئ الناس أعقابهم وتوليهم المنابر فإن عزك عزهم وذكرهم لك وما أظنك تفعل.

وانظر مواليك وأحسن إليهم وقربهم واستكثر منهم فإنهم مادتك لشدة إن نزلت بك، وما أظنك تفعل.

وأوصيك بخراسان خيرا فإنهم أنصارك وشيعتك الذين بذلوا أموالهم ودمائهم في دولتك ومن لا تخرج محبتك من قلوبهم أن تحسن إليهم وتتجاوز عن مسيئهم وتكافئهم عما كان منهم وتأوى وتخلف من مات منهم في أهله وولده وما أظنك تفعل.


وإياك أن تدخل النساء في أمرك وأظنك ستفعل.

اتقي الله فيما أعهد إليك من أمور المسلمين بعدي يجعل الله لك فيما كربك وحزنك فرجا ومخرجا ويرزقك السلامة وحسن العاقبة من حيث لا تحتسب.

يا بني احفظ محمدا في أمته يحفظك الله ويحفظ عليك أمورك وإياك والدم الحرام فإنه حوب عند الله عظيم وعار في الدنيا لازم مقيم والزم الحدود فان فيها خلاصك في الآجل وصلاحك في العاجل ولا تعتد فيها فتبور فان الله تعالى لو علم شيئا اصلح منها لدينه وازجر عن معاصيه لأمر به في كتابه.

واعلم أن من شدة غضب الله لسلطانه [أنه] أمر في كتابه بتضعيف العذاب والعقاب على من سعى في الأرض فسادا مع ما ذخر له من العذاب العظيم فقال: (إنما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون في الأرض فسادا أن يقتلوا أو يصلبوا) .
فالسلطان، يا بني، حبل الله المتين وعروته الوثقى ودينه القيم فاحفظه وحصنه وذب عنه وأوقع بالملحدين فيه واقمع الماردين منه واقتل الخارجين عنه بالعقاب ولا تجاوز ما أمر الله به في محكم القرآن واحكم بالعدل ولا تشطط فان ذلك اقطع للشغب واحسم للعدو وأنجع في الدواء.

وعف عن الفيء فليس بك إليه حاجة مع ما خلفه الله لك وافتتح [عملك] بصلة الرحم وبر القرابة وإياك والأثرة والتبذير لأموال الرعية واشحن الثغور واضبط الأطراف وأمن السبل وسكن العامة وادخل المرافق عليهم وادفع المكاره عنهم وأعد الأموال واخزنها وإياك والتبذير فان النوائب غير مأمونة وهي من شيم الزمان.

وأعد الكراع والرجال والجند ما استطعت وإياك وتأخير عمل اليوم إلى الغد فتتدارك عليك الأمور وتضيع ، جد في إحكام الأمور النازلات لأوقاتها أولا فأولا واجتهد وشمر فيها وأعد رجالا بالليل لمعرفة ما يكون بالنهار ورجالا بالنهار لمعرفة ما يكون بالليل وباشر الأمور بنفسك ولا تضجر ولا تكسل واستعمل حسن الظن [بربك]، وأسئ الظن بعمالك وكتابك وخذ نفسك بالتيقظ وتفقد من تثبت على بابك وسهل إذنك للناس وانظر في أمر النزاع إليك ووكل بهم عينا غير نائمة ونفسا غير لاهية ولا تنم وإياك فان أباك لم ينم منذ ولي الخلافة ولا دخل عينه الغمض إلا وقلبه مستيقظ هذه وصيتي والله خليفتي عليك.

#وصايا_المنصور
#أرشيف

جلس أبو جعفر المنصور مع ابنه المهدي قبل ذهابه للحج ، حيث شعر بدنو الأجل وقرب المنية وأملى عليه نصائح ووصايا في الحكم راجيا أن يلتزم ابنه الخليفة الجديد بها ، ونوردها هنا :

انظر هذه المدينة-يقصد بغداد- وإياك أن تستبدل بها غيرها وقد جمعت لك فيها من الأموال ما إن كسر عليك الخراج عشر سنين كفاك لأرزاق الجند والنفقات والذرية ومصلحة البعوث فاحتفظ بها فإنك لا تزال عزيزا ما دام بيت مالك عامرا وما أظنك تفعل.

وأوصيك بأهل بيتك أن تظهر كرامتهم وتحسن إليهم وتقدمهم وتوطئ الناس أعقابهم وتوليهم المنابر فإن عزك عزهم وذكرهم لك وما أظنك تفعل.

وانظر مواليك وأحسن إليهم وقربهم واستكثر منهم فإنهم مادتك لشدة إن نزلت بك، وما أظنك تفعل.

وأوصيك بخراسان خيرا فإنهم أنصارك وشيعتك الذين بذلوا أموالهم ودمائهم في دولتك ومن لا تخرج محبتك من قلوبهم أن تحسن إليهم وتتجاوز عن مسيئهم وتكافئهم عما كان منهم وتأوى وتخلف من مات منهم في أهله وولده وما أظنك تفعل.


وإياك أن تدخل النساء في أمرك وأظنك ستفعل.

اتقي الله فيما أعهد إليك من أمور المسلمين بعدي يجعل الله لك فيما كربك وحزنك فرجا ومخرجا ويرزقك السلامة وحسن العاقبة من حيث لا تحتسب.

يا بني احفظ محمدا في أمته يحفظك الله ويحفظ عليك أمورك وإياك والدم الحرام فإنه حوب عند الله عظيم وعار في الدنيا لازم مقيم والزم الحدود فان فيها خلاصك في الآجل وصلاحك في العاجل ولا تعتد فيها فتبور فان الله تعالى لو علم شيئا اصلح منها لدينه وازجر عن معاصيه لأمر به في كتابه.

واعلم أن من شدة غضب الله لسلطانه [أنه] أمر في كتابه بتضعيف العذاب والعقاب على من سعى في الأرض فسادا مع ما ذخر له من العذاب العظيم فقال: (إنما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون في الأرض فسادا أن يقتلوا أو يصلبوا) .
فالسلطان، يا بني، حبل الله المتين وعروته الوثقى ودينه القيم فاحفظه وحصنه وذب عنه وأوقع بالملحدين فيه واقمع الماردين منه واقتل الخارجين عنه بالعقاب ولا تجاوز ما أمر الله به في محكم القرآن واحكم بالعدل ولا تشطط فان ذلك اقطع للشغب واحسم للعدو وأنجع في الدواء.

وعف عن الفيء فليس بك إليه حاجة مع ما خلفه الله لك وافتتح [عملك] بصلة الرحم وبر القرابة وإياك والأثرة والتبذير لأموال الرعية واشحن الثغور واضبط الأطراف وأمن السبل وسكن العامة وادخل المرافق عليهم وادفع المكاره عنهم وأعد الأموال واخزنها وإياك والتبذير فان النوائب غير مأمونة وهي من شيم الزمان.

وأعد الكراع والرجال والجند ما استطعت وإياك وتأخير عمل اليوم إلى الغد فتتدارك عليك الأمور وتضيع ، جد في إحكام الأمور النازلات لأوقاتها أولا فأولا واجتهد وشمر فيها وأعد رجالا بالليل لمعرفة ما يكون بالنهار ورجالا بالنهار لمعرفة ما يكون بالليل وباشر الأمور بنفسك ولا تضجر ولا تكسل واستعمل حسن الظن [بربك]، وأسئ الظن بعمالك وكتابك وخذ نفسك بالتيقظ وتفقد من تثبت على بابك وسهل إذنك للناس وانظر في أمر النزاع إليك ووكل بهم عينا غير نائمة ونفسا غير لاهية ولا تنم وإياك فان أباك لم ينم منذ ولي الخلافة ولا دخل عينه الغمض إلا وقلبه مستيقظ هذه وصيتي والله خليفتي عليك.


>>Click here to continue<<

م. محمد حسناوي




Share with your best friend
VIEW MORE

United States America Popular Telegram Group (US)