إجابة صباحية على رواقة من الآسك (الله يرحم أيامه) .. طلّيت عليه اليوم فوجدت نشاطا لتسطيرها ..
وهي كما ذكرت قاعدة عامة في الحياة؛ ليست في الخطوبة والزواج فقط.
س: خطيبي كويس جدا؛ بيحبني وبيراعي ربنا في، وعارفة إني مش هلاقي شبهه في حبه لي .. بس مش مالي عيني بمعنى إن أي حاجة بشوفها في حد ببقى عايزاها فيه، وبحاول في كده معاه وبساعده.
ده صح ولا بظلمه؟!
الشعور ده تاعبني.
ج: وهو برضه يقدر يشوف كل حاجة في واحدة تانية يحاول تكون فيك!
وده أسوأ أساس تبنى عليه العلاقة.
مسألة القبول من عدمها حق كل طرف من الاتنين .. ومش معنى عدم القبول إن فيه مشكلة في أحدهما بالضرورة؛ ممكن بس ما ينفعوش مع بعض، في حين كل واحد منهما هيكون كويس جدا مع خيار آخر.
ده مفهوم ومعروف ..
لكن من كلامك أنت؛ أقدر أقول المشكلة عندك مش عنده .. وأقدر برضه أقول إن شعور عدم الامتلاء ده هتحسي به مع خطيبك أو مع غيره لو خدت قرار ما تكمليش؛ لأنك مش فاهمة أصل الحكاية!
وأصل الحكاية إن الأفضل والأجمل والأوسم والأغنى والأعلم والأحن والأحسب والـ ….. دايما موجود .. دايما ..
لما بنحب شركاءنا ونرضى بهم مش بيكون على أساس إنهم أحسن حد في كل حاجة .. بل على أساس إنهم أحسن حد لنا، ومعنا .. أحسن حد نكمل احنا معاه حياتنا .. عارفين مميزاته وفرحانين بها، وعارفين أيضا عيوبه وقابلين التعايش معها .. بالتالي بنكون سعداء بهم ومبسوطين في حياة دافئة مبناها الحب والمودة، أو على الأقل راضيين في حياة هادئة مبناها الاحترام والرحمة.
الأحسن دايما موجود .. غير أننا لا نقارن؛ فالرضا بما قسم الله لنا هو غنى بلا حدود.
الأحسن دايما موجود .. لكنه ما يلزمناش؛ لأن محدش يعرف ولا يضمن سعادته فين ولا مع مين .. فما دمنا سعداء وراضيين نشغل ليه بالنا؟!
والحقيقة إنه على أد ما بنشغل بالنا = على أد بُعد السعادة والرضا عنا، وغفلتنا عن رؤية النعمة في المتوفر بين أيدينا.
فهي حلقة متصلة من العمى والتيه .. كلها مقدمات، وكلها نتائج .. بلا حد فاصل!
وكما قال الصديق سامح طارق:
" المغروم بالمفاضلة؛ محروم من الجمال ".
وطبعا دي حالة مختلفة عن الرغبة المستمرة في تطوير النفس والتعلّم الذاتي لتنمية القدرات والوعي ومساعدة الشريك على ذلك وتشجيعه، واكتساب مهارات تخلي حياتنا بتتجه للأفضل أو بتحاول .. لأن كل ده بيؤتي فعلا ثمرته فينا وفي أزواجنا لما يكون مبني على الرضا والاقتناع والقناعة كما بيّنت، مش على المقارنة والابتزاز وفراغة العين!
القرار في النهاية قرارك؛ دي حياتك واختيارك .. كمّلت أو ما كمّلتيش المهم تكوني فاهمة الكلام ده كويس جدا .. عشان ساعتها تكوني عارفة بتكملي ليه، أو ما بتكمليش برضه ليه.
والمهم تكونوا فاهمين الكلام ده كويس جدا؛ فهو قاعدة الحياة عامة .. في العلاقات وغيرها ..
وفّق الله الجميع، وأسعد الله الجميع، وأقر بالرضا أعين الجميع 🤲🏻
>>Click here to continue<<