أقف بين بين الأشياء، أستدعي كُل ما مضى، أشعر به حارًا، لزجًا يسربل كُلي، يظهر على صفحة وجهي، ضحكة فاترة، رهقُ ملئ العيون وتدلي في ملامحي حتى أكاد أنها سوف تسقط. وكان.
أشعر أنني كما الأشجار في مواسم الخريف، أشعر بكل ما علق بي يسقط، كُل الخيبات، الندوب، الجراحات الطفلة، كُل الألم يسقط مني وتأخذهُ الرياح.
أقف هنا كشخصٍ جديد، شخصُ سقطت كُل أشياءهِ ولم يبكي، لم ينسى الجذور التي سقاها دمعًا ورهق، لم ينسى كُل ذلك؛ لأنه ولولا حدوثها لما عرف المشي.
أقف أنا أقابل أنا على الضفة الأخرى، أراني كشخصٍ غريبٍ هناك، أرى وجعي، إنهزامي، أرى كُل الأشياء التي أنهكتني هناك وكأنها لا تعنيني، وكأن الذي يقف هناك ليس أنا، أو أن الذي هنا لستُ أنا هناك، شخصان غريبان، يقف كُل منهم على الحافة، ولا يطلب النجاة.
يرتعد جسدي من كل ذلك، أصاب بالحمى، يلامس البحر قدماي، أشعر بالمياة تلطم جوفي، أستطيع أن أشعر بالبرد، أشعر به يهزم كُل الصحراء فيّ، يغطيها، ويمنحني شعورًا بالسكينة. أتحسس أصبعي وأبتسم، رغمًا عن نقصي أبتسم، لأنني وإنْ فقدتْ كل تلك الأشياء، استطعت أنْ أجد ذاتي وهذا أنتصاري.
أعطي ظهري لكُل الهواجس، الخيبات، النداءات، وأدندن ملئ روحي الخفيفة:
مررتِ بخاطري فكرة
عبرتِ ظلت الذكرى
نسيتُ الحُزن
شوقًا للغدِ الأفضل 🖤.
العين/ ١٤ أغسطس
#يوميات_صاحِبة_الإصبع_المقضوم
#محمد_كاكا
>>Click here to continue<<