TG Telegram Group & Channel
منبر الحقيقه | United States America (US)
Create: Update:

المنطقة تشتعل...فهل نُدرك أهمية الأمن الغذائي قبل فوات الأوان؟

محمد صالح حاتم

بينما تموج المنطقة برياح التصعيد، وتتأرجح ناقلات النفط في مضيق هرمز وباب المندب تحت ضغط الضربات العسكرية، بدأت نُذر أزمة شاملة تُخيم على الأفق. فالحرب التي بدأها العدو الصهيوني ضد أبناء الشعب الفلسطيني في غزة، والتي قاربت عامها الثاني، مخلفةً أكثر من 187 ألف شهيد وجريح ودمار هائل، لم تعد مقتصرة على حدود فلسطين، بل تمددت ألسنتها إلى المنطقة بأكملها، فدخلت اليمن المواجهة بكل شرف ضد العدو الأمريكي والإسرائيلي، وها هي المواجهة تتصاعد بعد العدوان الإسرائيلي على إيران وردّ طهران القوي، وصولاً إلى دخول أمريكا المباشر عبر استهداف المنشآت النووية الإيرانية باستخدام طائرات B2 وقنابل خارقة.

إنها ليست مجرد معركة صواريخ وطائرات مسيّرة، بل معركة اقتصادية، وأمنية شاملة، تهدد باندلاع أزمة غذائية عالمية، ربما تكون أشد فتكًا من المعارك العسكرية ذاتها. ومع كل هذا، لا يزال البعض يتعامل مع الزراعة كخيار هامشي، وليس كقضية مصيرية تمسّ بقاءنا وكرامتنا.

ما نشهده من تصعيد في المنطقة يُنذر بشلل حقيقي في سلاسل التوريد الدولية، وتقلبات في أسعار الغذاء، وارتفاع في تكاليف الشحن والتأمين، خاصة في الممرات البحرية التي يعتمد عليها اليمن لاستيراد ما يزيد عن 80٪ من احتياجاته الغذائية. فهل سندفع الثمن مرتين؟! لقد صمد الشعب اليمني في وجه العدوان والحصار، لكنه اليوم أمام تحدٍّ مصيري لا يقل خطورة: كيف نأمن لقمة العيش ونحن نواجه عدواً لا يرحم؟!

الأمن الغذائي لم يعد رفاهية حكومات، بل ضرورة حياة للشعوب الحرة. فمن لا يملك غذاءه، لن يمتلك قراره، وسيظل تابعًا مهما امتلك من السلاح. ومع استمرار الحصار وغياب السيطرة الكاملة على المنافذ، ومع تسارع الانغلاق الاقتصادي عالميًا، تصبح الزراعة الملاذ الآمن والسبيل الوحيد للنجاة.

تؤكد القيادة الثورية بقيادة السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي مرارًا، أن الزراعة عمود الاقتصاد الوطني، ويجب أن تتحول إلى ثقافة شعب، ومشروع دولة، ومنظومة مقاومة. وقد شدد في أكثر من خطاب على ضرورة التوجه الجاد والعملي نحو الإنتاج المحلي، واستغلال ما حبانا الله به من مقومات وثروات زراعية متنوعة، لتحقيق الاكتفاء الذاتي وتحرير المواطن اليمني من التبعية المهينة.

نحن نملك من الإمكانات ما يكفي لننهض: أرض خصبة، تنوع مناخي فريد، بيئات زراعية متعددة، وأيادٍ عاملة شريفة، وكلها عناصر تمكّن اليمن إذا أحسنّا التخطيط والتنظيم من الوصول إلى مستويات عالية من الاكتفاء الغذائي في غضون سنوات قليلة.

وهذا يستدعي توفير الدعم الكامل للمزارع، عبر التوجيه والإرشاد الزراعي، وإيجاد آليات فعالة للتسويق، وسَنّ سياسات زراعية تضمن الحماية والتشجيع والتحفيز، والعمل دعم الإنتاج المحلي وتخفيض الاستيراد.

وفي الوقت الذي يخوض فيه رجال البحرية والقوة الصاروخية والطيران المسير معركة الكرامة والسيادة في البحر الأحمر، فإن معركة الزراعة لا تقل أهمية، فهي معركة الأرض والمحراث، معركة الخبز والمائدة، معركة التحرر من الاستعباد الغذائي. ولا يمكن لشعب مقاوم أن يكتمل مشروعه إلا إذا أكل مما يزرع، ولبس مما يصنع، واستغنى عن الحاجة للعدو في قوت يومه.

التحرك المطلوب ليس مهمة الحكومة وحدها، بل مسؤولية جماعية: شعب، ومؤسسات، وقطاع خاص، ومجتمع مدني، وعلماء، وإعلام. الجميع مدعوٌ اليوم للانخراط في مشروع الإنقاذ الوطني عبر الزراعة والإنتاج.

نعم، المنطقة تشتعل، وربما تنفجر، ولكن السؤال الأخطر: هل نحن مستعدون؟
لن يكون الجواب صادقًا ما لم نبدأ من الآن بإحياء الزراعة، وتمكين المزراعين ، وتحرير رغيف الخبز من قبضة الاستيراد.
فمن يزرع اليوم... لن يجوع غدًا.

المنطقة تشتعل...فهل نُدرك أهمية الأمن الغذائي قبل فوات الأوان؟

محمد صالح حاتم

بينما تموج المنطقة برياح التصعيد، وتتأرجح ناقلات النفط في مضيق هرمز وباب المندب تحت ضغط الضربات العسكرية، بدأت نُذر أزمة شاملة تُخيم على الأفق. فالحرب التي بدأها العدو الصهيوني ضد أبناء الشعب الفلسطيني في غزة، والتي قاربت عامها الثاني، مخلفةً أكثر من 187 ألف شهيد وجريح ودمار هائل، لم تعد مقتصرة على حدود فلسطين، بل تمددت ألسنتها إلى المنطقة بأكملها، فدخلت اليمن المواجهة بكل شرف ضد العدو الأمريكي والإسرائيلي، وها هي المواجهة تتصاعد بعد العدوان الإسرائيلي على إيران وردّ طهران القوي، وصولاً إلى دخول أمريكا المباشر عبر استهداف المنشآت النووية الإيرانية باستخدام طائرات B2 وقنابل خارقة.

إنها ليست مجرد معركة صواريخ وطائرات مسيّرة، بل معركة اقتصادية، وأمنية شاملة، تهدد باندلاع أزمة غذائية عالمية، ربما تكون أشد فتكًا من المعارك العسكرية ذاتها. ومع كل هذا، لا يزال البعض يتعامل مع الزراعة كخيار هامشي، وليس كقضية مصيرية تمسّ بقاءنا وكرامتنا.

ما نشهده من تصعيد في المنطقة يُنذر بشلل حقيقي في سلاسل التوريد الدولية، وتقلبات في أسعار الغذاء، وارتفاع في تكاليف الشحن والتأمين، خاصة في الممرات البحرية التي يعتمد عليها اليمن لاستيراد ما يزيد عن 80٪ من احتياجاته الغذائية. فهل سندفع الثمن مرتين؟! لقد صمد الشعب اليمني في وجه العدوان والحصار، لكنه اليوم أمام تحدٍّ مصيري لا يقل خطورة: كيف نأمن لقمة العيش ونحن نواجه عدواً لا يرحم؟!

الأمن الغذائي لم يعد رفاهية حكومات، بل ضرورة حياة للشعوب الحرة. فمن لا يملك غذاءه، لن يمتلك قراره، وسيظل تابعًا مهما امتلك من السلاح. ومع استمرار الحصار وغياب السيطرة الكاملة على المنافذ، ومع تسارع الانغلاق الاقتصادي عالميًا، تصبح الزراعة الملاذ الآمن والسبيل الوحيد للنجاة.

تؤكد القيادة الثورية بقيادة السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي مرارًا، أن الزراعة عمود الاقتصاد الوطني، ويجب أن تتحول إلى ثقافة شعب، ومشروع دولة، ومنظومة مقاومة. وقد شدد في أكثر من خطاب على ضرورة التوجه الجاد والعملي نحو الإنتاج المحلي، واستغلال ما حبانا الله به من مقومات وثروات زراعية متنوعة، لتحقيق الاكتفاء الذاتي وتحرير المواطن اليمني من التبعية المهينة.

نحن نملك من الإمكانات ما يكفي لننهض: أرض خصبة، تنوع مناخي فريد، بيئات زراعية متعددة، وأيادٍ عاملة شريفة، وكلها عناصر تمكّن اليمن إذا أحسنّا التخطيط والتنظيم من الوصول إلى مستويات عالية من الاكتفاء الغذائي في غضون سنوات قليلة.

وهذا يستدعي توفير الدعم الكامل للمزارع، عبر التوجيه والإرشاد الزراعي، وإيجاد آليات فعالة للتسويق، وسَنّ سياسات زراعية تضمن الحماية والتشجيع والتحفيز، والعمل دعم الإنتاج المحلي وتخفيض الاستيراد.

وفي الوقت الذي يخوض فيه رجال البحرية والقوة الصاروخية والطيران المسير معركة الكرامة والسيادة في البحر الأحمر، فإن معركة الزراعة لا تقل أهمية، فهي معركة الأرض والمحراث، معركة الخبز والمائدة، معركة التحرر من الاستعباد الغذائي. ولا يمكن لشعب مقاوم أن يكتمل مشروعه إلا إذا أكل مما يزرع، ولبس مما يصنع، واستغنى عن الحاجة للعدو في قوت يومه.

التحرك المطلوب ليس مهمة الحكومة وحدها، بل مسؤولية جماعية: شعب، ومؤسسات، وقطاع خاص، ومجتمع مدني، وعلماء، وإعلام. الجميع مدعوٌ اليوم للانخراط في مشروع الإنقاذ الوطني عبر الزراعة والإنتاج.

نعم، المنطقة تشتعل، وربما تنفجر، ولكن السؤال الأخطر: هل نحن مستعدون؟
لن يكون الجواب صادقًا ما لم نبدأ من الآن بإحياء الزراعة، وتمكين المزراعين ، وتحرير رغيف الخبز من قبضة الاستيراد.
فمن يزرع اليوم... لن يجوع غدًا.


>>Click here to continue<<

منبر الحقيقه




Share with your best friend
VIEW MORE

United States America Popular Telegram Group (US)